صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الرؤية الجيبية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتساءلون عن رؤية الأحزاب والفئات التي تتمسك بالكراسي , ويقولون أنها بلا رؤية , وفي واقع الأمر أن الرؤية واضحة وجلية وهي جيبية , وليس المقصود بها جيب الزاوية , وإنما العِب والخُرِج وغير ذلك من حاويات النقود والأموال والذهب , فالبنوك جيوب والسراديب جيوب والحسابات السرية جيوب , وغيرها الكثير جدا من صنوف الجيوب المعاصرة.

وهذه الرؤية الجيبية تعني أن الذي في الكرسي يسعى للإستحواذ على ما يستطيعه من الأموال ودحيها في جيبه الخاص المتنوع الأوصاف.

ولهذا فأنها رؤية إستشرت وإستفحلت على مدى عقدٍ ونصف , وأضحت آلية تفاعلية تدعو للإفتخار والتباهي والتعالي والتحكم بمصير الناس , ومنها إنطلقت السلوكيات المشينة بأنواعها , ويأتي في مقدمتها الفساد والإفساد والمتاجرة بالدين.

فالهدف عند كل حركة أو فئة أو حزب هو النهب وأخذ الأموال , والعلة أن الناس تصفق لهم وتهلل , وما سألتهم عن رؤيتهم وبرامجهم , فهم يُنتَخبون بلا إلتزامات ووعود برامجية تسوّغ أو توجب إنتخابهم , ووفقا لذلك تتعزز آليات الرؤية الجيبية وتتنامى أحزابها وفئاتها.

فهل سمعتم بمرشح تم إنتخابه على ضوء برنامجه الذي يسعى لإنجازه؟

وهل قرأتم عبارة واحدة تشير إلى أن المرشح عنده هدف وطني وإجتماعي؟

إنها مجرد أسماء مزوّقة وفئويات منمّقة ومحاصصات مسوّقة , وفتاوى تأمر الناس بالإختيار وفقا لأرباحها من تجارتها بالدين والمذهب , فالفتاوى صارت وسائل إرتزاق تدر أرباحا خيالية , فأسواقها رائجة مادام الناس مستعبَدون وخانعون ومملوكون من قبل هذه العمامة أو تلك.

فلا ديمقراطية ولا حرية ولا حقوق إنسانية في مجتمعات تذعن للرؤية الجيبية ولا تتساءل عن الرؤية الوطنية , والمشاريع التي تهدف إلى خدمة المواطنين.

ولذلك فأن لوم الكراسي لعدم قيامها بتقديم الخدمات وإنجاز المشاريع لا قيمة له ولا معنى , لأن الذي يلومهم هو الذي أتى بهم بلا رؤية وطنية ووضعهم في مناصبهم بلا هدف , وبعد ذلك يريد أن يملي عليهم أهدافا لم يُنتَخبوا لإنجازها , وإنما لكي يمثلوا هذه الفئة أوتلك وحسب وفقا لما تستوجبه آفة المحاصصة الرهيبة , التي إرتضت بها جميع الأطراف التي تدعي رفضها وقد أقرتها بدستور وتأبى أن تلغيها أو تزيلها من مواده.

ووفقا لهذه الآفة فلا قيمة للوطن والمواطنين وإنما القيمة العليا للفئة وما تستحوذ عليه من المال والممتلكات , وما تضعه في حسابتها الخاصة.

فالقوة قوة جيبية , والقيمة قيمة جيبية , فانتخبوا جيوبهم وأفرغوا جيوبكم , وتلك حقيقة ما يتأكد في دياركم , فهل من رؤية بلا جيوب؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/30



كتابة تعليق لموضوع : الرؤية الجيبية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net