صفحة الكاتب : قاسم العجرش

ما هو المصير المفترض لمن لا يصغي إلى المرجعية؟!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خطبة المرجعية في الجمعة الفائتة، تضمنت حديثا مؤداه؛ أنها تخلت عن الشكوى من سوء الأوضاع، أو الإشارة لهموم وقضايا المواطنين، بسبب أن أحاديثها وشكاواها،؛ لم تجد آذانا صاغية.

هذه الخطبة ليست بحاجة الى مفسرين جهابذة، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تقول أن القائمين على أمور العراق؛ في آذانهم وقرأ، وأنهم سكوا أسماعهم عامدين متعمدين؛ ليس فقط عن سماع شكاوى أبناء الشعب؛ أو الأهتمام بشؤونهم، بل هم يرفضون الأستماع الى نصائح المرجعية وما تقول، على الرغم من أن دور المرجعية الدينية، مشار اليه بوضوح في الدستور.

ماذا يعني أن لا يستمع من يجب عليه الاستماع؟! ماذا يعني أن لا يبالي المسؤول الأول في البلاد؛ بشكاوى المرجعية؟ وبالقلم العريض؛ ألا يشكل هذا الوضع الأستخفافي، إنتهاكا دستوريا فجا؟! ألا يُعدُ هذا الحال موقفا لا أخلاقيا؟! ألا يفسر بأنه إستهانة سمجة لا يلبس عليها ثوب؟!

ثم من يكون هذا المسؤول إزاء المرجعية الدينية، حتى  لا يستمع اليها والى شكاواها ونصائحها؟

التفسير المنطقي لهذه الأشارة الواضحة من المرجعية، أن لا مكان في مستقبل العراق، لهذا الذي لا يصغي لصوت المرجعية، وأذا أراد أن يحافظ على ما تبقى من كرامته، فإن عليه الإنسحاب بهدوء، وليرحل الى حيث أتى في 2003، لأن وجوده أصبح عبئا على العراقيين ومستقبلهم، وأن من لا يصغي الى نصائح المرجعية، يعني أنه لا يقر بدورها الأبوي، ومن لا يقر بهذا الدور، فإنه عاق بأقل توصيف.

ما تقوله المرجعية ليس مزحة، أو كلام يلقى على عواهنه، بل هو كلام مدروس جيدا، وموجه بإتجاه معروف لا يقبل إعادة التوجيه، أو إلقاء تبعاته على غير  المقصود..المقصود معروف ومشخص تماما، ولم تعد المناورة تنفعه مهما فعل، ومن الأفضل له أن يمضي بقية عمره في ما يصلح به شأنه، عله يجد لنفسه مكانا بين الصالحين.

القضية كبيرة، وتجاهلها يعقد موقف المعني بإشارة المرجعية الواضحة، وفقدانه لموقعه في خارطة مستقبلنا بات أمرا حتميا، وعلى القادة السياسيين، الذين يجرون مشاوراتهم خلف الأبواب المغلقة، أن لا يفتحوا له بابا قط، فالباب الوحيد الذي يجب أن يفتح له على مصراعيه، هو باب الـVIP في قاعة الشرف بمطار بغداد الدولي، برحلة الاعودة الى ديار الأوفياء المصغين للمرجعية!

كلام قبل السلام: عدم الأصغاء يعني طلمسة الذهن؛ وإلهائهُ عن الدراية الأنسانية والأجتماعية، وإشغالهُ بباطل بواح؛ يعرف الذين لا يصغون أنه باطل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/08



كتابة تعليق لموضوع : ما هو المصير المفترض لمن لا يصغي إلى المرجعية؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net