صفحة الكاتب : د . حامد العطية

ماذا دار في اجتماع ملك الأردن ورئيس الكيان الصهيوني؟ حوار تخيلي
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    أتصوره مثل مشهد من مسرحية، لا يهمنا إن دخلا من اليمين أو اليسار، ولا نكترث لوصف ملابسهما، أو لسرد التحيات المتبادلة بينهما، ويكفينا أنها حارة جداً بالطبع، ولكن المهم ما دار بينهما من حديث، وعلى أي الأمور اتفقا، ولا أظنهما اختلفا على شيء.
 
  الله وحده يعلم الغيب، وهو وحده أحصى كل كلمة قيلت أو فكرة خطرت ببال أثناء الاجتماع، وسواء كان الاجتماع مغلقاً أم حضره بعض الخواص فلا بد أن يرشح عنه خبر أو تقرير، ولكننا لن نننتظر تسريبات ويكيليكس، وأجزم أننا نحن في العراق معنيون به، بصورة مباشرة وغير مباشرة.
 
  لا بد أنهما تطرقا لحراك الشارع العربي، ومن المؤكد بأن جانباً غير قليل منه خصصاه للأزمة السورية، وانعكاساتها على العراق والمنطقة غير خافية.
 
  لا أظن أنهما أهملا الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية من العراق وتداعياته علينا والمنطقة.
 
   وأكاد أجزم بأنهما لم ينسيا موضوع إيران وبرنامجها النووي المزعوم، ونحن أيضاً متأثرون بذلك شئنا أم أبينا.
 
اللقاء الصهيوني- الأردني: مسرحية من فصل واحد
 
 
 
الصهيوني بيريز: كم تغيرت أمور منذ لقاءنا الأخير.
 
الأردني عبد الله:  المهم أن يكون التغيير في صالحنا.
 
الصهيوني بيريز: اطمئن. كل شيء في الجيب.
 
الأردني عبد الله: تعجبني ثقتك المطلقة.
 
الصهيوني بيريز: الثقة ضرورية بشرط أن تكون على أساس متين لا فراغ.
 
الأردني عبد الله: ومع ذلك فقد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن. والمثال حربكم مع حزب الله.
 
الصهيوني بيريز: أنتم تعودتم على الهزيمة وفي 2006  كانت نتائج الحرب أكثر إيلاماً لكم منا. لأنكم اعتبرتم نجاح حزب الله هزيمة لكم، ونحن استفدنا من ذلك، خسرنا مع حزب الله ونجحنا معكم، وتعلمنا من التجربة.
 
الأردني عبد الله: هذا صحيح. وكنت أنا أول المحذرين من الهلال الشيعي.
 
الصهيوني بيريز: هذا ما نريد سماعه منك وكل أصدقائنا في المنطقة، وهو ما يريد الكثير من شعوبكم من غير الشيعة سماعه أيضاً، لذا لقي تحذيرك أصداءً واسعة بين الحكام والناس العاديين.
 
الأردني عبد الله: من السهل جداً إثارة النزعات الدينية والطائفية لكن من الصعب التحكم فيها، تذكر تجربتنا مع الزرقاوي، اطلقنا سراحه ليذهب للعراق فلما صار قائداً أرسل أعوانه لتفجير فنادقنا.
 
الصهيوني بيريز: لكل سياسة وقرار ايجابيات وسلبيات وأنت العارف بالأمور، والمهم أن نستفيد من الايجابيات ونقلل السلبيات.
 
الأردني عبد الله: أفهم من كلامك بأنك غير قلق ممما يسمى بالربيع العربي.
 
الصهيوني بيريز: لماذا أقلق؟ في مصر معاهدة السلام قائمة ولو جاء الأخوان المسلمون أو حتى السلفيون إلى الحكم، وليبيا أفضل لنا من دون القذافي، كان متقلب الفكر والمزاج، ويمكن أن يكون خطراً مع كل النفط الذي يسيطر عليه، في اليمن والخليج حلفاؤنا يحكمون السيطرة.. وتبقى سورية.
 
الأردني عبد الله: وهنا مربط الفرس.
 
الصهيوني بيريز: أعجبت بك كثيراً عندما استبقت الأمور وأعلنت بأن هنالك تهريب للأسلحة من الأردن إلى سورية، وبأنك ستعمل على ايقافه، لقد حرمت الحكومة السورية من ورقة رابحة.
 
الأردني عبد الله (مستخفاً): يقولون بأن لديهم ادلة وبراهين تدين دول وجماعات في المنطقة، ولكنهم يتكتمون عليها..
 
الصهيوني بيريز (مقاطعاً): يقصدون سعد الحريري وتركيا.
 
الأردني عبد الله: أنا أفضل من هذا الحريري في المقامرة فهو يراهن بكل ما لديه من أموال ومكاسب سياسية على سقوط النظام السوري، فلو خسر فلن يعود إلى لبنان أبداً، وسيفقد حلفاؤه كل شيء، أما أنا فألعب بحذر، اسمح للسلفيين التابعين للسعودية وقطر بإرسال المسلحين والأسلحة واقدم للسوريين وعوداً فارغة، لعبت نفس اللعبة مع رؤوساء الحكومات العراقية من الشيعة فكافأوني بالنفط الرخيص..
 
الصهيوني بيريز: ولكنك ذهبت إلى أبعد من هذا عندما طلبت من بشار التنحي.
 
الأردني عبد الله: أنا أفضل البقاء في الصفوف الخلفية، وكذلك السعودية التي تود هلاك بشار وكل العلويين، نضع الدب القطري ونبيل العربي في المقدمة، وإذا لم يسقط الأسد فسنضحي بالإثنين، سنطرد العربي من وظيفته ونحرض أحد أفراد عائلة آل ثاني على الإطاحة بالدب القطري والجلوس محله.
 
الصهيوني بيريز: نحمد الله لأن ملكاً حكيماً مثلك تتاخم مملكته حدودنا الشرقية.
 
الأردني عبد الله: هل تخشون من حرب مع سورية؟
 
الصهيوني بيريز: أنت تعرفنا جيداً، نحن جاهزون دائماً.
 
الأردني عبد الله: من يقرأ الصحف هذه الأيام يظن أن الحرب بينكم وإيران وربما سورية وحزب الله ستقع غداً.
 
الصهيوني بيريز: أنت أدرى بموقفنا من إيران، في 2003 قلنا لأمريكا عدونا هو إيران لا نظام صدام حسين، والأمريكان اسقطوا صدام، وفشلوا في ايجاد نظام بديل موالي لهم، كنا نأمل بأن يكون النظام البديل سداً قوياً بين إيران من جهة وسورية وحزب الله من جهة أخرى، وأنت شخصت المشكلة عندما حذرت من الهلال الشيعي.
 
الأردني عبد الله: الهلال الشيعي أخطر تهديد لنا ولكم ولكل أصدقاء أمريكا.
 
الصهيوني بيريز: لأن الأمريكان فشلوا في العراق فلا بد من أن ننجح في سورية، يجب منع اكتمال هذه السلسلة من النظم المعادية لنا أو الهلال كما تصفه.
 
الأردني عبد الله: إذا ستشنون الحرب إذا اقتنعتم بأن النظام السوري لن يسقط.
 
الصهيوني بيريز: لم نصل بعد إلى حافة اليأس، إذا لم يسقط النظام السوري نتحرك ضد الشيعة في العراق، لنشغل الإيرانيين، وبالإمكان الاعتماد على تعاون الأتراك ودول الخليج، السيطرة على العراق أهم بالنسبة لأمريكا من تغيير النظام السوري، وهم لا يستطيعون تنفيذ مخططاتهم إلا بعد الإنسحاب.
 
الأردني عبد الله: إن أكثر ما كان يكرهه والدي أن يحكم الشيعة العراق، اظن أن القلق من هذا الاحتمال جعل مناعته ضد السرطان ضعيفة.
 
الصهيوني بيريز: لذلك وقف معه عند احتلاله للكويت.
 
الأردني عبد الله: ما قيمة الكويت مقارنة بالعراق؟
 
الصهيوني بيريز: صحيح، من يسيطر على العراق يتحكم بالمنطقة.
 
الأردني عبد الله: أفكارنا متطابقة.
 
الصهيوني بيريز: تماماً.
 
الأردني عبد الله: لو كنت مكاني وكنت أنا مكانك لما تغيرت المواقف.
 
الصهيوني بيريز: من الآن فصاعداً سأسمي نفسي عبد الله وأنت سأسميك بيريز.
 
يضحكان.
 
وتسدل الستارة.
 
29 تشرين الثاني 2011م

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/30



كتابة تعليق لموضوع : ماذا دار في اجتماع ملك الأردن ورئيس الكيان الصهيوني؟ حوار تخيلي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net