صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ التغيير ولحد اللحظة ونحن نسمع كل يوم بمؤتمر عراقي يعقد في الخارج .. مرة لتقارب الاديان ومرة لتقارب المذاهب ومرة للكفاءات العراقية ومرة للتقارب العربي ومرة للاعمار ومرة للاعلام ومرة لبناء العراق واخرى لحل مشاكل المهاجرين من الجيل الاول والثاني ومرة لحل مشاكل اللاجئين الذين تريد دول الغرب ترحيلهم وبالنتيجة لا اديان تقاربت ولامذاهب تلاقت ولا كفاءات عادت ولامشاكل حُلت ولا اعمار حصل ولاعرب تناغمت.

و مؤتمر الجاليات العراقية الذي عقد مؤخرا برعاية الهجرة والمهجرين في ستوكهولم  لحل مشاكل اللاجئين في السويد واوربا وايضا للكفاءات العراقية لايختلف عن سابقاته في شيء, فهو لن يحل مشكلة ولن يقدم حلولا جذرية وناجعة ولن تكون له تاثيرات مستقبلية على من عُقد بشأنهم .. فقد عُقدت في الخارج منذ التغيير الى الان مئات المؤتمرات ولم نلمس منها نتائج مُرضية ذات شأن .. اذ ان هذه المؤتمرات غالبا ما تكون غير مدروسىة ,  وحسب المزاج ويسودها ابناء المسؤولين او اقرباؤهم وهي اولا واخيرا صرف اموال دون صدى ًيذكر ..
والحقيقة ان عدد المؤتمرات العراقية التي تعقد خارج العراق وداخله يفوق عدد المؤتمرات الامريكية مع الفارق .. ففي الاخيرة هنالك دراسات دقيقة واهداف واضحة ونتائج ملموسة بينما تطغى على مؤتمراتنا الفوضوية والعشوائية والمحسوبية والمنسوبية فمثلا في مؤتمر الكفاءات العراقية لم تدعى كفاءات عراقية حقيقة وانما كل من له صلة بحزب او اخو او اخت مسؤول كبير او من المقربين من بعض الاحزاب المتنفذة حتى ولو كانوا بدون كفاءة .. وهذا الذي يجعل تلك البلدان تفلح ونحن نتأخر
وكمثال بسيط آخر على التناقض الذي يعم هذه المؤتمرات هو المؤتمر الذي عُقد حول بناء الدولة العراقية ولكنه انطلق في القاهرة .. فكيف نبني العراق من القاهرة اليس هذا تناقضا ..
فلو ان هذه التكاليف المليونية التي تبذخ على هذه المؤتمرات دون وجع قلب من فنادق راقية وتأجير قاعات للاجتماعات بالشيء الفلاني يوميا واكل باذخ وفاخر وصرف اجور السفر لكل المشاركين, صُرفت على من يستحق في الداخل الم تكن اجدى وانفع .. ثم هل انتهينا من حل كل مشاكلنا في الداخل كي نذهب الى المهاجرين بارادتهم لبلدان الغرب وهي في اسوأ الحالات ستؤمن لهم المأوى والمأكل والراتب ..
هذه المؤتمرات تعتبر فاشلة بكل المقاييس لانه لا تقارب حصل ولا مشاكل تخص اللاجئين حُلت ولا كفاءات عراقية عادت اوسوف تعود لبلدها بسبب عدم الاستقرار الامني وقلة الخدمات وعدم ترحيب المجتمع العراقي بهم لانهم يعتبرونهم من المتنعمين والمترفين وقد جاءوا ليشاركوهم في رزقهم ولقمتهم .. فما الجدوى اذن.!!.
اما المشرفون على هذه المؤتمرات ومنظميها فهم انفسهم في كل مرة , وعليه سيكون الضيوف انفسهم في كل مرة من معارفهم ومقربيهم .. وهم كل يوم مسافرون الى بلد وطائرات مجانا وفنادف وبذخ عالفاضي .. ولو كانوا حريصين لاستأجروا فنادق رخيصة واكتفوا بطعام بسيط ولفكروا بان فقراء العراق ومحروميه ومرضاه اولى بالصرف من هذه المؤتمرات التي لاتسمن ولاتغني .. هذا لو كانت هنالك اخلاق واناس يحبون شعوبهم ويحرصون على الصرفيات..لتساءلوا  اين تصرف.. ولماذا ..ومالهدف منها ..؟
هذا لو افترضنا حقا انها تفيد .. ولكن !!! لااظن .. لانها لو فادت لكنا لمسنا نتائجها منذ ثمان او تسع سنوات .. ولكن كل مايطرح فيها هواء في شبك وبطرق عشوائية غير مدروسة,  اما الهدف الفعلي منها فهو الاسفار والاطيار وزيارة البلدان والبذخ والطعام الفاخر على حساب جياع العراق  ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/11



كتابة تعليق لموضوع : مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net