صفحة الكاتب : د . محمد الغريفي

هل نقاطع الأنتخابات؟
د . محمد الغريفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شهدت الدورة الحالية للأنتخابات حملة ألكترونية في مواقع التواصل الأجتماعي تدعوا الى مقاطعة الأنتخابات، وتصفها بالثورة على الفاسدين، وتعلل ذلك بإن المشاركة المتدنية بنسبة ٢٠٪ تجبر الأمم المتحدة بالتدخل لوقف العملية السياسية، ومحاكمة المفسدين وتعيد كتابة دستور جديد وانتخابات جديدة خالية من الأحزاب الفاسدة.

أثرت هذه الدعوة لمقاطعة الأنتخابات على المجتمع العراقي بشكل كبير جدا، وخصوصا في الوسط والجنوب، ولهذه الظاهرة أخطار كبيرة على مستقبل العراق وشعبه نوضحها في النقاط التالية:

أولا: لا يحق للأمم المتحدة أو لغيرها التدخل بالشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، فأن نسبة المشاركة المتدنية في الأنتخابات موجودة في أغلب الدول الدمقراطية حتى في أمريكا نفسها، وهي لا تمنع من سير العملية السياسية ما لم يحدد الدستور الحد الأدنى لنسبة المشاركة، والدستور العراقي لم يحدد فتكون الأنتخابات صحيحة في أي نسبة كانت.

ثانيا: المجتمع ينقسم الى طائفتين: الطائفة الأولى جمهور الاحزاب التي لها قناعات أيديولوجيا متجذرة وراسخة وتتبع أحزابها بالسراء والضراء، والطائفة الثانية المستقلين الذين ليس عندهم تبعية متجذرة لأي حزب، وفي كل أنتخابات تسعى الأحزاب الى الكسب الأعلامي للطائفة الثانية أو أقناعها بمقاطعة الأنتخابات ٱذا كان كسبها صعب وضمان حيادها ولا تنحاز الى الأحزاب الجديدة. والنتيجة سيشارك في الأنتخابات فقط جمهور الأحزاب وتضمن الأحزاب الفاسدة فوزها بسهولة.

ثالثا: المقاطعة لابد أن تكون عامة من كل طوائف الشعب وقومياته، ولا تصح المقاطعة من الأغلبية العربية أو من الشيعة بالخصوص، بينما الأكراد والسنة يكثفون مشاركتهم من إجل تغيير مستوى موقعهم في الحكومة، هذه الحالة تؤدي الى تسلط الأقلية على الأكثرية، وستتحكم بثروات البلاد وبمصير الشعب، وستكون الأكثرية مظلومة والأقلية مرفهة.

رابعا: الأنتخابات فرصة للتغيير إذا أستغلها الشعب بشكل صحيح، وعرف كيف يختار المرشح الأفضل، وهذه الفرصة قد لا تتكرر الا بعد أربعة سنوات القادمة، بينما المقاطعة للانتخابات معناه الاستسلام لعودة الأحزاب الفاسدة، فعلى الشعب العراقي بذل جهده في هذه الأنتخابات لأنقاذ نفسه والخروج من هذه المحنة.

خامسا: في حال تزوير الأنتخابات بفارق كبير لأصوات الأغلبية، فأن الأمة سوف تثور وتعلن أحتجاجها على التزوير، بخلاف لو كانت الأغلبية غير مشاركة في الأنتخابات فأن التزوير سيصبح سهل جدا لأن الأمة غيبت نفسها عن أنتخاب نوابها.

سادسا: العقل أثمن جوهرة يمتلكها الانسان، على الأنسان أن يعمل عقله في أنتخاب أفضل الخيارات المطروحة أمامه، ولا يحق له تعطيل هذه الجوهره ويندب حظه العاثر فيما بعد.

سابعا: الأنتخابات لتقرير حق المصير، من حق كل فرد بالأمة أن يشارك في تقرير مصيره لأنتخاب النائب الذي يمثله أمام الحكومة، عدم المشاركة معناه تنازل عن حقوقه التي أستحقها لأخرين لا يستحقونها.

ثامنا: يجب على كل مواطن السعي لحماية وطنه من المخاطر والفتن الداخلية والخارجية، ولا يكون ذلك الا من خلال المشاركة الجماهيرية العامة لأنتخاب النخب الكفوئة لقيادة الوطن والنهوظ به نحو التقدم والرقي و الحضارة الأنسانية.

تاسعا: المرجعية الدينية العليا في خطابات عديدة أوجبت المشاركة الشعبية العامة في الأنتخابات من أجل تقرير مصيرهم وأنقاذ بلدهم وأنتخاب نوابهم.

الخلاصة: حملة مقاطعة الأنتخابات هي لعبة قذرة وأستخفاف بالعقول يقودها الجيش ألكتروني للأحزاب الفاسدة لضمان فوزهم في الأنتخابات، ولسيطرة الأقليات الطائفية والقومية على الأغلبية. ولعدم السماح للأحزاب والقوائم الجديدة تحقيق فوز في الأنتخابات القادمة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد الغريفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/02



كتابة تعليق لموضوع : هل نقاطع الأنتخابات؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net