صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

ورطة رجل أعلامي /16 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أمعنت كثيرا في شرح صديقي الحاج، وهو يبين لي معنى (الكبير) فقال: الكبير من يفضله الناس في العلم أو الشرف، ويجوز أن يكون الكبير في السن، فيقال لسيد القوم كبيرهم بالتفضيل، لكن لا يقال للكبير عمراً سيدهم. 
قلت: مهلا ياحاج فالمسألة صعبة عندي، وليست بهذه السهولة التي تتحدث بها!! 
فضحك الحاج وقال: أين تكمن الصعوبة أنت عرفت لنا الكبير وأجده دائماً يقترن بالاقران بالناس ويقارن بهم مثلاً الكبير الذي يكبر على الناس بفضله، أو يكبر على الناس لسنه، أو يكبر على الناس لعلمه... 
قلت: فكيف تفسر لي أن تكون مفردة الكبير أسم من أسماء الله الحسنى؟ صاح الحاج: أحسنت ياولدي تفكير متأمل سليم وجاد... والله هي فرصة رائعة أن تعرفت باعلامي رائع... (انتفخت أوداجي زهواً رغم أن تفكيري مازال معلقاً في هذه المسألة) فقال: يابني هذه الصفة بهذا المعنى لا يجوز أن تقاس على الله تعالى، لكنها من الممكن أن ترد بمعنى أنه كبير في نفس العارفين، ولا يوجد لسبحانه في الخلق نظير، ثم قال إنها ملاحظة دقيقة، ولا أعتقد أن هذه الملاحظة وليدة اللحظة.
 فقلت: والله هناك أشياء كثيرة في رأسي أتذكرها أثناء الحديث، فلو تابعت الان أسماء الله الحسنى بدقة، ستجد أسماء تمتاز بالقوة مثلاً الصمد، المهيمن المقتدر، القادر، المانع، الجبار، القوي، المتكبر... ويبدو أن الحاج تفاعل مع الموضوع إلى حد أنه فقد صبره فصاح: ما الذي تريد أن تصل إليه؟ فقلت: ياحاج هل وجدت بين تلك الاسماء أسم (الشديد)؟ 
فصاح فرحاً: أين ذهبت يابني أنت بدأت تشعرني بالغبطة والسعادة، وأني اكتشفت فيك الحرص على المتابعة داخل كل مفردة، والتأمل من أجمل صفات القراءة، وقبل أن أسألك ماذا تعني مفردة الشديد، أريد ان أرى ماذا تعني مفردة (مصعب) لديك؟ 
قلت: يعني رجل صعب، والصعوبة من الأفعال؛ فالمصعب هو الرجل الشديد الغالب. 
فأبتسم لي وقال: الصعوبة أبلغ من الشدة، قد يكون هناك من هو شديد لكنه غير صعب ولا صعب بلا شدة؛ فالشدة يابني في الاصل مبالغة في وصف صلابة الشيء ليس من قبيل القدرة فعندما تقول: الله قوي فهو قوي من قبيل القدرة. 
قلت: ياعم... قال سبحانه وتعالى: (وأشد منهم قوة) فأجاب الحاج: نعم ويعني أنه أقوى منهم، ولو نتأمل قوله سبحانه: (ذو القوة المتين) أي العظيم الشأن في القوة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/27



كتابة تعليق لموضوع : ورطة رجل أعلامي /16 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net