صفحة الكاتب : نزار حيدر

   لا نُريدُ مِنكُم تَوصِيفاً، تحمَّلُوا المَسؤُولِيَّة! مَعرَكَةُ ترامْب لَيسَت مَعَ طَهرَان!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ١/ إِنَّ مُهمَّة النَّائب تحمُّل المسؤُوليَّة وليس التَّوصيف لِما حصلَ ويحصل!.
   والمسؤُوليَّة الدُّستوريَّة التي تقع على عاتقهِ على مُستويَين؛
   المستوى الأَوَّل هو تحقيق وحِماية مصالح الوطن والمُواطن من خلال التَّشريعات التي تحقِّق ذلك.
   المُستوى الثَّاني هو تحمُّل مسؤُوليَّة الفشل إِذا نتجَ عن التَّشريعات أَو بسبب التَّقصير في الرَّقابة والمُحاسبة والمساءلة.
   ٢/ منذُ الإِعلان عن نتائج الانتخابات النيابيَّة الأَخيرة ولحدِّ الآن لم نسمع من النوَّاب الَّا التَّوصيفات المُملَّة والمكرَّرة لما حصل فيها من فشلٍ فضيعٍ سَواء على صعيد عمل المُفوضيَّة أَو على صعيد النَّتائج وما رافقها من طعونٍ فضيعةٍ!.
   لا أَحد منهُم تحدَّث عن مسؤُوليَّتهِ المُباشرة في كلِّ الذي حصلَ ويحصل! فكلُّنا نعرف جيِّداً بأَنَّ المُفوضيَّة وقانونها وتشكيلها ومهامَّها وكلُّ ما يتعلَّق بالعمليَّة الإِنتخابيَّة هو نتاج تشريعات أَقرَّها النوَّاب حصراً وليسَ المُواطن العادي ولا حتَّى الحُكومة! ما يعني أَنَّ التَّشريعات حصراً وليس أَيِّ شَيْءٍ آخر هي المسؤُولة المُباشرة عن كلِّ المُخرَجات التي رافقت العمليَّة الانتخابيَّة! فلماذا لا يقِرُّ النوَّاب بمسؤُوليَّتهم؟! وما هذا النِّفاق الذي تلفَّعوا بهِ لإِسقاط المسؤُوليَّة عن كاهلهِم وإِبعاد الشُّبهات التي تحومُ حولهُم! وسعيهم لخداعِ الرَّأي العام وكأَنَّ جيشاً من الجنِّ أَو الملائكة هو الذي فعلَ كلَّ هذا بالعمليَّة الإِنتخابيَّة!.
   كلُّنا نتذكَّر ويتذكَّر النوَّاب جيِّداً بأَنَّ البرلمان إِرتكب خطأً فضيعاً عندما أَصرَّ على تكرارِ الخطأ في تسميةِ أَعضاء مجلس المفوَّضين بالمُحاصصة والحزبيَّة والإِنتماءات السياسيَّة ليتجاوز بذلك صفتَها الدستوريَّة [الإِستقلال] رغماً عن أَنف الشَّارع الذي تظاهر وقتها مُطالباً البرلمان بإِبعاد المفوضيَّة عن أَيَّة مُحاصصة! وبالضدِّ من إِرادة المرجعيَّة الدينيَّة العُليا التي دعت وقتها في عدَّة خطاباتٍ إِلى أَن تكونَ مُستقلَّةً بكلِّ معنى الكلمة!.
   وما جرى في الانتخاباتِ الأَخيرة هو نتيجة طبيعيَّة لإِصرار النوَّاب على تكرارِ الخطأ فلماذا لا يتحمَّلون المسؤُوليَّة؟! لماذا يكتفُون بالتَّوصيف المُمِل الذي لا يُغني ولا يُسمن من جوعٍ؟!.
   كم أَتمنَّى أَن يتحلَّى النَّائب بِشَيْءٍ ولو قليلٍ من الشَّجاعة فيبادر ويتحدَّث عن مسؤُوليَّتهِ ويدع التَّوصيف لأَصحاب المُهمَّة من إِعلاميِّينَ وغيرهِم!.
   ٣/ حديثُ زُعماء الكُتل السياسيَّة والتَّحالفات النيابيَّة عن الإِصلاح ومُحاربة الفساد حديثٌ جميلٌ تطربُ لَهُ الآذان وترقص على أَنغامهِ العصافير وتصفِّق لَهُ أَكفُّ الحالمِين!.
   ولكن...
   مَن الذي سيحقِّق ذلك من هؤُلاء الزُّعماء؟! أَوليسُوا هُم أَنفسهم المتورِّطون بالفسادِ المالي والإِداري الذي شهدته البلاد منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن؟! أَوليسُوا هُم أَنفسهُم الذين قادُوا وتزعَّموا التَّحالفات الإِنتخابيَّة الأَخيرة؟! فكيف سيتحقَّق الإِصلاح وفاقدُ الشَّيء لا يُعطيه؟!.
   صحيح أَنَّ كلَّ التَّحالفات الإِنتخابيَّة الأَخيرة حرصت على تقديمِ مُرشَّحين جُدد! ولكن هؤلاء، كالَّذين سبقُوهم، مجرَّد أَدوات تنفيذيَّة للزُّعماء! الذين يتعاملونَ معهُم كراعٍ يهشُّ على غنمهِ في حظيرةِ الحيواناتِ! لا يغيِّر إِستبدالهُم شيئاً!. 
   ٤/ الرَّئيس ترامْب يتحمَّل كامل المسؤُوليَّة عمَّا يجري من تهيئةٍ وإِعداد سواء لخَوض حرُوب النِّيابة في المنطقة اًَو لخَوض حرُوب الأَصالة في العالَم! الأُولى على صعيد الأَزماتِ المُزمنة كملفِّ القُدس والملفِّ النَّووي الإِيراني وملفِّ اليمن وسوريا والبحرَين بالإِضافة إِلى ملفِّ البترُول الذي أَخذ يطفو على السَّطح خلال الأَسابيع القليلة الماضية، والثَّانية على صعيد الحرب التجاريَّة التي تكاد تفلت من عقالِها والتي تُنتج حرب الأَسعار التي ستدمِّر السُّوق العالميَّة بما يؤَثِّر على حياة كلِّ النَّاس في العالَم باستثناء الـ [١٠٪؜] الذين يمتلكُون ثروَاتهُ!.
   ٥/ العنفُ في الولايات المتَّحدة تجارة متورِّطة فيها الإِدارة مع شركات السِّلاح! ولذلك فعلى الرَّغمِ من أَنَّ الرَّئيس ترامب كان يسخر من الرُّؤَساء الذين سبقُوهُ لكونهِم فشلُوا في الحدِّ من ظاهرة إِستخدام السِّلاح بشَكلٍ مُنفلتٍ فكان يعِدُ بتشريعاتٍ لمكافحةِ ذلك، إِلَّا أَنَّهُ للآن لم يفعل شيئاً!.
   فضلاً عن ذَلِكَ فإِنَّ ثقافة العُنف التي يغذِّيها الفنُّ بكلِّ أَشكالهِ وخاصَّةً السِّينما، لَهُ دورٌ واسعٌ في إِنتشار العُنف الذي تضاعفَ في العامَين الأَخيرَين!.
   ٦/ إِذا كان من حقِّ واشنطن عبور البِحار والمُحيطات لتصل إِلى مياه الخليج دفاعاً عن مصالحِها القوميَّة والإِستراتيجيَّة فكيفَ لا يحقُّ لطهران أَن تفعل المُستحيل لحمايةِ أَمنها القومي ومصالحها الاستراتيجيَّة في الخليج والتي لا تحتاج إِلى أَن تعبر شيئاً لتصلَ إِليهِ! فحدودُها مشتركةً معهُ وهي تمتلك أَطولها من بين كلِّ الدُّول الأُخرى المُحاذية لَهُ؟! كيفَ يُجيزُ القانون الدَّولي ذلك لواشنطن ولا يُجيزهُ لطهران؟!.
   ٧/ قرار مجموعة [٥+١] بشأن الملفِّ النَّووي الإِيراني عزلَ واشنطن دوليّاً وأَثبتَ أَنَّ معركة ترامب ليست مع طهران وإِنَّما مع الشرعيَّة الدوليَّة والمُجتمع الدَّولي!.
   كما أَنَّهُ أَبعدَ شبح الحرب عن المنطقةِ لأَنَّ واشنطن لا تذهب لحربٍ لوَحدها!.
   ٧ تمُّوز ٢٠١٨
 
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/09



كتابة تعليق لموضوع :    لا نُريدُ مِنكُم تَوصِيفاً، تحمَّلُوا المَسؤُولِيَّة! مَعرَكَةُ ترامْب لَيسَت مَعَ طَهرَان!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net