السياحة الانتحارية
محمد يوسف العرداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


بقلم / محمد يوسف العرادي

تُعرف السياحة لغةً بأنها الضرب في الأرض أي الانتقال والمشي من موقع إلى آخر من أجل الوصول إلى حاجات معينة ، أما التعريف الاصطلاحي فغير متفق عليه ، ولكن في أغلب التعاريف تعني السياحة السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف ، اتسع المفهوم الاصطلاحي وخاصة في ما نعيشه من عولمة ضاغطة تفرض على المجتماعات تغيير المفاهيم ، ليتضمن المفهوم الكثير ويشمل الدين كالسياحة الدينية والتاريخ مثل السياحة التاريخية وغيرها من المفاهيم ، ما يلفت الانتباه هو تغير الهدف من السياحة ليشمل الانتحار والتخلص من هذه الحياة تحت رغبة الانسان ، ربما هناك سياحة فضائية بمعنى انتقال الانسان الى الفضاء والتعرف على معالم الفضاء الشاسع ، ولكن ان وجدت مثل هذه السياحات تصبح بشكل ضيق وغير متاحة لذوي الدخل المحدود وراجعة لمدى تطور الدولة الموفرة لتلك الخدمات ...
الغريب ان ينقلب المقصود الى ضده لتستبدل السياحة من ترفيه الى انتقال لعالم مجهول غريب غير قابل للاكتشافات ويعجز عنها بالخصوص العقل المادي الذي يرفض الغيبيات معتبرا كل غيب خرافة ، عندما يصل الانسان لمرحلة متقدمة من العمر أو لمرحلة متقدمة من المرض يعجز الطب والعلم عن رفع معانات المريض ، رغم التشدق بالعلم وما أفرزته تلك العقلية من إلحاد ورفض لكل شيء غير محسوس ، وصلت تلك العقليات بأنها لابد من القضاء على تلك المعانات والألآم بالقتل الرحيم ، رغم الاختلاف على هذا القتل وتزاحم الاراء الا ان بعض المجتماعات الغربية شرعت القتل وغلفته بعنوان يناسب العقلية البشرية لتخفيف وطاءة الكلمة ( القتل الرحيم ) 
وحسب ما جاء في بعض التقارير الإعلامية والطبية عن تضاعف عدد الأجانب القادمين إلى سويسرا ضمن ما يعرف ببرنامج 'السياحة الانتحارية'، حيث تسمح القوانين السويسرية بـ 'قتل' الإنسان الراغب في إنهاء حياته. وحسب المعطيات المتوفرة فقد بلغ عدد القادمين ضمن برنامج 'السياحة الانتحارية' 611 شخصاً أجنبياً قدموا من 31 بلداً أغلبهم من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. وقد لاحظ الباحثون ازدياد عدد الراغبين في الرحيل عن هذه الدنيا إلى الآخرة باستخدام الحقنة القاتلة على يد الجميلات وتحت إشراف طبيب، ويبلغ متوسط عمر الذين أعربوا عن رغبتهم بالانتحار 69 سنة. يشار أن القوانين السويسرية في هذا المجال بسيطة وليبرالية جداً، حيث تسمح بـ'بالانتحار' لكل من يرغب بإنهاء حياته وعلى أيدي أجمل الجميلات !!؟
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذا الوجود للعبادة ولم يخلقه عبثاً ووضع له القوانين التي توصله للسعادة ، الا ان عبثية الانسان وغروره جعلته يخوض ويلعب ويلغي ويثبت حسب ما يراه عقله القاصر ، قال تعالى [ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما] وأي رحمة تسع هذا المبتلى بالمرض وغيرها من بلاءات الحياة ، الله هو الرحيم وليس ما ذهبتم إليه من ( قتلكم الرحيم ) 

عن أبي جعفر عليه السلام { إن المؤمن يبتلى بكل بليّة ، ويموت بكل ميتة ، إلا أنه لا يقتل نفسه }


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد يوسف العرداوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/02



كتابة تعليق لموضوع : السياحة الانتحارية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net