صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

تراجع الوضع الأمني يدعو الى انهاء الخلافات  السياسية
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تراجع الوضع الأمني يدعوا الى انهاء الخلافات  السياسية وتشكيل حكومة مهما كان شكلها , لان غياب تشكيل الحكومة يعطي رسالة الى الإرهابيين والمجرمين ومجاميع الجريمة المنظمة ان العراق لا يوجد فيه قانون وان وجد قانون لا توجد حكومة تحافظ على تطبيقه . قادة الكتل السياسية الرابحون والخاسرون مسؤولون عن تراجع الامن داخل البلاد وعلى حدودها , وان يتقوا الله بالشعب العراقي , حياته المعيشية , ومستقبل العملية السياسية . لا يمكن ان تتطور العملية السياسية وقادة الكتل والأحزاب يضعون مصلحتهم فوق مصلحة الشعب والذي عاني اكثر المعاناة في العالم بعد الشعب الفلسطيني . الوطنية وحب الوطن يدعو قادة الكتل بالتفكير بمعاناة اهالي الشهداء و جرحى القوات العراقية والحشد الشعبي , تدعو بالتفكير بأحوال المرضى وكيفية رعايتهم . اليس من المعيب ان يحج السياسي الى مستشفيات لندن وباريس وألمانيا مع كل الم يصيب بدنه ويترك أبناء العراق في مستشفيات تفتقر حتى الى مرافق صحية تليق بأدمية البشر؟ على قادة الكتل السياسية التفكير بأحوال التجار في بغداد بعد ان سيطرت المجاميع المسلحة على الموانئ العراقية وأصبحت تفرض الاتاوات على البضائع المستوردة , وان تعمل على اطلاق صراح الالاف من الشاحنات التي تنتظر الفرج منذ ثلاثة اشهر. الا يعلمون ان غضب تجار بغداد كان هو السبب بأسقاط الكثير من الحكومات السابقة او اضعفها ؟ ان عدم حل مشاكل العراق , وهي غير صعبة, من قبل قادة البلاد انما هي خيانة لدماء شهداء الحركة الوطنية والديمقراطية منذ انبثاق اول حكومة عراقية الى يومنا هذا . ما ذنب شباب بعمر الزهور يقضون اعمارهم لحماية الحدود العراقية من تنظيم داعش , والقادة السياسيين مازالوا يتماطلون من اجل الحصول على اكبر المصالح لهم ؟ الا تخافون من اسقاط التجربة الديمقراطية والتي انتظرها العراقيون من عهد حمورابي ؟
ان غياب تشكيل الحكومة لا يعطي للإرهابيين فكرة تشتت القوى السياسية وضعف العملية السياسية والأجهزة الأمنية فحسب والقيام بعمليات إجرامية ذهب بها كثيرا من الأبرياء خلال أيام العيد الثلاثة, وانما يعطي فكرة للمجرمين العاديين و المسؤولين الحكوميين من الخط الثاني بعدم وجود مراقبة حكومية وبالتالي يسمحون لأنفسهم بخرق القوانين وعدم أداء واجباتهم لخدمة المواطن . أيها القادة: العراق في خطر , العراق بحاجة لتحسين الخدمات , الى ضبط الامن الداخلي , الى توفير فرص العمل لشبابه وشاباته , لا يجوز لكم قضاء اوقاتكم في الغرف المبردة وأبناء الشعب العراقي يعانون من حرارة الصيف , وقلة فرص العمل , و غياب الامن . واعلموا ان المواطنين الذين يعانون من تشرذمكم هم الذين وضعوكم في مناصبكم الحزبية والحكومية , وان استمرار معاناتهم سوف يودي الى عدم انتخابكم مرة ثانية وسوف تخسرون هذه الامتيازات .
تشتتكم وعدم اكتراثكم بحال الشعب العراقي هو السبب في انتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات والمشروبات الروحية , وهو السبب في خرق القوانين من بعض افراد الشعب العراقي وهو السبب في عدم تحسين أداء الدوائر الخدمية . لماذا يحتاج مدير مستشفى السهر والتعب من اجل تامين المواد الطبية للمرضى وتنظيف دوائر المستشفى وهو محمي من قبل حزبه ؟ ولماذا يخشى شاب الاعتداء على رجل الامن وهو يعرف ان عشيرته المدعومة من قبل الحزب الفلاني سوف تنقذه من عقوبة القانون ؟
ان ما يجري في العراق من جرائم واعتداءات , خاصة هذه الأيام , يحتاج الى وقفة وطنية و وقفة رجل يخاف الله ويحب شعبه لوقفها . لقد احصيت الجرائم التي ظهرت خلال الأيام العيد الثلاثة من على موقع " النهرين" فكانت كثيرة وتدعوا الحزم لوقفها . ما ذنب 148 طفل وشاب يرسلون الى المستشفيات بسبب استخدام العاب الصجم خلال العيد . الا يكفينا الشهداء والجرحى الذين يتساقطون على جبهات القتال من قبل  تنظيم داعش كل يوم ؟ اليس من وظيفة الحكومة تحريم هذه اللعبة ؟ الولايات المتحدة الأمريكية منعت من استخدام حجلات الأطفال والسبب هو وفاة طفل واحد سقط منها , فهل إصابة  148 بلعبة الصجم سيكون حافز للحكومة بوقف استيراد هذه اللعبة القاتلة ؟ لعبة كرة القدم خلقت من اجل الترفيه عن النفس وصرف وقت ممتع لمراقبتها , ولكن في العراق أصبحت سبب لحروب عشائرية ويسقط فيها ناس بين قتيل وجريح . غياب الامن والمحاسبة كان هو السبب في انتشار ظاهرة تعاطي الخمور على الأرصفة والأماكن العامة . وغياب المراقبة والاحكام القاسية كانت هي السبب في قيام بعض ضعاف النفوس بسرقة اغطية فتحات المجاري " المنهولات" من الشوارع . وماذا عن الجريمة الشنيعة في كربلاء والتي راح ضحيتها شاب في أوائل العشرين من عمره بعد ان قضوا عليه بعض المجرمين بالسكين والاطلاقات النارية ومن ثم حرقه داخل سيارته ! هل ستكشف الحكومة عن أسباب هذه الجريمة ودوافعها و ماهي عقوبة الجناة ؟ العراق على مفترق طريق , ويجب ان يعي سياسيو العراق المحنة التي يمر بها العراق . مثل هذه الجرائم لا نسمع عنها في الدول المجاورة والبعيدة الا نادرا , الا ان في العراق أصبحت روتينية , واصبحنا كل يوم نسمع بجريمة اكثر بشاعة من سابقتها . 
فهمنا بان قضية الكهرباء سوف لن تحل الا في القرن 22 , فما ذنب المرضى يفترشون ارض المستشفى القذرة انتظارا لأجراء عملية جراحية ؟ هل تقبل غيرة عراقي شريف قبول هذا المنظر ؟ هل هذا جزاء أبناء العراق والذين أعطوا فلذات اكبادهم من اجل العراق ؟ وهل من المعقول ان تجري عمليات في مستشفى البصرة وسط الظلام لانعدام الكهرباء ؟ اين هم ممثلو اهل البصرة ؟ هل يقبل المحافظ ان يجرى عملية جراحية لابنه , لا سمح الله, في وسط الظلام؟ وهل يقبل السيد حيدر العبادي او السيدة عديله حمود استعمال مرحاض مستشفى النساء في مدينة الحلة ؟ يا ناس : مراحيض المستشفى كافية لقتل الأطفال الحديثي الولادة , حتى وان كانوا من الاصحاء . ماذا جرى الى سياسيو الحلة ؟ اين هم اغنياء اهل الحلة ؟ اين المرجعية الدينية ؟ إعادة بناء مراحيض المستشفى لا يشكل ثقل على ميزانية المحافظة , انها عدم المسؤولية وعدم الاكتراث و وعدم احترام البشر . ماذا سيقولون سياسيو الحلة لأهل الحلة في الانتخابات القادمة ؟ 
كثيرة جدا هي الجرائم و الاعتداءات والممارسات الغير مقبولة و غياب العناية بالواقع الخدمي لا يوجد مجال للتكلم عنها , ولكن هناك مشاكل حقيقية في العراق , يجب ان ينسى ساسة العراق النوم من اجل حلها او القضاء عليها . لقد خرج أبناء العراق يوم 12 أيار من اجل التغيير ولكن على ما يبدوا ان القادة لا يفكرون بالتغيير . نديم الجابري استضافته الفضائية العراقية الغبية ليقول ان الانتخابات كانت محسومة وان خروج الملايين من العراقيين الى مراكز الاقتراع كان ليس له معنى . هذه الأصوات النشاز هي التي تشجع المجرمين من الاعتداءات وخرق القوانين بل وتشجيع العداء للعملية السياسية , خاصة وان الجابري هو اكاديمي . كم من طالب ستفسد أفكاره  و يبتعد من دعم العملية السياسية ؟ تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة على الأقل سيريح الشارع العراقي و يطمئن النفوس ويلغي أفكار الجابري ومن على شاكلته. 
لقد دعمت العملية السياسية في العراق منذ ولادتها عام 2003 وما زلت ادعمها بكل قوة , لان لا بديل من الديمقراطية الا الديكتاتورية . ولكن ما يجري في العراق على المستوى الأمني والاقتصادي والخدمي لا يسر صديقا ولا يحزن عدوا . أتمنى على القادة في العراق ان يستيقظوا من سباتهم و يتصرفوا كقادة للبلاد لا وافدين همهم جمع مال و مغادرة البلد أيام المحن .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/21



كتابة تعليق لموضوع : تراجع الوضع الأمني يدعو الى انهاء الخلافات  السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net