صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

عندما يفقد الاعتذار معناه
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعض ممن تم أعدامهم تم ذلك عن طريق الخطأ؛ تشابه في الأسماء، تهمة كيدية ناتجة عن حقد الحاقدين وماشابهها، ثبت بعد ذلك أن البعض منهم ليس له صلة بعمل مناوئ لسلطة البعث لكن تم أعدامهم!

ما كان رد فعل النظام البعثي في وقتها بعد أزهاق أرواحهم، الا ان قدم أعتذاراً لذوي الضحايا "المعدومين"! ما فائدة الأعتذار بعد فوات الآوان.

المشهد تكرر اليوم، بعد مرور خمسة عشر عاماً من سقوط نظام صدام، وما تبعه من أزمات سياسية، نتج عنها أنهار من الدماء، وهدراً للمال العام على يد المُقامرين من تُجار المناصب، أنعكس سلباً على المواطن متمثلةً في نقص الخدمات الأساسية التي تحاكي الفرد العراقي، التي من واجب الحكومة توفيرها دون المطالبة بها؛ الماء والكهرباء والصحة والتعليم والأمن والسكن الكريم وتوفير فرص العمل، والتي كان سبب في عدم توفرها في عاملين رئيسيين هما سوء الأدارة وتفشي ظاهرة الفساد دون محاسبة المفسدين.

ما قيمة العذر بعد فوات الأوآن..

ظهر مؤخراً احد القادة السياسيين الجهاديين من على شاشة أحدى الفضائيات، مخاطباً الشعب العراقي معتذراً لهم، يطلب الصفح عنه، عما جرى من تقصير على مستوى خدمة الوطن والمواطن خلال الخمسة عشر عام التي مضت!

ما فائدة العذر بعد ان فقد معناه، وما قيمته دون ان ترافقه عملية تصحيح للأخطاء المتراكمة للاعوام التي خلت، في إيجاد الحلول الناجعة، لما يعانيه المواطن من نقص في الخدمات، وما قيمته ما لم يساهم في ان يمسح دموع اليتامى ويخفف أنين الارامل والثكالى، وألآم رب أسرة عاجز عن تلبية نداء أفراد اسرته في توفير مستلزمات الحياة الأساسية، بسبب سوء الإدارة والتخطيط في إدارة الملفات التي نتج عنها تفشي ظاهرة البطالة في البلاد.

بعد كل هذه السنين التي مضت، التي رافقتها الاخفاقات المستمرة يطلب العفو ويقدم الأعتذار.. أصبح العذر من قِبل الساسة منتهي الصلاحية، لعدم الجدية في محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، وعدم تمكين المخلصين لخدمة البلاد والعباد، على اثر ذلك فقد المواطن الأمل والثقة في الحكومة والساسةِ معاً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/28



كتابة تعليق لموضوع : عندما يفقد الاعتذار معناه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net