صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

ج2/ قراءة في المقتل الحسيني
علي حسين الخباز
( انماط الزمن في المقتل)
نلاحظ ان الزمن  بالنسبة لرواية  الكعبي  رحمه الله  ينحصرظاهرا في ساعات  المعركة  تاركا لنا زمن ماقبل  الحدث العاشورائي  وما بعده الحدث الذي انحصر في الطف الكربلائي .. ولكنه انفتح خاضعا لمؤثثات الواقعة نفسها لكونها واقعة غير عادية  ولها تفرعات زمانية مذهلة  ومنها الزمن الاستباقي ، فالرواة  قد تناقلوا  بعض النبؤءات  التي تخص  الواقعة  كمشكاة  جبرائيل ـ تنبؤات  الرسول  ( ص)  والأمام علي (ع)  وبعض  الصحابة  مثل نبوءة الصحابي الجليل  سلمان المحمدي والتي كانت سببا في وثبة الثائر البارز .. ( زهير بن القين ) في قصة معروفة اذ دعاه الى خيمته بعدما اخبروا الحسين بامتعاضه عن صحبة قافلته مع  القافلة  الحسينية وحينها ذكره بنبوءة سلمان الذي بكى يوم نصر في احدى المعارك وعند لحظة جمع الغنائم  ، وهو يبكي وقف ليجيب سؤال زهير لم تبكي يوم نصرنا فاجابه ، اتمنى ان تكون فرحتنا بهذا الحجم يوم يدعونا الحسين عليه السلام لنصرته في كربلاء ، فهذه كربلاء يا زهير وحينها استجاب زهيربن القين لنداء النصرة الحسينية المباركة والذي تنبأ هو ايضا بخطبته الجليلة يوم الطف ( نحن وانتم امة واحدة مالم يقع السيف فان وقع كنتم امة وكنا امة )  ،، و نعثر على بعض تلك الانعكاسات الاستباقية   في المقتل الحسيني  مثلا لنقرأ  هذا المقطع الحواري  والذي يعتبر  أحد نبوءات الحسين عليه السلام ( أيم والله  لاتلبثون بعدها  الا كريث ما يركب الفرس حتى  تدور بكم  الرحى  وتقلق بكم قلة  المحور عهد عهده الي أبي عن جدي فأجمعوا  امر كم  وشركاؤكم  ثم لايكن  امركم عليكم عتمة )  وحين استدعى الحسين عمربن سعد وكان عمر كارها  لايحب ان يأتيه ... فقال له :ـ( ياعمر انت تقتلني  وتزعم ان يوليك  الدعي أبن الدعي  بلاد  الري وجرمان ، والله لاتنتهي بذلك ابدا ـ عهدا معهودا ـ فاصنع ما أنت صانع  لاتفرح بعدي بدنيا  ولا أخره وكأني برأسك  على قصبة  قد نصبت  بالكوفة  يتراماها  الصبيان  ويتخذونه غرضا بينهم)  فالزمن هنا  يتكون من عدة انماط زمانية  منها الزمن الاستباقي  والذي تزامن في اغلب تفاصيله مع  حيثيات ماضوية ومعلقة في ذاكرة التلقي بالنسبة للزمن الثالث الذي هو زمن القراءة ... واسلوبيات التدوين الروائي الحديث التي انشأت ما يسمى بتيار  الوعي والذي سعى لتقليل الزمن المروي  وحصره  بساعات قليلة طلبا للتركيزعلى الحدث  وتسليط الضوء عليه لكننا نلاحظ رغم توافق حرفيات هذا التيار مع الاسلوب الذي كتب به المقتل من وجود تداعيات زمانية مكثفة  تندمج في صلب الحاضر كشهادات  بعض الجند عن وقائع فعلها الرموز في زمن سابق مثلا حفر الخندق المحيط بالمعسكر الحسيني  الذي بدأ قبل الواقعة  لكنه تجاوز  امورا زمانية  كثيرة كان لابد من الوقوف عليها وقد تركت احداثا عظيمة في واقع الواقعة  الفكري والروحي   ... مثلا  تأجيل  المعركة ليلة واحدة  .. اسباب هذا التأجيل ولتوقعات المتزامنة  لواقع التأجيل  وردة الفعل  السلبي والايجابي  .خوف عمر بن سعد من الزمن الذي كان ملحوظا من خلال حواراته العجولة اهجموا ماهي الا اكلة واحدة .. فالزمن كان على مايبدو يمر بطيئا جدا على اعصاب ابن سعد كونه يخشى من انقلابة المعسكر عليه  فكانت محاولاته انهاء الواقعة باسرع وقت . المهم ان الزمن يبقى مفتوحا  عند المتلقي  وكأنه ـ روحي له الفدى ـ لم يزل  يقف بين طلول الطف ينادي  الا من ناصر ينصرني  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/30



كتابة تعليق لموضوع : ج2/ قراءة في المقتل الحسيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2011/12/06 .

الاستاذ حيدر الحدراوي المحترم اخي الغالي لااعرف كيف ارد لك هذا المعروف التراكمي تقبل المودة والدعاء


• (2) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2011/12/06 .

الاستاذ مهند لك مني الشكر والنقدير ولك مني المودة والدعاء


• (3) - كتب : حيدر الحدراوي ، في 2011/12/01 .

استاذنا وشيخنا الفاضل علي حسين الخباز
كما عودتمونا في تسليطكم الضوء على اهم المواضيع واختيار الزمن المناسب لها ..
اي والله افدتمونا ... بعبق المقتل الحسيني وذلك الصوت الخالد للمرحوم عبدالزهرة الكعبي .. جعلكم الله من خدام الحسين ع وحشركم معه ومع اصحابه الكرام

• (4) - كتب : مهند البراك ، في 2011/11/30 .

استاذي الرائع علي حسين الخباز
دراسة رائعة للمقتل بصوت الرادود عبد الزهرة الكعبي رحمه الله
ننتظر بفارغ الصبر بقية الاجزاء

دمت خادما للحسين واخيه ابو الفضل العباس عليهما السلام




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net