اتفاق مركل - زيهوفر حول ملف الهجرة ينقذ الحكومة الألمانية ... ويقلِق النمسا
رحّب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتوصل المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر إلى اتفاق حول سياسة الحدّ من الهجرة غير الشرعية، جنّب الائتلاف الحكومي الهشّ الانهيار، لكنه أثار انتقادات من النمسا.
وأشادت مركل بـ «تسوية جيدة جداً» يمكنها «ضبط» طالبي اللجوء، مع الحفاظ على التعاون ضمن الاتحاد الأوروبي وقيمه. وأضافت: «بعد أيام عصيبة ومفاوضات صعبة، أعتقد بأننا توصلنا إلى تفاهم جيد».
وتحدث زيهوفر عن «مفاوضات مكثفة»، وزاد: «لدينا اتفاق واضح حول كيفية منع الهجرة غير الشرعية على الحدود بين ألمانيا والنمسا. الاتفاق متين جداً، ويتفق مع أفكاري، ويتيح لي البقاء على رأس وزارة الداخلية».
في المقابل، أعلن الحزب الاشتراكي، شريك مركل في الحكومة الائتلافية، أنه يحتاج إلى درس الاتفاق قبل الموافقة عليه. لكن أنغريت كرامب- كارنبوير، الأمين العام للحزب، رجّحت أن يدعم حزبها الاتفاق، إذ اعتبرته «حلاً واقعياً تمكن الموافقة عليه».
وينص الاتفاق على نقل أي مهاجر غير شرعي يصل إلى ألمانيا، بعد أن يكون تسجّل في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، إلى «مركز عبور» يُقام على حدود ألمانيا، بدل نقله إلى مراكز إيواء موزعة على أراضيها. وبعد درس ملفه يُعاد إلى الدولة الأوروبية التي أتى منها، في إطار اتفاق إداري معها.
وأبدى يونكر موقفاً إيجابياً في شأن الاتفاق الذي يحتاج إلى دعم دول الاتحاد لإنجاحه، قائلاً: «يبدو لي أنه يتماشى مع قوانين (الاتحاد). لست على علم باتفاق على مستوى الحكومة الاتحادية (الألمانية)، بل باتفاق بين حزبين».
ولفت ديبلوماسيون في بروكسيل إلى أن الاتحاد لا يستطيع رفض اتفاق يعزّز أقوى حكوماته. لكن الحكومة النمسوية أبدت مخاوف، وأعلنت أنها «ستكون مضطرة الى اتخاذ إجراءات من أجل تفادي أي ضرر للنمسا وشعبها»، إذا أقرت الحكومة الألمانية الاتفاق. وأضافت أنها «مستعدة لاتخاذ إجراءات لحماية» حدودها، خصوصاً مع إيطاليا وسلوفينيا.
واعتبرت الحكومة النمسوية أن «الاعتبارات الألمانية تسلّط الضوء مجدداً على أهمية حماية أوروبية مشتركة للحدود الخارجية»، وزادت: «ننتظر توضيحاً سريعاً للموقف الألماني». كما أعربت وزيرة الخارجية النمسوية كارين كنايسل عن غضب فيينا، نتيجة «عدم التشاور» معها.
أما المستشار النمسوي سيباستيان كورتز، فأعلن أنه «يتوقّع مزيداً من التوضيحات» من برلين، محذراً من أن «دولاً أخرى ستردّ مثل النمسا، عبر اتخاذ إجراءات وطنية».
وقال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إن بلاده مستعدة لاتخاذ تدابير مشابهة لتلك الألمانية، ومنع دخول المهاجرين عبر حدودها الجنوبية. وخاطب النواب الأوروبيين قائلاً: «أتعهد أن تبذل الرئاسة النمسوية أقصى جهودها لتعود أوروبا من دون حدود داخلية، على المدى البعيد». واستدرك: «لا يمكنني أن أعدكم متى سيحدث ذلك. لا يمكنني التكهّن هل ستُتخَذ إجراءات وطنية» مشابهة للتي أعلنتها ألمانيا ضد «حركات الهجرة داخل» الاتحاد الأوروبي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat