الاثار السايكولوجية للحرمان
اياد الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحرمان مؤلم و هو أشد و اسوأ ما انتجته السياسات الخاطئة في بلداننا اذ انه يلقي بظلاله على جميع شرائح الشعب

و الشباب هم اكثر الفئات التي تتعرض للحرمان و تتحسس معناه

ترى ما هي الاثار التي يتركها الحرمان؟

لعل الآثار السايكولوجية العميقة التي يتركها الحرمان هي اول و اظهر تلك الاثار

و هذا الاثر السيكولوجي العميق ينتج سلسلة من الاثار السيكولوجية السيئة الاخرى لعل ابرزها الشعور باللاجدوى

اذ يشعر المحروم بأن حياته لا جدوى منها و ان عمره في مهب الرياح و هذا الاثر اثر قاتل قد يؤدي بمن يعاني الحرمان الى اتباع سلوكيات اجرامية و لا اقل سلوكيات غير منضبطة و غير مسؤولة.

النتاج الاخر للمحرومية هو الحقد و هو شعور سيء يتمكن من نفسية المحروم و يكبر كلما زاد الحرمان و يزداد حتى يحّل الكره و الحقد على المجتمع محل الحب و هو ما يشكل دافعاً مناسباً و ذريعة يمكن التذرع بها للاضرار بالمجتمع و اندثار قيم انسانية اصيلة كحب مساعدة الاخرين و الفرح لنجاحهم و غيرها.

على هذا فالحرمان يثلم من النفس الانسانية ثلمة يصعب استردادها اذ ان اثار الحرمان غالباً ما تصبح مخزنة في اللاوعي حتى مع زوال اثار الحرمان

فالحرمان يكتم الحب و يخنقه و الحب هو التعبير الارقى و الاوضح عن الانسانية .

و من الآثار النفسية الاخرى للحرمان هو التسبب في ضعف الشخصية و الشعور بالدونية تجاه الاخر

و هذا الضعف و الشعور بالدونية يجعل المحروم في موقع لا يستطيع معه ان ينهض بحياته بشكل طبيعي بل يبقى حبيس دائرة الحرمان.

و يزيد الحرمان من اضعاف عامل الارادة لدى المحروم اذ تجد ارادته مهشمة لذلك تجد ان فرص نجاحه ضئيلة كما يشعر هو و كما اصبح واقعاً نتيجة لهذا الشعور

اذ يمكن القول ان الحرمان يتناسب عكسياً مع النجاح.

كما يسبب الحرمان غياب الهدفية في حياة المحرومين لذلك تجد العبثية سمة غالبة في حياتهم

فحياتهم مكرسة للعيش اي عيش لا تهم الوسائل و لا طريقة العيش انها العبثية و فقدان رسالة الحياة.

وبطبيعة الحال فأن هذا الحديث لا ينطبق و لا يعطي تشخيصاً لجميع حالات المحرومية و لكنه يمكن ان يكون تشخيصاً لتوصيف بعضها.

و ختاما لم اسطر هذه الكلمات للتأشير على قضية اجتماعية مع دراسة لاثارها النفسية المحضة بقدر ما وددت الاشارة الى ما يسببه السياسيون الفاسدون و الاثار و التبعات التي نعيشها نتيجة لسياساتهم الخاطئة

يؤلمني كثيراً ان ارى شريحة الشباب هذه الشريحة الاجتماعية المهمة تعاني من هذه الاثار الخطيرة التي تظهر و تبرز على السطح باشكال متعددة غالباً ما تكون سيئة و مدمرة.

 

الموضوع السابق أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ الخامِسَةُ (٦)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat