تكلفة باهظة لخدمات بائسة !!
عبد الرضا الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الرضا الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس الآن ، وإنما منذ أن دخلت خدمة الاتصالات والإنترنت للبلد ، والمواطن العراقي يعاني من سوء هذه الخدمات مع تكاليفها المرتفعة ، مقارنة مع دول مجاورة أو بعيدة ، في ذات الوقت الذي ظلت هذه المنظومة بعيدة عن المتابعة والرقابة والمحاسبة الحكومية والإصلاحات المنشودة لها، وهذا ما يفسر سبب تدهورها في الآونة الأخيرة بشكل لافت يدعو للتوقف والاهتمام بالموضوع ، لاسيما وأن هذه الخدمات أصبحت عصبا أساسيا مهما تقوم عليه حياتنا اليومية والعملية من أجل التواصل الحضاري والإنساني والإعلامي كذلك.
غياب التقييم والرقابة أو عدم محاسبة المقصرين في هذا المجال ، يقابله صمت إعلامي غريب لم يعطِ للقضية حقها ، ولصوت الشاكين من هذا الفساد الواضح أي صدى لدى المعنيين بالأمر ، وكأن القضية ليست ذا شأن ، أو كأنها تخص بلداً آخر وشعبا آخر ، بينما تمتص الشركات والجهات (الخادمة ) مليارات الدنانير من جيوبنا المنهوبة ، من دون خدمة مقنعة ومرضية ـ ترضي الله والناس ، والسؤال المهم : لماذا يحصل هذا دائما ، ولماذا يظلم الناس مرتين ، مرة بسبب التكلفة الباهظة غير المنطقية ، وأخرى بسبب تدهورها وتعثرها ، من دون مسار واضح للتعديل والإصلاح وإعادة تقييم الأمور كما ينبغي .
تحسين منظومة الاتصالات وخدمة الإنترنت ، مهمة شعبية وحكومية في آن معا ، وعلى الصوت الإعلامي أن يكون قويا ومسموعا هذه المرة كي يكون ضاغطا على الجهات المعنية التي تراوغ وتماطل كثيرا في هذا الشأن ، ولم تعد مقنعة في أساليبها وطرق معالجاتها أبدا ، بل نلاحظ أن ردة فعلها بائسة ومخجلة لا توازي حجم وأهمية المشكلة ، بينما المتسببون لها مازالوا بعيدين عن الحساب ، في بلد يصرّح المسؤولون فيه ، كل ساعة ، عن أهمية ووجوب محاربة الفساد والفاسدين والضرب بيد من حديد ، ولكنه كلام الليل الذي يمحوه النهار ، والوضع على ما هو عليه ، هكذا الحال ، نسمع جعجعة ولا نرى طحينا !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat