تضحية من نوع آخر 
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   كثيرة هي القصص البطولية، والتضحيات-  العظيمةهناك تضحية سببها الأقدار ، وهناك تضحية سببها الأهمال وقصة البطل العقيد حسين منفي المنتسب لوزاة الداخلية تضحية من هذاالأخير قصة تضحية من نوع آخر،تضحية بالنفس المملؤة بلشجاعة والنبل ،والغيرة العراقية التي دفعته لرمي نفسه في منهول لمياه الصرف الصحي لأنقاذ طفلين بعد ان سقطو فيها ،في حي الصدر مركز مدينة الديوانية ..ونظرأ لعمق المنهول ،لم يستطع النجاة ودفع حياته ثمن لأهمال الشركات الفاسدة ،والمتسترين عليها من دوائر الدولة . 
وقد شيعت مديرية شرطة الديوانية  أمس الأثنين المصادف 2018/5/28 العقيد حسين ، والطفلين في حي الصدر . بأسى وحزن كبير ،وقد كان المواطنون
في حالة غضب وتذمر بسبب هذه الحادثة والتي نسمع شبيهتها بين حين وآخر ، وكذلك ضج ا لتواصل الأجتماعي بلحادث وكانت التعليقات تارة 
تترحم على الفقيد وتارة تنهال بلسب والشتم على المسؤولين ،وإهمال عمال البلدية ،وعلى آثر الحادث 
سارع مجلس محافظة الديوانية بتشكيل جلسة طارئة 
قرر بموجبها أعفاء مدير مجاري الديوانية 
( غائب راضي ) من منصبه على خلفية الحادث ، وقال عضو مجلس محافظة الديوانية (غانم الجبوري ) 
إن المجلس قرر رفع توصية ،الى لمجلس الوزاء حول 
سحب العمل من شركة الرافدين المنفذة لمشروع مجاري
الديوانية الكبير ،كونها الجهة المسؤولة عن فشل هذا المشروع بلأضافة لرفع توصية اخرى لمجلس الوزراء
حول، إحالة عمل تنفذ مشروع مجاري الديوانية إلى شركة متخصصة بدلاً من شركة الرافدين الحكومية .
ودعا المجلس الجهات الحكومية لأحالة ملف شركة 
الرافدين لهيئة النزاهة، للتحقيف في عمل الشركة في 
مشروع مجاري الديوانية بعد التلكؤ والفشل الحاصل 
في المشروع . 
وقدخرج العشرات من الناشطين المدنين في المدينة على أثر الحادث، تظاهروا للمطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة عن الحادث والذي أدى الى وقوع العقيد، والطفلين ضحيته . 
بد ا الشارع بسأل نفسه ويجيب عنها بنفس الوقت الى متى هذا الأهمال ؟
وأخذ بعض اهالي الحي يتلاومون فيما بينهم لعدم تصليحهم لتلك المنهول التي تسبت بفقدان الضحايا.
اماكان الاجدر الأهتمام وايجاد الحلول لهذا المنهول قبل أن يصل الحال الى هذه الفاجعة ؟

أما  تصريحات المسؤول ،المملؤة بلوعود الكاذبة باتت مكررة وحَفظها الشارع عن ظهر قلب اجوبة مراوغة ومتلونة بتلون الحرباء، وفي أغلب 
الأحيان أجوبتهم تصب في مصلحتهم فكل الخطوات التي اتخذت في انعقاد مجلس محافظة الديوانية 
هي مجرد شل لألسنة الشارع -والمواطن الغير واعي 
وبلأخص أن مجالس المحافظات مقبلة على أنتخابات 
جديدة وليست في مصلحتها تأجيج الشارع العراقي 
وليس في مصلحتها فتح ملفات الفساد .
هل مجلس المحافظة لم يكن يعلم بتلكؤ هذه الشركة 
حتى راح ضحيتها الشاب الفقيد والاطفال !!
لماذا لم تبادر بتصليح مايمكن اصلاحة اما كان هذا من واجبها ،ام كانت كلبلديات في سائر المحافظات ترمي بفشلها على الميزانية والواردات .!!
وهل كان المفروض يدفع العقيد (حسين رحمه الله )
وهؤلاء الاطفال حياتهم حتى يبادر مجلس المحافظة 
على عقد جلسة طارئةومناقشة اهمال هذه الشركة ،وأيجاد الحلول لها ،!!
اما كان لزاما ً على المواطنين واهل المنطقة أيجاد حل للمشكلة وتفعيل دور العمل الجماعي وتكاتفهم وتصليح 
هذا المنهول حرصا على عوائلهم ام كان كل واحد منهم 
متخذ دور المتفرج  وانتظار الفرج من البلدية حتى حدثت هذه الفاجعة ،
وهل  يبفى الشارع بدور المتفرج ويعيد نفس الوجوه 
السياسية لمجلس المحافظات !!اماأصبح مدركاً ان 
هؤلاء الفاسدين لامكان لهم بعد اليوم ولايقدم على أنتخابهم ولايمثلون الشارع العراقي ، لانهم لم يزرعوا الاالفساد في دوائر الدولة  وكان لهم الدو ر الأكبر في شل الحياة في كل القطاعات وليس في مجال اعمال البلدية فقط.
الشارع ليس فقط مسؤولية الدولة فقط فلنتكاتف من اجل وطننا واهلنا ، ولنبادر بأصلاح مايمكن أصلاحه وبلتعاون مع الدوائر الخدمية ، الأهمال يؤدي الى كوارث 
بشرية لاتحمد عقباها فلنقتل روح الأتكالية ونرسخ حب العمل الجماعي وايجاد الحلول .
الرحمة للشهيد الفقيد حسين المنفي الذي سيبقى التائريخ يخلد له موقفه الشجاع ، وياليت تبادر الدولة 
تكريم هذا البطل لكي تعزز دور البطولة والتضحية 
لدى الشباب ولكي يشعرالشاب بأهتمام بدور المواطنة 
الحقة وحرص الدولة على حياة المواطن . 

الموضوع السابق الخنجر في بغداد... و"كابتن" الانتاج الحيواني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat