صفحة الكاتب : مصطفى احمد

هيفاء الحسيني ... الأقرب الى الحدث
مصطفى احمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في غمرة التنافس الاعلامي الذي تشهده الساحة العربية والعالمية ، يصبح الحديث عن دور مطلق لوسيلة اعلامية واحدة لقيادة اتجاهات الرأي العام ، امرا غير واقعي . 

لكن هذا لا يمنع من الاشارة الى وسيلة اعلامية معينة تستطيع لفت الانتباه وتستقطب اهتمام وتفاعل الجمهور مع بعض القضايا المطروحة .. 
هذا الحال ينطبق ايضا على الصحفيين والاعلاميين المستقلين والعاملين ضمن مؤسسات صحفية . فالساحة فيها الكثير من الاعلاميين المقتدرين ومثلهم من الساعين لحذب الاضواء وغيرهم من المبتدئين ، وافواج من الطارئين على العملية برمتها . ولن يلفت انتباه الجمهور اي من هؤلاء ، الا بعد جهد كبير ، وربما في استثناءات نادرة يستطيع الصحفي بلمحة سريعة وذكية ، ان يفرض نفسه ويقول كلمته المؤثرة . 
مادفعني لكتابة هذه المقدمة والمقال برمّته ، اعلامية عراقية شابة ، استطاعت ان تلفت انتباه الجميع ، ومنهم صاحب المقال ، خلال تحركاتها لتغطية زيارة رئيس الوزراء العراقي الى البيت الابيض ولقاءاته مع الادارة الاميركية لمناسبة انسحاب القوات الاميركية من العراق .
لقد استطاعت هذه المرأة ان تحقق ماعجز الكثيرون عن تحقيقه لتغطية هذا الحدث ، كما انها انجزت الكثير بوقت قياسي ، وحققت اكثر من سبق صحفي في هذا التحدّي ..
تساءلت في نفسي : من تكون هذه المرأة ؟ وما هي الامكانات التقنية والفنية التي تتوفر لها ، لتتمكن من القيام بكل هذا ؟   
حتى جاءني الجواب ، ليبعث فيّ اسئلة اخرى اكثر تحديا من الاسئلة السابقة . 
كنت اجلس بصحبة مجموعة من الزملاء والعاملين في محطات تلفزيونية ، ومراسلين لصحف عربية ودولية هنا في الولايات المتحدة الاميركية ، عندما أثرت هذه الاسئلة ... 
اخبرني احدهم انها هيفاء الحسيني مسؤولة مكتب قناة الفيحاء الفضائية في واشنطن . وقال الاخر : 
ان لها حضورا كبيرا ورائعا في اوساط الجالية العراقية على امتداد الولايات الاميركية ، في واشنطن ومشغان وكالفورنيا ، واينما وجدت عراقيا من شرق الولايات المتحدة حتى غربها ، فهي تلتقي الناس في اماكن العبادة ، وفي ساحات العمل ، تلتقيهم في الشارع وفي البيوت ، تشاركهم افراحهم ، وتنقل عبر قناة الفيحاء همومهم واشواقهم الى اهلهم في العراق ، لا فرق عندها بين عراقي واخر ، هي تحتضن الشيوخ ، وتبعث الفرحة في وجوه الاطفال ، وتدافع عن حقوق النساء .. هي لاتنتمي الى اي جهة حزبية ، عملها ينصّب في خدمة العراق وقضاياه وتطلعاته .  
ما ادهشني فعلا ، ان الجميع قد اجمع على حبّ هيفاء الحسيني ، والثناء على جهدها . مادعاني الى متابعة نشاطها اكثر ، فرأيتها تنفرد بلقاء رئيس الوزراء العراقي ، في مقابلة حصرية ، لم يستطع غيرها تحقيقها ، في ظل البرنامج المكثّف وقصر وقت هذه الزيارة . 
كنت اراها في كل مكان ، في قاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الابيض ، في مبنى وزارة الخارجية الاميركية ، في مؤتمر غرفة التجارة الاميركية ، وفي اوساط السياسيين وكبار الشخصيات هنا في واشنطن .  وفي كل مرّة كانت تثبت انها الاقرب الى نقل المعلومة ، والأدّق في وصفها ، باسلوب طريّ وناعم يتناسب وجمالها ، وعذوبة روحها ، وصلابة موقفها . 
ماعرفته ايضا عن هيفاء الحسيني انها تعمل في اكثر من حقل ومجال ، فهي لم تختصّ بقضايا وهموم السياسة ، بل عملت على نقل وتشكيل صورة شاملة للعمل الصحفي والاعلامي ، تعمل على الحدث نفسه بغضّ النظر عن اتجاهاته ،  
مأثار دهشتي اكثر ، ان حجم النشاط الذي تؤدّيه الحسيني ، لايتناسب مع الامكانات التقنية والفنية المتوفرة لديها ، مثلما كنت اظن ، فهي امكانات بسيطة ، تقتصر على عدد محدود جدا من العاملين المساعدين ، فلا تملك هذه المرأة مكتبا فخما ، ولا معدات ثقيلة ومتطورة ، ولا رصيدا ماليا مفتوحا ، كما تملك قنوات فضائية اخرى ، هي تملك عقلها ووجهها والكاميرا ، تستثمرها بلا حدود ، لتنتج عملا مبدعا ، وسط ضجيج اعلامي بلا جدوى .  
ان اختيار قناة الفيحاء لهذه الاعلامية المقتدرة لتمثيلها في واشنطن ، كان اختيارا دقيقا وناجحا ، فهي بالفعل وجه القناة المشرق والمبدع هنا في العاصمة الاميركية  ، كما انها وجه للعراق الجديد الذي اتيحت فيه للمرأة العراقية ان تقول كلمتها بثقة  عالية ، واذا كنّا قد رأينا نشاط الحسيني اليوم وما قدمته خلال عملها مع هذه القناة ، فانها بالتأكيد ، وبدليل تفاعلها مع مستجدات الاحداث ، قادرة على العطاء اكثر والتميز على اقرانها اكثر ، اذا ما اتيحت لها امكانات تقنية وفنية اكبر .
ان هناك الكثير مما يمكن ان نقرأه من تجربة الحسيني . فالدقة ، والاخلاص والتفاني في العمل ، اضافة الى النشاط والمثابرة ، عوامل مهمة وجوهرية في نجاح اي صحفي ، تضاف الى الاساسيات الاخرى المعروفة للنجاح  في مختلف مجالات العمل الاعلامي . ويبقى حب الناس هو السرّ الاعظم الذي ما ان حاز عليه الاعلامي ، حتى دخل قلوب الجمهور دون استئذان ، وهو السر الذي تملكه هيفاء الحسيني  ، وتعمل على ديمومته واستمراره عبر قربها منهم ، ومشاركتهم فرحهم وحزنهم . 
فالناس في تجربة الحسيني هم الحدث ، وليس سواهم من يستحق المتابعة والتعب ، وهي لهذا الاقرب الى الحدث بكل جدارة ...   
 
m212000@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/20



كتابة تعليق لموضوع : هيفاء الحسيني ... الأقرب الى الحدث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net