انطلاق مؤتمر السيرة النبوية.. ممثل المرجعیة: أفضل ما يجمع المسلمين في هذا الوقت هو النبي الأکرم

تحت شعار: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) وبعنوان: (السِّيرةُ النَّبَويّةُ شِرْعَةٌ رَبَّانيَّةٌ بتوهّجاتٍ إنسانيّة)، أطلقت العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها مؤتمرها الدوليّ الأوّل في السيرة النبويّة الشريفة، وذلك اليوم الخميس (4ذي الحجّة 1439هـ) الموافق لـ(17آب 2018م) وبحضورٍ ومشاركةٍ محليّة ودوليّة.

حفل افتتاح المؤتمر احتضنته قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة وبحضور ممثل المرجعیة و متولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي وأمينها العام السيد محمد الأشيقر وجمعٍ كبير لشخصيّات ووفود دينيّة وأكاديميّة وثقافيّة مثّلت جهات عديدة.

وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار والاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة وممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة السيد أحمد الصافي وقد أخذت منحىً بحثيّاً تمحور حول شخصيّة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) متطرّقاً فيها لجوانب عديدة من حياته الشريفة، وبيّن في معرض كلامه: “لعلّ أفضل ما يجمع المسلمين في هذا الوقت الحسّاس هو الحديث عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ولا شكّ أنّه لا يوجد مثل النبيّ(صلّى الله عليه وآله) من حيث بدأ الله الخلق الى نهايته وهو خاتم النبيّين، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وهو الذي ادّخره الله تعالى ليقول (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ)، وكانت الرّسالات السماويّة بعضها يقدّم ما عنده، لما جاءت به الرسل المطهّرة ممّا أوحى الله تبارك وتعالى إلى أنبيائه الى أن اكتملت هذه الرّسالة الدينيّة الحقّة على يده (صلّى الله عليه وآله)، لذلك كان للنبيّ محطّ بشارة باقي الذين جاءوا الى أممهم فكانوا دائماً يتطلّعون الى ذلك اليوم الذي يأتي فيه النبيّ ويُعلن دينه على أرض البسيطة”.

أعقبت ذلك كلمةٌ للّجنة التحضيريّة للمؤتمر ألقاها بالنيابة الأستاذ الدكتور ليث قابل الوائلي وبيّن فيها: “المؤتمرُ الدوليّ الأوّل هو طليعةُ مؤتمراتنا عن السيرة النبويّة المباركة، وستتلوه مؤتمراتٌ ترفده وتكمل ما شرع به، ولقد كانت استجابة السادة الباحثين تستحقّ الثناء، إذ وصل إلى الدار مائتا ملخّص علميّ من ثمان دول، وحينما انتهى الموعد المقرّر لاستلام البحوث المشاركة وصل عددُ البحوث المستَلَمة إلى واحد وثلاثين ومائة بحث، أُخضعت لتقويمٍ علميّ انتهى إلى قبول ثمانية وستّين بحثاً منها”.

جاءت بعد ذلك كلمةٌ للوفود المشاركة في هذا المؤتمر ألقاها نيابةً عنهم الأستاذ الدكتور حافظ محمد جمال الدين من مصر التي عبّر من خلالها عن شكره وتقديره للعتبة العبّاسية المقدّسة لإقامتها هذا المؤتمر وبهذا التوقيت الذي تُعاني فيه الأمّة الإسلاميّة من تشظّي نتيجة عدم التزامها وتمسّكها بنهج الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلم).

ليتمّ بعدها الإعلانُ عن أسماء الفائزين بالمسابقة التي أطلقها دارُ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لاختيار أفضل عشر رسائل جامعيّة في السيرة النبويّة الشريفة التي أُعلن عنها سابقاً.

وأعقب ذلك افتتاحُ الجلسات البحثيّة للمؤتمر ترأّسها الأستاذ الدكتور سامي الحاج محمود التي استهلّها بحثٌ توسّم بعنوان: (التدوين التاريخي للسيرة النبويّة الشريفة) للأستاذ الدكتور عبد الجبار ناجي الياسري من العراق.

يُذكر أنّ هذا المؤتمر العلميّ هو الأوّل للسيرة النبويّة ويأتي انسجاماً مع ما دأبت عليه العتبةُ العبّاسية المقدّسة من العناية بالقضايا العلميّة والفكريّة على مختلف الأصعدة، وإقامة المؤتمرات العلميّة التي تتناغم مع الهموم والأزمات الفكريّة الراهنة؛ لتستنفر عقول الباحثين من أجل النظر في السيرة النبويّة، ورصد ما يُمكن رصدُه وصولاً إلى القول الفصل في سيرته المباركة، بوصفها موجّهاً فكرياً تتجلّى عبرها معطيات فكريّة واجتماعيّة لها أثرها في تحديد ملامح القضايا الإسلاميّة المعاصرة وتوجيهها على نحوٍ يتطابق مع الموجّهات القرآنيّة.

كّدت اللّجنةُ التحضيريّة للمؤتمر العلميّ الأوّل في السيرة النبويّة الشريفة الذي تُقيمه دارُ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) في العتبة العبّاسية المقدّسة والذي انطلقت فعاليّاته صباح اليوم الخميس (4ذي الحجّة 1439هـ) الموافق لـ(16آب 2018م)، أنّ شخصيّة الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) كانت وستبقى مصدراً لوحدة هذه الأمّة، ومناراً رفيعاً لشموخها وكبريائها، ومفخرةً للإنسانيّة.

جاء ذلك على لسان عضو اللجنة الأستاذ الدكتور ليث قابل الوائلي الذي بيّن كذلك: “هذا المؤتمر العلميّ العالميّ الأوّل الذي تُقيمه دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم) هو مؤتمرٌ تمتزج فيه دماءُ الشهادة التي أُريقت في سبيل الله في هذه العرصة المباركة، مع مداد العلماء والفضلاء، لينتج من اجتماعهما خيرٌ لهذه الأمّة، وبركة وتوفيق”.

وأضاف: “لقد كانت شخصيّةُ الحبيب المصطفى(صلّى الله عليه وآله وسلم) وستبقى مصدراً لوحدة هذه الأمّة، ومناراً رفيعاً لشموخها وكبريائها، ومفخرةً للإنسانيّة، وكان فيما قاله وفعله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما تبقى بالإنسانية حاجةٌ ماسّة إليه؛ لأنّ حياته الشريفة كانت تجربةً سامية في استنقاذ الإنسانيّة المعذّبة في كلّ زمان ومكان، كما كانت نهجاً ربّانياً مباركاً أصيلاً يأخذ بيد الباحثين عن حياةٍ كريمة أصيلة وادعة شريفة”.

متابعاً: “وقد أُسِّست دارُ الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) لتأخذ على عاتقها العناية بالسيرة النبويّة المباركة على أساسٍ قرآنيّ مكين، وعلى ما صحّت روايتُه نقلاً وعقلاً، لإعادة كتابة هذه السيرة المباركة، كتابةً تقرّبها من نبض كلّ باحثٍ عن حقيقة، ومن روح كلّ من يأنس في هذه السيرة العطرة فرصةً إنسانيّة ينبغي اغتنامها والتكامل من خلالها”.

وبيّن الوائلي: “المؤتمرُ الدوليّ الأوّل هو طليعةُ مؤتمراتنا عن السيرة النبويّة المباركة، وستتلوه مؤتمراتٌ ترفده وتكمل ما شرع به، ولقد كانت استجابة السادة الباحثين تستحقّ الثناء، إذ وصل إلى الدار مائتا ملخّص علميّ من ثمان دول، وحينما انتهى الموعد المقرّر لاستلام البحوث المشاركة وصل عددُ البحوث المستَلَمة إلى واحد وثلاثين ومائة بحث، أُخضعت لتقويمٍ علميّ انتهى إلى قبول ثمانية وستّين بحثاً منها، وتُضيء هذه الأرقام -حقيقةً- الاستجابة الرائعة من لدن الباحثين الكرام للكتابة عن الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، كما تؤكّد رغبة صادقة عند الكثيرين من المشتغلين بالبحث العلميّ في أن تتّصل جهودهم بخدمة السيرة النبويّة الشريفة، لا سيّما وأنّ هذه السيرة المقدّسة تقدّم لأبناء هذه الأمّة فرصةً حقيقيّة للارتفاع على خلافاتهم، والاتّحاد حول الذات النبويّة الشريفة، حيث الخير، والسلام، والحياة”.

متابعاً: “ولأنّ دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم) تعقد آمالاً على الباحثين الشباب، فقد أطلقت مسابقةً لاختيار أفضل عشر رسائل جامعيّة كُتبت حول الرسول الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، فكان اختيار عشر رسائل مبنيّاً على أساس ما حصلت عليه كلّ رسالة من درجات التقويم السرّي الذي عُرضت عليه الرسائل التي قُدّمت للمسابقة، وسيتمّ تكريمُ الرسائل التي أحرزت المراكز (الأوّل، والثاني، والثالث)، أمّا الرسائل الأخرى فستسعى الدار الى طباعتها أسوةً بالرسائل الثلاث الأول، مع لحاظ أنّ الرسائل جميعها ينبغي أن تساوق المقوّمات الفكريّة والثقافيّة من الثوابت التي تتبنّاها الدار”.

وأشار: “بناءً على مقتضياتٍ تنظيميّة صير الى تقسيم البحوث المشاركة في المؤتمر على قسمين: أحدهما يُلقى، والآخر لا يلقى، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ لجانَ المؤتمر تنظر الى القسمين بمنظورٍ واحد في الاحترام والترحاب، ولكنّها رأت ولأسبابٍ تنظيميّة محضة أن يُلقى قسمٌ ولا يُلقى القسمُ الآخر، وفي الحالتين يبقى لكلّ باحثٍ رصيدُه من المحبّة والشأنيّة العلميّة، وأخيراً: نجدّد الترحيب بكم في رحاب رسولنا الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، وفي رحاب أبي الفضل العباس(عليه السلام) راجين لكم التوفيق والنجاح، وطيب الإقامة، سائلين الله تعالى أن يكون الجهدُ المبذول في هذا المؤتمر ذخيرةً ليوم تشخص فيه الأبصار”.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/16



كتابة تعليق لموضوع : انطلاق مؤتمر السيرة النبوية.. ممثل المرجعیة: أفضل ما يجمع المسلمين في هذا الوقت هو النبي الأکرم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net