صفحة الكاتب : وكالة نون الاخبارية

الصافي من الحرم الحسيني :المشكلة ليست في الشعب وإنما في عقول بعض الساسة المرضى ولسان حاله إما أن أكون أنا أو لا!!
وكالة نون الاخبارية

تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 27/محرم/1433هـ الموافق 23-12-2011م عن الأحداث الأخيرة التي شهدها البلاد بعد أن ترحم على الشهداء الأبرياء العزّل وتضرع لله تعالى أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، مؤكدا إن هذه الأمور التي نتناولها لا نعني بها شخصا محددا بقدر ما نعالج لحالة مهمة لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام.

ولفت سماحته إن الكثير من الساسة عندما يمرّ بهم ظرف كهذا يبدأون بالاستنكار والإدانة وهذا لا يسمن ولا يغني من جوع ، فالاستنكار والإدانة لأشخاص داخلين في الدولة .. والدولة تتكون من جهاز تنفيذي وتشريعي وقضائي .. هذا الاستنكار وفي بلد هم مسؤولون عنه حقيقة يُضعف همّة المسؤول عن ملاحقة الجريمة ويعتبر نفسه قد سجل موقفاً وكأن الذي عليه قد أدّاه.

وتساءل إلى أين نسير مع هذه الدماء المسفوكة وبهذه الطريقة ومع أوضاع البلد غير المستقرة؟؟! وما هو الطريق الذي نسلكه؟ وما هو الأمل وما هو الأفق الذي نراه ؟! الشعب العراقي يسأل من هو العدو ومن هو الصديق؟ وهذا السؤال يحتاج إلى جرأة من المسؤول أن يبين ! فالمنظومة السياسية كيف بدأت والى أين ستنتهي !! من يجيب على هذه التساؤلات؟.

وفي معرض إجابته عن تلك الأسئلة وغيرها قال سماحته: عندما نؤسس في أجهزة الدولة لحماية مفسد ماذا تكون النتيجة ؟! عندما نؤسس لصناعة أشخاص ليس لهم أهلية إلى أين سنصل بالنتيجة ؟! عندما يأتي مزوّر ونحاول أن نوجد مبررات للمزوّر، وعندما نؤسس لحماية أمور هي قطعاً خاطئة بمعنى الكلمة وعندما نؤسس لتناحرات سياسية وندفع باتجاه الأزمات فأين تسير بنا العجلة ؟؟!

وأضاف عندما نؤسس إلى إطلاق سراح قتلة مجرمين تحت عناوين شتى إلى أين تؤدي بنا النتيجة ؟؟ وعندما نؤسس إلى شخصيات سياسية يُفترض أن تكون مع العملية السياسية بعد أكثر من 4 عقود من الظلم والدكتاتورية والمقابر الجماعية والسجون؟! وعندما نؤسس لحماية من يطعن بالعملية السياسية وهو فيها إلى أين تسير الأمور؟!

وتابع سماحته نحن ندعو إلى وحدة البلد والى إلغاء الخصوصيات في مرتبة العمل بمعنى عندما يأتي الشيعي أو السني أو الكردي في مقام العمل ينبغي أن يعمل للبلد من دون أن تظهر هذه الخصوصيات على سلوكه .. نعم يحتفظ بها ضمن خصوصياته لكن في مقام العمل وفي خدمة البلد ينبغي أن يتجرد عنها، وإذا لم يتجرد عنها في مقام العمل سيؤسس إلى فوضى وتخندقات وهذا الذي حصل والآن هذا الذبح الذي يطال الأبرياء ما هي الرسائل التي يريد أن يوصلها هؤلاء القتلة ؟!

واستطرد سماحته عندما يؤسس إلى ما يسمى بحقوق الإنسان وتأتي لجان حقوق الإنسان إلى السجين والقاتل والمجرم وتحاول أن تدافع عن كل حقوقه وفي المقابل تحاول أن تساعد على قتل وإهمال الضحايا، ماذا ستكون النتيجة؟! عندما نقسم أن نتعامل بالقانون في اليد اليمنى وان نسرق باليد اليسرى، ماذا تكون النتيجة؟! عندما نقول لابد من علاقات طيبة مع الجوار وفي الوقت نحب أن نأخذ التعليمات والأوامر من دول الجوار ماذا تكون النتيجة؟! هل تكون النتيجة مواطنة صالحة!! عندما يصرخ اليتيم والمريض والأرملة لا نرى أي سامع أو احد يتعامل معهم برحمة، وعُندما يخدش مسؤول ما بشيء بسيط تقوم الدنيا ولا تقعد!

وزاد سماحته عندما تُهدر أموال البلد لا أحد يتألم وعندما نقول يا أيها المسؤول خفّض من راتبك تقوم الدنيا ولا تقعد ! مجلس النواب الآن يمثل القوة التي لابد أن تنهض بالبلد، وعندما نقول لكم انتم تقودون البلد والبلد يحتاج إلى كل واحد منكم ولا ينبغي أن تتعاملوا بأمور مادية، فإنكم تعقدون جلسات سرية لمناقشة مكاسب الأعضاء!! عندما نقول يا أيها المسؤول تفقد الناس وكن ميدانيا ً واجلس مع الناس وتحسس المعاناة .. تجلس في منطقة محمية لا تتأذى ولا تتحس آلام الناس ماذا ننتظر من هكذا تصرفات؟!

ووجه خطابه إلى المسؤولين بقوله: يا معاشر الساسة الحوار لا تجيدوه والتنازل فيما بينكم لا تجيدوه .. كل البلد الآن يعيش حالة خوف ماذا سيحدث؟!! بلد يئن والناس تتطلع إلى حياة جديدة بعد خروج الأجنبي وإذا بمجازر تحدث بهذه الطريقة للعودة بنا إلى الوراء، والساسة تستنكر وتدين يا أخي ماذا افعل باستنكارك وإدانتك !!جئني بالمسؤول وحقق وحاسب ووضح إلى الناس حقيقة ما يجري.

وناشدهم اجلسوا معاشر الساسة ورحماكم بالبلد اجلسوا وتكلموا بكلام واقعي .. انتم تجرون البلد إلى المجهول وانتم تتحملون المسألة !! الساسة بعضهم يتحمل مسؤولية الدماء بطريقة أدائه وكلامه وكأنه يريد أن يعاقب الشعب العراقي!! العراق محط آمال والشعب يريد أن يصنع حياة جديدة فهو ضحى سابقاً ولاحقاً ولا زال مصراً على أن يتعامل مع الأمور بشكل سلمي ويريد تحقيق آماله وطموحاته .. إنه يريد ثمرة من عقد اجتماعات الكتل السياسية، فالمشكلة ليست في الشعب وإنما المشكلة في عقول بعض الساسة المرضى ولسان حاله إما أن أكون أنا أو لا!!.

وتابع كلامه بحرقة ما الذي ينقصنا هل تنقصنا خبرة ! رجال ! مال ! ما هو الذي ينقص؟!! قالوا الأجهزة الأمنية مُخترقة وفلان الفلاني يتعامل مع الإرهاب ماذا نفعل له ؟! وما هي العقوبة التي لابد أن نمارسها بعد أن نعلم انه قاتل ؟! العقوبة هي أن تأتي حقوق الإنسان وتدافع عن قتلة ومجرمين وتغض النظر عن الضحايا والنساء والأطفال والجرحى ..

ونوه سماحة السيد الصافي إنه لا يمكن أن نكيل بمكيالين .. هيبة الحكومة لابد أن تُحفَظ ..جزء من هيبة الحكومة أن تُعاقب المسيء ..لا يمكن أن تختلط الأمور والناس تكون في خوف وقلق، أين هيبة الحكومة ؟! الملف الأمني ليس من الملفات الكمالية ! وقال سماحته إن الناس ممكن أن تصبر على عدم حصولها على قطعة أرض أو قطع الكهرباء أو نقص الخدمات ولكن الدماء لا يمكن أن يُصبر عليها، لماذا لا تتوجه الجهود من اجل حفظ الدماء؟!

وفي الختام توجه سماحته إلى الإخوة الأعزاء بأن وضع البلد يحتاج إلى وقفة وبالدرجة الأساس من الكتل السياسية ومن أركان الساسة في البلد، وقال أنا لا أريد أن اسمي الأمور بمسمياتها ولكن الأمر يعني كل من يتصدى، فاجتماعاتكم لابد من وجود حلول تتفقون عليها، الإتهامات والكلام الفارغ اتركوه جانباً .. نحن بحاجة إلى خلية طوارئ لحل الأزمات، نحن مقبلون على عام جديد يكون هذا العام مبارك وعام نودع فيه الظلم والإرهاب ونستقبل عام جديد بنفس مرتاحة وبتوافق ونوع من الانسجام ولو بالحد الأدنى.

وكالة نون خاص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وكالة نون الاخبارية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/23



كتابة تعليق لموضوع : الصافي من الحرم الحسيني :المشكلة ليست في الشعب وإنما في عقول بعض الساسة المرضى ولسان حاله إما أن أكون أنا أو لا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net