صفحة الكاتب : واثق الجابري

حق التظاهر بين شرطها وشروطها
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يمكن إبطال مواطن صاحب حق بمجرد وجود مندس، مثلما لا يقبل الإعتداء على المؤسسة وهيبة الدولة، نتيجة وجود فاسد أو تعطل خدمة أو فشل مسؤول، كما لا يمكن الجمع بين هدفين متناقضين بتظاهرة واحدة، فيها مواطن صاحب ومندس ساعٍ للتخريب وإشاعة الفوضى.

التظاهر حق وقاعدة لممارسة الشعب حقه والتأثير على القرار بشكل مباشر، لكنه مشروط بهدف الغاية السامية للشعب وإلاّ لأنتفت ممارسته.

لا أحد ينفي وجود الفساد وسوء التخطيط وفشل الحكومات المتعاقبة في إدارة الدولة، كما لا يحق لأحد منع مواطن من الإعتراض على أفعال لا مسؤولة للسلطات، وأدت نتائجها الى تردي الواقع الخدمي، من مشكلات متراكمة لم تفصح عنها الحكومات بصراحة، أو تبحث عن حلول وفق الإمكانيات العراقية أو بالإستعانة بالخبرات الدولية بأموال العراق، بل تجاذب الفعل السياسي بين التبرير والتسقيط وتزوير الحقائق للتغطية على فساد أو سوء إدارة.

الكهرباء واحدة من أهم المشكلات التي ما عاد المواطن يفهم سرها منذ 14 عام، وما أنفق عليها يكفي لبناء منظومة حديثة، وتدعو التسميات الكبيرة للموازنات كل عراقي للتساؤل؛ أين ذهبت الأموال، ولماذا لم تحقق نجاح في قطاع بذاته أو محافظة بعينها؟ لتكون نموذج لبقية مؤسسات الدولة، سوى ملاعب رياضة بإمكانيات عراقية تدلل على إمتلاك البلد على مهندسين مخلصين، وقدرة عراقية على منافسة العالمية.

البصرة كغيرها من محافظات الوسط والجنوب، يعاني مواطنيها شغف العيش وتردي الخدمات والبطالة وإنتشار الأمراض وأزمة سكن، لكن أصابها الحيف أكثر وهي ترى موقعها الجغرافي بين ثلاثة دول وثلاثة محافظات، وتستنشق 80% من مخلفات واردات العراق، ورصيفها على البحر باب لدخول المستوردات وأرباح الشركات وألسنة الماء المالح والرطوبة التي تضرب سكانها مع درجة حرارة منتصف الغليان.

لا يحق لجهة سياسية أو جندة غير معروفة ركوب موجة التظاهر، كما ليس لا يحق لمتظاهر تجاوز القوانين النافذة، والغاية النبيلة وسيلتها نبيلة ومشروعة وكفلها الدستور، على أن تُحدد الجهات المتبنية وققت التظاهر ومكان الإنطلاق الذي لا يؤثر على سير المارة، والفترة الزمنية والعدد التقريبي للمتظاهرين، ليكون واجب الحكومة الحماية وإستلام المطالب من الجهة المعنية، أو التفاوض لإيجاد حلول مقنعة.

عندما يتم الإعتداء على القوات الأمنية في بلد كالعراق، الذي بالكاد وبفعل تعاون شعبه بمعظمه لإستعادة هيبة البلد والقوات الأمنية، وكانت وما تزال تقدم تضحيات، يتبادر السؤال هل يحق لمتظاهر أن يتخذ من مطالبة ذريعة لأثارة الفوضى وإسقاط هيبة الدولة، أو هل يسمح لوجود مندس لإحراف الحقوق عن نصابها؟

المواطن صاحب حق ومصدر السلطات يستطيع إنزاعها متى ما يشاء لمن ينوب عنه، لكن الممارسات التي شابت التظاهرات تدل على خرق كبير خالٍ من العفوية، حينما يُطالب بالحق لمتظاهر وتهان القوات الأمنية، والأولى بمطالب الحقوق أن لا يسمح لمن يحاول تشويه حقه، بالإعتداء على سيادة الدولة، وعلى الحكومة والأحزاب أخذ كل المطالب بعين الجدية وعدم التسويف، وهناك حق ضائع بين تقاطع سلطات الحكومة الإتحادية ومجالس المحافظات، والتقاطع الحزبي بين أعضاء مجلس المحافظة والمحافظ والوزارات، وفي العراق طاقات وكفاءات يمكن أن تنهض بالواقع في حال العمل بجدية وواقعية، والأمن أول الأولويات وبدونه لا إقتصاد ولا عمل ولاخدمة، وما يزال في معركة مع الإرهاب، من لايعرف دوافعها أو لا يؤشر مخاطرها لا يشعر بوطن ولا مواطنة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/19



كتابة تعليق لموضوع : حق التظاهر بين شرطها وشروطها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : منير الخزاعي ، في 2018/07/21 .

والله يا ابا الحسن عجيب امرك هل تعتقد ان اطلاق اسم ابو الحسن على شخصك سيجعل مما تكتب مقبولا ؟؟ هذه الاسماء نعرفها فقد كانت الدوري والعاني والهيتي ثم بعد سقوط صدام تحولت إلى الموسوي والحيدري والياسري وابو الحسن وذو الفقار لما لهذا الاسماء من تأثير على الشيعة . كيف لا ننسى المندسين والبعثيين من ايتام صدام والمنتفعين الذين تضررت مصالحهم بسقوط صدام وننسى تآمر الاكراد والمنطقة الغربية التي ادخلت داعش ؟ كيف تريد لنا ان ننسى ذلك ومؤتمرات عمان واسطنبول هدفها اسقاط الحكومة . التظاهرات حق مشروع ولكن من دون تخريب وقتل . سيقوم ايتام صدام باغتيال بعض المتظاهرين لتأجيج الشارع على الحكومة كما حصل في ليبيا لان الدماء اقوى عوامل التحريك في المجتمع .
ألا ترى ان المنطقة الغربية برمتها ليس فيها مظاهرات ساكته صامتة وكأنها تنتظر امرا لتنقضّ عليه . والله تعرفون الحقائق وتتحاشون ذكرها .

• (2) - كتب : ابو الحسن ، في 2018/07/20 .

سيدي الكاتب
مسرحيه المندسين والبعثيين مسرحيه مكشوفه ومفضوحه
استخدمتها الطغمه الحاكمه للطعن بالمظاهرات
لماذا المظاهرات التي تخرج مسانده لهم لم يندس بها البعثيون والدواعش
لماذا اي مظاهره للشعب ضد حكومتهم الفاشله يندس بها البعثيون ودول الخارج
بل الصحيح ان هذه الاحزاب اللقيطه لديها مجاميعها ترسلها مع كل مظاهره للتخريب والحرق حتى تلاقي عذر لقمع هذه المظاهرات
ثم نقرء عن اعلام هذه الحكومه الساقطه انها القت القبض على المندسين والمغرضين اذن لماذا تطلقون سراحهم اذا كانوا مندين ولماذا لا تظهروهم على الشاشات لكي نعرف من هو ورائهم ومن هو الذي يوجههم للتخريب
هل من المعقول ان جميع الذين ذهبوا للمطار في النجف هم مندسين ومخربين واين كانت القوى الامنيه
اقول لكم الله يلعن امواتكم الله يلعن اليوم الذي جلبكم به بوش لتجثموا على صدورنا لو كان فيكم شريف لاستقال بعد هذه الفضائح لكم من اين لكم ان تعرفوا الشرف ان يومكم قريب مهما اختبئتم في جحوركم في المنطقه الغبراء ومهما قطعتم الغذاء والدواء واخرها الانترنيت يا جبناء يا اولاد الجبناء يومكم قريب انشاء الله






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net