صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

من الادب العالمي هوميروس شاعر الخلود وملحمته الاوديسة 
قاسم محمد الياسري

الأوديسة هي واحدة من ضمن الملحمتين الأغريقيتين الكبيرتين المنسوبتين إلى هوميروس وهي جزئيا تعتبرتتمة مكمله لملحمة الإلياذة الملحمتان تعتبران ركنا اساسيا من الادب الغربي والعالمي وهما تعتبران اقدم عمل غربي مازال موجودا وكتبتا قبل نهاية القرن الثامن قبل الميلاد في (ايونيا ) على الساحل الغربي للانضول الذي كان يسيطر عليه الاغريق الملحمه تركز على (أودسيوس أويوليسيس بالاتينيه) كما كان يعرف بالاساطير الرومانيه او(عوليس) كما ترجمها العرب ... وقصة الاوديسه ملحمه متفرعه من قصة حروب طرواده كما اشرنا لها في الجزء الاول عن مختصر الالياذه وحرب طرواده تلك الحروب الطويله التي نشبت بين جيوش المدن اليونانيه وبين جيوش طرواده وحلفائها من اسيا الصغرى في ذالك الوقت وسببها هو ماذكرناه قي قصة الالياذه اذ نزل (باريس) بن الملك (بريام) ملك طرواده ضيفا على الملك (منلوس) ملك اسبارطه فلم يلبث ان سرق زوجته وكنوزه وفر الى طرواده فنشبت الحرب التي دامت عشر سنوات حتى استطاعت الجيوش اليونانيه اقتحام المدينه بفضل خدعة الحصان الخشبي الضخم الذي اختبأ فيه نخبه من اشجع فرسان الجيش اليوناني الاسبرطي وهذه الخدعه اشتهربها (اودسيوس) بطل قصة الاوديسيه ..ومايميز اسطورة (هوميروس) في هذه الملحمه الشعريه هو اعلاء شأن البطل حيث لم تعرف العقليه اليونانيه حينها فكرة البعث الجماعي وهكذا بقيت لأسطورة العالم الآخر في أدبيات هوميروس خصائصها المتميزة وظلت الرحلة البحرية أهم طابع للأساطيرالأخرى في الأدبيات اليونانية أضف إلى ذلك البعد الفلسفي التأملي لهذه الأسطورة التي كانت نواة أساسية لعدة فلسفات وعقائد كما هي العقيدة الأورفية وفلسفة المثاليه الأفلاطونية وكما تميزت هذه الأسطورة بطابعها القصصي الدرامي مما جعلها لبنة خاصة في أدبيات الإغريق وملاحمهم ..فالقصه هي احدى الملاحم التي صاغها الشاعر الاغريقي اليوناني (هوميروس) في تاريخ تلك الحروب .. وتروي قصة الاوديسيه ماحدث لبطلها (اودسيوس) بعد انتهاء حرب طرواده وفي طريق عودته بحرا من طرواده الى مملكة (ايثاكا) فتلقى اودسيوس متاعب ومغامرات كثيره وقاسى فيها من كثيره والقصه يتحدث فيها الشاعر عن الوان البطوله والقوه والحب ومواجهة الضروف القاسيه التي لا يصبر عليها الا اشجع الشجعان وايضا تلتزم ملحمة الاوديسه بوحده فنيه واخلاق ساميه أكثر عمقا منذ بداية رحلة عودته الطويله الى بيته بجزيرة (ايثاكا) فبعد سقوط طرواده استغرقت رحله أودسيوس عشرة سنوات ليصل (إيثاكا) التي تسمى اليوم (أثينا عاصمة اليونان ) واثناء غيابه افترض انه مات وكان على زوجته (بنلوبه وإبنه تلماخوس) ان يتعاملوا مع مجموعه من الملاحقين الذين لم يتقيدوا بنظام او وازع اخلاقي ويتنافسون على طلب يد زوجته (بنلويه) الجميله للزواج من احدهم والغائب زوجها أودسيوس وتقرأ الملحمه اليوم كما ترجمة الى اللغات المعاصره (بيونانية هومر) وألفت باسلوب شفهي من قبل (اودسيوس) وكان الغرض منها ان تنشد اكثر مما تقرا كتفاصل الاداء الشفهي الحكواتي القديم ومايزال تحويل القصه الى عمل مكتوب يلهم جدلا عند الدارسين والباحثين وتنقل بعض الروايات ان هوميروس كان منشدا ... وكتبت الاوديسيه بلهجه شعريه يونانيه وتظم 12,110 اثنى عشر الف ومائه وعشرة بيت شعريا ومن بين اكثر عناصر النص إثارة الاعجاب بالحبكه التي تبدوا عصريه وغير خطيه والاحداث تعرض بطريقة الاعتماد على الاختيارات التي قامت بها النساء والخدم واعتمادهم افعال الرجال المتقاتلين وفي مختلف اللغات اصبحت كلمة اوديسه كنايه عن رحلة ملحميه .. تنقسم الملحمه الى 24 جزءا يسرد فيها الشاعر رحلات الملك (اودسيوس او اوليس او عوليس)ومغامرات عودته السعيده الى موطنه في جزيرة (إيثاكيا) التي قد غادرها قبل عشرين سنه ووفاء زوجته بانتظار عودته وهي تتصدى لمحاولات الاغراء والضغط عليها لترك زوجها اودسيوس واختيار زوجا جديدا لها بعد فقدان أثر زوجها وإعتقادهم بانه قتل في حين هو بعد تحطم سفينته وغرقها في طريق العوده للوطن احتجزته الحوريه (كاليبوس) في جزيرة (أوكيكيا)لمدة سبعة سنوات ..
وانتشر خبر موته بعد عودة المحاربين الى بيوتهم ولكن بسبب غضب اله البحر (بوسيدون او بوصيدون) على اوديسيوس ملك (إيثاكا أوغيثاكا) تمتلئ رحلته بالمشاكل التي يضعها في طريقه الاله (بوسيدون) اله البحر او بسبب تهور بحارته وعدم التزامهم بالاوامر التي يصدرها لهم ويبقى في مدة رحلت العوده عشر سنوات يواجه خلالها الكثير من المخاطر وطوال تلك الفتره تبقى زوجته (بينيلوبي) بانتظاره وفية حافظة العهد ممتنعة عن الزواج على الرغم من العروض الكثيره التي تلقتها من النبلاء خاصة بعد وصول اغلب المحاربين باستثناء زوجها ورجاله وتنتهي الملحمه بوصوله الى (أيثاكا أو غيثاكا )وقيامه بالانتقام من النبلاء اللذين اضطهدوا زوجته خلال فترة غيابه ... 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/08



كتابة تعليق لموضوع : من الادب العالمي هوميروس شاعر الخلود وملحمته الاوديسة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net