صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

شعوب حكيمة وأخرى سقيمة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الشعوب تتعلم الحكمة من التجارب التي تمر بها , وبما تدركه من دروس تعمل على تجنب تكرار ما حصل لها وترمم سلوكها , وتعيد ترتيب آليات تفكريها وتصوراتها ومواضع خطواتها , وهذه الشعوب هي التي تتفوق وتتألق في ميادين الحياة وتمضي نحو آفاق الإقتدار والعلاء.

شعوب ثرواتها في عقول أبنائها وحسب , وبهذه العقول تشق طريقها في الدنيا ولا تعول على عذر أو لوم , وإنما تؤمن بنفسها وبقدرة العقل على إبتكار ما تريده وتحتاجه , وبالعقل العلمي الرصين تنال مبتغاها وتحقق أهدافها القريبة والبعيدة.

إنها الحكمة السلوكية التفاعلية التي تخبرها شعوب الدنيا المتفوقة على غيرها من الشعوب , والفرق الجوهري بينها وبين الشعوب المتأخرة عنها , أنها شعوب تؤمن بالعقل العلمي وبمقدرته على إنجاز طموحاتها وتطلعات أجيالها المتفاعلة في إنطلاقة البنيان المرصوص.

ومن هذه الشعوب , الشعب السنغافوري والكوري والفيتنامي والصيني والهندي والأندونيسي والماليزي , وشعوب أخرى تعلمت السلوك الحكيم والتواصل السليم مع ذاتها وموضوعها , وإستثمرت في مواطنيها وأطلقت ما فيهم من الطموحات , ووظفتها بأساليب إقتصادية ذات إنتاجية متميزة وربحية عالية.

وهذه الشعوب بلا ثروات ومصادر للطاقة , وإنما تستوردها من الشعوب التي تبخس ثرواتها وتجهل مهارات الإستثمار , ولا تؤمن بقيمة العقل ودور الإنسان الحضاري.

والأمثلة الواضحة على الشعوب السقيمة التي لا تعرف أبسط مبادئ ومهارات السلوك الحكيم هي المجتمعات العربية , التي فيها كل أنواع الثروات ومصادر الطاقة وكنز القدرات والعقول المتأهبة للعطاء الأصيل , لكنها تسحقها وتدمرها وتتمتع بالفساد والظلم والقهر ويسود فيها الجور والتبعية والإتكالية , وتعلم أبناءها كيف يحققون مصالح الطامعين بأوطانهم , والتحول إلى ألد أعداء لشعوبهم , فلا يعنيهم من الأمر إلا لذائذهم الآنية وحسب.

وبالمقارنة ما بين الحالتين , يتبين أن الشعوب الحكيمة لم يستغرق نهوضها سوى عقد وبضعة سنوات , أما المجتمعات السقيمة فأنها تئن من معضلاتها المزمنة وعاهاتها السلوكية المتفاقمة , ولهذا فأنها تتدحرج إلى الوراء والدنيا في تسابق متسارع نحو الأمام.

فهل ستتعلم هذه الشعوب بعضا من الحكمة حتى تكون؟!!

د-صادق السامرائي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/30



كتابة تعليق لموضوع : شعوب حكيمة وأخرى سقيمة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net