صفحة الكاتب : ساهر عريبي

الحسين يقود ربيع العرب
ساهر عريبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحسين سبط النبي الذي كرم الله به هذه الأمة ورفع من شأنها بين الأمم وهو ابن أمير المؤمنين علي الذي لم يشهد التأريخ الأنساني حاكما عادلا مثله, أريد منه ان يبايع وتحت حد السيف طاغية أخذ أبوه له البيعة عنوة من المسلمين الذين صادر حقهم المشروع في إنتخاب من يرونه اهلا لقيادتهم.رفض الحسين ذلك النهج الذي سار عليه وإلى اليوم طغاة العرب الذين يتوارثون الملك عن أباءهم واجدادهم مستهدين بسيرة أولاد الطلقاء , وأما الثوار فلازالوا يستنيرون بسيرة الحسين بن علي.
ثاروا عبر التأريخ بوجه الحكومات الظالمة والمستبدة رافعين شعار يالثارات الحسين فكان إسم الحسين يقض مضاجع الظالمين عبر العصور, منعوا زيارة قبره , قتلوا من يذكر مصيبته قطعوا أيدي وأرجل المحبين , هدموا قبره مرات عدة وكانت اخرها في عهد الطاغية المقبور صدام الذي إستباح الحضرة الحسينية بعد ان إنطلقت منها الثورة ضد حكمه الأهوج, غير أن تلك القباب ظلت منارة للثائرين ولمحبي الحرية واما الطغاه فلا قبور لهم تزار ولاذكر لهم إلا مقرونا باللعن وبذكر سيرتهم النتنة.
فالروضة الحسينية لم تضم بين جنبيها أجساد الحسين والثلة الثائرة معه فحسب, بل أحتوت على كنوز من القيم والسير في فقه الثورة على الحكام المتعجرفين الفاسدين, فكانت منهلا يشرب من معينه طلاب الحرية عبر العصور والأزمان حتى بقيت الثورة الحسينية خالدة بخلود قيمها السامية.
ولذا فلاعجب إن أصدر وعاظ السلاطين فتاواهم بهدمها لأنهم يعلمون بانها ستهدم يوما عروش أسيادهم فوق رؤوسهم.
خرج الحسين رافضا بيعة الحاكم الظالم الفاسد الذي لا يمتلك الأهلية لقيادة الأمة وفيها من هو أصلح منه فقال كلمته الشهيرة ماخرجت أشرا ولا بطرا ولكن لطلب الأصلاح, لم يجلس الحسين في بيته ويدعو الناس للثورة وللتضحية في مواجهة حكم طاغ فيما ينتظر هو النتيجة , بل خرج وامام أعين الناس معلنا عزمه على مقارعة الظلم والأنحراف, والحسين لم يخرج لوحده تاركا عائلته في مأمن فيما خرج معه أبناء صحبه ونساء بعضهم , بل خرج مصطحبا معهم اخوته وأبناء اخوته وأبناءه و حتى طفلا رضيعا سقط صريعا في رمضاء كربلاء فيما كان مصير نساءه وأطفاله الأسر سائرين بهم نحو طاغية الشام.
عرضوا عليه الدنيا ومافيها إن ترك الأمر غير انه أبى السقوط في حبائلهم ممن إشتروا الضمائر والنفوس بدراهمهم ودنانيرهم ,حتى قالوا إن الحسين قتل بسيف جده !إذ لم شق عصى الطاعة على الوالي المبجل؟ ولم لم يبايع الأمير الفاسد ؟ ولم أحدث تلك الفتنة ؟ فأستحق القتل وإن كان سبط محمد وإن ذكر البخاري في صحيحه أن الحسين ريحانة الرسول وأنه سيد شباب اهل الجنة وأنه من اهل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا وأن الرسول اوصى به طالبا من الأمة المودة في القربى فكان جزاؤه قتل عترته وذريته وسبي عائلته.
قتل الحسين غير ان التأريخ لم يعرف شهيدا قتل الطغاة كالحسين حتى أصبحوا أثرا من بعد عين واما هو فقباب من ذهب تناطح أعناق السماء إنهال عليها مئات الملايين من المحبين لزيارتها عبر التأريخ.حتى جاء ربيع العرب هذه الأيام ليعيد فكر الحسين وليجسد مباديء الثورة الحسينية . إذ خرجت الملايين من ابناء هذه الأمة من محيطها إلى خليجها تهتف بسقوط الطغاة العرب الذين ساروا على نهج يزيد في فسادهم وفي توريثهم وفي طغيانهم مستعينين بوعاظ السلاطين الذين أضفوا على حكمهم شرعية كاذبة معتبريهم اولي الأمر الذين تجب طاعتهم وإن فعلوا ما فعلوا لأنهم فوق قوانين السماء والأرض ويزعمون انها شرعة محمد , أفأنتم أعلم بشرعة محمد ام سبط محمد؟
فكان لسان حالهم إن يزيد هو الأعلم لأنه يملك الدرهم والدينار بيد والسوط بيد اخرى , حتى أسقط في أيديهم اليوم حتى داست على رؤوسهم أقدام الثوار العرب هاتفين يسقط أئمة الجور حسني مبارك وبن علي وعلي عبدالله صالح والقذافي وغيرهم ,فلم تسقط فقط رؤوس هؤلاء من عروشهم بل سقط معها فقه وعاظ السلاطين , فقه بني امية الذي أسس لمباديء الجور والظلم التي حاربها الحسين بدمه. فلاعجب إن خرج ذلك السلفي ضد حاكمه متمردا على فقهه المنحرف قائلا وكيف لا اخرج وقد خرج الحسين على يزيد! فسلام عليك يا أبا الأحرار وقائد الثوار وسلام على كل الثوار العرب في كل أرض من هذه البلاد الواسعة وهم يستهدون بهداك وبسيرتك العطرة والخزي والعار لكل الطغاة الذين يخشون دم الحسين الذي لولاه لم تبق هذه الأمة حية إلى اليوم .
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساهر عريبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/07



كتابة تعليق لموضوع : الحسين يقود ربيع العرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net