صفحة الكاتب : مصطفى العسكري

 العراق بيت مال الكهنة
مصطفى العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان حزب البعث الدموي يعبد صدام وبنى معابد له في كل مكان. وكهنة هذه المعابد هم أولئك البعثيون الذين خلت رؤوسهم من العقول وخلت ارواحهم من الضمائر. فهم الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل ناعق عملوا بجد وإخلاص لصنمهم الأكبر حيث جعلوا أموال العراق والارواح البشرية فيه هداية وقرابين تحت قدميه! حصار جائر وشعب جائع وامراض فتاكة تدب في أجساد الأطفال والشيوخ بسبب التلوث البيئي جراء الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا التي القتها الدول الاستكبار المتحالفة على العراق بسبب حماقاته وطغيانه وبطشه الذي جعل العراق مدينة اشباح ورعب بعد ان غيب كل المعالم الحضارية والثقافية لتتحول الى تماثيل وصور لصدام وشعارات حزبه العفلقي سجون ومشانق. فجائع في كل بيت اما من الحرب التي صار شباب العراق وقودها او من ثائر رفض الركوع لصدام ولم يعلق صورة ولم يشعر ولم يغني ولم يرسم ولم ينتحت صنما يجسد فيه صدام.
كل تلك المعاناة وذلك الألم وكهنة صدام ينثرون الأموال في الحفلات على الراقصات ابتهاجا بمولد صدام. ثلاثون عاما والعراق ذاق مرارة البؤس والحرمان وهو فيه صنم واحد فكيف الحال اليوم والعراق فيه اصنام اكثر من عدد الاصنام التي كانت حول الكعبة وهدايا وقرابين هذا الاصنام تفوق هدايا وقرابين صدام لان الزمن تغير حيث لكل صنم حاشية من الكهنة درجة أولى وثانية وثالثة ولكل واحدة حساب مفتوح وصلاحيات متاحة تنفق حيث تشاء ولمن تشاء من خزينة الدولة التي صارت بسبب تعددهم وكثرة عددهم الى بيت مال يمول نزواتهم وانفسهم الامارة؟ لكل صنم جريدة وقناة وموقع الكتروني يمجد ويلمع فيه وجه صاحبه فكيف تبقى دراهم ودنانير في خزينة الدولة وكل هذه المصاريف الباهظة والانفس الجشعة التي تجر النار الى قرصها! لقد نسيت؟ اعتذر! انهم لا يتعاملون بالدراهم والدنانير بل بالعملة الصعبة (الدولار الأمريكي).
لقد انقلبت الموازين واطيح بنظام ظالم وبمرتزقته المجرمين وجاء نظام عادل ورجاله الثائرين الا ان الثورة تأكل رجالها بعض الأحيان حيث همش الشعب كما همشه صدام ولولاه لما سقط صدام ولما كبرت هذه الحيتان وكبر فاها ليبتلع العراق بأكمله انه الغرور الذي حذر منه امير المؤمنين (عليه السلام) ولاته في الامصار الإسلامية والفتنة التي ابتلي بها معاوية وهارون العباسي حتى حارب الأول علي (عليه السلام) بجيش جرار راح ضحيته الالاف وقتل الثاني موسى ابن جعفر(عليه السلام) والنتيجة مات علي (عليه السلام) ومات معاوية ومات موسى ابن جعفر (عليه السلام) ومات هارون 
مات العالم العامل ومات الجائر الجاحد ومات الراهب العابد ومات الخمار المتسكع. الموت هو النهاية الدنيوية لكل انسان الا ان الموت في حب وطاعة الله أفضل من الموت بمعصية وجحود وانكار للاوامرالالهية فبقية الامام علي وموسى ابن جعفر (عليهما السلام) حيين في قلب وضمير ووجدان كل غيور وبقيت مبادئهما شعلة تقتبس منها الأجيال للسير على خطاهم في بناء النفس وتزكيتها والارتباط بالله تعالى والسعي لبناء مجتمع ايماني يواجه الاغواء الذي يحدثه أعداء الإنسانية وكذلك بقيت مساوئ معاوية وهارون العباسي منبوذة ومرفوضة عند كل منصف لأنها فتحت الباب للبدع والخرافة لتستشري في الجسم الإسلامي ولذا لعنوا في زمانهم وبعد زمانهم وبقيت اللعنات تلاحقهم حتى قيام الساعة { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ } (سورة الرعد 17) 
ومنذ ذلك الحين صار خطان ممتدان الى يومنا هذا والى يوم القيامة خط الامام علي (عليه السلام) وخط معاوية (لعنه الله) فمن لم يكن في خط الامام علي (عليه السلام) فهو يقينا في خط معاوية شاء ام ابى ولا تشفع له الشعارات التي يرفعها من حبه وولائه للأمام (عليه السلام) لان الحب والولاء يعني الايمان والاتباع والعمل فاذا خالف العمل الايمان يكون الحب هباء منثورا. فيا من ادعيتم حب علي ورفعتم شعار حكومة علي اين أنتم من عليا (عليه السلام) أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ. أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد) 
هل ارجعتم الى الشعب ما صادره الطاغية المقبور من أملاك وعوضتم العراقيين الذين اكتووا بنار صدام وحزبه العفلقي من حقوق وكرامة هل الغيتم ذلك التمايز الطائفي والعنصري الذي كان الطاغية الهالك يتعامل به هل عمرتم هل بنيتم لو ألقينا نظرة على أي محافظة عراقية من الشمال الى الجنوب لم نرى شيء جديد لم تعيدوا ولم تعوضوا ولم تعمروا ولم يتغير شيء الا العناوين والوجوه. فشعار الولاء لمنهج علي خدعة رفعها قبلكم بني العباس وبالتالي حدوا سيفهم برقاب محبيه. علي (عليه السلام) ذلك الامام العادل والأب الحنون والمعلم الكامل والمربي الفاضل بريء من هذه الشعارات التي لا يراد منها الا الحصول على مكاسب سياسية مثل هذه الشعارات لا تنطلي على البسطاء من الناس فاصدقوا مع الله تعالى ومع أنفسكم ومع الشعب لان الدنيا فانية. فشاركوا الناس همومها ولا تغلقوا الأبواب بوجه المحتاجين والفقراء ولا تخونوا الأمانة والعهد وعيشوا مع الناس كما عاش الامام علي (عليه السلام) ان كنتم صادقين فيما تدعون فهكذا كان علي(أأقنع من العيش أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الحياة وأكون أسوة لهم في جشوبة العيش ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع أو لا طمع له بالقرص) .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/01



كتابة تعليق لموضوع :  العراق بيت مال الكهنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net