صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

من حق السيد العبادي ان يغضب
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من حق السيد العبادي , الشهداء من القوات العراقية المسلحة وقوات الحشد الشعبي في جنات النعيم , جرحى القوات المسلحة و قوات الحشد الشعبي, المقاتلين الغيارى على سواتر القتال مع تنظيم داعش المجرم , ذوي الشهداء والجرحى , و المواطنين الشرفاء والذين همهم نجاح التجربة العراقية الديمقراطية الغضب على مزوري الانتخابات , بل رفضهم ورفض احزابهم وتكتلاتهم وايداعهم السجن , لان عملية التزوير كانت إهانة لكل من شارك فيها , تزوير لإرادة  المواطن , واستهزاء بالعملية السياسية , ومن يريد الاستهزاء بالعملية السياسية يجب ان لا يكون واحدا منها .

جميع الدول المتقدمة وغير المتقدمة , الصغيرة والكبيرة , الرئاسية و البرلمانية تنجز فرز أصوات المنتخبين في يوم الانتخابات او اليوم التالي . تركيا أعلنت من الفائز في الانتخابات الأخيرة في نفس يوم الانتخابات , وكذلك المكسيك , و من قبلها ايرلندا , الا العراق , لقد انتهت شهرين منذ يوم الانتخابات ولم يحدد لحد الان يوم الانتهاء من إعادة العد والفرز . لقد استعمل العراق احدث التقنيات من اجل الإسراع في العد و الفرز , وإعلان النتائج النهائية , والكن المستهزئون بالعملية السياسية وبعقل  المواطنين الذين شاركوا في الانتخابات قاموا أولا بتحطيم جزء من هذه الأجهزة في مخازن تجارة الكرخ , ومن ثم تحطيم المتبقي منها لاحقا ,لا لسبب الا من اجل إخفاء عملية التزوير التي قاموا بها .

أقول من يقوم في مثل هذه الاعمال الشنيعة , هل سيكون امين على أموال الدولة وهو يحطم أجهزة التصويت التي كلفت الملايين من الدولارات اخذت من افواه الشعب العراقي؟ كيف ان يؤتمن حزب معين او كتلة معينة على قيادة البلد وهي جاءت بالتزوير الى سدة الحكم ؟ كيف ستحمي البلاد والعباد من أعداء الداخل والخارج وهي جاءت الى الحكم بالباطل ؟ كيف ستتعامل مع القوى السياسية الأخرى وهي من استحوذت على جزء من أصواتهم ظلما وزورا , وكيف ستحمي النظام الديمقراطي من اعداءه في الداخل والخارج وهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولعبتها اصلا؟ وكيف ستكون علاقاتها السياسية الخارجية والعالم يعرفهم انهم جاءوا الى السلطة  بالغش والتزوير ؟ من سيحترمها ؟ من سيثق بها ؟ من سيؤمن من شرورها ؟ كيف ستحقق مطالب الشعب العراقي بتوفير عمل , امن , وخدمات؟

أقول , اليس ان تزوير الانتخابات كانت خيانة الى دماء الشهداء التي سقطت منذ التغيير والحد الان على يد الإرهاب من القاعدة و داعش ؟ اليس ان تزوير الانتخابات خيانة الى شهدائنا و جرحانا من القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي ؟ اليس ان تزوير الانتخابات يعني ان الجهة المزورة لا يهمها اختيار المواطن لقادته ؟ اليس ان تزوير الانتخابات رسالة تقول للمواطن العراقي  لا نحتاج لمشاركتك في الانتخابات , ونحن من يقرر من يحكم العراق ؟ اليس ان تزوير نتائج الانتخابات يقول ان هناك قوة سياسية غير منضبطة بل مستهترة بالمجتمع العراقي بدون حساب ؟ من سيحمي المواطن العراقي من قوة سياسية تستطيع تزوير الانتخابات العامة بعد ان صرفت الحكومة عشرات الملايين من الدولارات وهيئت جميع ملتزمات نجاحها ؟

 ان صح الاتهام بالتزوير بعد العد اليدوي , فان العراق والعملية السياسية في خطر كبير , ويصبح المثل الدارج " حاميها حراميها " هو المثل الأعلى . وبذلك فان وصول هذه القوى الى سدة الحكم يعني اقرا  على العراق سورة الفاتحة , لا تقدم اقتصادي ولا امن , ولا خدمات . من يأتي الى الحكم بالتزوير لا نامل منه الا السرقات , نشر ميلشياته القاتلة لقتل المواطنين الشرفاء من يؤمن بالديمقراطية والعدالة , والعقود الوهمية لأعضائه و ذويهم و اصدقائهم , وطالما وان هذه القوة جاءت بالتزوير فستكون سعيدة ان تكون ذيل للدول التي لا تريد الخير للعراق من اجل استمرارها في السلطة.

لقد أضاع أئمة التزوير بهاء و لمعة إنجازات عظيمة تم إنجازها في السنوات الأربعة الماضية في العراق ادهشت المراقبين الدوليين وكسبت الثناء والتقدير من قادة العالم . منها :

1. القضاء على تواجد داعش الاجرامي  العسكري في العراق في وقت قياسي اذهل الاكاديميات العسكرية العالمية.

2. القضاء على فتنة التقسيم بطريقة سلمية قل مثيلها في العالم , وبالتأكيد في تاريخ العراق.

3. نجاح العراق الانفتاح على العالم العربي والعالمي واصبح العراق مكة لقادة العالم .

4. نجاح الحكومة في إدارة الاقتصاد الوطني بعد ان تدحرجت  أسعار النفط في الأسواق العالمية من 140 دولار الى اقل من 30 دولارا للبرميل الواحد بعد منتصف عام 2014. لقد تقشف العراق من ناحية العمران و التعين , ولكن لم يقف من دفع رواتب موظفي الدولة والصرف لإدارة العمليات العسكرية لدحر تنظيم داعش .

الان , الا تشاركني الاعتقاد ان من اشترك في تزوير نتائج الانتخابات لا يستحق ان يكون جزء من العملية السياسية ويستحق غضب الله والعباد والعبادي؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/17



كتابة تعليق لموضوع : من حق السيد العبادي ان يغضب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net