صفحة الكاتب : نزار حيدر

سَقَطَ الصَّنَمُ فَمتى تَسقُط مُخلَّفاتهُ! الرَّئِيس ترامْب يُغَرِّد ثُمَّ يُفَكِّر!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ١/ ثلاثة أَسباب هي التي سرَّعت في إِسقاط نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين في ٩ نيسان ٢٠٠٣؛
   أ/ إِنَّهُ كان نظاماً مكروهاً داخليّاً وإِقليميّاً ودَوليّاً ولذلكَ لم يدافع عَنْهُ أَحدٌ! فتركوهُ يواجه مصيرهُ لوحدهِ إِلى مزبلةِ التَّاريخ!.
   لقد احتاجت بريطانيا [٣] سنوات لتُجهز على العراق في الحربِ العالميَّة الأُولى لشدَّة مُقاومة العراقييِّن للإِحتلالِ بقيادةِ عُلماء وفُقهاء ومراجع الشِّيعة والتي باتت تُعرف بـ [حركةِ الجهادِ].
   أَمّا في العام ٢٠٠٣ فبعدَ حُكمٍ شمُوليٍّ إِستبداديٍّ قلَّ نظيرهُ دام [٣٥] عاماً سقطَ الطَّاغية بأَيّامٍ!.
   ب/ لقد كانت الولايات المتَّحدة مجرُوحةٌ حينها إِثر هجمات [١١ ايلول] الإِرهابيَّةِ ولذلك لم يشأ أَحدٌ معارضتَها في قرارِ الحربِ.
   حتَّى الدُّول العربيَّة و [القومجيَّة] التزمت الصَّمت وهي ترى القوَّات الغازية تحتلَّ العراق! بل أَنَّ أَغلبها قدَّم ما أَرادت واشنطن لتسهيلِ مهامَّها!.
   ج/ وقتها كان العالَم أُحاديِّ القُطبِ بشَكلٍ صارخٍ فاستفردَت واشنطُن بالقرارِ ولَم تستشِر أَحداً!.
   ٢/ أَمّا الذين يسأَلونَ عن الجيشِ العراقي الذي انهارَ قبل أَن يرتدَّ إِلينا طرفنا! فلقد كانَ الغربُ أَشاعَ بأَنَّهُ خامس أَقوى جيشٍ في العالَم لإِغراء الطَّاغية فيمكُث في الكُويت ليُجهِزُوا عَلَيْهِ مُتلبِّساً بالجُرمِ المَشهود، وإلّا فإِنَّهُ لم يكن كَذَلِكَ، والدَّليلُ أَنَّهُ لم ينتصر بأَيَّة حربٍ خاضها خلال عهدِ الطَّاغية بل أَنَّهُ فشلَ في حمايةِ حدودِ البلادِ وسيادةِ الدَّولةِ!.
   * ففي الحرب التي شنَّها على الكُرد إِضطرَّ الطَّاغية أَن يتنازلَ عن شطِّ العربِ لإِيران لإيقافِها!.
   **وفي حربهِ ضدَّ الجمهورية الاسلاميَّة في إِيران إِضطرَّ الطَّاغية ليعودَ إِلى إِتِّفاقيَّة الجزائر التي قاتلَ لإِلغائِها ليقنعَ طهران بالسَّلام!.
   ***وفي غزوهِ الأَحمق لدولةِ الكُويت إِضطرَّ الطَّاغية أَن يسلِّم الجمل بِمَا حملَ في خيمةِ صَفوان ليُنقذ رأسهُ من المَقصلةِ!.
   ****وأَخيراً، لم ينفعهُ شيءٌ عام ٢٠٠٣ ما أَضطرَّ إِلى الاختباء في بالُوعةٍ مهجُورةٍ في الصَّحراء ليُخرجَ منها أَشعثاً أَغبراً إِلى مَقصلةِ الإِعدامِ هَذِهِ المرَّة!.
   ٣/ العراقيُّون يسعَونَ الآن لبناءِ نظامٍ ديمقراطيٍّ جديدٍ على أَنقاض الديكتاتوريَّةِ! فهل كانَ ذَلِكَ يستحقُّ الثَّمن الذي يدفعونهُ منذ ٩ نيسان ٢٠٠٣؟!.
   أَكيد، فإِنَّ الثَّمن المدفُوع لا يُعادلُ معشارَ الثَّمن الذي دفعوهُ تحت سُلطة النِّظام الديكتاتوري!.
   وهذهِ هي طبيعة الأَشياء، فالديمقراطيَّة الحديثة لم تستقرَّ في أُوربا إِلّا بعد حربَين عالميَّتَين راحَ ضحيَّتهُما أَكثر من [١٠٠] مليون!.
   كما أَنَّ ثمن الديمقراطيَّة في اليابان كان قصف مدينتَين بالقنابلِ الذريَّة وحكمٍ عسكريٍّ أَميركيٍّ مُباشر لمدَّة [٥] سنوات وتدوينِ دستُورٍ من قِبل واشنطن لم يصوِّت عَلَيْهِ الشَّعب الياباني!.
   وفِي الولايات المتَّحدة الأَميركيَّة كان ثمن الديمقراطيَّة حرباً أَهليَّةً دامت أَكثر من [٤] سنواتٍ راح ضحيَّتها قرابة مليونَين مُواطن!.
   ٤/ برأيي فإِنَّ الرَّئيس ترامب الذي يحاولُ أَن يهربَ إِلى الأَمام من أَزماتهِ التي تُحاصرهُ في الْبَيْتِ الأَبيض، بتهديداتهِ بشأن الملفِّ السُّوري، لا يمتلك الكثير من الخَيارات، بعدَ أَن فشلَ مشروعهُ الذي نفَّذت أَجنداتهِ الرِّياض والدَّوحة والإِمارات! التي ظلَّت تدعم الجماعات الإِرهابيَّة على مدى أَعوامٍ!.
   ولقد بات جليّاً الآن بأَنَّ الصِّراع هو بين واشنطن وموسكو، ولذلك فبمجرَّد أَن هدَّدت الأَخيرة بضربِ مصادر النِّيران التي تعتدي على الأَراضي السوريَّة خفَّفت واشنطن من حِدَّة حربِها الكلامِيَّة!.
   وأَغلبُ الظنِّ أَنَّها ستستديرُ إِلى الخلفِ!.
   لقد حاولت واشنطن بالتَّصعيد إِجبار موسكو على القبُول بمسودَّة قرارها في مجلسِ الأَمنِ! وعندما فشلت في إِخضاعِها بدأَت تخفِّف من لهجتِها!.
   من جانبٍ آخر فإِنَّ أَصل حربِ الإِرادات يعودُ إِلى بريطانيا التي أَجَّجت الوضع السُّوري لتنتقِمَ لكرامتِها من روسيا إِثر حادثة العميل المُزدوج!.
   ٥/ إِنَّ الفارق الجوهري بين الرَّئيس ترامب وبقيَّة رؤَساء الولايات المتَّحدة الأَميركيَّة هو أَنَّهُ يُغرِّد ثمَّ يُفكِّر! على عكس الآخرين الذين كانُوا يُفكِّرون ثمَّ يتكلَّمون! ولذلك نراهُ يتراجع في كلِّ مرَّةٍ!.   
   ١١ نيسان ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/13



كتابة تعليق لموضوع : سَقَطَ الصَّنَمُ فَمتى تَسقُط مُخلَّفاتهُ! الرَّئِيس ترامْب يُغَرِّد ثُمَّ يُفَكِّر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net