صفحة الكاتب : عادل الموسوي

نظرة عامة في اسباب العزوف عن دفع الخمس
عادل الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيدا عن ادلة وجوب الخمس - وخاصةً في ارباح المكاسب - وبعيداً أيضاً عن ادلة منكريه من المخالفين او المحسوبين على التشيع وتحريضاتهم المحمومة على انكاره ، نحاول ان نقف - فيما يلي من سطور - على اسباب الجزر واﻻنحسار في معدل اﻻمتثال لهذا الحكم الشرعي :

- منكري وجوب الخمس وخاصةً في ارباح المكاسب ودعوى وجوب الخمس في الغنيمة في الحرب وغير ذلك كوجوبه بالركاز " الكنز " مثﻻ ، وهو رأي المخالفين لمذهب اهل البيت ع وهو رأي قديم بقدم الخﻻف وﻻ اظن ان يكون سبباً في التثبيط عن امتثال الواجب الا لمن مال اليهم بهواه او عز عليه ان ينفق مما يحب فتشبث بالذي تشبث به ثعلبة اذ قال : ان هي اﻻ الجزية او اخت الجزية .
  - منكري الوجوب من المتمرجعين او المنسوبين الى الشيعة امثال كمال الحيدري وغيره ، ومآرب مثل هؤﻻء واضحة وتحاملهم بين واهدافهم جلية محورها تهديم دعائم المذهب وتقويض اركانه ومنها مصادر تمويله وعمدتها الخمس ، وبالطبع فقد صغى لمثل هؤﻻء  ثلة من ضعفاء اﻻيمان بالمرجعية الدينية والخط العام لمذهب اهل البيت ع .
  - حمﻻت التشويه والتهمة في سوء الصرف والتصرف باموال الخمس وهي تهمة ليست بالجديدة لكنها لا تعد من اﻻسباب والعلل التامة لتراجع اﻻمتثال للواجب لكن وجود بعض المصاديق لهذه التهمة في الواقع قد تكون له ردة فعل سلبية لكنها غالباً لا تعمم ، يضاف الى ذلك ردة الفعل العامة تجاه اﻻسﻻميين والمعممين وتوجيه اﻻنظار الى بعض النماذج السيئة ، وكذلك اﻻنحسار النسبي لمعدل التدين واﻻلتزام باﻻحكام الشرعية بالميل الى اﻻفكار التحررية وما افرزته من ميول الحادية .
  - تدهور الحالة اﻻقتصادية عموماً لاسبابها المختلفة ، شحة النقد وانحسار المال بالبضائع او العقارات مما يستصعب معه دفع الحق وكذلك اعتقاد عدم الوجوب ، فمن اﻻمور التي قد لا يلتفت اليها بعض المكلفين من ذوي المكاسب القليلة والدخول المحدودة تصور عدم وجوب الخمس لقلة ما في ايديهم والواقع انه ان زاد عن مؤونته في سنته تعلق فيه الخمس وان قل .
ان فيما تقدم - من الظاهر لنا -  وغيره مما خفي - عنا - قد يكون في مجموعه سبباً في ضعف اﻻمتثال للواجب الشرعي بأداء الخمس وان تلك الاسباب قد تكون لها نسبة غير معلومة في ذلك ، لكن يبق في النفس منها شيء لعدم كونها جديدةً فالمخالفين ينكرون الخمس منذ وجد الخﻻف وكذلك المشككين والطاعنين ولكن قد يكون لتشويهات الحيدري وغيره النسبة اﻻكبر في السببية ، وعلى كل حال فان في العجز -  الشخصي- عن معرفة اﻻسباب الواقعية لﻻحجام عن الواجب ﻻ يعني التوقف عن البحث عما يسهم باﻻقبال والدفع نحوه ،  بل ربما كان ما نحاول عﻻجه هو من اﻻسباب أيضاً لوﻻ شبهة انه ليس بالجديد ، مع ذلك فربما لتراكمه وتراكبه وتفاعله مع غيره من اﻻسباب ادى الى ما ادى اليه مما نلمسه ونستقرأه من الحيود عن الخمس واداءه ، اذن فلنحاول النظر بما يلي :
- لغة الرسالة العملية : تلك اللغة التي ﻻيستعذب الفقه دونها وﻻ تستساغ مسائله دون طريقة سبكها وكأنها قوالب السكر - يستحلى بها ، لغة العلماء والفضﻻء والمقلدة ، وﻻ يفرح من توهم في مطلع الفقرة - رائحة النقد او ادعاء التعقيد في تلك اللغة - بل اعتقد بأنها متون عالية المضامين يحتاج محتاجها الى هوامش للشرح والتفسير ، لست من دعاة تمييع لغة المسائل وﻻ من الفارضين لﻻرتقاء بالفهم اليها بل عوان بين ذلك ، فإن كفانا الفقهاء مؤونة الحكم الشرعي ببذلهم الجهد واسفراغهم الوسع في تحصيله فلنبذل قليﻻ منه في محاولة لفهمه ، وأنى لنا بتلك المحاولة مع صد ما يصد من ذلك السبيل مع ضعف الهمة واﻻستسﻻم للمصدات عن السبيل ، نعم - قد - تبقى للنخبة المتفقهة اعادة قولبة تلك السبائك الفقهية بما يﻻئم الذائقة السائدة وذلك بالشرح والتبسيط والتطبيق وتسهيل اﻻمتثال للواجب  واﻻشعار باهمية وضرورة الامتثال اليه ، غالباً ما لا يستجاب الى تطبيق القواعد العامة على موضوعاتها وتميل النفس عن كبرى وصغرى المنطق الى نتائجه الجاهزة ، لذا قد نكون بحاجة الى قواعد اكثر بساطة وسهولة في تطبيقها على موضوعاتها ، وهذا يندرج في عموم الشرح والتبسيط .
- كثرة تفرعات المسائل وموضوعاتها وبالتالي احكامها ومتعلقاتها مع تضمين مستنداتها وقلة ادراك مصطلحاتها وإستصعاب تطبيق عمومياتها على جزئياتها ، وكل هذا - بمجموعه - من عوامل الانزواء والتهيب عن فكرة الخوض بتلك المسائل .
-اختﻻف الفهم والتطبيق للبعض ممن تصدى قبل اوانه او اقحم او أقحم نفسه للاجابة عن المسائل الشرعية وظهور اختﻻف اﻻجابات فيما بينهم او بينهم وبين مضامين الرسائل العملية ، وفي ذلك ردة فعل تشكيكية توهينية صادة عن المضي في ابراء الذمة وامتثال الحكم الشرعي ، كما ان تعذر او تعسر او تكاسل او استحياء العوام من الوصول الى اصحاب الشأن في هذا المجال يؤدي الى المؤدى نفسه من التواني عن اﻻمتثال ، لذا فﻻبد من الاخذ بيدهم بالتوجيه الصحيح الى من هم اهل لمسائل الخمس واحتسابه والمصالحة فيه وابراء الذمة .
واذا حاولنا ان نخلص الى خﻻصة اعتقد اننا بحاجة الى : 
- برنامج عام لأثبات ادلة وجوب الخمس ودحض ادلة المنكرين والمشككين وبيان زيف دعاوى وتهم التشويه والتشويش ، عبر الوسائل المتاحة من محاضرات في المناسبات والمواسم الدينية والعبادية ، البرامج ، الندوات ، المناضرات ، .. .
- الحث على ضرورة اﻻمتثال وبيان اﻻبعاد الايجابية لذلك ومنها حفظ المصالح العليا للدين والمذهب والمجتمع وتوضيح اﻻبعاد السلبية لعدم اﻻمتثال او التهاون فيه وبيان تداعيات ذلك على المجتمع والفرد نفسه .
- دورات مكثفة لشرح المسائل الفقهية المتعلقة بالخمس وشرحها وتبسيطها بافضل ما يمكن ، ويمكن ذلك باقامة الدورات المباشرة في المساجد ، الفضائيات ، وكذلك يمكن من خﻻل برامج ومقاطع الفيديوهات ، اعمال فنية تمثيلية ، كراسات وكتيبات تتضمن شروحات ورسومات توضيحية .
- التوجيه الى اصحاب الشأن المخولين بإجراءات احتساب الخمس والمصالحة فيه  من الوكﻻء والمعتمدين في المناطق المختلفة .
- وخﻻصة الخﻻصة : اظن ان العقبة الاولى التي ﻻبد من اقتحامها وبذل وتكثيف الجهود في شرحها وتبسيطها هي : بداية الخمس وجعل رأس السنة الخمسية مع بيان ضرورة واهمية ذلك الامر كمدخليته - مثﻻ - في صحة الصﻻة من حيث تعلق الخمس بلباس المصلي ومحل سجوده وفضاء وضوءه ، فإذا اقتحم تلك العقبة كان على اول السكة في امتثال الحكم الشرعي .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : نظرة عامة في اسباب العزوف عن دفع الخمس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net