صفحة الكاتب : مرتضى الجابري

مشروع افساد الشعب
مرتضى الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل المعالجات لا تأتي جرعة واحدة، ولو جاءت دفعة واحدة تفسر طبياً بالفشل الطبي، وحالها ينطبق على كل الممارسات ومنها المجتمعية والسياسية وغيرها، ولو سألتني بحب الديمقراطية سأجيبك بعشقها، لكن لو كنت صاحب قرار بعد (2003) لما سمحت بدخولها.

ليس معقولاً ان تعطى جرعة الديمقراطية الخطرة بلقاح واحد، لشعب تخرج من مدرسة العنف! واي مدرسة، عمرها نيف وثلاثين عاما، أجيال تدرس أخرى على مظاهر القوة وتغليب العشائرية في هروب صارخ للقانون امام هذه الممارسات الفاقدة لحيوية الشعب، وميكانيكية تحضره.

قرأت مداخلات وقراءات من هم ذا سبق صحفي في قضية مظاهرات البصرة، وتعمدت التأخير لأني قدت جولة استطلاعية للآراء والحقائق، المظاهرات يا سادة لا تخلو من الحقوق لكنها فقدت حقوقها بفوضويتها، فنحن لا نملك خلية سياسية تقدم استقالاتها امام المتظاهرين لكن نتظاهر وننتظر تحقيق المطالب، ولعلها احدى عقوبات تمكيننا للسارق الفاسد.

من آثار إعطاء الديمقراطية جرعة واحدة، لم يتم معرفة طبيعة التظاهر، فالدول المتحضرة والفاهمة للديمقراطية، يكون التظاهر بها لا يضر بمقدسات الشعب وهنا اقصد ممتلكاته وثرواته، فنرى هناك وقفة احتجاجية امام مبنى الحكومة تنديداً بعمل ما، مع وضع جدوى للحلول، يقابلها قبول حكومي، اما تستحل حقلاً لاستخراج ثرواتُ هي اصلاً ملكاً لكل الشعب والتهديد بتعطيلها، اراها إساءة لقداسة الديمقراطية.

الأرض التي فيها الحقول اتضح انها كانت سابقاً عبارة عن اهوار، وبعد تجفيفها من زمرة البعث المتسلطة قطنها بعض الأهالي ثم تركوها لعدم توفر وسائل العيش، وبعد سقوط الصنم واحياء هذه الأراضي كحقول نفط، استطمع الأهالي بها وطلبوا تعويضاً وعوضوا واشتغل بها عدد كبير من ابناءهم، لكن احد المطالبات اليوم إفراغ هذه الحقول من العاملين من غير أبناء البصرة، من مهندسين وفنيين وغيرهم، وهذه حركة سمجة لا تخلو من اجندات تحركها من حيث لا يشعر المتظاهر نفسه، للإطاحة باللحمة المذهبية بين أبناء المحافظات الجنوبية (الشروكية).

الأخطر من هذا ان يسحق المسؤول على فقرات القانون، وهو يجند العشائر ويبث روح السيادة العشائرية، ومن رأي الفيديو الأخير لمحافظ البصرة اسعد العيداني في ديوان احد شيوخ العشائر يفهم ما اقصده، فالحكومة هي من وضعت رجل الامن في هذا المكان وقد اعطته صلاحيات حماية الموقع، تم يتم اعتقاله وتوعد العشائر بتسليمه إياها، والسبب انه حاول حماية موقع تكليفه، وهذه اماتة حقيقية لدور بسط الامن وحماية رجل الامن.

خلاصة القول: التقصير حكومي شعبي بحت، فالبصرة لا تستحق هذا الهجران الحكومي الصارخ، ولا هذا الجفاء الشعبي المعلن، فأنا على يقين كل المتظاهرين من المتجاوزين على الشبكة الكهربائية، وهذا بحد ذاته لا يساعد على استقرارها، قبل السلام: التعاون الشعبي الحكومي وحده كفيلاً بحل مشكلة البصرة وما ثروات البلد الا امانة في عنق كل حريص على الوطن عامة والبصرة خاصة، والتظاهر امامها وتعطيلها تعطيل للوطن.

سلام.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/11



كتابة تعليق لموضوع : مشروع افساد الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net