صفحة الكاتب : علي البحراني

المنجل الإخواني
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لماذا يراد بنا كمسلمين ان ننشغل ببعضنا البعض على الدوام ؟ ومن وراء ذلك ؟ وهل نحن هيئنا لنكون ضمن هذه الطاحونة بشكل مستمر ؟ 
كثيرا ما ماكانت ومازالت الماكنات الإعلامية تردد الهلال الشيعي وخطره العظيم ويقصد به (ايران – العراق – سوريا – لبنان ) ولقد صمت آذاننا من هذا الخطر عبر وسائل الإعلام المتنوعة ومن المثقفين والكتاب الذين جندتهم الأنظمة لخدمتها ولتنفيذ ما يملى عليها من الاستكبار ، هل سنرى مصطلح المنجل الاخواني يتداول الآن ؟ ويقصد به ( تونس – ليبيا – مصر – تركيا ) والتي جاءت الديموقراطيات بها إلى سدة الحكم بحكم التنظيم والأغلبية وذلك كما حدث في دول الهلال الشيعي ؟ فالدول التي يتم فيها إرجاع السلطة للشعب وتداولها عبر صناديق الاقتراع حتما سيفوز فيها الأغلبية المنظمة ، فطبيعي أن تأتي نتائج الاقتراع في إيران والعراق بالأكثرية الشيعية هناك كما هو طبيعي في الدول التي أغلبيتها سنية أن يفوز فيها إحدى الفصائل السنية من سلفية بكل أفرعها أو إخوان فهل سنرى الماكنات الإعلامية التي سخرت إمكاناتها لتسليط الضوء على الهلال الشيعي ستقع في كمين الفرقة والطائفية وتتحدث عن المنجل الإخواني ؟
إن وجود حرية وكرامة في أي قطر من أقطار العالم يؤول الحكم لفترة لفصيل من فصائل توزيع الناس هناك ، وهذا ليس عيبا ولا سوء بل هي الديموقراطية التي يمقتها من تسلطوا على رقاب الناس عنوة وقسرا وظلما واظطهادا وأعادوا برمجة تفكير الناس إلى شرعنة ما يمارسونه من استعباد للناس وانتهاك حرماتهم ، إن وصول أيا كان للحكم عبر اختيار الناس وبحريتهم يعني احترام النظام والقانون الذي يكفل لكل فرد على ذلك القطر حقوقا وكرامة مهما كان دينه أو مذهبه أو انتماءه ووجود القانون الرادع لكل من يحاول نبز أو اقصاء أو تمييز بين افراد الوطن هو المظلة التي يستظل بها المواطن هناك ضد كل ما يعكر صفو حياته أو يجعله في حالة حنق وغضب يتحين الفرصة لأسترداد كرامته المهدرة ، إن عدم افشاء العدالة الإجتماعية وتكأفؤ الفرص هو وقود ثورات الوطن العربي والرياح التي تهب على الأوطان لإزالة براثن التسلط والاستبداد والإستئثار بالمناصب على فئة دون فئة أو مذهب دون آخر أو دين على دين .
فالحصن لكل الحكومات هو كفالة حرية الناس وإرساء العدل والمساواة بين جميع أفراد الوطن وسد جميع الثغرات التي من الممكن أن تستغل لنحتها حتى تكون فجوات وكهوف من المستصعب أن تسد إلا بإرجاع السلطة إلى الشعب من جديد كما فعل المصريون في ميدان التحرير والذي أصبح مكان انتزاع الحقوق المسلوبة من أيا كان سلميا ، فالناس هناك خلعوا ثياب الخوف والخنوع ولبسوا ملابس الشرف والحرية وجعلوا منبرهم ميدان التحرير الذي يوصلون عبره رسائلهم السلمية إلى كل من يحاول اختطاف ثورتهم .
الشعوب العربية ملت الخنوع والضيم ونزلت للميادين لاسترجاع حقوقها وثرواتها التي طالما سلبت من بين جنباتها ولن تقبل باختطاف ثوراتها من أيا كان ومن يعتقد أن الأمر آل إليه بعد سقوط طاغية قبلة ليمارس طغيان بشكل آخر هو يغفل تجارب من قبله ويقفل على قلبه بوثير السلطة التي لم يعتبرها تكليف وخدمة لشعبة ، من يعتقد أنه يستطيع أن يسلب الناس حقوقهم واهم حتى لو تمكن من ذلك فسيكون مؤقتا جدا لأن الناس تمرست الحرية وشمت عبقها وستناضل من أجلها ، فلا يسرقن حاكما لقمة سائغة من شعبة لإشباع غرائزه لأنه بذلك سيحكم على حكمه بالانتحار إن عاجلا أو آجلا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/19



كتابة تعليق لموضوع : المنجل الإخواني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net