صفحة الكاتب : احمد المنشداوي

الإمام الحسين من منظور إنساني• {حوار بيني وبين احد الاخوة}
احمد المنشداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نحتاج بان نحب الحسين بكل اللغات

الحسين هو قضية إنسانية عامة

ومن الخطأ تحجيمها وجعلها من مختصات الاسلام فقط

وهذا الامر يتضح جليا من خلال مراجعة شعارات نهضة الامام الحسين عليه السلام

شعارات الحسين ع شعارات إنسانية

مثلا

هيهات منا الذلة

و

لا أعطكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ...

و

لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما

وهكذا

نلاحظ بان الامام الحسين بثورته كان يُحاكي البشرية والإنسانية

الامام كان يمثل المعاني الانسانية بأعلى درجاتها

فهو حينما يقول ...مثلي لا يبايع مثله ..

فهو يريد بأن يقول :

الانسانية بمفهومها النبيل لا يُمكن بأن ترضا بشخص كيزيد

لان يزيد كان يمثل الانسانية المشوهة أي (الرذيلة)

الانسانية المُنحطة

وهكذا

......

مأساةُ كربلاء هي بإختصار :

قصة رجل أراد بأن يرفع الناس من حضيض الرذيلة إِلَى مصاف الملائكة  ..فجعلوه تحت سنابك الخيول

فأين أراد رفعهم !!؟ 
وأين وضعوه !!!!!!

نعم

أراد بأن يجمع أشلاء تلك الانسانية المُمَزقة ...لكنهم مزقوا أشلائه !!!!

أراد لهم بأن يكونوا كالجسد الواحد ضد من ظلمهم ..ولكنهم ظلموه !!!

أراد لجسد الانسانية بأن يشتد عضمه المنخور من الفساد والظلم !؟
ولكنهم أرادوا لعظامه بأن تُكسر وتُطحَن طحنَ الرحى !!!

أراد لشرفهم بأن يسلم ؟
وأرادوا لعِرضهِ بأن يُسبى

!!!!!؟

هكذا هو الحسين ؟؟
وهكذا هُم !!!؟

هو كان مصداقا لكل معاني الفضيلة 
وهم كانوا مصداقا لكل معاني الرذيلة !!؟

......

حاول بأن تقرأ دعاء الحسين في يَوْمِ عاشوراء

ستجد عظم محنة الامام بين سطور هذا الدعاء

الهي كم من هم يضعفُ فيه الفؤاد ..

ستجد بأن كل الاسباب تقطعت امام الحسين المظلوم

فلا اخوة

ولا اولاد

ولا أصحاب

ولا ناصر

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ .

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ .

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ .

لقد كان قلبهُ معلقا بالله فقط

تمتم بكلمات هذا الدعاء وأمامهُ أولاده وإخوتهُ وأصحابه وقد انتثرت أشلائهم امام عينيه

!!!؟

والخطب الافضع

والادهى

والأمر

هو

انه كان يعلم بمجرد ان يُكمل الدعاء ويمضي الى الميدان ويُقتل وتُسبى حرمُه !!!!

آه

من التي تُسبى ..

شرفُ علي بن ابي طالب !!!!

شرفُ المصطفى

شرفُ الزهراء

زينب !!!!!!!؟

كأني بهِ وهو يتمتِمُ بالدعاء ..يُديرُ عينهُ لزينب

ولسان حاله يقول ...صبراً أُخية

لقد كان أبونا علي بن ابي طالب 
أصبرُ الصابرين

بنهاية هذا الدعاء تنطوي كل القلوب

وينتهي كل شيئ
ليبدأ كُلُّ شيئ

سؤال

الزائر لكربلاء يجد ان بين المنحر والقبر مسافة  ليست كبيره ... وكما نسمع ان الامام زين العابدين ع لم يستطع ان يحمل جسد ابيه المقطع اربا اربا .... فكيف صارت هذه المسافة اذن ؟!

مقدار المسافة هي بقدر حياة الخليقة جمعاء

فالمسافة بين القبر والمنحر 
بمقدار رحلة الانسانية جمعاء

وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون...

.. فهو يومُ الحسين ع

.. يومٌ أختزل الدنيا بأسرها..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد المنشداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/30



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسين من منظور إنساني• {حوار بيني وبين احد الاخوة}
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net