صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

إلغاء صبغة المحاصصة
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الروائي وداعية السلام, والمفكر الأخلاقي الروسي تولستوي" الجميع يفكر في تغيير العالم و لكن لا احد يفكر في تغيير نفسه".

اِصطبغت العملية السياسية بصبغة المحاصصة, التي أدت إلى ضعف كافة مرافق الحكومات, فأصبحت الوزارات أشبه ما تكون لمقاطعات إقطاعية, كل وزارة ترأسها عائلة, أو مجموعة لصوص ومقامرين.

عقد ونصف وشعب العراق, لا يسمع غير الشعارات المشوبة بالاتهامات؛ فسادٌ وفشل إدارة وتخطيط, وملفات شبهات فساد, تتراكم على رفوف وداخل أدراج, لجنة النزاهة البرلمانية, أحيل عَدَدٌ منها إلى القضاء, لتنام هناك يغطيها الغبار, بتدخلات من الكتل السياسية المتنفذة, وكأنها تنتظر يوم البعث من تحت التراب.

أثناء دورة الحكم لعام 2014, شاهد المواطن بصيص أمل, فحالة التقشف ألاِقتصادي, ألتي فرضتها الحرب ضد داعش, جعلت من رئيس مجلس الوزراء, ينتفض لإقرار تقليل النفقات الحكومية, ليلغي بعض المناصب العليا, وقسم لا بأس به من الامتيازات, إلا أن ذلك لم يَرق لبعضهم, فألغيت القرارات من قبل المحكمة الإتحادية, ليعود كل لمنصبه! إلا الموظفين والمتقاعدين, ومرضى المستشفيات ومن فُرضت عليهم, رسوم البلديات وغيرها, تحت مُسمى دعم الحشد الشعبي.

انتهت السنوات الأربع وتم التحرير, وشارك المواطن العراقي بمشاركة خجولة, فقد قاطع عَدَدٌ كبير الانتخابات, تحت ضغوط نفسية, لكثرة ممارسات الفاسدين والفاشلين, لصده عن الانتخابات البرلمانية, التي كان هدفها التغير والإصلاح, لتأتي النتائج قوائم, لا ترقى أن تكون أغلبية, وطنية كانت أو سياسية, لتبدأ مرحلة تفاهمات بين الفائزين, تكتنفها تناقضات البرامج, والمفاهيم والأولويات الهامة.

هل سيعتمد الساسة المفاوضون, نفس المبدأ الفاشل بالمحاصصة, والشراكة التي لا تعدو عن كونها, بازار لبيع المناصب, بعدد من الدفاتر الخضراء, ليقبع الفشل والفساد أربع سنوات أخرى؟ وهل سيبقى المواطن العراقي, الذي خرجَ غاضباً, مطالباً بتوفير الخدمات؟ وكم هي المدة الزمنية, التي ستمكث حكومة متناقضة الأطراف؟

هل تستطيع الكتل الفائزة, تغيير ما بداخلها؟ وكيف يتم ذلك دون معارضة قوية, لها القدرة على تنفيذ إعدام الفساد برلمانياً؟ ذلك ما ينتظره المواطن, الذي قد ينفذ صبره, فيهدم كل حَجَرٍ لفقدانه الثقة, بشعارات أغلب الساسة.

يقول الفنان الأمريكي آندي وارهول" يقولون إن الوقت يغير كل شيء، وأقول إن عليك أن تبدأ التغير بنفسك؛ ولا تنتظر الوقت" .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/17



كتابة تعليق لموضوع : إلغاء صبغة المحاصصة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net