الآلوسي: فتوى المرجعية بحاجة إلى أن تمتد لتحافظ على النصر وتثبّت الأقدام

فتوى المرجعيّة بحاجة الى أن تمتدّ لتُحافظ على النصر وتثبّت الأقدام، ومرحلة تثبيت الأقدام تابعة للنصر وتابعة للمعركة..”.

هذا ما بيّنه رئيسُ مجلس الرّباط المحمّدي السيد عبد القادر الآلوسي خلال افتتاح مؤتمر جريمة العصر سبايكر المنضوي ضمن فعّاليات مهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة المُقام تحت شعار “النصرُ منكم ولكم وإليكم وأنتم أهلُه”، والتي ممّا جاء فيها أيضاً:

“السلام على الإمام الحسين والسلام على أخيه أبي الفضل العبّاس والسلام على أرواح الشهداء، سلامٌ على أجسادهم وسلام على أهلهم وذويهم وسلامٌ على العراقيّين يوم أن وقفوا للثأر لهؤلاء الأبطال وإعادة العزّة والكرامة الى العراق والعراقيّين”.

وأضاف: “اليوم حقيقةً ونحن نقف في هذه المدينة المقدّسة وفي هذه الذكرى الأليمة، هذا المنعطف التاريخيّ الذي وُضع العراق فيه وهو في الحقيقة أرض المنعطفات التاريخيّة، لأنّه الصانع للحضارات والمؤسّس للثقافات، فحقيقٌ له هذا الذي هو فيه تاريخٌ ومكانة بين الأمم”.

مبيّناً إن “جريمة سبايكر حقيقةً ربّما تكون هي أحد الأسباب التي أعطت الطاقة والاندفاع لما حصل بعد ذلك من تلبيةٍ لنداء المرجعيّة التي هي من أسّست لإيقاف هذه الزمر المجرمة من أن تصل الى بغداد، ثمّ لتحرير المناطق من بعد ذلك، حكمة هذه المجزرة هي قدرُ العراق وهي بدايةٌ لصنع هذا القدر في أن يكون العراق في مكانته بين الأمم، فالشهداء في الحقيقة هم مشروع للعراق وليس مجرّد حادث، اليوم ونحن نقف في هذه الذكرى وفي هذا المكان المقدّس نقول: هل علمنا بخطّة ما بعد النصر التي أرادها الله لنا، وهي تثبيت الأقدام وتثبيت هذا النصر للعراقيّين، الوفاء لدماء الشهداء الوفاء للجرحى هل نعمل اليوم نحن على خطّةٍ تعتمد على مرحلة ما بعد النصر، نعم هناك من يعمل ولكن هناك اختراقٌ كبير يحصل في كلّ مكان في الجبهات، اختراق لا أقصد به فقط الاختراق العسكري ولكن هذه الزّمرة التي قتلت وهذه الزمرة التي هجّرت هي مجرّد آلات قتل وهناك من يحرّكها، هل انتصرنا على مصدر هذه الآلات وعلى المحرّك لهذه الآلات؟! هل نعمل اليوم لنصل الى تلك المصادر فنقتلع تلك المصادر؟!”.

وأضاف إنّ “مصادر هذا القتل فكرٌ في العقول، مصادر هذا القتل تحريفٌ في النصوص، مصادر هذا القتل تشويهٌ للدين، مصادر هذا القتل ليس فقط بالمال وليس فقط بالسلاح اليوم كلّ الآلات التي تعمل بالضدّ من هؤلاء إنّما تعمل بالمال والسلاح فقط، ولكن أين العملُ الفكريّ الذي يقف أمام أن لا تتجدّد مجزرة كهذه المجزرة؟، وهذا ما نراه اليوم هناك آلات جديدة تظهر لهؤلاء قد لا يكونون قتلة اليوم الذين يقفون في طريق كركوك هم نفس القتلة، قد يكون انتماؤهم جديداً ذلك لأنّ الماكنة لا زالت تعمل، لم نصل الى ماكنة هذا القتل ولم نصل الى ماكنة هذا الإجرام، واجبنا ووفاؤنا لدماء الشهداء هي أن نصل الى أصل هذه الماكنة التي يخرج منها هذا الفكر، ثمّ نقتلع هذا من جذور أفكار هؤلاء بالحجّة والبيان وبالمقاومة الفكريّة، لدينا الحجّة ولله حجّةٌ بالغة، دينُنا مبنيّ على حجّة لا قيمة للحجج الأخرى أمامها، ولكن أين الذين يعملون عليها اليوم؟ نحتاج من حكومتنا وفاءً لدماء شهدائنا المغدورين في سبايكر”.

وأشار الآلوسي بالقول: “حريٌّ بنا أن نصل الى ماكنة الإرهاب الفكريّ وتحطيمها بالفكر النيّر الصحيح بالإسلام المحمّدي الصحيح، علينا أن نصل الى شبابنا في جامعاتهم في مدارسهم في مؤسّساتهم، اليوم هذا هو واجبنا ليس واجبنا أن نستذكر الشهداء فقط ولا أن نصوّر لهم، إنّما واجبنا أن نعمل اليوم على أن ننتصر لدمائهم، وننتصر لهذه الدماء حقيقةً ليس بالسلاح فقط لكي لا يتجدّد هذا الفكر وينتج لنا في كلّ زمن سبايكر”.

مبيّناً: “لقد ذكّرتنا هذه الصور وهذه المشاهد بما حصل في هذه المدينة وما حصل لأهل البيت(عليهم السلام) من قتل وتقطيع، إنّه الفكر الواحد إنّه الإجرام في العقول، هل عملنا لنصل حقيقةً الى أن نعالج هذه الأفكار المنحرفة الإجراميّة في عقول شبابنا؟”.

وأوضح الآلوسي إن “اليوم حينما نعود للجرائم التعسة واليوم حينما يدخل ابن الشهيد الى دائرة معيّنة فيرى قاتل أبيه أو من ينتمي لفكر قاتل أبيه، هذه التعاسة التي نحملها اليوم وهذا الحزن الشديد ليس لأنّنا لا ننتصر عسكريّاً إنّما هناك هزيمة معنويّة، اليوم أنا أطالب في هذه المناسبة أن يكون هناك للمرجعيّة تدخّل عظيم وكبير لتصحيح المسار، حقيقةً نحتاج الى تصحيح المسار في معركتنا ضدّ هؤلاء القتلة، لا نريد أن نقف في العام القادم أو الذي بعده لنبكي هؤلاء فقط، إنّما لنرى ما الذي فعلنا وعلى أيّ فكر انتصرنا وأيّ إجرام أوقفنا، نحتاج حقيقةً الى لجنة تقصّي والى لجنة متابعة تشرف عليها المرجعيّة وذلك من تمام تلبية نداء المرجعيّة، وفتوى المرجعيّة بحاجة الى أن تمتدّ لتحافظ على النصر وتثبّت الأقدام، ومرحلة تثبيت الأقدام تابعة للنصر وتابعة للمعركة، فأنا أطالب المرجعيّة وأطالب الحكومة العراقيّة على أن لا ننسى أنّنا لم ننتهِ من المعركة بعد، فإذن أستطيع في هذا المكان أن أقف نيابة عن أرواح الشهداء وأقول بلسانهم (هل من ناصر ينصرنا؟)”.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/30



كتابة تعليق لموضوع : الآلوسي: فتوى المرجعية بحاجة إلى أن تمتد لتحافظ على النصر وتثبّت الأقدام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net