صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح394 سورة  الرحمن الشريفة
حيدر الحد راوي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ{26}

تقرر الآية الكريمة (  كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا ) , المعمورة , (  فَانٍ ) , هالك , من الانسان والحيوان , وكذلك مصير الجمادات الى زوال .   

 

وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{27}

تستمر الآية الكريمة (  وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) , يختلف المفسرون في النص المبارك , فمنهم من يقول :

  1. ذاته . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
  2. وذلك لأنك إذا استقريت جهات الموجودات وتفحصت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها إلا وجه الله أي الوجه الذي يلي جهته . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

(  ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) , ذو العظمة والاستغناء المطلق والفضل العام التام .  

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{28}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{29}

تستمر الآية الكريمة مبينة (  يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) , كل من في السموات والارض مفتقرون محتاجون اليه جل وعلا في ذواتهم وافعالهم وصفاتهم , طلبا للرحمة والمغفرة والرزق والقوة والقدرة ... الخ , والسؤال يدل على الحاجة الى تحصيل شيء , سواء كان نطقا او بلسان الحال , (  كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) , اظهار او احداث بديع لم يكن .        

( عن النبي صلى الله عليه وآله في هذه الآية قال من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين قيل هو الرد لقول اليهود إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا أو أنه قد فرغ من الامر .

عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة رواها في الكافي والقمي قال يحيي ويميت ويرزق ويزيد وينقص ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{30}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ{31}

الآية الكريمة تخاطب الجن والانس (  سَنَفْرُغُ لَكُمْ ) , سنفرغ او سنتجرد لحسابكم وجزائكم , فيعاقب اهل الكفر والمعاصي , ويثاب المؤمنين , وذلك يوم القيامة , لأن فيه تنتهي شؤون الخلق الا الجزاء , يطرح الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج5 طرحا لطيفا " وقيل تهديد مستعار من قولك لمن تهدده سأفرغ لك فإن المتجرد للشيء كان أقوى عليه واجد فيه " , (  أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ) , الجن والانس ,  كونهما مخلوقات عاقلة .       

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{32}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ{33}

تخاطب الآية الكريمة الجن والانس خطابا مباشرا (  يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) , ان تمكنتم واستطعتم الخروج من اطراف السموات والارض هربا وفرار من قضاء الله تعالى وحكمه , (  فَانفُذُوا ) , فأخرجوا , وذلك امر تعجيزي , (  لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) , لا يمكنكم الخروج الا بقوة ولا قوة لكم على ذلك .  

( عن الصادق عليه السلام إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك أنه يوحي إلى السماء الدنيا ان اهبطي بمن فيك فيهبط أهل السماء الدنيا بمثلي من في الارض من الجن والانس والملائكة ثم يهبط أهل السماء الثانية بمثل الجميع مرتين فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجن والانس في سبع سرادقات من الملائكة ثم ينادي مناد يا معشر الجن والانس إن استطعتم الآية فينظرون فإذا قد أحاط بهم سبعة أطواق من الملائكة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .    

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{34}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ{35}

تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة (  يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ ) , لهب النار الخالص بدخان او بدونه , (  وَنُحَاسٌ ) , مذاب , (  فَلَا تَنتَصِرَانِ ) , فلا ينصر بعضكم بعضا او ينتصر له .  

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{36}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ{37}

تضيف الآية الكريمة (  فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء ) , انفرجت السماء لنزول الملائكة او ليوم القيامة , (  فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) , فكانت حمراء كالأديم الاحمر , وعلى اراء اخرى , ان السماء شبهت بالوردة لاختلاف الوانها .

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{38}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ{39}

تستمر الآية الكريمة (  فَيَوْمَئِذٍ ) , ذلك الحين "اليوم" , (  لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ ) , يبين النص المبارك ان لا سؤال في ذلك الوقت , والسبب ان كلا معروفا بسيماهم , او ان وقت المسائلة في مكان اخر كما في قوله عز من قائل { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ }الحجر92 .   

( عن الرضا عليه السلام قال في هذه الاية إن من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .     

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{40}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ{41}

تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة (  يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) , كلا يعرف بسيماه او علامته وهي سواد الوجوه وزرقة العيون , او ما يعلوهم من اثر الحزن والكأبة , (  فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ) , بمقدمات رؤوسهم واقدامهم فيرمون في النار .   

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{42}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ{43}

تستمر الآية الكريمة (  هَذِهِ جَهَنَّمُ ) , يقال لهم تحقيرا وتوبيخا على لسان ملائكة العذاب او بلسان الحال , (  الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ) , مصيرهم فيها ومآلهم اليها , لا يموتون فيرتاحون من عذابها , ولا يحيون فينجون منها . 

 

يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ{44}

تستمر الآية الكريمة (  يَطُوفُونَ بَيْنَهَا ) , يسعون بينها , (  وَبَيْنَ حَمِيمٍ ) , ماء حار , (  آنٍ ) , بلغ منتهى الحرارة . 

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{45}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/02



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح394 سورة  الرحمن الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net