صفحة الكاتب : غائب عويز الهاشمي

لمحات علمية في القرآن الكريم
غائب عويز الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شي شهيد
صدق الله العظيم
سورة فصلت  آية 53
إلى من لبى نداء ربه في مشهد الأمام الرضا عليه السلام بتاريخ 17 من محرم الحرام عام 1429هجرية على الرغم من المحاولات 
الجادة التي بذلها أهل الخير وأبقى عاجزا عن رد الجميل يتقدمهم السيد المولى أعزه الله دعائي لهم أن تكون خاتمة أعمالهم في خدمة سيد الشهداء أبي الأحرار عليه السلام 
ومن الله التوفيق
 
قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم:(من لم يشكر الناس لم يشكر الله) 1
صدق رسول الله
لا يسعني ألا أن أسجل الشكر والتقدير إلى كل من كانت له مساهمة في الإعانة والمشورة وتقديم مصدر أخص بالذكر منهم الدكتور عبد الستار حامد الدباغ عميد كلية العلوم الإسلامية جامعة بغداد لما له من أثر طيب في إنضاج هذا الجهد0
والشكر موصول إلى كل الخيرين الذين وقفوا معي بإخلاص في حادثة وفاة ولدي وائل في مشهد المقدسة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
1-الجامع الصغير للأصول في أحاديث الرسول الشيخ منصور علي دار الفكر  بيروت ط41975م


المقدمة :- 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين إلى قيام يوم الدين 
وبعد
القرآن الكريم هذا السفر الخالد الذي بهر العقول وحير أهل الفصاحة وصناع الكلام نزل هداية للبشرية وإنقاذا لها من الجهل والضلالة وهو يمثل الناموس الإلهي لمسيرة الإنسان في عوالمه المختلفة لا بد أن تكون له إحاطة تامة لجميع شؤون هذا المخلوق الذي حمل الأمانة لتي أبت السماوات والأرض أن يحملنها 0
قال تعالى:(أنا عرضتا الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)(1)
وفيه أشارات ومضامين علمية سبق بها العلوم الحديثة بأربعة عشر قرنا ونزل على رجل أمي لا يحسن القراءة والكتابة 0
وموضوع بحثنا الموسوم (لمحات علمية في القرآن الكريم)
من الموضوعات الواسعة التي لا يحيط بها بحث أو دراسة وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون موضوع دراستي على الرغم من سعته كما أسلفت بيد أني توكلت على الله وشرعت بجمع المادة من مضامينها القديمة والحديثة فتكونت لي مادة أنتضمت في هذا البحث الذي تضمن تمهيدا وثلاثة مباحث تضمن المبحث الأول البحث في الدلالات اللغوية والاصطلاحية للألفاظ التي تضمنها العنوان الرئيسي للبحث فتناول القرآن والعلم في اللغة والاصطلاح والاستخدام القرآني 0
أما المبحث الثاني فتعرض إلى حقيقة الأعجاز العلمي في القرآن الكريم وقد توزع على ثلاثة مطالب تناول المطلب الأول الأعجاز ودلالته اللغوية والاصطلاحية وحقيقة الأعجاز القرآني وتناول المطلب الثاني العلم في القرآن الكريم وطبيعة الحقائق العلمية التي تناولها أما المطلب الثالث فقد صب اهتمامه على قضيتين هامتين الأولى ضرورة التفريق بين الأعجاز القرآني والسبق العلمي والثانية موقف المفسرين من الاتجاه التفسيري الذي يهتم بالمضامين العلمية في القرآن الكريم 0
أما المبحث الثالث فكان استقراء لتلك المضامين العلمية التي يزخر بها النص القرآني في محاولة للكشف عن أهم وجوه الأعجاز القرآني ارتباطا بواقع الإنسان المعاصر في مواجهة تحديات العلم وقد توزع على مطلبين أختص الأول منهما بالآيات التي تناولت خلق الإنسان وحقائق الحياة (الآيات النفسية)وضم الثاني الآيات التي تخص الحقائق الكونية والطبيعية (الآيات الآفاقية)وما تناولته في علوم الفلك والفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعية والتطبيقية وانتهى البحث إلى محاولة تلمس ما تتضافر المباحث والمطالب السابقة على أثباته من حقائق متفردة للنص القرآني وتنبيهها إلى مسؤولية الباحثين تجاه كتابهم الكريم 0
هذا ما جاد به القلم ومكنت منه في محاولتي التي هدفت منها إلى استجلاء ملامح الأعجاز العلمي في النص المقدس وقد بذلت فيه ما استطعت من جهد فأن كنت قد أصبت فذلك من فضل الله ولطفه وأن كانت الأخرى فحسبي أنني اجتهدت 0
والله من وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0


تمهيد :
يقول المؤرخ هاملتون جب (أستطاع العلماء المسلمون بتركيز أفكارهم على الحوادث الضرورية أن يطوروا المنهج العلمي إلى أبعد مما ذهب أليه أسلافهم في الإسكندرية واليونان وأليهم يرجع الفضل في استخدام وإعادة المنهج العلمي في أوربا)(2)
وقد سجل التاريخ الإسلامي والإنساني بفخر أسماء عدد كبير من العلماء الأفذاذ من المسلمين في شتى فروع العلم فظهر (البتاني)(3) و(البيروني)(4) من الفلكيين و(الخوارزمي)(5)في الرياضيات و(جابر بن حيان)(6)في الكيمياء و(أبو بكر الرازي)(7)و(أبن سينا)(8)في الطب و(أبو القاسم القرطبي )(9)الجراح الذي أكتشف التخدير في الجراحة والعلاج وغيرهم الكثيرون الذين أنتجتهم حضارة الإسلام وأسهموا ببحوثهم ودراساتهم العلمية في وضع أسس العلوم الإنسانية المختلفة وشيدوا لهذه الأمة حضارة مبنية على العلم والدين0
فرسالة الإسلام التي هبطت في بيئة قبلية ومجتمع بدوي في الغالب أيقضت روح التفكير عند الإنسان وأقامت أمة بني كيانها على أساس العقل والعلم فنحن نجد أن القرآن الكريم يربط ربطا محكما بين الدين والعلم ويحث على التفكر والتعقل ويجعل ذلك طريقا لمعرفة الله تعالى حيث يقول جل ذكره :( أنما يخشى  الله من عباده العلماء)(10)
ليفتح بذلك آفاق البحث والتفكر العلمي أمام المسلمين ليندفعوا إلى تأسيس صروح حضارة قامت على ريادتهم وقيادتهم العلمية والحضارية وقادوا العالم بالعلم ورسالة الإسلام السمجاء وترى اليوم المسلمين يعانون من الضعف والتخلف والتبعية بسبب تفوق القوى الظالمة عليهم في مجال العلم ومن هنا ندرك الحكمة العظيمة في حث الإسلام لتقوية معسكر الأيمان فقد كانت الدعوة إلى طلب العلم هي أكثر ما استأثرت باهتمام الإسلام فهو الطريق إلى معرفة الله تعالى والسبيل الموصل أليه قال تعالى مخاطبا رسوله الكريم صل الله عليه وآله وسلم في بداية نزول القرآن الكريم:0أقرأ باسم ربك الذي خلق  خلق الإنسان من علق  أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم )(11)
هذا في الوقت الذي كانت فيه المجتمعات الأخرى تتخبط في دياجير الظلام وتتمسك بالأساطير الخرافية في النظرة إلى الكون والطبيعة والجغرافية والفلك وينتشر الجهل بين سكانها فكانت بفضل البعثات العلمية التي وفدت إلى بلا د المسلمين وحملت ما حصلت عليه من علوم ومعارف ومن خلال الامتزاج الحضاري الكبير بين العرب والمسلمين والأمم الأخرى أتضح أثر الإسلام والعلم الذي دعا أليه فهما صنوان لا يفترقان استنادا إلى قوله تعالى :(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)(12)
وقال تعالى:(وقل ربي زدني علما)(13)
وقال تعالى: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(14)


 دلالات ومفاهيم 
المطلب الأول =القرآن في اللغة والاصطلاح 
المطلب الثاني=العلم في اللغة والاصطلاح
المطلب الثالث =العلم في الاستخدام القرآن

القرآن في اللغة
على الرغم من أن القرآن الكريم غني عن التعريف ولكن تحديد أبعاد هذا الموضوع يستلزم التعرف على المراد به بالأعجاز العلمي وموقف القران من العلم القرآن التنزيل العزيز وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه ,قرأه ,يقرؤه ,ويقروه الأخير عن الزجاج قرءا,وقراءة,وقرآنا الأولى عن اللحياني فهو مقروء وقال أبو إسحاق النحوي يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه صل الله عليه وآله وسلم كتابا وقرآنا لأنه يجمع  السور فيضمها)(15)وقوله تعالى (أن علينا جمعه وقرآنه)(16) أي جمعه وقراءته وقال الرازي (قرأ الكتاب قراءة وقرانا بالضم وقرأ الشيء قرآنا جمعه وضمه ومنه سمي القرآن لأنه يجمع السور ويضمها )(17)
القران في الاصطلاح
مما يساعد على تصور مستوى الأعجاز وتحديد أبعاده وتميزه عن أي تحديد بإطار آخر معرفة المراد بالقرآن في الاصطلاح الشرعي 
قال الزر قاني :هو عند الأصوليين الكلام المعجز المنزل على النبي صل الله عليه وآله وسلم المكتوب في المصاحف المنقول ألينا نقلا متواترا بلا شبهة)(18)
(والقرآن آية صدق النبي صل الله عليه وآله وسلم وبرهان أعجازه ودليل رسالته ودستور أحكامه وقانون تعاليمه ونبراس إرشاداته ومنهاج أمنه إلى السعادة وثقله الأكبر إلى آخر عمر الدنيا ودوامة الوجود العالمي )(19)
وهو ذلك الفرقان الذي أعجز  بلغاء العالم عن أن يدركوا بلاغته وحير فصحاء  الأجيال في أن ينالوا فصاحته وهو المنادي بقوله :(قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)(20)
وهو الموحى إلى النبي صل الله عليه وآله وسلم بقوله: (وأن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله أن كنتم صادقين)(21)
وهو المعجزة الخالدة التي تبلى الأيام ولن تبلى وتتجلى الحقائق منها واضحة لذوي اللباب كلما تقدم العقل الإنساني وكمل الإدراك البشري )(22)
فهو أذن بحر فياض لا يدرك غوره ولا ينال قعره ومحيط لا يرسى له على ساحل ولا يحدد ببداية أو نهاية ومع ذلك كله فهو مورد عذب لم يرد أليه ضمان ألا وأب بشربة تروي غليله ولم يصل أليه طالب حاجة ألا ورجع عنه مغتبطا بنيل أمنيته وبلوغ حاجته)(23)
وفضل البهادلي التعريف وزاده توضيحا بقوله :(هو كتاب الله عز وجل الذي أنزل على نبيه محمد صل الله عليه وآله وسلم ألفاضل ومعاني وأسلوبا وأعتبره قرآنا دون أن يكون للنبي صل الله عليه وآله وسلم دخل في انتقاء ألفاظه وصياغته)(24)
ومن الجدير بالذكر أن نقف لتحديد مؤشرات للدخول إلى البحث في هذا الموضوع الذي سيتناول مسألة مهمة تتعلق في بعض جوانبها بالأعجاز العلمي بالقرآن الكريم وفي جوانب أخرى بطبيعة الخطاب القرآني من حيث كونه يهدف إلى الهداية والتشريع ويرى الباحث أن الخطاب الإلهي سبق كل أشارات العلماء واكتشافاتهم ومخترعاتهم سواء كان ذلك على سبيل الأجمال أو التفصيل هذه الحيثيات والخصائص سنجد أثرها في طبيعة الآيات التي يتناولها كمصداق لبيان حضور الحقيقة العلمية في القرآن الكريم وسبقه عبر أربعة عشر قرنا في الكشف عن حقائق ومفاهيم كانت غريبة عن الواقع الذي نزل فيه بما يشكل سبقا يعجز العلم اليوم عن تصوره وهل هناك ما قد يكشف عنه القرآن الكريم ولم يتوصل أليه العلم وهذا أمر سيكون للبحث وقفة طويلة عنده في أكثر من موضع0

العلم في اللغة والاصطلاح 
العلم في اللغة
لقد وردت كلمة العلم في معاجم العرب بمعنى المعرفة فقد ذكر الجوهري بقوله :(علمت الشيء,علمه علما عرفته وعالمة الرجل , اعلمه عليته بالعلم ,ورجل علامة أي عالم جدا يراد به داهية)(25)
(وعلم يدل على أثر بالشيء يتميز من غيره ومن ذلك العلامة)(26)
ويقال (أستعلمه الخير فأعلمه إياه واعلم القصار الثوب فهو معلم وعلمه بالشيء تعليما فتعلم)(28)
وقال السمرقندي :(العلم نقيض الجهل علمت الشيء بمعنى عرفته وخبرته وهو نوعان ضروري واستدلالي الضروري ناتج عن البداهة وهو ما يحصل بالحواس أو المتواتر أو ببداهة العقل أما الاستدلالي فهو ناتج بالدليل وهو نوعان عقلي وسمعي)(29)
العلم في الاصطلاح 
للمعنى اللغوي حضوره الواضح في تحدي المعنى الاصطلاحي للعلم 0
فالعلم في الشرع مثلا(يطلق على معرفة الله تعالى وآياته وأفعاله في عبادة وخلقه)(30)
أما عن المتعلمين (فهو صفة يتجلى بها الأمر لمن قامت به )(31) 
(أما عند المناطقة فالعلم حضور صورة الشيء عند العقل )(32)وقال التفتا زاني (سعد الدين عمر)هو أخذ العقل صورة المعقولان في نفسه وانطباعها وحصولها فيه فهو يقع معنى الأشياء)(33)

العلم في الاستخدام القرآني
ترد مادة علم وتعريفا في القرآن الكريم في نحو (ستمائة مرة )وتتخذ معاني متعددة(34)سيحضر بعضها المعنى اللغوي في أشاراته إلى المعرفة بالشيء وفهمه ويستحضر بعضها المعنى الشرعي للعلم في تصور معرفة الإنسان بالله تعالى ومخلوقاته ويتناول بعض منها المعنى المنطقي في تصوره للعلم بحصول صورة الشيء في الذهن ومن الملاحظ على هذا الاستعمال ينسب إلى الله تعالى مرة كما في قوله تعالى :(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم)(35) وينسب إلى الإنسان كقوله تعالى :(قال أن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم)(36)0
ونقل البهي قي ت 458هجرية عن أبن نصر البغدادي أنه ذكر :(أنا لا نقول أن الله ذو علم على التنكير وإنما نقول ذو العلم على التعريف كما نقول أنه ذو الجلال والأكرام000ولا نقول ذو جلال وإكرام)(37)0
ومدلول لفظة العلم في القرآن الكريم هي شاملة على الغالب لأنها تخص إدراكا لجملة المعارف 0
ولما أصبح العلم في عصرنا الراهن السمة البارزة يجدر (بعلماء الأمة   الإسلامية الأكفاء أن يهتموا في خدمة كتاب الله عن طريق أبراز أعجازه العلمي في آيات الله التي اشتملت على النظريات العلمية والكونية والطبيعية والتي بلغت بعد إحصائها سبعمائة وخمسون آية كونية وعلمية)(38)
شأنهم من ذلك شأن من سبقهم من علماء البيان والبلاغ واللغة والفقه  (وفي القرآن الكريم ما يزيد على تسعمائة آية تدخل في نطاق العلم أو نحث عليه لم تتضح حقيقة الإشارة العلمية منها ألا بعد أن اتسعت آفاق الاكتشافات وفي الأحاديث النبوية الشريفة دعوة إلى العلم واكتساب العلم واكتشاف أسرار الكون  والاستفادة منها)(39)
يحتوي القرآن الكريم على آيات كثيرة تدعوا الإنسان إلى دراسة الكون والحياة بكل نواحيها وتشمل هذه الآيات جميع العلوم الطبيعية والتطبيقية ألا أن القرآن الكريم لا يمكن اعتباره كتاب أو موسوعة في العلوم الطبيعية يمكن للفيزيائي والكيميائي والجيولوجي وغيرهم أن يرجعوا أليه في أبحاثهم وتجاربهم بل أن الفيزيائي والكيميائي والفلكيين والجيولوجيين عندما يقرؤن القرآن لا يرون فيه أي تناقض بين أبحاثهم وتجاربهم وبين الأقطار والمرافئ العلمية التي تحملها الآيات القرآنية في مواضيع اختصاصهم ذلك أن القرآن الكريم كتاب ألاهي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ألا أحصاها)(40)
و(000000ما فرطنا في الكتاب من شيء0000)(41)
ولا بد من الإشارة إلى أن الآيات العلمية في القرآن الكريم بلغت في أحدى المصادر (670)آية بحثت في المواضيع العلمية موزعة كما يلي:
الرياضيات =61آية 
الفيزياء =64آية
الذرة =5 آية
الكيمياء =9 آية 
النسبية =62 آية
الفلك =100
المناخيات =20
المائيات = 14
الرياضيات =57
علم الفضاء =11آية 
علم الحيوان = 12آية
علم الزراعة =21آية
علم الأحياء =26آية
الجغرافية العامة = 73آية
علم السلالات البشرية= 10 آية 
علم طبقات الأرض = 20آية
وصف العالم والعلماء والحث على طلب العلم = 64 آية
علم الكون وتاريخ الأحداث الكونية -=36آية    (42)


 
الأعجاز العلمي في القرآن الكريم 
المطلب الأول =الأعجاز القرآني وحقيقته ودلالاته
المطلب الثاني = العلم في القرآن الكريم 
المطلب الثالث =موقف المفسرين من المضامين العلمية

الأعجاز العلمي في القرآن الكريم:-
العلم والقرآن :
للوقوف على الآفاق العلمية الواسعة التي أحاط بها النص القرآني المقدس ثمرات عديدة سيكون للكشف عنها في هذا البحث أهمية كبيرة وما يلزم عن ذلك من أثبات أعجازيته أو من ثم أهمية الإشارة إلى المنظور الإسلامي للعلم وأهميته إلي يشكل ركيزة أساسية في الدخول إلى موضوع البحث وهذا ما أستدعى أن ينقسم البحث في هذا المبحث على ثلاثة مطالب الأول يبحث في دلالات الأعجاز وحقيقة المعجزة والثاني يبحث العلم في القرآن الكريم والثالث يبحث قي موقف المفسرين من المضامين العلمية 
الأعجاز القرآني حقيقته و دلالاته:-
الأعجاز لغة:
قال الراغب الأصفهاني (أًل العجز التأخر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر وصار في التعاون أسما للقصور عن فعل الشيء وهو ضد القدرة أعجزت فلانا وعجزته جعلته عاجزا )(43)
قال تعالى :(أعجزت أن أكون)(44)
وقال أبن منظور (معنى الأعجاز الفوت والسبق,يقال أعجزني فلان أي فأتني ,وقال الليث أعجزتي فلان أي فأتني, وقال الليث أعجزني فلان أذ أعجزت عن طلبه وإدراكه والمعجزة واحدة معجزات الأنبياء عليهم السلام )(45)
وقال الفيروز آبادي (ومعجزة النبي صل الله عليه وآله وسلم ما أعجوبة الخصم عند التحدي والهاء للمبالغة )(46)
الأعجاز اصطلاحا
الأعجاز في الشيء أن يكون ذلك الشيء بصيغة يعجز الخصم أن يأتي بمثله فالأعجاز في الكلام هو أن يؤدي المعنى بطريق هو ابلغ من جميع ما عداه من الطرق)(47)
قال الحمد نكري (فأعجاز كلام الله تعالى إنما هو بهذا الطريق وهو كونه في غاية البلاغة ونهاية الفصاحة على ما هو الرأي الصحيح )(48)ولما كان القرآن الكريم في صياغته وبلاغته أمر خارق للعادة أقترن بالتحدي المستمر وسلم من أن يجاريه مع وجوه القدرة عليه وهدايته على صدق سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم 
وقال البيجوري  (هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين  على وجه يعجزهم عن الإتيان بمثله )(50)
أما بالنسبة للمعجزة (فهي مشتقة من الأعجاز وهو أسم فاعل له ولحقتها تاء التأنيث بعد نقلها من الوصفية للاسمية )(51)
والأعجاز القرآني أنما يكون بلفظ القرآن الكريم ومعانيه ونظمه وبيانه لا في أمر خارج عنه والدليل على ذلك قوله تعالى (وأن أحدا من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)(52)فلو لم يكن سماعه حجة لما وقف أمره على سماعه ولا يكون حجة ألا وهو معجزة وقال عز وجل (وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل أنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم)(53)(فأخبر أن الكتاب آية من آياته وأنه كاف في الدلالة قائم مقام معجزات غيره وآيات سواه من الأنبياء )(54)0
من خلال هذه التعريفات يمكن ملاحظة أنها أشارت إلى جملة من القيود للدلالة على حقيقة الأعجاز وأركان المعجزة يمكن أجمالها بما يلي :
1-أن يكون المعجز أمر خارق للعادة وللنواميس الطبيعية 
2-أن يعجز عنه سائر البشر عدى صاحب ذلك المعجز 
3-أن يكون المعجز مقترنا بإدعاء منصب النبوة 
4-أن يكون في مقام التحدي للمنكرين لصحة أدعاء المنصب لإثبات صدق الدعوى 
5-أن تكون موافقة لدعوة النبي وليست مخالفة لها كما حصل مع مسيلمة الكذاب مثلا حين تفل في بئر ماء فغار ما فيه من الماء خلافا لمدعاه (55)ومن هنا لا بد من التفريق بين المعجزة والرسالة فمعجزة النبي هي ما يستدل به على صدق دعواه أما الرسالة فهي ما يأتي من تعاليم وشرائع فموسى عليه السلام معجزته العصا واليد البيضاء ورسالة التوراة وهكذا المسيح عليه السلام معجزته أحياء الموتى وشفاء المرضى ولكن رسالته الإنجيل وهذا هو حال الأنبياء عليهم السلام ألا أن لنبينا الأكرم محمد صل الله عليه وآله وسلم تفرد من بين الأنبياء عليهم السلام بأنه جمع بين الأمرين فكانت رسالته هي عينها معجزته الدالة على صدق بعثته صل الله عليه وآله وسلم نبيا وخاتما للأنبياء ومعجزات الأنبياء تقسم إلى قسمين:
(1-معجزات وقتية تقتصر على حياة النبي وتذهب بذهابه وهو حال جميع معجزات الأنبياء السابقين على نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم 
2-معجزات دائمية وهي ما يبقى حتى مع غياب النبي وهذا هو حال نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم حيث أنه تفرد في كونه معجزته خالدة إلى يوم القيامة تتحدى العالمين بأعجازها باقية بقاء الدهر مع تفرد آخر له صل الله عليه وآله وسلم تمثل في أنه شارك سائر الأنبياء في أنه كانت له معجزات وقتية مشابهة لمعجزاتهم كتسبيح الحصى وانشقاق القمر وسعي الأشجار)(56)
(ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله)(57)
(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا )(58)
كلمات الله في هاتين الآيتين الكريمتين لا يمكن أن تكون كلماته المنزلة على رسله لأن كلماته سبحانه في كتبه المنزلة محصورة محدودة في حين أن كلماته المشار أليها في هاتين الآيتين لا حصر لها ولا نهاية فلا بد أن تكون هي كلماته النافذة في خلقه والتي يبدو أثرها متجسما فيما نشاهد من الحوادث وفيما يكشف العلم من أسرار الكون)(59)
المطلب الثاني = العلم في القرآن الكريم 
مما لا يخفي على عارف إن القرآن الكريم كتاب هداية وتزكية للنفس البشرية قال تعالى:(ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقاهم ينفقون ) (60)وذلك بسنه لنظم لمنهج الحياة الإنسانية فقوله تعالي (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك على كل شيء شهيد) (61)  
ولما كان القران الكريم يهدف ألي تنوير الذهنية الإنسانية وأعدادها وبث كل وسائل التوعية فعبأ العقلية العربية في زمن النزول ألي يوم يبعثون ونورها وفتح أمامها باب العلم ودعا ألي ولوجه قال تعالي (الر كتاب أنزلناه أليك لتجرح الناس من الظلمات ألي النور بإذن ربهم ألي صراط العزيز الحميد )(62) وقال تعالي (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم أن في ذلك لآيات للعالمين )(63)وقال تعالي (بل هو آيات بينان في صدور الذين أوتوا العلم )(64)وقال تعالي (شهد الله انه لا اله لا هو والملائكة وأولو العلم )(65)ومن البديهي أن القران الكريم يضمن بين دفتيه الكثير من المسائل العلمية والحقائق ويخوض في تفاصيل حقائق أخرى تنبيها للأذهان ألي أهمية النظر والتفكر والتدبر وقد قال تعالي مؤكدا أمورا كثيرة وكنوزا علمية يدعو للكشف عنها (أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها )(66) والقران الكريم حين يلتف ألي هذه المظاهر العلمية فذلك لأنه كتاب الإسلام السماوي والإسلام هو دين ألفطرة الانساينة فهو لابد إن يستجيب لنداء الفطرة ويحقق مطالبها التي كان في أعمار الأرض وإقامة أسس استمرار الحياة الانساينة .تصوروا أن الإسلام والقران ينفصل عن العلم بينما نجده لو تدبرنا آياته نجد إن الكثير منها تحاول التركيز على العلم لاكتشاف المجهول وإماطة اللثام عن إسرار الكون وقد نبه بعض علماء الغرب ألي فضل الحضارة الإسلامية في إقامة صرح حضارة الغرب .يقول جون دوايتور المؤرخ الانكليزي (لو لم تقم في جنوب أوربا الحضارة الإسلامية الأندلسية العربية لظلت هذه القارة أي أوربا تسبح ألي اليوم مع شعوبها المختلفة النحل والنزاعات في حلك من ظلمة الجهل والبداوة ولما ظهر للمدنية الأوربية الحالية من أثر في الوجود ) (67) وهذا ما يجعلنا ندرك أهمية الإعجاز القرآني في (إشاراته ألي نشأة علوم حدثيه لم يعرفها السابقون ولفت الأنظار إليها ووجه الإبصار ألي دراسة الكون وتأمل ظواهره والإحاطة بآيات الله فيه فحملت آياته بذور التقدم العلمي وفكت مغاليقه )(68) القران الكريم معجزة دائمة مدى الدهر ولذلك فان إعجازه لا يقف عند حد معين ولا يمد بزمن أو ثقافة ولما كان الكون من عمل الله يبصرنا بأسرار وروائع هذا العمل القرآن الكريم كلام الله فلابد أن يطابق الكلام العمل ولهذا نقول (أن الكون هو كتاب الله المنظور والقرآن هو كتاب الله المسطور)(69)
وقال أحد العارفين أن لله كتابين أحجهما ينطق بلسان وهو القرآن والآخر ينطق بلسان الحال وهو الكون )وفي كتاب الله قضايا علمية عامة تذهل العقول سبق بها ركب العلم فكانت من آيات الأعجاز في هذا العصر 0
قال الله تعالى في سورة ص (أن هو ألا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين)فأن ما فيه من أشياء علمية تظهر يوما بعد يوم مؤكدة المطلب الثالث = موقف المفسرين من المضامين العلمية على أن دين الإسلام هو دين العلم وأن نوره سبق الآفاق0
أشار البحث إلى انطواء القرآن الكريم على الكثير من المضامين العلمية والإشارة إلى أسرار الكون وخلق الإنسان وما أستطاع العلم الحديث الكشف عنه في العصور المتأخرة وهذا يثبت حقيقتين مهمتين:
أولهما :السبق القرآني في الإشارة إلى تلك المضامين بأربعة عشر قرنا 0
الثانية:احتمال انطوائه على أسرار أخرى كثيرة لم يتسنى العلم بعد الكشف عنها بأدواته الحالية وهذا ما يثبت أن مستوى الكشف العلمي المتضمن في القرآن يمثل سقفا أعلى من كل احتمالات الكشف العلمي للإنسان في أي زمان وهذا ما يجعل من المهم التوجه للبحث في مسألتين هما:
1-التفريق بين أخبار القرآن الكريم بهذه المضامين وهو أعجاز ألاهي وبين السبق العلمي الإنساني في الكشف عنها وعن متشابهاتها 
2-موقف المفسرين من الاهتمام المتزايد بدراسة هذه المضامين العلمية وهذا ما سيتفرغ البحث للخوض فيه
أولا الأعجاز القرآني والسبق العلمي 
تكاثرت الإشارات القرآنية في الآيات المباركة إلى طريق العلم والكشف عن أسرار لم ينجح العلم في معرفة الكثير منها ألا في فترات متأخرة وهذا مما يعد أصدق برهان واقوي دليل على كونه معجز وأنه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه للوصول إلى أمرين في غاية الأهمية هما:
1-زيادة اليقين بوجود الله الخالق وتقوية الأيمان به واللجوء أليه
2- اعتماد العلم والمكتشفات العلمية لتقوية الأمة الإسلامية وتحسين أحوالها)(70)
وهذا كله مما يقرض على المسلمين اليوم التوجه إلى كشف ما بقي مستورا من حقائق القرآن الكريم ليكون في زمانه دليلا متجددا على حقيقة أعجازه فغدا من الضروري (أن يتعاون في تفسير القرآن الكريم العالمون بأسرار التشريع وفقه اللغة وبلاغتها والعلماء المتخصصون في مختلف العلوم حتى يمكنهم القيام بما يفرضه عليهم القران الكريم من استخدام العقل والانتفاع بنتائج البحث والنظر إلى خلق الله العجيب للكشف عن الأعجاز العلمي في آياته)(71) 
ولما كان ما يدعوا إلى الاهتمام بالأعجاز العلمي في القران الكريم هو (التوافق بينه وبين الحقائق والأسرار الكونية التي  لم يكن في إمكان البشر إن يعرفوها وقت نزول القران )(72) وقد أوضحنا في مبحث سابق ضوابط الإعجاز وأركان المعجزة وعلي هذا الأساس نتج حقيقة جليه لثبوت الإعجاز القرآني وخلوده تتمثل في إن غرائب الطب ودقائق إسرار الكيمياء وعمق لبحث في إسرار الفضاء والكشف عن مكونات الطبيعة والغوص ألي أعماق المحيطات كل ذلك يعد مساير للقوانين الطبيعية وليس خارق لها وان كان يخفي علي سائر الناس ممن لم يتفرغوا للانشغال بالبحث عنه وخلاصة ذلك (إن السبق في العلم ليس إعجاز بل هو مفردات اكتشاف المجهول وتحقيق الريادة في أولية الاستقراء والاستنباط)(73) وما يأتي به العلماء ببعض العلوم النظرية الدقيقة فهذه الأمور وان عجز عنها غيرهم ألانها لا تعد من الإعجاز في شيء وهي داخلة في دائرة الإمكان وليس بخارقة للقرانين الطبيعية  وفقدانها للتحدي على الإتيان بمثلها فالرائد في الاكتشاف أو الاختراع له فضل السبق على الآخرين حيث حقق ما لم يحققوه دون إن يكون ذلك اعجازأ (فالمبتكر يحقق علميا والمتحدي يحقق اعجازأ الهيأ وفرق بين الأمرين )(74) 
ثانيا موقف العلماء من التفسير العلمي 
منهج التفسير العلمي هو (منهج يهدف ألي استخراج جملة العلوم القديمة والحديثة من القران ويري في القران ميدانا يتسع للعلم الفلسفي والصناعي والإنساني في الطب والتشريح والجراجة والفلك والنجوم والهيئة وخلايا الجسم وأصول الصناعات ومختلف المعادن فيجعل القران مستوفيا بآياته لهذه الحيثيات )(75 ) ويعرفه محمد حسين الذهبي بقوله (ما يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القران الكريم ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها )(76 ) وقد التفت علماء المسلمين في العصور المتأخرة ألي الكشف عن إسرار النص القرآني من خلال المكتشف العلمي في الفلك والفيزياء والكيمياء والهندسة والرياضيات والطب وعلم النفس .....الخ 
وهذا لقي اهتماما كبيرا ولعل الغزالي أول من تنبه ألي هذا الأمر إذ يري (إن كل ما أشكل فهمه على النظار واختلف فيه الخلائق في والمعقولات ففي القران إليه رموز ودلالات علميه)(77 ) ويتبنى أبو بكر بن العربي هذا الاتجاه في كتابه قانون التأويل ويري (أن في القران الكريم سبعة وسبعين ألف علم على عدد كلماته مضروبة .في أربعة لأن القران له ظهر وبطن ولكل أية حد ومطلع )(78 )وهذا ما أيده السيوطي الذي يري إن كتاب الله (أشتمل على كل شيء إما العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل إلا في القران ما يدل عليها وعدد علومه في عجائب المخلوقات وملكوت السموات وما في الأفق الاعلي وما تحت الثرى وبدأ الخلق )(79  )ولم يخرج بعض المحدثين عن هذا الإطار فعبد الرحمن الكواكبي يرى أنها(الكاشفة عن أعجاز القرآن وهي أهم مسالة في الدين ويعتقد أن القدماء أغفلوا ولم يوفوها حقها في البحث لأنهم كانوا يخافون مخافة رأي بعض السلف القاصرين في العلم فيكفرون فيقتلون)(80)  ومنهم أيضا مصطفى الرافعي الذي خص العلم في القرآن الكريم وأكد (أن القرآن بآثاره النامية معجزة أصيلة في تاريخ العلم كله)(81)
ألا أن أشهر المحدثين اهتماما بهذا الاتجاه هو العالم المصري الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير (الجواهر في تفسير القرآن الكريم)الذي ضمن حشدا من المضامين العلمية وتناول جزئيات العلوم الحديثة بتوسع (يصح القول أن في كتاب الجواهر كل شيء ألا التفسير)(82)
وظهرت مواقف تعارض ذلك وتقدم أدلة يستند إليها في رده وأول من عرف ذالك المغربي أبو إسحاق ألشاطبي الذي يرى (أن كثير من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد فأضافوا أليه كل علم يذكرك للمتقدمين والمتأخرين في علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها وهذا أعرضناه على ما تقدم لم يصح)(83)
ويؤكد موقفه السلف بأنهم (كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أروع فيه ولم يبلغنا أن أحد منهم تحكم في شيء من هذا المدعى )(84)
أبعادا علمية تجعله تبعا للنظريات والكشوفات التي ربما جاء وقت أثبتت بطلانها وبالتالي تعريض النص القرآني لمغبة الاتهام في حقيقة إعجازه وألهيته ألا أن آخرون من المهتمين في الجوانب العلمية لم يقعوا في الإفراط وإنما فهموا النصوص القرآنية في ضوء الاستعدادات والقدرات العلمية لزمانهم وهذا ما يدعوا أليه النص القرآني نفسه بقوله(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )(88)وهذا الاتجاه مما يثبت أعجاز القران الكريم وسبقه العلمي وأحاطته بأسرار الوجود أما الذين أفرطوا فيه (ليسوا بعلماء ولا عقلاء فالقرآن ليس بدائرة معارف علمية ولا من مقاصده أرشاد الناس الى العلوم الكونية التي تشير إلى حقائق كونية كشفها العلم أنما ورد بقصد التنبيه إلى ما في خلق العالم من آثار الإرادة والقدرة والعلم الدالة على وجود الله النافية للتكوين بالمصادفة)(89)ولا يسعنا أخيرا وتدعيما لما سبق من قولنا ألا أن نتسلل مع الدكتور محمد جمال الفندي الذي يقول (وأنا عندما أسوق هذه الآيات العلمية لا أدعي أن القرآن مرجع علمي بالمعنى المعروف ولكن أجب أن أتسأل كيف أستطاع رجل منذ أكثر من (1300)سنة أن يأتي بمثل هذه الحقائق العلمية الرائعة ؟فهل كان صاحب تلك الرسالة ذلك النبي الأمي عالما في الفلك أو أستاذا من أساطيل الطبيعة ؟الحق أنه لا سبيل إلى الجدل وليس أمامنا ألا التسليم بأنه وحي من عند الخالق العظيم)(90) 

 
المبحث الثالث 
الآيات العلمية في القرآن الكريم المطلب الأول =الآيات النفسية (الآنسات وحقائق الحياة)
المطلب الثاني =الآيات الآفاقية (الحقائق الكونية والطبيعية)


الآيات العلمية في القرآن الكريم:-
آيات المضامين العلمية في القرآن الكريم: 
ونحن نقف على أعتاب الخوض في القضية المركزية التي يتصدى هذا البحث للخوض فيها وهي الآيات العلمية في القرآن الكريم يتجلى أمام نظرنا حشد من الآيات يتجاوز (السبعمائة آية)توزعت على الكثير من المضامين تتدرج لتغطي خلق الإنسان في أدق منشأ للحياة ممثلا في الخلية حتى صار في أحسن تقويم وتتناول الكون من الذرة حتى المجرة وتتابع أصناف الحياة وأقسام الموجودات فلا يغرب عليها شأن مؤثر في هذا الوجود ألا تناولته تفصيلا أو أجمالا )(91)مصداقا لقوله :(وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها ألا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة ألا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس ألا في كتاب مبين)(92)
وقوله تعالى :(لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )(93)وقد تصدى العديد من الباحثين إلى نهمة المقابلة بين القرآن الكريم وطرحه لهذه المضامين من جهة والحقائق العلنية من جهة أخرى وقد أجمل السيد حنفي أحمد أصناف هذه الآيات بحسب الموضوعات التي تناولتها فكانت :
القسم الأول : آيات الخلق العام للسموات والأرض وتدبير الأمر فيهما
القسم الثاني :آيات الخلق الخاص بالأرض التي يسكنها الناس وأعدادها للحياة
القسم الثالث:آيات خلق النبات والحيوان
القسم الرابع : آيات خلق الإنسان 
القسم الخامس : آيات سنن الله في أيجاد العالم وفنائه بقيام الساعة)(94)
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تلك الآيات التي لفتت العقول إلى السنن الكونية والنظريات العلمية قد كشف العلم الحديث الكثير من حقائقها وبرهن على صحتها لتكون مصداقا لخلود المعجزة القرآنية ولكن الباحث الموضوعي لا بد أن يكون دقيقا متأنيا في أطلاق الأحكام لا سيما في هذا الجانب العلمي التي تشغل الباحث فيه مسؤولية أخرى مضافة إلى الموضوعية وتتمثل في عدم إخضاع القرآن الكريم لقضايا احتماليه تربطه بالنظريات التي قد لا يصمد بعضها طويلا في وجه الحقائق الجديدة المكتشفة لذا لا بد من وضع ضوابط يستنير بها المفسر في عملية المقابلة بين المضامين القرآنية والكشوف العلمية وقد ألتفت أستاذا الدكتور عبد الستار حامد الدباغ إلى أهمية هذه الضوابط فقررها فيما يلي :
1-    أن لا يخالف العالم في أظهار الأعجاز العلمي القواعد اللغوية الواضحة المقررة في التفاسير والمعجمات اللغوية 0
2- أن يستند العالم المفسر في أبراز الأعجاز العلمي من الحقائق العلمية الثابتة إلى استنباطها أما من صريح النص أو من أشارات واضحة فيه 0
- 3أن يبتعد عن النظريات العلمية التي تخضع للتعبير حتى لا يترتب على هذا الأعجاز نتائج سيئة لأن نصوص القران صريحة ثابتة وبعيدة عن التغيرات والتقلبات كل البعد ولهذا يصح أن نقول أن هذه النظريات العلمية صحيحة وقد وصلت إلى الحقيقة العلمية لأن في القرآن ما يشهد لها ويصدقها)(95)
وعند الاستقراء لهذه المضامين ثبت أن محاولة استقصائها جميعا مما لا مجال له في هذا البحث حيث تحتاج مجموعة من الكتب الضخمة تتوزع في اهتماماتها وتناولها على تلك المحاور لذا يميل الباحث إلى الأجمال في العرض والى أتباع النسق القرآني في تقسيم تلك المضامين إلى آيات الخلق الإنساني (الآيات النفسية)وآيات خلق العالم وما فيه من أسرار الكون والطبيعة (الآيات الآفاقية)من قوله تعالى:(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك)(96)
ولهذا ينقسم البحث في هذا المبحث إلى مطلبين:
المطلب الأول = الآيات النفسية(خلق الإنسان وحقائق الحياة)
المطلب الثاني = الآيات الآفاقية (أسرار الكون والطبيعة

خلق الإنسان وحقائق الحياة:-
ترد العشرات من الآيات القرآنية التي تناولت خلق الإنسان أبتداءا والمراحل التي يمر بها ومن ثم بيان بعض الحقائق المتعلقة بالجوانب الطبية ووظائف الجسم الإنساني والصفات الإنسانية وبعض الصور التشريحية كل ذلك في أطار التصوير العلمي والفني الأخاذ الذي يميز الخطاب القرآني المنفرد ومن هذه الآيات:
      1 – أصل الخلق الإنساني
يقول تعالى في كتابه الكريم: (فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب)(97) وقوله تعالى: (ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين  إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون)(98) وقوله جل وعلا : (يا أيها الناس أن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى)(99) وقوله تعالى : (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)(100)
ومن القضايا التي حيرت العقل الإنساني على مدى العصور لا سيما في عصر العلوم الحديثة (أصل الحياة وكيف بدأت على الأرض وحقيقة خلق الإنسان إذ نجد الماديين يقولون أنها نشأت بسبب تفاعلات طبيعية وميكانيكية ويرى أصحاب النظرية الكونية أن الحياة جاءت من كواكب أخرى)(101)
ولكن القرآن الكريم يحل هذا اللغز حيث يكشف وقبل أربعة عشر قرنا عن مراحل خلق أصل الحياة ويتابعها صعودا إلى الاكتمال في صورة الإنسان الكامل الذي صورته الآيات السابقة وغيرها فأصل الخلق من (تراب )ثم (الماء الدافق)الذي يخرج من بين الصلب والترائب حيث يحمل الحيوان المنوي إلى لقاء البويضة الأنثوية في رحم المرأة ليتلاقحا في أول الطريق المرسوم لتكوين الإنسان بطريقة نطفة –علقة – مضغة –خلق العظام – أكسائها باللحم ثم ينشأ هذا الإنسان في صورته النهائية بما فيه من خلايا من (خلايا تبلغ ألف مليار مليون خلية تشمل جميع أجهزة الإنسان التنفسي والهضمي والبولي والتناسلي والعظمي والعصبي والجلدي بالإضافة إلى الحواس من السمع والبصر والشم والإحساس والذوق والأنسجة وغيرها)(102)
يقول كريسين موريس(أن معظم الكائنات الحية الآن تتطور من خلية مكرسكوبية فريدة على أثر خروجها من طور الحياة تحت المكرسكوب واقترابها من طور الدقة الذرية ويبدوا أن تلك الخلية قد وهبت القدرة على التكاثر ومواءمة نفسها على أشكال عديدة من الحياة)(103)
(أن هذا التكوين المتدرج للحياة بسبب هذه الخلية أبتداءا منها هو خير دليل على أنها لم تأت صدفة كما أنه تكذيب للماديين في تصورهم لأصل الحياة يقول رسل جالز أرنست أخصائي علم الأحياء الواقع الذي ينبغي لأن نسلم به هو أن جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية قد باءت بخذلان وفشل ذريعتين)(104)
(هذه الخلية الحية المتناهية الصغر تحتوي في نفسها على جرثومة الحياة وبها القدرة على توزيع هذه الحياة على كل كائن حي وعلى مطابقة كل مخلوق لبيئته حيثما يمكن وجود الحياة من قاع المحيط إلى  السماء)(105)
من خلال هذه الخصائص المعقدة للخلية الحية ينطلق (جالز أرنست)إلى أدراك واثبات وجود الله تعالى حيث يقول : (أنني أعتقد أن كل خلية من الخلايا الحية قد بلغت من التعقد درجة يصعب علينا فهمها وأن ملايين الملاين من الخلايا الحية الموجودة على سطح الأرض تشهد بقدرة الله تعالى شهادة تقوم على العلم والمنطق ولذا فأنني أؤمن بوجود الله أيمانا راسخا )(106)
وإذا دققنا في الآية الكريمة : (خلق الإنسان من صلصل كالفخار)(107)الصلصال هو الطين اليابس والطين هو التراب الممزوج مع الماء والآية الثانية: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذ أنتم بشر تنتشرون)(108)
وهذه صريحة بان خلقنا من التراب لا ريب فيما هذه بداية الإنسان ثم يمر بمراحل حتى يكون نطفة (أنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)(109)
الأمشاج أي المختلط فهذه النطفة تتولد من الدم الذي يتكون من المادة اللبنية الناتجة من الكيلوس ومادة الكي لوس عبارة عن نواتج هضم الغذاء الذي أصله من الحيوان والنبات والماء أما الحيوانات فمعتمدة على الحيوانات الأخرى والنباتات والحيوانات الثابتة جميعها معتمدة على النباتات والنباتات معتمدة على الماء والتربة والمواد الموجودة في الماء نفسها موجودة في التربة فالأصل يرجع إلى التربة أما الأشياء العلمية التي اكتشفت حديثا بواسطة علم التشريح واختراع الآلات الدقيقة المساعدة للفحوص فنتج منها أخيرا أن المواد الموجودة في التربة نفسها موجودة في جسم الإنسان بعد التحليل الدقيق )110) وإذا أخذنا الآية الكريمة : (فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب)(111)
المراد من الماء مني الرجل وبويضة المرأة والدافق هو المنصب بقوة أما الصلب فهو عظام فقرات الظهر السفلى والترائب جمع تربة عظم الصدر السفلى ومؤدى هذه الآية الكريمة هو أن الماء الذي  يخلق منه الإنسان والمركب من مني الرجل ومني المرأة في الرحم فنشوئه ومخرجه من بين الصلب والترائب والظاهر أنه ليس في الآية تخصيص الصلب من الرجل والترائب من المرأة بل المحتمل أن يكون من صلبيهما وتر ائبهما معا كما يقرره الطب هذا ما كان يدرك من ظاهر الآية أما العلم الحاضر والطب الحديث فقد أظهر من أسرار القرآن العظيم وحقائقه العلمية ما كان خافيا على الكثير من علماء السلف أما الطب الحديث فيؤكد أن في الأسبوع السادس أو السابع من حياة الجنين في الرحم ينشأ ما يسمى (جسم وولف وقناته )على كل جانب من جانبي العمود الفقري ثم يتولد من جزء منه الكلى وبعض المجاري البولية كما تنشأ من الجزء الآخر خصية الذكر ومبيض الأنثى أذن فكل من المبيض والخصية في بداية تكوينها يكون مجاور للكلى ويقع بين الصلب والترائب أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا ومقابل أسفل الضلوع 0ومما يؤيد ويفسر صحة هذه النظرية هو أن الخصية والمبيض يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدها بالدم وهو متفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب ومن هنا يتبين بوضوح كيف أن الإنسان خلق من ماء دافق أي ماء الرجل النازل من الخصيتين والذي يحتوي على الحويمنات المنوية وماء المرأة الحاوي للبويضات وهو الذي ينصب متدفقا من عضوين منشؤهما وغذائهما وأعصابهما مما بين الصلب والترائب كما تقدم فتأمل وأعتبر(112)
2-القرار المكين
هذه الخلية الحية التي كانت أصلا للحياة والتي تعاضد الحويمل الدقيق المتناهية الصغر على اكتمالها يعبر القران الكريم عن موطن الالتقاء الأول لهما وبداية التلاقح بالقرار المكين (الذي خصه سبحانه وتعالى في الإنسان لينموا فيه المخلوق الإنساني ويتطور في ظلمات الرحم الثلاث ثم يخرج بقدر معلوم أي بزمن معلوم خلقا متكاملا )(113) (والملفت للنظر هذا التصوير القرآني البديع لطبيعة هذا الوعاء الذي يحتوي عملية التطور ألتخليقي للإنسان ) (114) وذلك بقوله تعالى (يخلقكم في بطون أمهاتكم  خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا اله ألا هو فاني تصرفون )(115) فالتعبير هنا بظلمات ثلاث من المصاديف الملفتة على الإعجاز العلمي في القران الكريم إذ يكشف قبل اختراع أجهزة السونار والأشعة بأربعة عشر قرنا طبيعة الأغشية التي تحيط بالجنين في بطن أمه ويصفها ويبين عددها فهي ثلاثة أغشية .....هي 
1-الغشاء المتباري 
2-الخور بون 
3-الغشاء أللفائفي (116)
إن هذه التفاصيل التي جاء بها القران في أصيل الحياة ومراحل تكوينها مما نطق العلم الحديث بصدقه ووافقه ولاشك أن ذلك من دلائل الإعجاز لو قارناه مع المعتقدات السائدة في نزول القران حيث كان أهل ذلك العصر أبعد ما يكونون عن تصور ما نطق به القران بخصوص هذه القضية بل أن الإنسان تأخر حتى القرن التاسع عشر ليكشف عن هذه الإسرار العلمية الحيوية كما يؤكد الطبيب الفرنسي موريس بوقاي الذي تناول بحته (القران الكريم في ضوء المعارف العصرية ) إذ يقول (إن ما نطق به القران في موضوع التناسل البشري ليبين بعبارات سهلة طائفة من الحقائق الأولى لم يكتشفها الإنسان إلا بعد قرون عديدة من الكد والاجتهاد ) وقال تعالي (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل *ألم يجعل كيدهم في تضليل *وأرسل عليهم طيرا أبابيل *ترميهم بحجارة من سجيل *فجعلهم كعصف مأكول ) يذهب الدكتور السيد ألجميلي على (إن المراد الطير الأبابيل المكروبات وهو ظاهر من قوله (ربما تكون السماء قد وجهت تلك الميكروبات قي اتجاه العدو وصوب جنوده وهو أمر يسير على الله ويرجح إن يكون المراد بها _الريكتسيا _ التي تسبب مرض التيفوس ويعقب على هذا بقوله :إن هذه الطيور حين ألقت بالميكروبات على الجيش فان مجرد إلقاء الريكتسيا فوق الرؤؤس فان المرض سرعان ما ينتشر بين الإفراد وأول ما يشكو منه هو الدوخة والصداع الشديد والخمول والكسل وألام العظام المروعة كما يصاب الشخص بهلوسة وهو لا يستطيع إن يحمل رأسه من الصداع الشديد وزغللة العينيين ومن هنا يأتي تفسر كلمة أبابيل أي تبلل عليهم رؤوسهم أما قوله تعالى (فجعلهم كعصف مأكول ) فان وضع إلفاء هنا للتعقيب يعني انه مر فترة ولو قصيرة جدا من لعدوي بالميكروب وبين العصف المأكول ولو كانت الحجارة من جهنم على طبيعتها المادية المحسوسة لأتت واو المعية وقال (ترميهم بحجارة من سجيل وجعلهم كعصف مأكول )(119)
حساسية الجلد الإنساني:-
في قوله تعالى (أن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نار اكلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )(120 ) وهذه الآية تشير ألي أعجاز علمي جلي ألي حقيقتين علميتين تتعلقان بحساسية الجلد وتميزه في الشعور بالألم فالآية واضحة في الإشارة ألي أن النار كلما أكلت جلود هؤلاء الكافرين أبدلهم الله جلود غيرها وسبب ذلك (أن أعصاب الألم هي في الطبقة الجلدية أما الأنسجة والعضلات والأعضاء الداخلية فألا حساس فيها ضعيف ولذلك يعلم الطبيب أن الحرق البسيط الذي لا يتجاوز الجلد يحدث ألما شديدا بخلاف الحرق الشديد الذي يتجاوز الجلد ألى الأنسجة الداخلية لأنه مع شدته وخطره لا يحدث المأ  كثيرا)(121) فألاية تؤكد انه تعالى يبدل الجلد المحترق الذي يحوي الأعصاب الشديدة الحساسية للألم لكي يستمر بلا انقطاع وهي تشير أيضا ألي وظائف المخ الذي من أبسطها (رد الفعل المباشر لأية أشارة يفهم منها تعرض عضو من الأعضاء لخطر مفاجئ فإذا ما لمس أحد ما موقدا ساخنا يصدر المخ في الحال الأمر لعضلات الذراع بدفع اليد بعيدا عن موطن الخطر وبعد لحظة تتلقي أجزاء المخ الواعية أشارة أخري عن الحروق التي أصابت اليد)(122) 
متفرقات في خلق الإنسان 
1-الصفات الوراثية 
يقدر القران الكريم في البعض من آياته أهم قوانين الوراثة التي بني عليها علم الوراثة ومن أهم مصاديف ذلك ما جاء في سورة مريم .
قوله تعالى (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيأ )(123) فالآية تشير ألي وراثة الطفل الكثير من الصفات عن أبوبه وهي هنا تشير ألي (أن مريم لا يمكن أن تكون خاطئة أو آثمة ابدأ لم تورث هذا الخطأ من الأب أومن الأم أي أن الصفات تورث من الأب والأم ) (124) ولابد من الإشارة ألي أن علم الوراثة هو العلم الذي يبحث عن أسباب ونتائج المشابهات والظروف والصفات بين الأفراد الذين تربطهم صله قربى وهي العلوم التي اكتشفت حديثا .ومنذ أن عرف هذا العلم اخذ العلماء يبحثون عنه وأجريت تجارب مختلفة على مختلف  الأصناف من البشر والحيوانات واختلف العلماء فيما بينهم في هذا العلم فمنهم من قال (أنما الصفات تورث من لأب فقط دون الأم ) ومنهم من قال (أنما الصفات تورث من الأب نصفها والنصف الأخر من الجد للأب ) وهكذا أقوال الكثير من العصب الحكم فيها لان كل واحد منهم قد برهن على قوله براهين وأدلة ضرب الأمثال وأخير أتوصل (فرانسيس جولتين ) عام 1897الى وضع قانون أسماء (قانون التوارث عن السلف ) ويتلخص هذا القانون على أن الفرد يأخذ نصف صفاته من كل من أبويه بالتساوي واعتبر هذا القانون نصر أللعلم . حيث تقول الآية أن مريم لا يمكن أن تكون بغية أو خاطئة أذا لم تورث هذا الخطأ من الأب أو من الأم أي أن الصفات تورث من الأب والأم وهذا ما اخبرنا فيه القران قبل 14قرنا (125) فالقران الكريم يذهب إلى وراثة الصفات ويؤكد صحة النظرية المقررة لذلك والتي احتاجت ألي ألاف التجارب على مختلف الأصناف والأنواع من الكائنات وانتهت إلى إن كل فرد من الأفراد يأخذ نصف صفاته من كل أبويه بالتساوي فقد وجد (أن كل نواة خلية بشرية تحتوي على 48من الكروم وسوم فيها عدد خلايا البويضة والنطفة فإنها تحتوي نصف هذا العدد ويتم العدد ويتم بتزاوجها وهذه الكر وموسومات تحتوي الجراثيم الموروثة التي تعد أصل وراثة الإنسان للصفات )(126)
2-الإمضاء المعجزة 
ربما تكون قضية البصمات الإنسانية القديمة قدم الإنسان و من ألتفت إلى هذه الحقيقة وهل يمكن الكشف عنها بدون أجهزة تشريحية وأخرى تستحضر آلاف البصمات لتقارن بينها لإثبات تفرد كل منهما وهذا ما كشف عنه القرآن الكريم حيث أن (الثابت علميا أنه من بين الملايين من الأفراد وتأخذ بصمات بنان كل شخص طابعا خاصا وشكلا متميزا)(127)
ولذلك كانت من أروع الآيات المعجزة علميا بهذا الصدد والتي تظهر مقدرة الحالق التي لا حدود لها (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين أن تسوي بنانه)(128)
وذكر في تفسير ألجواهري للطنطاوي أن عالما ألمانيا درس هذه الآية الكريمة فأعلن أسلامه وبين بأنها تشمل أسرار علمية لم تكن معروفة في زمن صدورها لدى أحد من البشر فأكتشفها علم لعصر الحديث وهي بصمات الأصابع ومظاهر التوقيع وهي التي يختص بها كل فرد من الناس بصورة لا يماثلها أحد من الآخرين سبحان الله )129)

3 - التحصن لاختراق الفضاء
كان حلم الطيران يداعب مخيلة الإنسان منذ القدم وحيكت حول ذلك الأساطير عن أناس حلموا باختراق الفضاء والطيران ولكن هل فكر أحد بما يتعرض له الإنسان مع الارتفاع هذا الأمر كان بحاجة إلى آلاف السنين للكشف عنه وذلك حين تمكن الإنسان من الطيران إلى ارتفاعات شاهقة فأكتشف (أن الصعود قدما في الجو يصحبه حتما ضيق الصدر حتى يصل المرء إلى حالة الاختناق غير بعيد عن سطح الأرض نظرا لتناقص كثافة الهواء الجوي )(130)هذا الكشف العلمي أشار أليه القرآن الكريم في قوله تعالى 
(فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء)(131)
فهذه الآية تتضمن من الحقائق العلمية ما يثبت قطعا أنها من وحي ألاهي وأعجاز خالد وسبق علمي وهي من جهة أخرى أستشراق لإمكان اختراق الفضاء مع توفر الإمكانات ولا شك إن هناك العشرات من الآيات التي تتضمن أشارات علمية تدور حول الإنسان وخصائص خلقه منها ما يتعلق بالحواس كالسمع والبصر ولا بد لنا أن نركز على الفضاء لأهمية الموضوع ولو تنبأ إنسان القرون الماضية بأنه سيحاول غزوا الفضاء والوصول إلى القمر والكواكب لضن الناس ذلك من خيال الشعراء لكن القرآن الكريم قال هذا منذ أربعة عشر قرنا فبين لنا أن الإنسان سيحاول ذلك وأخبرنا بما سيصادفه من عقبات وصعوبات وورود هذا الخبر في الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم وهذا يعتبر أحدى المعجزات التي جاء بها والمعجزة في الموضوع أن النبأ جاء في عصر كانت البشرية تحي حياة بسيطة لا أثر فيها للحضارة الآلية الحديثة وفي وقت لم يكن يستطيع أوسع الناس خيالا أن يتصور أنه سيأتي يوم يرى الإنسان الأبعاد السحيقة والضئيلة بمراقبته ومجاهرة ويمخر المحيطات بسفنه الجبارة ويغوص إلى أعماقها بغواصاته ويحلق بالفضاء بطائراته ويغزوا الفضاء بصواريخه ومركباته وأقماره وجاء ذلك الخبر والعلم في آيات بينات هي ما يأتي : 
1 – (يا معشر الجن والأنس أن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فنفذوا لا تنفذون ألا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان  يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)(132)
2 – (000فأن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء00000)(133)
3 – (فا أنظروا ماذا في السماوات والأرض 0000)(134)
4 – (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق 000)(135)
5 – (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فضلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون)(136)
والسلطان لغة تعني الحجة والبرهان والدليل ويشمل أيضا معنى القدرة والعلم ولذلك معنى الآية الأولى أن الجن والأنس سيحاولون أن يتعدوا آفاقهم إلى عوالم أخرى وهم حين يفعلون ذلك يكون النجاح حليف مسعاهم ولم يستطيعوا الوصول إلى بغيتهم من اختلاء أسرار هذه العوالم  إلا عن طريق العلم فحسب وهذا ما حدث فعلا وحققته الأيام بعد أربعة عشر قرنا لقد نفذ علم الإنسان فعلا إلى أقطار السماوات والأرض عرف الكواكب والنجوم ودرس أجوائها وسجل حركاتها وتابعها في أفلاكها بل قدر أوزانها وألم بالمواد التي تتركب منها كما عرف باطن الأرض وأستخرج المعادن منه ووصل إلى أعماق البحر ودرس أحوالها وقد جاء بمخترعات عجيبة فها هو ذا المرقب يصل إلى رؤية النجوم على بعد الملايين من السنين الضوئية كما وصل بطرقه العلمية إلى دراسة كثير من الظواهر الكونية وها هي صواريخه وأقماره  الصناعية وسفنه الفضائية تجوب الفضاء وتكشف له من إسرار الكون كل يوم جديد  0
وقد أمكنه بالمجهر الكهربائي أن يكبر الأجسام إلى ما يقرب من 30ألف ضعف وبذلك أستطاع الإنسان أن يميز الكائنات التي لا يزيد قطرها على جزء واحد من 40 ألف جزء من السنتمتر وقد تمكن الإنسان من رؤية ما لا يرى من جراثيم تسبح في الهواء وتجري في السوائل والدماء وشاهد نجوما تصل إشعاعاتها أليه في الملايين من السنين وأستطاع الإنسان بالرادار أن يكشف عن الأجسام السابحة في الجو على بعد مئات الكيلومترات ويسعى إلى الاتصال بواسطة القمر والكواكب كما استطاع الإنسان بالعلم أن يكشف عن أمور رائعة من النشاط الذري والإشعاع الكوني والدفع الذاتي والنقل الأثيري00000الخ والإنسان في سعيه الدائب للمعرفة لم يكتفي بالمجاهر البسيطة والمركبة الكهربائية والمراقب ذات العدسات الكاسرة والمرايا العاكسة التي يبلغ قطرها  :5 2 متر وأجهزة التحليل الطبيعي (المطاييف)والصواريخ والأقمار  الصناعية  والسفن الفضائية ولم يقنع الإنسان بكل هذه الوسائل بل يريد أن يخترق الحجب يريد أن يبلغ القمر والكواكب 0
أن مقدمات الآيات السابقة قد تحقق معظمها في هذا القرن ونجح الإنسان بواسطة العلم أن يرسل بواسطة الأقمار ر الصناعية لتتخذ مدارات لها حول الأرض والقمر وقد أنزل سفنه الفضائية على القمر والزهرة والمريخ وجميع الاكتشافات الفلكية حتى الآن جاءت مطابقة ومنسجمة مع ما في الآيات القرآنية وهذا يعتبر من المعجزات التي أنطوى عليها كتاب الله 0
فقد أخبرنا القرآن الكريم مخاطبا الجن والنس00(يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنصران)(137)
وقال على لسان الجن الذين حاولوا ذلك قبلا (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا )(138)
والشواظ في اللغة تعني اللهب الذي لا دخان فيه والنحاس هو ما سقط من شرر المعادن الحامية المطروقة أن القرآن لا يقول باستحالة الوصول إلى القمر لكنه يطلب منه أن بقوم بذلك العمل أذا أستطاع ذلك بواسطة العلم ورغم أن القران الكريم أشار الى أن كان بلوغ الإنسان الفضاء الخارجي ونفاذه من أقطار السماوات والأرض إلى القمر فهناك جماعة من علماء الفلك والفيزياء الفلكية يكادون يجزمون باستحالة نزول مخلوق حي على سطح القمر وبقائه حيا هناك أو عودته حيا إلى الأرض وعلى رأسهم(كلارك ,هارلو,أصلاي فر,لوفيل,ريم وند ,لينين,هويل منت ريل) وجميعهم من كبار العلماء في وقتنا الحاضر) (139)
ولكن يأتي الوقت الذي يؤكد دقة وعظمة القرآن الكريم وهذا السر الإلهي يبقى شامخا مدى الدهر
4 - النجوم الثاقبة
( من المعروف أن النجم جرم سماوي ميزته انه مضي بذاته وهذا ما ينطبق على الشمس والنجوم في حركتها الانسيابية في الفضاء الكوني الذي تتحرك خلاله فهذا الفضاء ينشر فيه الغاز الكوني (الأيدروجين) ومواد أخرى وما يفعله النجم أثناء حركته خلال هذا الغاز أنه يفعل الجاذبية يجمع منه كميات كبيرة يمكن حسابها رياضيا وكلما تحرك النجم خلال الغاز وترك خلفه رتقا ضخما من الفراغ وسط هذا الغاز يبلغ أضعاف قطر النجم وقطره هذا يتوقف على السرعة النسبية بين النجم والغاز)(140)
وهذا الوصف الدقيق للحالة جاءت الآية القرآنية بقوله تعالى:(وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب)(141) لتصوره بهذه الدقة المتناهية فالطارق هو المتحرك على الدوام والثاقب الذي ينفذ في أعماق الفضاء وهذا أعجاز علمي قرآني ظهرت حقيقته بأجلي صورها في هذا العصر0
قال تعالى:(أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)(142)
هذه الآية من معجزات القران الكريم وأن علم الفلك يقرر  ذلك تماما والمعنى المفهوم من هذه الآية أن الأرض أصلها من السماء والسماء كل ما على الإنسان أظله فإذا كان أصلها من السماء والسماء فضاء فهي أذن جزء من كائن في السماء أي (الشمس)
المطلب الثاني = (الآيات الآفاقية ) الحقائق الكونية والطبيعية 
يحتل علم الفلك وحقائق خلق الكون وخصائصه أهمية كبيرة في القرآن الكريم حيث تتكاثر الآيات على ذالك ولا عجب (لان علم الفلك إنما يخرج بنا إلى خضم الفضاء اللانهائي وما تتناثر فيه من مجرات ونجوم وإجرام مختلفة الحجوم والصفات )(143)
(ولتوقف غرض الهداية التوحيدية على أظهار عظمة العالم ودقة صنعه والسنن الجارية فيه مما تطابق مع العلوم الحديثة وقد كانت قبل القرآن مجهولا عند الأمم السالفة والحضارات الغابرة لذلك نجد الشيخ طنطاوي جوهري يقول أن الآيات التي جاءت فيها المضامين الكونية تتضمن تنويها إلى أن هذه العلوم واجبة وجوبا كفائيا)(144)0
قال تعالى :(ما أشهدتم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم )(145)
فأراء دارون مثلا حول تطور الكون ونشوئه ليست ثابتة بصورة حاسمة حتمية لأنها نظريات وليست قوانين والجدير بالذكر أن دارون لم يكن ملحدا بل أيد وجود الله عز وجل)(146)
ولينظر الماديون بتدبر وتحرر أن النظريات المادية حول نشوء الكون ظهرت قبل اكتشاف بناء الذرة وليفكروا بإمعان (كيف تحركت الشحنات الكهربائية والمغناطيسية لتكوين الطبقة السديمة وكيف نشأت الذرات وقد بدا الله عز وجل خلق الكون وتطويره من الوجود السد يمي الأصلي وذلك في أزمان متلاحقة لا يعلم مداها ألا هو)(147)
قال تعالى : (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام 000)(148)
وسأحاول في هذا المبحث أن أتناول العديد مكن المحاور التي تضمنت بعض تلك المضامين دون استقصائها ومنها :
1 – نشوء الكون 
قال تعالى (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففقناها وجعلنا من الماء كل شيء حي )(149) يرى العلماء إن هذه الآية الكريمة من المعجزات القرآنية العلمية الكبرى حيث تضمنت إشارات إلى العلاقة بين الأرض والسماء من جهة واصل الكون في بداية نشأته من جهة أخرى .بقول الدكتور احمد عبد السلام ألكرداني (إن هذه الآية اشتملت على ثلاث معجزات يقينية على الأقل هي تعدد العوالم فلكيا ودخانية السماء في البدء وانفصال الأرض عن السماء بعد إن كانت متصلة بها )(150) ويقول محمد إبراهيم إسماعيل عن الكشف ألقراني هنا(ليتفق نص هذه الآية مع إحداث النظريات في أنشاء الأرض والسماء وذلك إنهما كانتا في أول  أمرهما  ملتصقتين داخل السد يم الذي يحتويهما على إنهما انفصلتا نتيجة انفجارات شديدة حدثت داخل السد يم وتم الاتفاق المذكور في الآية ) (151)وهذا (ما يتفق مع نظرية الانفجار المدوي التي تقارب هذه الاشارت القرآنية مما يجعلها (النظرية )اقرب إلى الحقيقة )(152)الكون من عمل الله والعلم يبصرنا بإسرار وروائع هذا العمل والقرآن كلام الله فلا بد أن يطابق الكلام العمل ولهذا نقول:  (أن الكون هو كتاب الله المنظور والقرآن هو كتاب الله المسطور)(153)
فالقرآن وقضايا علمية تذهل العقول سبق بها ركب العلم فكانت من آيات الأعجاز والقرآن الكريم أنما تنزل ليخاطب العقل البشري ويستنيره للتزود بالعلم والفكر سيعتقد العلماء بأن الكون كان في بداية على شكل كتلة واحدة وانفجرت ثم تبعثرت منها الالكترونات والنيترونات والبروتونات ثم تشكلت بعض العناصر الغازية كالهيدروجين والهليوم )(154)وفي حين أعظم اكتشافات القرن العشرين الفلكية حيث حاول الاكتشاف تحليل كيفية نشوء الكون والمجرات وتضمنت إضافة للمعلومات السابقة القول بأنه واكب الانفجار الأول تشكل ذرات ثقيلة ذات قوة جاذبية عالية ندعي (المادة المظلمة)ساهمت في تشكيل النجوم والكواكب وذلك يجمعها في مناطق معينة ثم يجذبها للمركبات الغازية الحقيقية التي تملأ الكون )(155)
أذا ربطنا بين نظرية انفجار الكون وتشكل السماوات والأرض وبين ما ورد بالقرآن الكريم نجد أن القرآن هو أول من قال بانشطار السموات بعد أن كانت كتلة واحدة كما تقول نظرية الانفجار الأعظم بقوله تعالى: (أولم يرى الذين كفروا إن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون )(156)
وفي قوله (فلا يؤمنون )تحدد للأمم القادمة التي ستكشف هذه الحقيقة وتراها بمنظار العلم والعقل (أن نظرية الكتلة الواحدة للكون وضعت سنة 1929واعتمدت سنة 1945وقد جاء بها القران قبل ما يزيد عن الألف وأربعمائة عام حين كان الناس في ظلمات الجهالة غارقين )(157)أذا نظرنا إلى السماء والفضاء وجدنا أن عدد أسرار الكون أكثر من عدد النجوم وسأضرب لكم مثلا واحدا من هذه الأسرار وهو الذي أكتشفه الدكتور (شمدت)ليلة 24تشرين الثاني عام 1876م وأذا وجدنا هذا الفلكي ببرج (البجعة)نجمة دعيت (توفى سيتي ما)وذلك أنه كان يرصد البرج المذكور قبل اكتشاف هذه النجمة بأربعة أيام فلم ير أي أثر وبلغت هذه أقصى درجات تألقها فكانت في الدرجة الثانية من درجات إحجام النجوم وفي نحو أسبوع قل نورها ولم يمض أسبوع آخر عن ظهورها حتى باتت لا ترى ألا بمساعدة المناظير ثم توارت عن الأنظار وقيل أن ذالك راجع إلى احتراقها على أثر صدمة منيت بها فحطمت تحطيما مع أنها كانت في حجم الشمس أما حدثت هذه الكارثة السماوية وانتهاء الحريق العظيم ما  أجمل ما قاله اللورد أفيري في كتابه(محاسن الطبيعة )مصورا عجز الإنسان أمام أسرار الطبيعة الوفيرة فيقول: (فالزمان والمكان سران لا يسير غورهما ولا يدرك قرارهما وكما تعجز عقولنا عن تصوير بدء الأزل ونهاية الأبد كذلك يعجز وعيها في تحيل أول المكان وآخره وهو ملء بالجهات الأربعة وكل عال منه دون الذي اعلي منه وكل تحته دونه تحت والمكان والزمان لا نهائي وغير محدود )(158)
وصدق سبحانه حين يقول : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)(159)
منشأ الكون
(والشمس والقمر كل في فلك يسبحون )(160)
وهذه الآية تشير إضافة لذلك أن الشمس والقمر وكل نجمة تسير في أفلاك مرسومة لها وليس من نجم أو كوكب في الكون يأتين لا يتحرك هذا بيان واضح كالشمس ألا أن للشمس محركا ومدار تسير فيه وليس كما كانوا يأتيهم الفلك مؤخرا أن للشمس مدارا حلزونيا تدور فيه وتدور معها في تلك الحركة المجموعة الشمسية ومما تأكد العلماء إن أصل كل ما في الكون من إجرام ومجرات هو غاز الهيدروجين باعتبار إن الهيدروجين هو ابسط عنصر موجود في الكون فكان هذا الغاز يملأ كل فضاء قبل نشوء الأجرام وهذا ما عبر عنه سبحانه  وتعالى:(ثم استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتيا طائعين)(161)
وقد عبر القرآن عن هذا الغاز الذي منه خلقت السماوات والأرض بالدخان ويقدره الله تعالى بدأت تشكل دوامات في هذا الغاز 0
ومع مرور الزمن بدأت تشكل في الهيدروجين بقية العناصر الأكثر تعقيدا مثل الهيليوم والليثيوم وهكذا حتى وصلت إلى العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم الذي يحوي في نواته 238نكليونامنها 82بروتونا والباقي نيترونات )(162)
(ألم تر أن الذي حاج إبراهيم في ربه إن آتيه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفروا الله لا يهدي القوم الضالين )(163)
الشمس كرة هائلة من الغازات الملتهبة يبلغ درجة حرارة سطحها (6000)درجة مؤية ومنظرها الخارجي يتحرك حركة عنيفة نتيجة لاحتراق  المواد وأكثر المواد الموجودة المحترقة هي الهيدروجين وكذالك توجد نفس العناصر الموجودة على الأرض وتحترق جميعها ومن تلك المواد مثل البلاتين والرصاص والفضة 000وقطرها أكثر من مليون وثلث مليون كيلو متر حيث يبلغ محيطها (325)وبقدر محيط الأرض وثقلها (332)ألف مرة لأثقل من الأرض وحجمها (400)مرة بقدر بعد القمر تقريبا وقطرها أكبر من قطر الأرض (109)مرة تبعد عن الأرض (93000000)ميل أي (400)مرة بقدر بعد القمر عن الأرض تقريبا وان جوف الشمس عبارة عن مركز هائل من مراكز هائل من مراكز توليد القوة لا ينقطع عمله والطاقة التي تتولد وتنساب في داخلها تجعلها ساخنة إلى حد مربع ونتيجة ذالك يندفع نحو سطحها تيار عظيم من الحرارة إذ بلغ السطح أنصب إلى الفضاء شعاعا وأن ما يصل إلى من الطاقة إلى كل أنج مربع في سطح الشمس يعادل قوة (50)حصانا ولذا ترى السطح يغلي في كل مكان وهناك نافورات ضخمة من اللهب تسمى (نتؤءات)تندفع إلى علو مئات من الآف الأميال فوق سطح الشمس أما في داخلها تبلغ درجة الحرارة 40مليون درجة عند المركز مع العلم أن الماء يغلي في درجة 100درجة والضغط عند المركز بقدر الضغط الجوي ب40 ألف مليون مرة وتوجد أشياء كثيرة يجهلها العلم وكان المعتقد قديما أن الشمس ثابتة فجاء بعض علماء المسيحيين وقالوا أن الشمس تتحرك وحكمت الكنيسة عليهم بالإعدام لاعتبار أن كلامهم كفر في نظرهم وتقدمت الأجيال وآخر ما توصل أليه العلم الحديث تقرر أن الشمس تجري بحركة لولبية نحو نجمة تدعى (بالنجم الواقع وقد حدثنا القرآن الكريم قبل هذا الاكتشاف ب14قرنا تقريبا(164)
(والشمس تجري لمستقر لها ذالك تقدير العزيز العليم )(165)
قال تعالى (ثم أستوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتيا طائعين )(166)
((لقد ورد في علم الفلك أن مادة الكون بدأت غازا منتشرا خلال الفضاء بانتظام وأن السدائم (المجموعات الفلكية خلقت من تكاثر هذا الغاز وأن القرآن الكريم صور مصدر خلق هذا الكون بالدخان وهو الشيء الذي يفهمه العرب من الأشياء الملموسة فهل يستطيع الرجل الأمي منذ أربعة عشر قرنا أن يدرك هذا الموضوع في وقت كان الناس لا يعرفون شيئا من هذا الكون وخفاياه ))(167)
وقوله (رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق )(168)
((لقد أشار القرآن الكريم إلى بحث فلكي قبل اكتشافه في العصر الحديث وهو أن الأرض تختلف بقاعها بالنسبة لأوان شروق الشمس عليها وكذالك غروبها وقد ضبط العلم الحديث ذالك بتخطيط العلماء المحققون بالآيتين على كروية الأرض لأن تعدد المشارق والمغارب في مناطقها لا يتحقق بسطحيتها ومن الجهلاء بعلوم القرآن واللغة )(169)
ومن أنكر استنادا إلى الآية (والى الأرض كيف سطحت)(170)فالآية تعني أن الله بسط الأرض ووسعها 
2 – توسع الكون 
يقول تعالى (والسماء بنيتاها بأيد وأنا لموسعون )(171)
أثبت البحوث العلمية الأخيرة أن حجم الكون أخذ بالزيادة شيئا فشيئا وتزداد المسافة بين أجرامه كلما زاد توسعا وهذا ما وافقه هذا النص القرآني الذي يشير إلى معنيين واضحين:
أولهما: أن بناء الكون المرئي المترامي الأطراف بما فيه من بلايين المجرات قد اتسعت له مقدرة الخالق تعالى 0
والثاني : أن الكون على أتساع لا نهاية له فهو يتسع لكل المجرات مهما تباعدت عن بعضها)(173)
وهذا الأمر الأخير (ما أبدته النظريات النسبية الحديثة والنظريات الرياضية الأخرى)(173)
لقد أثبتت البحوث العلمية الأخيرة (أن حجم الكون آخذ بالزيادة شيئا فشيئا وكلما أزداد حجمه ازدادت المسافة بين إجرامه وقد أكتشف التحليل الطبقي لرصد الأجرام السماوية أن المجرات تبتعد عنها بقياسات مختلفة من السعة تثير الدهشة كل الدهشة فمنها ما يبتعد عنها بسرعة 25ألف كيلو متر في الثانية ويعظها بسرعة 65ألف كيلو متر في الثانية (كما ذكرت في كتاب السماء وأهل السماء لعبد الرزاق نوفل – المجرات الفلكية الدكتور عبد الرحيم بدر فأين تكون نهاية السماء؟وأين حافتها فليس للتفكير ألا أن ينقلب خاسئا وهو حسير فلقد سبق القرآن الكريم هذا الاكتشاف بمئات السنين بقوله:(وأنا لموسعون)(174)
3 – علوم الفضاء
يتواصل القرآن الكريم إلى الكشف عن الكثير من الحقائق المتعلقة بالفضاء الخارجي كشف العلم عن بعضها وبقي بعضها الآخر في نطاق المجهول وأهم تك الحقائق التنبؤ بمحاولات البشر لغزو الفضاء على النحو الذي نسمع به وتراه اليوم في وقت لم يكن العرب يستخدمون أية وسيلة للسفر سوى الدواب التي أمدتهم بها الطبيعة )(175)
قال تعالى (سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا)(176)
فهل سهل الله للفرنجة أوليس المسلمون هم المخاطبون في هذه الآية الكريمة وما هي حجتهم للنفور من المنافع العامة في العلوم المختلفة قال عز من قائل (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما شاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)(177)
(فهنا جعل الناس فريقين فريقا أراد الآخرة وفريقا أراد العاجلة ثم سوى بينهما بالانتفاع بخيرات الدنيا ولم يحرم سبحانه وتعالى طلاب الآخرة من متاع الدنيا فأي عذر للمسلم إذا غفل عن العلوم والصناعات وهو الأولى أن يكون أعلم البرية وأعظم أهل الكرة الأرضية بوجود القرآن الكريم )(178)
((والآن أليس الأجدر بالمسلمين أن يعرفوا النجوم والكواكب السبعة وهي الشمس وزحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد والقمر ويعرفون نبتون وأورانوس لأن السير في البحار العظيمة لن يتيسر للملاح تسيير سفينة ألا أذا عرف رصد الكواكب والدرجة التي هو فيها ))(179)
(أما المسلمون اليوم فلا مرصد لهم ولا حساب ولا علم ودينهم يطلبه في أوقات الصلاة وفي هلال رمضان ) (180)
قال تعالى : (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون )(181)
فالقرآن الكريم نص على النجوم للهداية في البر والبحر قال تعالى: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ري العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم أستوي إلى السماء إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتيا طائعين )(182)
وقال تعالى : (يا معشر الجن  أن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنفذ وا لا تنفذون ألا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تبصران)(183)
يقول المهندس رائق نجم (ومع كل أسف قيل عصر الصواريخ لم يكن أحد يفكر أنه سيكون بالمستطاع نفاذ الإنسان من جاذبية الأرض أو الدوران حولها كما فعل القمر والآن أصبح معروفا أن هذا النفاذ أسهل إلى السماء الدنيا بعد أطلاق الأقمار الصناعية العديدة)(184)
قال تعالى: (ولله يسجد ما في السماوات  وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون )(185)فالآية واضحة في الإشارة إلى (وجود كائنات منحها الخالق ميزة الحياة بحيث راحت تدب على بعض أجرام السماء البعيدة)(186)
(وهذا ما تؤكده آيات أخرى كما يرى الدكتور عبد الله محمود شحاذه)(187)
وذلك كقوله تعالى: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور)(188)كما يشير القرآن الكريم إلى عصر الفضاء وتمكن الإنسان من اختراق الأجواء والوصول إلى آفاق السماء بقوله تعالى (يا معشر الجن والأنس أن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنقذوا لا تنفذون آلا بسلطان)(189)
فالآية تدل بوضوح على أمكان التنقل بين أقطار السماوات والأرض بسلطان مفتقر الى عونه تعالى وأذنه وهي تشير بأعجاز ظاهر يبين من حيث توقع هذا العصر ثم ذكر المصاعب والأهوال التي ستصادف رواد الفضاء )(190)وأن كانت تؤكد على( استحالة النفاذ من مجموعة السماوات والأرض وليس التحرك داخلها)(191)
4 – الجاذبية
تأخر اكتشاف الإنسان لقانون الجاذبية العامة حتى القرن السابع عشر الميلادي من قبل العالم الانكليزي نيوتن 1642-1727م وهو أعظم اكتشافات الإنسان وأثبت به وجود جاذبية بين الكواكب والسيارات وحتى في باطن الذرة كما أن رفع هذه الأجرام بعضها فوق بعض يتم بقوى من نوع القوة الطاردة المركزية كما ربطها (الأجرام)في نفس الوقت برباط الجاذبية العالية التي تتعادل مع القوة الطاردة المركزية الناجمة عن الدوران في مسارات شبه دائرية أو قطاعات ناقصة وهي بمثابة الأعمدة القائمة بالفعل)(192)
وفي ظل التعادل بين هاتين القوتين (الجاذبية والطاردة)يأخذ النظام الكوني حالة الاستقرار وتقع الأجرام الكبيرة في الفراغ من دون ما شك لها وهذا المعنى الدقيق تناوله القرآن الكريم وكشف عنه بوضوح وجلاء في الآية الكريمة قوله تعالى: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم أستوي على العرش وسخر الشمس والقمر 0000)(193)
فالآية تشير إلى وجود عمد غير مرئية من قبلنا تشبه أنابيب في مجال الجاذبية لو كانت الأرض صغيرة كالقمر أو حتى لو كان قطرها ربع قطرها الحالي لعجزت عن أحتفاضها بالغلافين الجوي والمائي اللذين يحيطان بها ولصارت درجة الحرارة بالغة حد الموت)(194)
ولو لم تكن الجاذبية موجودة لتعطلت الكثير من نواميس الوجود ولما التقت الذرات وجزئياتها ولما كانت الشمس شمسا والأرض أرضا)(195)
الجاذبية هي ليست بين الأرض وما عليها فقط بل بين الأرض وما عليها من كواكب ثم هي أيضا بين كل كوكب وما عداه فكل كوكب في ملكوت الله يجذب كل كوكب آخر بقوة تتناسب مع حاصل جذب كتلتي الكونين مقسوما على مربع المسافة بينهما وناتج كل هذه القوى الواقعة على الكوكب قوة واحدة يمسكه الله بها في مداره أو فلكه أو في موقعه الذي هو فيه أذا كان النجم من الثوابت)(196)
فالجاذبية أذن على قدر علم الإنسان ألا أن هي القوة التي يمسك الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض في مواقعها التي قدرها لها أو هذا أن شئت هو ما أدركه الإنسان ألا أن من سر قوله ؟(أن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا أن مسكها من أجد من بعده)(197)
وفي قوله: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها )(198)
فهذه إشارة إلى قوى الجاذبية الخافية التي هي يعد تقدير الله لها سبب بقاء أجرام السماء في أماكنها ومداراتها المقدرة لها فأنه أذا فهم من قوله(بغير عمد ترونها) أن السماوات مرفوعة بعمد غير مرئية كما هو ظاهر الآية كانت تلك العمد غير المرئية هي قوى الجاذبية بين بعض الكواكب وبعض)(199)
فالتعبير بالعمد غير المرئية عن الضوء التي رفع الله بها السماوات هو أدق تعبير وأبلغه في الخطاب ويفهم كل منه بقدر ما رزقه الله من الفهم والعلم (وتلك المثال نضربها للناس وما يعقلها ألا العالمون)(200)باعتبارها مصدر الكواكب الشمسية وقد أشارت آية القرآن إلى بدء تاريخ الأرض من انفصالها من الشمس وهو أول مولدها الحقيقي )(201)
ويقرر الدكتور الكردان ( أن هذه الآية قد اشتملت على ثلاث معجزات يقينية على الأقل هي تعدد العوالم فلكيا ودخانية السماء في البدء وانفصال الأرض عن السماء بعد أن كانت متصلة بها فيقول لقد ثبت في علم الفلك الحديث أن الأرض انفصلت عن الشمس استنادا على الأخص إلى ما ثبت في علم الكيمياء أن المشترك من العناصر بين الأرض والشمس لا يقل بل يزيد عن الستين ونيف )(202)
ويقول مصطفى الدباغ (الأرض انفصلت عن الشمس على هيئة غاز وبدورانه وابتعاده بدأ يبرد حتى تجمد السطح الخارجي وبدأ بالسماكة وكانت الأبخرة المتصاعدة تعود لتهطل عليها مما جعل فيها البحار والأنهار والمحيطات)(203)وهذا ما يقرره محمد إبراهيم إسماعيل حيث يقول: ( يتفق نص هذه الآية مع أحداث النظريات في نشأت الأرض والسماء ذلك أنها كانتا في أول أمرهما ملتصقتين داخل السد يم الذي يحتويهما ثم أنهما انفصلتا نتيجة انفجارات شديدة داخل السد يم وتم الاتفاق المذكور في الآية)(204
5 – حركة الشمس
يقول تعالى (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)(205)هذه الآية تتضمن وصفا لوجهين من الأعجاز العلمي للقرآن الكريم في أثبات حركة الشمس الأول أن الشمس حركة ظاهرية بسبب دوران الأرض حول محورها وهذا ما تشعر به 
والثاني – أن العلم يقرر أن الشمس وسائر المجموعة الشمسية تجري في الفضاء وتدور بسرعة خارقة )(206)
والشمس نجم من جملة نجوم مجرة عظيمة وهي كما المجرة نفسها تجري وتتحرك (ساحبة ورائها موكبها من السيارات ومن جملتها الأرض)(207)يقول تعالى في إثبات هذه الحقيقة (كل في فلك يسبحون)(208) فالنجوم كلها تدور وتجري والشمس معها كذلك 
وقد ظن العلماء من قبل أن النجوم والشمس ثوابت وقد ثبت لهم اليوم أنها تجري أن النظام الشمسي كله يجري وكما تجري كل النجوم في مجرتنا وفيما ورائها جريا عجيبا لمستقر لها كما قال القران الكريم)(209) والتي تشير إلى أن الأرض والجبال وما عليها وما فيها في حركة مستمرة كحركة السحاب وهذا ما تؤكده الآيات التي أشارت إلى ولوج الليل في النهار والنهار في الليل وهو ما تطرق أليه البحث عند تناوله موضوع كروية الأرض )(210)
فأن مثل هذه الآيات فيها نص صريح على دورة الأرض اليومية حول محورها
6 – كروية الأرض 
ينطق القرآن الكريم بآيات صريحة بكروية الأرض واثبات ذلك إلى تعدد مطالع الشمس ومغاربها إذ أن الأرض لو كانت منبسطة مسطحة كما كان التصور القديم لكان هناك مشرق واحد ومغرب واحد بينما نلاحظ أن هناك مشرقين ومغربين فتكون النقاط الشرقية والغربية لسكنة النقاط الشرقية والنقاط الغربية شرقية لسكنه النقاط الغربية وهذا ما أكدته بوضوح العديد من تلك الآيات الكريمة كقوله:: (رب المشرقين والمغربين)(211)
وقوله تعالى: (فلا أقسم برب المشارق والمغارب)(212)
وقوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارقها  ومغاربها التي باركنا فيها)(213)
فالآيات هنا (في مقام بيان علاقة الأرض بالشمس وتعدد المشارق والمغارب وهذا مؤكد لميل محور دوران الأرض)(214)
وبالتالي كونها كروية إذ أن طلوع الشمس على أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية يلازم غروبها من جزء آخر ومن جهة أخرى فأن أشارة القرآن الكريم إلى التكوير في قوله تعالى : (خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار )(215)
وما في قوله تعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )(216)
وقوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب )(217)
كل هذه وغيرها بيان صريح لكروية الأرض وحركتها اليومية لأنه بدونها لا يكون هناك اختلاف ليلا ونهارا والتكوير لا يكتمل معناه ألا مع كروية الأرض وحركتها اليومية أذ لا يكون معنى التكوير واضحا لو تصورنا الأرض منبسطة تطلع الشمس عليها وتغيب عنها كما رأى الأقدمون (فالتكوير في الليل والنهار يجري في وقت واحد فكلما لف الليل على النهار في جزء من الأرض لف مثله النهار على الليل في الجزء الآخر ولا يتصور هذا المعنى (التلاحق)مع كون الأرض منبسطة)(218)
7 – العالم الجديد
من الأسرار التي كشف القرآن الكريم عنها وتضمنتها الآيات السابقة أيضا وجود العالم الذي أكتشف البحار الأسباني (كريستوفر كولومبس)فالظاهر من الآية الكريمة: (رب المشرقين ورب المغربين)(219)
(وجود قارة أخرى على الوجه الآخر للكرة الأرضية يلازم شروق الشمس عليها غروبها عنها)(220)وهذا ما تؤكده آية كريمة أخرى هي قوله تعالى: (حتى أذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبأس القرين)(221) فيظهر من الآية أن المشرقين في الآيتين متحدان أولا وأن البعد بينهما أطول مسافة محسوسة للمتمني ثانيا
8 – حركة الأرض 
( كانت علوم القدماء لا سيما اليونان تذهب إلى أن الأرض ساكنة ثابتة وأنمى هي مركز الكون حتى جاء العالم البولندي (كوبر نبك)ت1534م وجا ليلوا الايطالي ت1624م ليثبت أن الأرض متحركة واضطهد بسبب ذلك من قبل الكثير)(222)
لكن القرآن الكريم يشير بوضوح إلى حركة الأرض ويخالف كل الاعتقادات السائدة في عصر نزوله بل وبعده بمئات السنين وذلك في آيتين الأولى قوله تعالى:الذي جعل لكم الأرض مهدا)(223)فقد استعارت الآية لفظ المهد الذي يعمل للرضيع ويهز بهدوء لينام وكذلك الأرض مهد للبشر وملائمة لهم من جهة حركتها الوضعية والانتقالية وهذا ما أكدته الآية الكريمة الثانية :(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء أنه خبير بما تفعلون)(224)
9 – الطبيعة الأرضية
يهتم القرآن الكريم بلفت الأنظار إلى ما حول الإنسان على هذه الأرض من مظاهر الطبيعة ومكوناتها من سهول وجبال ووديان ومظاهر أخرى مختلفة تظهر تجليات القدرة الإلهية المطلقة وتدعوا للتفكر والتدبر في نواميس الخلقة ومن تلك الآيات قوله تعالى: (أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجز أله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون )(225)
ففي كل ركن من الأرض وكل جزء منها (قدرة الخالق جل وعلى وتظهر عنايته بوضوح أنظر الى قوله تعالى : (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معاش ومن لستم له برازقين وأن من شيء ألا عندنا خزائنه وما ننزله ألا بقدر معلوم )(226)
فالآية مشيرة إلى مظاهر طبيعية صنعت بدقة متناهية وأحكمت بما يحفظ الحياة الإنسانية عليها والعلماء يقسمون الأرض تقسيما طبيعيا إلى أربعة أجزاء متباينة(1- الغلاف الجوي 2 – الغلاف المائي 3 – اليابسة وهي القشرة المتحركة 4 – جوف الأرض )(227)
وهناك من الآيات ما يشير إلى ما في كل قسم من هذه الأقسام من حقائق علمية فحول الغلاف المائي للأرض وهو ما يتواجد على سطحها من ماء يشير إلى قوله تعالى: (وأنزلنا من السماء بقدر فأسكناه في الأرض )(228) أي (أن ماء الأرض أنه هو بقدر معلوم لتؤدي الأرض رسالتها وتحفظ ما عليها من أحياء ومعنى ذلك أن الماء الذي جمعته الأرض لم يكن مقداره جزافا وحسبما أتفق )(229)
و((في أشارة أعجازية أخرى نلاحظ القرآن الكريم يشير إلى الربط بين الغلافين الغازي والمائي إذ هناك تبادل مستمر بين الغلافين حيث أن أهم الغازات المتبادلة هو بخار الماء فالهواء هو الذي يحمل بخار الماء الذي تتكون منه السحب الممطرة فالقرآن الكريم هو أدل كتاب ربط إثارة السحب ونزول الأمطار بالرياح وهي حقيقة علمية لم يعرفها البشر ألا في عصر النهضة)(230)
وهذا ما أشار أليه قوله تعالى : (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )(231)
وعن قشرة الأرض تتحدث آيات عديدة عما تضمنه وما تخزنه في جوفها من معادن ثقيلة كما في قوله تعالى : (وأخرجت الأرض أثقالها )(232)وتشير آيات أخرى ما تختزنه الأرض من مياه جوفية وأن قشرة الأرض فيها طبقات مرتفعة وأخرى منخفضة كما فيها طبقات غير مسامية تسمح بتجميع مياه المطر من تحتها فيستقر عليها وهو يتسرب تحت الظروف الملائمة من الشقوق والمجاري والمنخفضات الأرضية حتى يصعد إلى السطح من جديد في المناطق المنخفضة نسبيا ويتفجر على هيئة ماء العيون)(234)
يقول تعالى:(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض )(235)
وقوله عز وجل :(وفجرنا فيها من العيون)(236)
وقوله تعالى :(وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون)(237)
وقوله تعالى:(وأن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وأن منها لما يشقق فيخرج منه الماء )(238)
وتشير آيات أخرى إلى (نعم الله التي منحها إياها من تسخير الأرض من فائدة للبشر)(239)
كما في قوله تعالى :(وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)(240)
وقد ألتفت العديد من العلماء المعاصرين إلى ما في هذه المظاهر الطبيعية والأسرار في طبيعة الأرض من دلائل على العناية الإلهية والحكمة الربانية في دقة الصنع مما يمكن اختصاره في النصوص التالية :
1 – (لو كانت قشرة الأرض أسمك مما هي عليه بمقدار بضع أقدام لأمتص ثاني أوكسيد الكاربون والأوكسجين ولما أمكن وجود الحياة )(241
2 – (لو كان الهواء أقل ارتفاعا مما هو عليه فأن بعض الشهب التي تحترق بالملايين كل يوم في الهواء الخارجي كانت تضرب جميع أجزاء الكرة الأرضية وكان في أمكانها أن تشعل كل شي قابل للاحتراق)(242)
3 – (لو كان الليل أطول مما هو عليه الآن عشر مرات لأحرقت شمس الصيف الحارة نباتاتنا في كل نهار وفي الليل يتجمد كل نبت في الأرض )(243)
4 – (لولا المطر لكانت  الأرض صحراء لا تقوم مياه عليها فلولا  الرياح والبحار والمحيطات لما كانت حياة ولو لا أن الماء  يتبخر بشكل يخالف تبخر الملح لما كانت حياة ولو لا أن البحار أخف من الهواء لما كانت حياة )(244)
5 – (لو كانت مياه المحيطات حلوه لتعفنت وتعذرت بعد ذلك الحياة على الأرض حيث أن الملح هو الذي يمنع حصول التعفن والفساد ولو  أن الكلور يتحد مع الصوديوم لما كان ملح وبالتالي ما  كانت حياة)(245)
6 – (لولا الجبال لتناثرت الأرض وما عليها مثل هذه القشرة الصالحة للحياة )(246)
10– مستقبل المدنية على الأرض 
تشير العديد من الآيات القرآنية الى ما سيكون عليه مصير الأرض وأعمارها بعد أن كانت خرابا وصحراء تقل فيها مظاهر الحياة من بداية خلقها يقول الله تعالى : (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا)(247)
أن الأرض التي من الله علينا بخلقها وبين ذلك في آيات كثيرة كقوله تعالى : (الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل فيها لكم سبلا لعلكم تهتدون )(248)
وقوله تعالى : (الذي جعل لكم الأرض قرارا )(249)
وقوله تعالى: (والأرض فرشتاها  فنعم الماهدون )(250)
هذه الأرض فيها آيات من دلائل القصد والحكمة والنظام هي السيار الوحيد الذي جعله الله صالحا للحياة ومن مصاديف ذلك (أن قربها من الشمس معتدل والحرارة التي تصل أليها معتدلة وكثافتها تفوق كثافة كل السيارات حتى الشمس وجاذبيتها معتدلة ودورتها اليومية معتدلة 00 وهي تمتاز بالماء والهواء الصالحين للحياة )(251)
فتصور لو أن كل هذه الدلائل على النظام اختلفت وتلاشت ماذا سيكون مصير الأرض والمدينة على سطحها وتأمل حكمة الله العظيمة وقدرته المطلقة وعنايته الرءوفة ولو دققنا قوله تعالى: (رب المشرقين ورب المغربين)(252)
(فلقد بين الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة المشارق والمغارب ولم يحدد مناطقها لكننا نرى في هذه الآية تحديدا في مشرقين ومغربين فقد ظهر في البحث أن أحد المشرقين والمغربين هو العالم القديم من الكرة الأرضية أما القسم الثاني فهو العالم الذي لم يكن معروفا زمن نزول الآية وهو القارة الأمريكية العالم الجديد فإذا جاء الليل في احد العالمين تجلى النهار في العالم الآخر وبالعكس)(253)
11 – مصير المجموعة الشمسية
يقول تعالى:(فأرتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)(254)
يقول تعالى:(فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر)(255 )
ويقول تعالى:(وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة)(256)
فالعلم الحديث يؤكد أن الشمس كما في النجوم لا بد أن يعتريها ازدياد مفاجئ في حرارتها وحجمها وإشعاعها بدرجة لا تصدقها العقول وعند ذلك يتحدد سطحها الخارجي بما أقوى من لهب ودخان حتى يصل القمر ويختل توازن المجموعة الشمسية)(257)
12 – قانون الزوجية
يشير القرآن الكريم إلى وجود قانون الزوجية في المخلوقات لا سيما في عوالم الإنسان والنبات والحيوان فلقد توصل علماء النبات إلى (أن في كل فصل ونوع من أنواع النباتات ذكرا أو أنثى وان أنتاج الأثمار رهن بهذه الزوجية ) (258) كما توصل العلم ألي أن المادة وجود متكاتف من الذرات وكل ذرة تشتمل على نوات مكونة من جسيمات تحمل شحنات كهربائية موجبة تسمى البروتونات وجسيمات محايدة لأتحمل شحنات كهربائية باسم النيترونات وتدور حولها جسيمات تحمل شحنات كهربائية سالبة تعرف بالالكترونات وعددها يساوي عدد البروتونات لتعادل الذرة كهربائيا (259) يقول تعالى في كلام يجمع هذا القانون (ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين لعلكم تذكرون )(260)  
13-_مرج البحرين 
من المعجزات إلألاهية التي حيرت عقول العلماء أن الماء المالح في البحر يوجد ضمنه بعض الأحيان ينبوع للماء الحلو الزلال ومع ذلك يضل الماء المالح بمعزل عن الماء الحلو دون أن يختلط به مما يسمح للبحارة إن يتزودوا من الماء الحلو في الأمكنة المحدودة التي يعرفونها وهذان الماء ان لا يختلطان مع بعضهما وكان بينهما غشاءا شفافا يمنعهما من الامتزاج رغم تجاورها وهو ما عبر عنه القرآن بالبرزخ حيث قال عن هذه المعجزة . (مرج البحرين يلتفان بينها برزخا لا يبغيان )(261) وهنا لا باس أن نذكر مآثر للعالم الطبيعي الفرنسي الشهير (ميشيل كوستوا) فإثناء دراستة في البحار ألاحظ الظاهرة التي ذكرناها أنفاء وهي عدم امتزاج المياه المالحة بالمياه الحلوة وكان بينهما غشاء لكنه لم يعرف تعليلا لذلك .
وبالصدفة كان يقرا القرآن في الإذاعة والمقرأ يرتل آيات من سورة الرحمن ذات الجرس العذب الخاص فانجذب إليها وسأل عن معناها فقالوا له أن القرآن يقول (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخا لا يبغيان )(262) قال ما معنى هذا ؟قالوا أذا التقي بحر الماء المالح مع بحر الماء العذب فأنهما لا يختلطان  ببعثهما وكان بينهما برزخ أي حاجز يمنعهما من الامتزاج وعند ذلك سجد العالم (كوستوا) الله تعالى وأعلن أسلامه وإيمانه بالقران الكريم وانه منزل من عند الله تعالى (وقال لا اله إلى الله محمد رسول الله )(263) لقد من الله على الإنسان بهذا حين من عليه بحجزه بين البحرين أو بين البحر والنهر في قوله (هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا )(266 ) وليس ذلك البرزخ والله اعلم إلى ارتفاع بين سطع اليابسة التي يجري فيها النهر وليس ذلك الحجر المحجور والله اعلم إن الجاذبية بين البحر ومركز الأرض وحبسها البحر في موطنه ولقد من الله على الإنسان  بذلك مرة أخري وعاب عليه وعجب منه كيف يشرك مع الله اله أخر رغم ذلك ؟ في قوله سبحانه .(امن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا؟ اله مع الله ؟ بل أكثرهم لا يعلمون)(265 ) وعودة إلى الآية في قوله تعالى (مرج البحر يلتقيان بينهما برزخا لا يبغيان) (266) 
نجد حقيقة علمية تتناول تلاقي في مياه الأنهار مع البحار في مصباتها دون أن تتأثر عذوبتها حيث يختلط الماءأن فأن الأنهار تصب في البحار دون أن يصبح ماءها مالحا لأنها تنبع من المرتفعات )(267)
ومن الملفت أيضا في خصائص البحر وعجائب آيات  خلقه تعالى أنه لولا هذه السعة الكبيرة للسطح العظيم من الماء بحارا أو أنهارا لما تمت عملية التبخر ولما تمت عملية المطر الدورية وهز قوام الحياة على الأرض وإما ملوحة ماء البحر والحفاظ عليها من اختلاط ماء الأنهار العذب فتلك آيات أخرى إذ لولا جعل ماء البحر عذبا (لدب أليه فساد بما فيه من الحيوانات وبما يصب فيه من سواقط اليابسة)(268)         
14 – الذرة في القرآن 
(وما تكون في شان وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل ألا كفا عليكم شهود إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ألا في كتاب مبين)(269)
(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب  لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض  ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ألا في كتاب مبين)(270)
(أن الله لا يظلم مثقال ذرة وأن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما )(271)
(قل أدعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم من شرك وما له منه من ظهير)(272)
(فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)(273)
(وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر)(274)
من العجيب انه خلال الفترة الطويلة التي أنقضت منذ نزول القرآن الكريم حتى عام 1919م يوم نجح العالم البريطاني (رذر فورد)بتجزئة الذرة صناعيا لم يقم في المسلمين من يدعوا النظرية أو فكرة تقول بتجزئة الذرة ووجود ما هو أصغر من الذرة ألهم ألا محاولة الشيخ بهاء الدين ألعاملي من 1547-1622م الذي تناول في كتابه (الجوهرة الفرد)بعض النظريات التي تقول بتجزئة الذرة قبل ظهور النظرية الذرية في الكيمياء على يد العالم الانكليزي (جون دالت ون)1808م بأكثر من قرنين وسوف تزداد أيمانا بعظمة القرآن الكريم وأعجازه أذا علمنا أن أوزان الذرات تقاس اليوم بوحدات خاصة تعرف باسم وحدات الكتلة الذرية وتعتبر ذرة الهيدروجين وحدة للقياس ويبلغ وزنها    66 |1 جزءا من مليون مليار  جزء من الغرام وكثافة نواة الذرة تبلغ مئة مليون طن لكل سم مكعب واحد فسبحان الله الذي خلق الذرة ونواتها وما فيها من طاقة وكتلة وقوة والذي أعطى الإنسان قبسا من نوره الإلهي فأستطاع بعقله أن يكشف الحجاب عما صنع الله فيزداد العالم أيمانا بالقدرة الإلهية وتعظيما لها هذه القدرة الهائلة التي لا يغيب عن علمها (مثقال ذرة)أي مقدار وزن ذرة علما أن أخف ذرة في الكون يبلغ مقدار   66 1  جزء من مليون مليار  جزء من الغرام )(275)وأما معجزته سبحانه وتعالى في فلق الذرة فهما المتمثلة بالقنبلة الذرية ذات الطاقة الجهنمية والتي يمكن التحكم فيها لتستخدم في الأغراض السلمية فإذا نظرنا إلى العناصر الثقيلة في الجدول الدوري كاليورانيوم نجد أن الذرة الواحدة منها والتي لا ترى بالعين تكمن في نواتها الطاقة الهائلة ويكفي لتحرير هذه الطاقة قذف النواة بنيترون ذي طاقة متوسطة فتنفلق النواة إلى عنصرين جديدين الكريتيون والبار يوم وتنطلق أثناء الانفلاق طاقة كبيرة وهي الطاقة الذرية التي تظهر على شكل حرارة وضوء وأشعة (عما القاتلة))(276)
أن كل ذرة جيب زاخر بالطاقة كجيب المياه المودع في الجبال أذا ما حفرناها بالمعول عن ينابيع فياضة بالماء كما أن بعض الجيوب المائية صعبة التصدع لقوة صخورها وبعدها عن السطح كذلك ذرات العناصر ولعل هذه الطاقة الهائلة المكتوبة المخبوءة هي من الأشياء التي عناها الله سبحانه وتعالى بقوله : (ألا يسجد لله الذي يخرج الخب في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون)(277)
والذرة هي أصغر لبنة تتألف منها المادة وقوامها (جسيمات متناهية في الصغر تتشابه في جميع ذرات العناصر المختلفة ويتوقف نوع العنصر على عددها وترتيبها داخل كل ذرة بالإضافة إلى النواة)(278)
هذا المعنى أشارت أليه آيات قرآنية ذكرت في بداية الموضوع فأن الآيات تشير بوضوح الى أن الذرة أصغر الأشياء على الإطلاق وأن لها ثقلها أي وزنها الخاص وانه يمكن أن تنقسم إلى ما هو أصغر منها)(279)
وظل الاعتقاد السائد حتى القرن التاسع عشر ان الذرة هي أصغر جز ء يمكن إن يوجد في عنصر من العناصر وأنها غير قابلة إلى التجزئة وفي أوائل القرن العشرين حول العلماء اهتمامهم الى علم الذرة فاستطاعوا تجزئتها وتقسيمها وقد وجدوا أنها تحتوي على ثلاثة أقسام هي :1- البروتون  2- النيترون 3 – الإلكترون 
فهل درس محمد صل الله عليه وآله وسلم خواص الذرة وأحاط بأجزائها فكلمة أصغر من الذرة في الآيتين السابقتين تصريح جلي بإمكان تجزئتها وإنها دليل قوي على أن القرآن الكريم وحي ألاهي )(280)     
15 – استحالة خرق الأرض 
يقول تعالى :(أنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا )(281)يستفاد من الآية الكريمة استحالة أن يخرق الإنسان الأرض ليصل إلى باطنها أو أن يشمخ بجسده أو ببنيانه حتى يصل ارتفاع الجبال وهي تؤكد أننا رغم صعودنا في السماء عبر مسافات كبيرة جدا فأننا لا نستطيع ان نتعمق كثيرا في باطن الأرض لتزيد عن دراستنا عن الزلزال والبراكين باستخدام طرق مباشرة)(282)
وذلك للضغط الهائل والحرارة الشديدة ولطبيعة المكونات الجوفية في الأعمال السحيقة والعلم اليوم كشف أن جسم الأرض أشبه بالكرة التي يزيد وزنها على ستة آلاف مليون طن من المعادن والصخور وان درجات الحرارة في باطن الأرض ترتفع بمعدل 50 درجة فهرنهايت لكل ميل تحت سطح الأرض )(283)
والثابت أنه حتى الآن (لم يصل العلم إلى أي ثقب من صنع البشر للمادة الصخرية التي تغطي سطح الأرض رغم الحاجة الماسة عند العلماء للحصول على معلومات مباشرة لما يوجد تحت أقدامنا غير تلك التي تزودنا بها البراكين والزلزال وعيون المياه الساخنة وأمثالها)(284)وعودة إلى قدرة الله سبحانه وتعالى حيث يقول جل شأنه في محكم كتابه:
(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء أنه خبير بما تفعلون)(285)
أن الإنسان أذا صعد بالطائرة عاليا لم يتمكن من رؤية كل ما على الأرض سوى الجبال فقول الله سبحانه وترى الجبال تحسبها جامدة من الأرض ولكن على الرؤيا من السماء ترى كأنها تسير مثل السحاب واختلف الباحثون في هذه الآية فمنهم ذهب بعيدا إلى إن هذه الآية نزلت في يوم القيامة لكن هذا خطأ لأن قال الله عز وجل :(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)(286)
وقوله تعالى:(أو بست الجبال بسا فكانت هباء منبثا )(287)
فأذن قول الله  عز وجل :(وهي تمر مر السحاب)ليس عن يوم القيامة بل في هذه الأيام وهو أول من نطق بهذا التعبير ولم يعرف الناس المعنى الحقيقي لهذه الآية سوى الذين كانوا يسألون النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم عنها فكان يجيبهم عن كل صغيرة وكبيرة وردت في القرآن ولكن لم يكن متأكد عند الناس وأول شخص نطق بهذا هو العالم (كوبر نيكوس)عام 1543مأي بعد نزول هذه الآية بألف سنة واتهمه الكثير بالكفر وبعد هذا تولى نطق الباحثين عن حركة الأرض فمنهم العلامة (سيموت)وتأكد عند الناس هذا الموضوع بعد الاختراعات أي بعد صنع الطائرة حيث صعد إلى الأفق فنظر تحرك الطائرة وتسير 5 18  ميل في الثانية الواحدة ألا أن القرآن الكريم قد سبقنا بهذا العلم حيث وصف الحركة بأدق وصف)(288)    انتهى بحمد الله ولطفه
 الخاتمة والنتائج
بعد هذه الإطلالة على جواهر العلم والغوص لالتقاط الدرر القرآنية في آفاق المضامين العلمية يقف البحث ليتلمس ثمرات عديدة من خلال تقصي المضامين العلمية في القرآن الكريم كواحد مكن الآفاق العظيمة الأتساع لهذا النص المقدس وهذا البحث قد وضع إقدامنا على عتبة السبيل إلى معرفة الحق تعالى فقد كان البحث عن الله والتعرف أليه أمر شغل الإنسان منذ وجوده وقد كانت الحقيقة الكبرى التي هي مصدر هذا الوجود واليه المصير شغله الشاغل وضالته التي يبحث عنها وقد تعددت تلك الطرق وتباينت الأشكال حتى قبل أن عدد الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وهي تختلف باختلاف الاستعدادات عند الناس واختلاف ظروفهم وأحوالهم ولكل مبلغه من العلم في ذلك فيعظهم طريقه العاطفة والوجدان ويعظهم طريقه الوراثة والتقليد للآباء ويعظهم طريقه النظر والاستدلال من خلال الملك على المالك وهذا أيضا شأن الباحثين في النص القرآني كدليل وبرهان على صحة نبوة نبينا الأكرم محمد صل الله عليه وآله وسلم وقد كان للعلم حصته الكبرى في هذا النص وتعددت الإشارات  إلى ما فيه من مضامين علمية انقسمت إلى آيات أنفسية أودعها الباري تعالى في هذا الإنسان الذي مثل قيمة عليا في الوجود وآيات آفاقية انتشرت في هذه الموجودات التي تحيط بالإنسان في عالمه الواسع وقد طاف هذا البحث في آفاق تلك المضامين متلمسا مكنها دلائل الأعجاز الذي سبق العصور بتقديمه للبراهين الدامغة على صدق نبي السلام ودعوته الخالدة ومن هنا نقف لجمع ما تمخض عنه هذا البحث من ثمرات وما أكدته تلك المضامين من خصائص للنص القرآني المقدس بما يمكن أجماله في :
1 – أن القرآن الكريم والإسلام فتح آفاق البحث والتفكير إمام العقل وقدس العلم ودعا إلى التدبر والتحكم في الخلق ونظر إلى العلم أنه نعمة ورحمة وطريق للأيمان ودحض للجهل وهذا أكبر رد على أباطيل وشبهات خصومه الذين اتهموه بمعارضته للعلم وهذا ما ميزه عن باقي الأديان والملل التي حاربت العلم وعارضته لأن أتباعها أساءوا ا فهم وتحليل تعاليمها أو حرفوها 0
2 – أن القرآن والسلام حيث يتحدث عن العلم ويدعوا للعقل والتحرر والانطلاق لا يقصد مجرد المعارف والعلوم الدينية بل يدعوا الى تحصيل كل حقيقة في هذا الكون فالكون والطبيعة وعاء العلم وكتاب المعرفة الأكبر ويقرأ الإنسان على صفحاته غرائب هذا الوجود وبالتالي فالطب والكيمياء والفيزياء والفلك والرياضيات تكشف جميعا حقائق هذا الوجود فلابد من تحصيلها وصولا إلى أدراك الحقيقة الكبرى وهي ضرورة وجود واجب الوجود تعالى0
3 – أن من أدلة أعجاز القرآن الكريم اختلاف الناس في تفسيرهم له على اختلاف عصورهم لضعف وسائلهم العلمية ثم تتقدم العلوم وتتنازع للكشف والاختراع وتستكمل آلات البحث فتظهر حقائق الطبيعة ناصعة وتثبت مصداقية النص المقدس وتثبت أن القرآن الكريم غاية لا يزال عقل الإنسان يتطلع أليها 0
4 – أن دور القرآن الكريم في حياة الإنسانية حضاري وعقائدي وتشريعي يتأكد في كل عصر ويغطي كل مرحلة تمر بها ولا ينتهي في زمان لا سيما والإنسانية اليوم تعصف بها رياح وتيارات الفكر الجاهلي المنحرف في شيوعية أو وجودية أو رأسمالية أو مذاهب فلسفية أخرى لذلك كان لزاما على علماء الأمة الالتفات إلى ممارسة دورهم العلمي للحفاظ على أصالة أمة القرآن الكريم حتى لا يضيعها مجرد سبق علمي توصل إليه أتباع تلك التيارات والقرآن الكريم لم يترك مجال البحث العلمي وما احتوته آفاق الوجود من أسرار دون أن ينبه عليها أشارة أو أجمالا أو تفصيلا بحسب المقام وهذا مصداق كونه تبيانا لكل شيء0
5 – ضرورة التفات المسلمين إلى الإحاطة بكل أدوات ووسائل الفهم العلمي التي تمكنهم من فهم القرآن الكريم وتجلية مضامينه العلمية وكشف ما حواه منها 0
6 – أن هذه المسؤولية توجب على المسلمين أن يلتفتوا إلى ضرورة تأسيس المعاهد والمجامع العلمية ومراكز البحوث العلمية التي تنطلق من الأسس القرآنية في الإشارات والمضامين العلمية وأن يتفرغ باحثون مختصون لدراستها ومعرفة علوم القران الكريم التي تؤسس لحالة سبق للعلم المعاصر لو أمكن تحصيلها والكشف عنها وهي بالتالي طريق لإثبات استمرارية الأعجاز القرآني وتأكيد خاتميه الرسالة المحمدية وبعد فأن الأيمان بالله سبحانه وتعالى هو المهمة العظمى للإنسان وما أكثر الدلائل التي تقوي هذا الأيمان فهي مثبتة في أرجاء الوجود وتتجلى في كل عصر ولقد جاء هذا البحث على صغر حجمه ليعرض بعض آفاق تلك الدلائل من خلال استقراء مضامينها التي تنعكس على النصوص القرآنية ويعيش مع العلماء في لحظات كشف لهم فيهالا عن أسرار الوجود فكانت لحظات انبثقت فيها أنوار الأيمان من بين الكلمات المقدسة فكانت هذه حصيلة الباحث التي أدعوا الله تعالى أن أكون قد وفقت في أن أجلي فيها حقائقه الناصعة وأقدم فيها كتابه الكريم أنه ولي التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وحبيب أله العالمين أبي القاسم محمد صل الله عليه وآله وسلم 

وأتوسل الباري جل شأنه أن يجعلني مع من كتب ولو بسطر واحد على كتابه الكريم أنه نعم المولى ونعم النصير 00000


تم بحمد الله ولطفه

الهوامش
(1)سورة الأحزاب الآية 72
(2)الثقافة الإسلامية عبد الحليم عثمان ص25
(3)ألبتاني :أبو عبد الله محمود (ت858-929م)من علماء الفلك سمي كذلك نسبة إلى بتأن (مقاطعة حران)صرف معظم حياته في الرقة له كتاب الزيجة الصابئ 0ينظر المنجد في الأعلام دار المشرق بيروت  ط24ص117
(4)البيروني :أبو الريحان البيروني (ت973-1048م)ولد في خوارزم درس الرياضيات والفلك والطب والتقويم والتاريخ ي مؤلفاته الآثار الباقية من القرون الخالية والقانون المسعودي في الهيئة والنجوم المصدر نفسه ص 159
(5)الخوارزمي : محمد بن موسى (849 م)أحد منجمي المأمون أعتمد في مؤلفاته الحسابية على الهنود والفرس في تعليم مدرسة جندي سأبور له كتاب الجبر والمقابلة المصدر نفسه ص274
(6)جابر بن حيان (ت815م)من علماء العرب المشهورين عاش في الكوفة له مؤلفات في الكيمياء ومنها أسرار الكيمياء ,أصول الكيمياء الرحمة ,المصدر نفسه ص205
(7)أبو بكر الرازي : هو أبو بكر محمد بن زكريا (864-932م)من أشهر أطباء ا العرب دير البحار سنان (مستن)له مؤلفات منها  الحاوي , براء الساعة (الشفاء السريع)والجدري المصدر نفسه ص3101
(8)أبن سينا : أبو علي (980-1037م)عرف بالشيخ الرئيسي من كبار فلاسفة العرب وأطبائهم أهم مؤلفاته في الطب القانون في الطب ,المصدر نفسه ص11
(9)أبو القاسم القرطبي : غريب أبن سعيد الكاتب (عاش في النصف الثاني من القرن العاشر )له كتاب خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولود ,المصدر نفسه ص548
(10)سورة فاطر من الآية 28
(11)سورة العلق آية 1-5
(12)سورة المجادلة من الآية 11
(13)سورة طه من الآية 114
(14)سورة الزمر من الآية 9
(15)لسان العرب أبن منظور فصل القاف ,المجلد الأول دار صادر للطباعة والنشر 1388هجرية 1968م دار بيروت للطباعة والنشر ص128
(16)سورة القيامة آية 17
(17)مختار الصحاح الرازي ,محمد بن أبي بكر ,دار الرسالة الكويت 1403هجرية1983م ص387
(18)مناهل العرفان في علوم القرآن محمد عبد العظيم الزرقاني ج1,دار الفكر بيروت ص19
(19)القرآن والطب الحديث محمد الخليلي مطبعة النعمان النجف ص8
(20)سورة بني إسرائيل الآية 90
(21)سورة البقرة الآية 21
(22)القرآن والطب الحديث ص 9 
(23)نفس المصدر أعلاه
(24)مفتاح الوصول الى علم الأصولالبهادلي ,أحمد كاظم ,شركة حسام بغداد بت,ص151
(25)تاج اللغة وصحاح العربية ,دار صادر ط2, بيروت ,1970,الجوهري ,إسماعيل بن حماد , باب علم 
(26)معجم مقاييس اللغة أحمد بن فارس , باب علم (ت395هجرية)دار الكتب العربية ,بيروت ,ط21371هجرية -1951م ,4  109
(27)لسان العرب أبن منظور ,ج2,ص417
(28)مختار الصحاح الرازي ,باب الصيف ,ص387
(29)ميزان الأصول علاء الدين شمس الدين ,السمرقندي 2 105
(30)مناهل العرفان الزرقاني محمد عبد العظيم ,1 12
(31)المص در نفسه 1 13
(32)المنطق المظفر محمد رضا 1957م 1 14
(33)شرح المقاصد التفتا زاني ,سعد الدين عمر ,طبع تركيا 155
(34)المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي دار الفكر بيروت 1407هجرية1987م,ص469
(35)سورة البقرةمن الآية255
(36)سورة البقرةمن الآية247
(37)الأسماء والصفات البيه قي ,أحمد بن الحسين (ت458هجرية),دار صادر ,بيروت ,ص123
(38)و(39)أنظر القرآن والعلم الحديث عبد الرزاق نوفل 1959
(40)القرآن والعلم عباس محمود العقاد ,دار المعرفة القاهرة 1970م
(41)سورة النعام الآية28
(42)العلوم الطبيعية في القرآن يوسف مروه منشورات مروه العلية ,بيروت 1387هجرية 1968مص 76
(43)المفردات في غريب القرآن الحسين بن محمد المعروف بالأصفهاني (ت502هجرية)تحقيق محمد سيد كبلاني مطبعة مصطفى ألبابي الحلبي ,القاهرة 1961م ص322
(44)سورة المائدةمن الآية31
(45)لسان العرب أبن منظور ,مجلد 10 ج2ص336
(46)ينظر ترتيب القاموس مجمد بن يعقوب الفيروز آبادي ,عمل الطاهر أحمد الراوي (ت 817هجرية)دار الكتب العربية , بيروت 1979ط3ص160
(47)التعريفاتالجرجاني , الشريف علي بن محمد (ت616هجرية) ط مصطفى الحلبي 1938المطبعة المنبرية القاهرة , 1306هجرية ج1ص26
(48)جامع العلوم في إصلاحات الفنون الحمد نكري ,دمشق ,1936ط1ص139
(49)الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت911هجرية)المكتبة الثقافية بيروت ,1973,ج2,ص166
(50)تحفة المريد على جوهرة التوحيد إبراهيم البيجوري ,نشر مكتبة ومطبعة محمد علي صبح القاهرة 1374هجرية 1954م ,ص121
(51)شرح الجزيرة البهية أنظر أحمد بن محمد الصاوي ,حاشية العلامة الصاوي السيد أحمد الدري الناشر مكتبة القاهرة مطبعة حجازي ص97
(52)سورة التوبةمن الآية6
(53)سورة العنكبوت الآية 50 وجزء من الآية 51
(54)البرهان في علوم القرآن الزركشي بدر الدين محمد بن عبد الله (ت794هجرية)تحقيق محمد بن الفضل إبراهيم ط3 دار المعرفة بيروت بدون تاريخ 2 90-91وأنظر الإتقان في علوم القرآن 2 117
(55)ينظر الكامل في التاريخ , أبن الأثير ,علي بن محمد بن عبد الكريم (ت630هجرية)الفكر بيروت دار الفكر ج2ص138
(56)للتفصيل ينظر أبن هشام ,أبو محمد عبد الملك بن هشام تحقيق مصطفى السقا وآخرون دار أحياء التراث العربي بيروت ج3ص210
(57)سورة لقمان الآية 27
(58)سورة الكهفالآية 109
(59)نضرات في القرآن الكريم محمد الغزالي مطبعة ألسنه المحمديةمصر ص134
(60)سورة البقرةآية 1-2
(61)سورة فصلت آية 53
(62)سورة إبراهيم آية 1
(63)سورة الرومآية 22
(64)سورة العنكبوتمن الآية 49
(65)سورة آل عمران آية 18
(66)سورة محمدآية24
(67)القرآن والعلم الحديث |عبد الرزاق نوفل ص46
(68)علوم التفسير عبد الله محمود شحاتة الهيئة العامة المصرية للكتاب1975 القاهرة ص18
(69)الأعجاز العلمي للقرآن الكريم الدكتور لبيب يبيضون موسوعة العلمي ص9
(70)السلام والعلم وأعجاز القرآن عبد العزيز الخياط بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني وزارة الأعلام بغداد ص366
(71)القرآن والأعجاز العلمي الدكتور عبد الستار حامد بحوث مؤتمر الأعجاز العلمي بغداد 337
(72)أنظر أعجاز القرآنالدكتور محي هلال السرحان بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني  بغداد ص641
(73)نضرات معاصرة في القرآن الكريمالدكتور محمد حسين علي الصغير دار المؤرخ العربي بيروت لبنان ط2000مص10
(74)المرجع نفسه ص11
(75)نظرات معاصرة في القرآن الكريم | الدكتور محمد حسين علي الصغير ص11
(76)أنظر التفسير والمفسرون محمد حسين الذهبي دار الكتب الحديثة مصر ط2 1976م ص474
(77)أنظر التفسير والمفسرون محمد حسين الذهبيج2ص474
(78)قانون التأويل أبو بكر بن العربي القاهرة 1953م ص8
(79)ينظر الإكليل في علوم التنزيل السيوطي بيروت 1960 م ص2-5
(80)طبائع الاستبداد ومصارع الاستعبادعبد الرحمن الكواكبي  مطبعة الجمالية – القاهرة 1923م ص23
(81)أعجاز القرآن مصطفى الرافعي مطبعة الاستقامة مصر 1940مص108
(82)المبادئ العامة لتفسير القرآن محمد حسين علي الصغير  دار المؤرخ العربي بيروت ط 2000ص121
(83)الموافقات في أصول الشريعة ألشاطبي مطبعة المكتبة التجارية القاهرة د0ت ص69
(84)الموافقات في أصول الشريعةمرجع سابق ص70
(85)نقلا عن الاتجاه العلمي في تفسير القرآن الكريم الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد دار الأضواء بيروت 1999م ص27
(86)التفسير والمفسرون مرجع سابق ج2 ص492
(87)الاتجاه العلمي عبد الأمير زاهد مرجع سابق ص28
(88)سورة محمد آية 24
(89)قصة الأيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن الشيخ نديم منشورات المكتب الإسلامي بيروتط3 1969م ص243
(90)خاتمة كتاب الله يتحلى في عصر العلم تأليف نخبة من العلماء ترجمة الدكتور الدامرداش عبد المجيد سرحان ومراجعة الدكتور محمد جمال الدين الفندي مؤسسة الحلبي وشركاه القاهرة ط3 1967م ص165
(91)راجع كتاب القرآن والعلم الحديثعبد الرزاق نوفل ص29
(92)سورة الأنعام آية 59
(93)سورة سبأآية 3
(94)أنظر كتاب معجزة القرآن في وصف الكائنات حنفي أحمد مطبعة لجنة البيان العربي ط1 القاهرة 1954م ج1ص339
(95)القرآن والأعجاز العلميبحوث في مؤتمر الأعجاز القرآني ص335
(96)سورة فصلتمن الآية53
(97)سورة الطارق آية 507
(98)سورة المرسلات آية 20-23
(99)سورة الحجمن الآية 5
(100)سورة المؤمنون الآية 12-14
(101)أنظر للتفصيل لله يتجلى في عصر العلممجموعة علماء ص77
(102)الإسلام والعلم وإعجاز القرآنالدكتور عبد العزيز الخياطص375
(103)العلم يدعو للأيمانكريسين موريون مكتبة النهضة المصرية ط41962مص93
(104)الله يتجلى في عصر العلم مرجع سابق ص72
(105)العلم يدعو إلى الأيمانمرجع سابق 94
(106)الله يتجلى في عصر العلم مرجع سابق ص77
(107)سورة الرحمنالآية 14
(108)سورة الروم الآية 20
(109)سورة الإنسان الآية2
(110)القرآن والعلوم سعيد ناصر الدهان منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات كربلاء 1965م ص11 بتصرف
(111)سورة الطارق الآية 5-6-7
(112)القرآن والطب الحديث محمد الخليلي مطبعة النعمان – النجف -1986هجرية -1961مص26 بتصرف
(113)الإسلام والعلم وأعجاز القرآن بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني مرجع سابق ص375
(114)القرآن والعلمالدكتور محمد جمال الدين الفندي ص300دار المعرفة القاهرة ط1 1968
(115)سورة الزمر من الآية6
(116)الإسلام والطب الحديث الدكتور عبد العزيز إسماعيل القاهرة ط2ص119
(117)نقلا عن كتاب عالم فرنسي يدرس القرآن على ضوء المعارف العصرية وهو الطبيب الجراح موريس بنكاي ترجمة ونشر ملخصه في مجلة آفاق عربية العدد الأول لسنة 1977ص54-67
(118)سورة الفيلآية 1-5
(119)الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور السيد ألجميلي ,منشورات دار النصر دمشق بيروتص167
(120)سورة النساءآية56
(121)الإسلام والطب الحديث الدكتور عبد العزيز أسماعيلص66
(122)القرآن والعلم الدكتور محمد جمال الدين الفندي ص306
(123)سورة مريم الآية28
(124)القرآن والعلم الحديث الدكتور عبد الرزاق نوفل ص101
(125)القرآن والعلوم سعيد ناصر الدهان ص28 بتصرف
(126)القرآن والأعجاز العلميالدكتور عبد الستار حامد ص 350 بتصرف
(127)القرآن والعلم  الدكتور محمد جمال الفندي ص302
(128)سورة القيامة الآية 3-4
(129)لآليء قرآنية حسن هادي الشاميموسوعة النعمان بيروت د-ت –ص21
(130)أنظر الله يتجلى في عصر العلم مرجع سابق ص122 تعليقات الدكتور محمد جمال الفندي ص164
(131)سورة الأنعاممن الآية125
(132)سورة الرحمن الآية 33-35
(133)سورة الأنعامالآية 35
(134)سورة يونس الآية 102
(135)سورة فصلت الآية 35
(136)سورة الحجرات الآية 14-15
(137)سورة الرحمن الآية 35
(138)سورة الجن الآية 8
(139)العلوم الطبيعية في القرآن ص172 بتصرف
(140)القرآن والعلم الفندي ص330 بتصرف
(141)سورة الطارق آية2-3
(142)سورة الأنبياء آية 30
(143)القرآن والعلم الفندي مصدر سابق ص212
(144)أنظر القرآن والعلوم العصريةعيسى ألبابي الحلبي وشركاه القاهرة ط1 1341هجرية 1923مص28
(145)سورة الكهف من الآية 51
(146)أصل الأنواع دارون نفسه فص 15رص767
(147)لآليء قرآنية حسن هادي الشامي ص22
(148)سورة هود من الآية 7
(149)سورة الأنبياء من الآية 30
(150)أنظر كتابة نماذج من الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور أحمد عبد السلام ألكرداني مطبوعات الشعب القاهرة1975م ص23-24
(151)القرآن وأعجازه العلمي محمد أبراهيمى إسماعيلدار الفكر العربي بيروت ص61
(152)أنظر للتفصيل تراث الرسول يتجلى في عصر العلم سعد حاتم مرزه دار الأضواء بيروت 1999ص49
(153)الأعجاز العددي في القرآن الدكتور لبيب بيضونمؤسسة الاعلمي للمطبوعات ص144
(154)نفس المصدر أعلاه ص145
(155)سورة الأنبياء الآية 30
(156)الأعجاز العددي في القران ص146
(157)المصدر أعلاه 
(158)الأعجاز العددي في القرآنص152
(159)سورة فصلت الآية 53
(160)سورة الأنبياء الآية 33
(161)سورة فصلت الآية 44
(162)الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور لبيب بيضونص96
(163)سورة البقرة الآية 258
(164)القرآن والعلوم سعيد ناصر الدهان ص92لابتصرف 
(165)سورة يس الآية 38
(166)سورة فصلت الآية 11
(167)لآليء قرآنية حسن هادي الشامي ص23
(168)سورة الصافات آية 5
(169)لآليء قرآنية المرجع السابق ص24
(170)سورة الغاشية آية 20
(171)سورة الذاريات آية47
(172)ينظر القرآن والعلم |الفندي ص213
(173)المرجع نفسه ص214وأنظر أيضا الله يتجلى في عصر العلم ص165
(174)لآليء قرآنية حسن هادي الشامي ص24
(175)القرآن والعلم الفندي ص47
(176)سورة الجاثية من الآية 13
(177)سورة الإسراء آية 18-20
(178)القرآن والعلوم العصرية عيسى ألبابي الحلبي ص31
(179)المرجع نفسه ص32
(180)المرجع نفسه ص29 
(181)سورة الأنعام آية 97
(182)سورة فصلت آية 9-11
(183)سورة الرحمن  آية 33-35
(184 الأعجاز العلمي برهان النبوة المهندس رائق نجم المكتبة الإسلامية ط2 1303هجرية عمان ص18-19  1983م
(185)سورة النحل آية 49 
(186)القرآن والعلم الفندي ص216
(187)علوم التفسير ألدكتور عبد الله محمود شحاتة ص185
(188)سورة سبأ آية 2
(189)سورة الرحمن آية 33
(190)القرآن والعلم الفندي ص217وأنظر أيضا تعليقه على كتاب الله يتجلى في عصر العلم ص165
(191)أنظر الأعجاز العلمي في القرآن رائق نجم ص18-19
(192)القرآن والعلم الفندي ص228
(193)سورة الرعد من الآية2
(194)الله يتجلى في عصر العلم ص8
(195)المرجع نفسه ص41 وأنظر أيضا قصة الأيمان نديم الجسر ص318 
(196)نظرات في القرآن الكريم ص135
(197)سورة فاطر الآية 41
(198)سورة الرعد الآية 2
(199)نظرات في القرآن الكريم ص135
(200)سورة العنكبوت الآية 43
(201)القرآن ينبوع العلوم والمعارف الدكتور علي فكري دار أحياء الكتب العربية القاهرة 1948 الطبعة الأولى ج2 ص11
(202)نماذج من الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور أحمد عبد الستار الكرداني ص23-24
203)وجوه من الأعجاز العلمي في القرآن مصطفى الدباغ مكتبة المنار الزرقاء الأردن الطبعة الثانية 1985مص151
(204)القرآن وأعجازه العلمي محمد إبراهيم أسماعيلص61
(205)سورة يس آية 38
(206)القرآن والعلم الفندي ص218وأنظر أيضا الإسلام والعلم وأعجاز القرآن الدكتور عبد العزيز الخياط بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني ص318
(207)قصة الأيمان نديم الجسر ص306
(208)سورة الأنبياء من الآية33
(209)قصة الأيمان نديم الجسر ص307
(210)أنظر ص 43من هذا البحث 
(211)سورة الرحمن آية 17
(212)سورة المعارج آية 40
(213)سورة الأعراف من الآية 137
(214)الإسلام والعلم وأعجاز القرآن الدكتور عبد العزيز الخياط ص 380
(215)سورة الزمر من الآية5
(216)سورة لقمان من الآية29
(217)سورة النمل من الآية 88
(218)قصة الأيمان نديم الجسر ص321 بتصرف
(219)سورة الرحمن آية 17
(220)ينظر الإسلام والعلم وأعجاز القرآن الدكتور عبد العزيز الخياط ص381
(221)سورة الزخرف من الآية 38
(222)القرآن والعلم الفندي ص135
(223)سورة طه من الآية 53
(224)سورة النمل آية 88
(225)سورة النمل آية 61
(226)سورة الحجرآية 19-21
(227)القرآن والعلم الفندي ص 134-145
(228)سورة المؤمنون من الآية 18
(229)القران والعلم الفندي ص139
(230)القرآن والعلم الفندي ص140 وأنظر أيضا الله يتجلى في عصر العلم ص164
(231)سورة الحجر آية 22 
(232)سورة الزلزلة آية 2
(233)القرآن والعلم الفندي ص145
(234)سورة الزمر من الآية 21
(235)سورة يس من الآية34
(236)سورة النحل آية 15
(237)سورة البقرة من الآية 74
(238)القرآن والعلم الفندي ص146
(239)القرآن والعلم الفندي ص146
(240)سورة الجاثية آية 13
(241)العلم يدعو إلى الأيمان ص65
(242)المرجع نفسه ص 65
(243)المرجع نفسه ص55
(244)الله يتجلى في عصر العلم ص7
(245)أنظر قصة الأيمان نديم الجسر ص245
(246)الله يتجلى في عصر العلم ص8
(247)سورة يونس من الآية 24
(248)سورة الزخرف آية 10
(249)سورة غافر من الآية 64
(250)سورة الذاريات آية 48
(251)قصة الأيمان نديم الجسر ص318
(252)سورة الرحمن آية 17
(253)لآلىء قرآنية ص25
(254)سورة الدخان آية 10
(255)سورة القيامةآية 7-10
(256)سورة الحاقة آية 14 
257)الله يتجلى في عصر العلم ص165
(258)أنظر الله يتجلى في عصر العلم ص73,121وأنظر أيضا العلم يدعو إلى الأيمان ص137
(259)القرآن والعلم الفندي ص300
(260)سورة الرحمن آية 19-20
(261)سورة الرحمن الآية 19
(262)سورة الرحمن الآية 19
(263)الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور لبيب بيضون مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنانص167
(264)سورة الفرقان الآية 53
(265)سورة النمل الآية 61
(266)الرحمن الآية 19 -20
(267)القران والعلم الفندي ص178
(268)قصة الأيمان نديم الجسرص336
(269)سورة يونس الآية 61
(270)سورة سبأالآية 3
(271)النساء الآية40
(272)سبأ الآية 22
(273)الزلزلة الآية 7-8
(274)سورة يونس الآية 61
(275)العلوم الطبيعية في القرآن يوسف مروة منشورات مروة العلمية بيروت ص165
(276)الأعجاز العلمي في القرآن الكريم الدكتور لبيب بيضونص20
(277)سورة النمل الآية 25
(278)القرآن والعلم الفندي ص220
(279) القرآن والعلم الفنديص221
(280)لآليء  قرآنية محمد حسين الشاميص27
(281)سورة الإسراء آية 37
(282)القرآن والعلم ص354
(283)المرجع نفسه ص355
(284)القرآن والعلم ص356 يبتصرف
(285)سورة النمل آية 88
(286)سورة طه آية 105
(287)سورة الواقعة آية 6
(288)القرآن والعلوم سعيد ناصر الدهان ص124 بتصرف

المصادر والمراجع
القرآن الكريم
(1)الاتجاه العلمي في تفسير القرآن الكريم الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد دار الأضواء بيروت 1999م
(2)الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (911هجرية)ج2المكتبة الثقافية – بيروت 
(3)أحياء علوم الدين أبو حامد الغزالي مطبعة مصطفى ألبابي الحلبي القاهرة د ت
(4)الإسلام والطب الحديث الدكتور عبد العزيز إسماعيل ط2 القاهرة بلا ت
(5)الإسلام والعلم وأعجاز القرآن الدكتور عبد العزيز الخياط مطبوع ضمن بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني وزارة الأعلام بغداد
(6)الأسماء والصفات البيه قي أحمد أبن الحسين (ت458هجرية)دار صادر بيروت بلا ت 
(7)أصل الأنواع دارون –فصل 15 دمشق 
(8)الأعجاز الطبي في القرآن الدكتور السيد ألجميلي منشورات دار العصر بيروت بلا ت
(9)الأعجاز العلمي برهان النبوةالمهندس رائق نجم المكتبة الإسلامية عمان ط2 1403هجرية -1983م
(10)أعجاز القرآن مصطفى الرافعي مطبعة الاستقامة مصر 1940
(11)أعجاز القرآن الدكتور محي هلال السرحان بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني
(12)الأعجاز القرآني بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني بغداد
(13)الإكليل في علوم التنزيلالسيوطي بيروت 1962م
(14)الله يتجلى في عصر العلم تأليف نخبة من العلماء ترجمة الدكتور الدامرداش عبد المجيد سرحان  مؤسسة الحلبي القاهرةط31968م
(15)البرهان في علوم القرآن الزركشي بدر الدين محمد بن عبد الله تحقيق محمد أبو  الفضل إبراهيم ط2 دار المعرفة بيروت بدون تاريخ د ت 290-91
(16)التاج الجامع للأصول في حديث الرسول الشيخ منصور علي ناصف دار الفكر بيروت ط4 1975م
(17)تاج اللغة وصحاح العربيةباب علم الجوهري إسماعيل بن حماد 
(18)تحفة المربد على جوهرة التوحيد إبراهيم البيجوري نشر مطبعة ومكتبة محمد علي صبيح القاهرة 1374 هجرية 1954م
(19)تراث الرسول يتجلى في عصر العلم سعد حاتم مرزه دار الاحتواء بيروت1999م
(20)ترتيب القاموس محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت817هجرية)وعمل الطاهر أحمد الزاوي دار الكتب العربية بيروت 1979مج3ت817هجرية 
(21)التعريفات الشريف علي بن محمد الجرجاني (ت816هجرية)المطبعة الخيرية مصر 1306هجرية ج1 مصطفى حلبي 1938م
(22)التفسير والمفسرون محمد حسين الذهبي _ دار الكتب الحديثة مصر ط3 1976م.
(23)الثقافة الإسلامية عبد الحليم عثمان القاهرة
(24)جامع العلوم في اصطلاحات القنوت الأحمد فكري الجزء الأول دمشق 1936.  
 (25)سيرة ابن هاشم أبو محمد عبد الملك بن هاشم (ت 218 هجرية )تحقيق مصطفى السقا وآخرون دار أحياء التراث العربي بيروت د ت
(26)شرح المزيدة السيد أحمد الدر دير أنظر أحمد بن محمد الصاوي حاشية العلامة الصاوي الناشر مكتبة القاهرة مطبعة حجازي
(27)شرح المقاصد التفتا زاني (سعد الدين عمر )ج1طبع تركيا
(28)طبائع الاستبداد ومصارع الاستعبادعبد الرحمن الكواكبي مطبعة الجمالية القاهرة 1923م
(29)العلم يدعوا للأيمان كريشي موريس مكتبة النهضة المصرية ط41962م
(30)علوم التفسير الدكتور عبد الله محمود شحاتة  الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1975م
(31)قانون التأويل أبو بكر العربي القاهرة 1953م
(32)القرآن والأعجاز العلمي الدكتور عبد الستار حامد منشور ضمن بحوث مؤتمر الأعجاز القرآني  
(33)القرآن وأعجازه العلمي محمد إبراهيم إسماعيل دار الفكر العربي بيروت 
(34)القرآن والعلم محمد جمال الدين الفندي دار المعرفة القاهرة ط1968 
(35)القرآن والعلم عباس محمود العقاد دار المعرفة القاهرة 1970
(36)القرآن والعلم الحديث عبد الرزاق نوفل مصر 1959م
(37)القرآن والعلوم العصرية| عيسى ألبابي الحلبي وشركاه القاهرة 1923م 1341هجرية
(38)القرآن ينبوع العلوم والمعارف علي فكري م3 دار أحياء الكتب العربية القاهرة 1948م ط ج2
(39)قصة الأيمان بين الفلسفة والعلم والقران الشيخ نديم الجسر منشورات المكتب الإسلامي بيروتط31969م
(40)الكامل في التاريخ مجد الدين بن الأثير (ت630هجرية)دار الفكر بيروت الجزء الثاني
(41)لآليء قرآنية حسن هادي الشامي مؤسسة النعمان بيروت
(42)لسان العرب محمد بن كرم الأنصاري المعروف بابن منظور(ت711هجرية)مجلد10ج2 711الدار المصرية للتأليف والترجمة
(43) المبادىء العامة لتفسير القرآن الكريم الدكتور محمد حسين علي الصغير دار المؤرخ العربي بيروت ط12000م
(44)مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي (ت666هجرية)دار الرسالة الكويت 1403هجرية -1983م
(45)معجزة القرآن في وصف الكائنات حنفي أحمد مطبعة لجنة البيان أعرب ط1القاهرة 1954م
(46)المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي دار الفكر بيروت 1407 هجرية -1987م
(47)معجم مقاييس اللغة أحمد بن فارس (ت395هجرية)دار الكتب العربية بيروت ج11371هجرية 1951م
(48)مفتاح الوصول إلى علم الأصول أحمد كاظم البهادلي شركة حسام بغداد
(49)المفردات في غريب القرآن الراغب الأصفهاني
تحقيق محمد سعيد كيلاني مطبعة مصطفى البابي القاهرة 1961م
(50)مناهل العرفان في علوم القرآن  محمد عبد العظيم الزرقاني ج1 دار الفكر بيروت بلا ت 
(51)المنطق محمد رضا المظفردار الزهراء بغداد 1957م
(52)الموافقات في أصول الشريعة ألشاطبي مطبعة المكتبة التجارية القاهرة د ت
(53)ميزان الأصول علاء الدين شمس الدين السمرقنديالقاهرة 1967م
(54)نظرات معاصرة في القرآن الكريم  الدكتور أحمد عبد السلام ألكرداني مطبعة الشعب القاهرة 1975م
(55)نماذج من الأعجاز العلمي للقرآن الدكتور أحمد عبد السلام ألكرداني مطبعة الشعب القاهرة 1975م
(56)مجلة آفاق عربية العدد الأول 1977م
(57)وجوه من الأعجاز القرآني مصطفى الدباغ مكتبة المنار الزرقاء الأردن ط21985م
(58)الأعجاز العلمي في القرآن الدكتور لبيب بيضون مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان
(59)القرآن والعلوم سعيد ناصر الدهان مؤسسة العلمي للمطبوعات كربلاء 1965م
(60)القرآن والطب الحديث محمد الخليلي مطبعة النعمان النجف 1386هجرية -1961م
(61)العلوم الطبيعية في القرآن يوسف مروةمنشورات مروة العلمية بيروت 1387هجرية -1968م
(62)الأعجاز العددي قي القرآن الدكتور لبيب بيضون مؤسسة الاعلمي للمطبوعات 
(63)نظرات في القرآن محمد الغزالي مطبعة السنة المحمدية مصر
 

................

لا يسمح بأعاده  أصدرا هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال دون أذن خطي مسبق من الناشر غائب عويز الهاشمي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غائب عويز الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/03



كتابة تعليق لموضوع : لمحات علمية في القرآن الكريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net