صفحة الكاتب : ادريس هاني

ماذا عن المثقف؟
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وتلك محنة المثقف إن هو ارتقى إلى برجه العاجي مقتوه وإن نزل إلى الميدان أهانوه...إن اختار أن يكون ضدهم أكبروا منه حتى أرش الخدش وإن اختار أن يكون معهم هوّنوا منه صعائب الأمور..تساهم البيئة العربية المحبطة في التنكر لدور المثقف وهو ما أنتج على طول الخط بدائل من نموذج المثقف المزيف الذي يساهم في الرّداءة.. يرعى كل هذا الزّيف على مخلّفات الإمبريالية نفسها..على عولمتها..على تقنية التواصل التي جعلت الرداءة تتواصل أكثر من غيرها..وحوّل الرداءة إلى قرية صغيرة..استغلال الأزمات..الفرص..عالم يتسع للمتملّقين والسماسرة والأدعياء..يصلحون رواية..أو مسلسلا طويلا..جان فالجان الحرفوش..نجوم الخبز الحافي أو الشطار لمحمد شكري.. ليس هناك ما يفيد أن الأمور ستتحول إلى الأحسن..إنها معركة ستستمر..الكل رسم لنفسه هدفا داخل هذه المعركة..هناك من رسم لنفسه نهاية رجل شجاع في رواية حنا مينا وهناك من رسم لنفسه دور القبيح في فيلم الطيب والشرير والقبيح.. هناك في الحقيقة ما يعزز من أهمية عزلة المثقف من هذا الضجيج..من مشهد عبيط..متخم بقلّة الوفاء والجبن والأطماع الصغيرة والكبيرة..عالم يصيبك بعدوى النذالة إن لم تقارعه بقبضة الفتى وعناد الأطفال..لا خيار لك إن نزلت أو عد حيث يجب أن تكون.. في الميدان تراجع منسوب الرجال..فالرجولة وفاء..الرجل لا يطعن من الخلف..ولا يلعب لعبة الجرذان في الثقوب والحفر..ولا يستمتع بوجهين أبهاهما قبيح.. انتهى زمن الكبار..واختلطت الأوراق..الطّيبون وحدهم يعانون..والفساد لم يترك مجالا في البرّ والبحر والثقافة.. ستنتصر النذالة في عالم ليس للعدل فيه سوى استراحة مقاتل..ستنتصر الرداءة..لكن ماذا بالنسبة لمثقف يقرف ملئ ضلوعه من هذا الانحطاط، ويأبى ان يكون شاهد زور في مشاهد المدّعين؟ ماذا حين تتعدى الرداءة نصيبها من الإستفزاز؟...هنا لا أحد يعرف مصير الأشياء............ادريس هاني:20/8/2018


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/25



كتابة تعليق لموضوع : ماذا عن المثقف؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net