صفحة الكاتب : جعفر زنكنة

صراع البروباغندا
جعفر زنكنة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل الخوض في تفاصيل البروباغندا وتأثيراتها على المجتمعات المستهدفة، يجب تعريفها وبيان تشعباتها اولاً، فتعرف في المجالات الاعلامية على انها مجموعة من المعلومات والرسائل الموجهة بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وهي مضادة للموضوعية في تقديم المعلومات، بشكل أدق هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقي المستهدف. وكثيراً ما تعتمد على إعطاء معلومات ناقصة، والامتناع عن تقديم المعلومات الكاملة، فهي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا بهدف تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية. وتأتي على ثلاث اصعدة فسياسياً تعني الترويج واقتصادياً تعني الدعاية ودينيا تعني التبشير.

وساهمت وسائل الإعلام في تعميق هذه الظاهرة فكانت أداة قوية في يد الحكام الديكتاتوريين، الذين سّخروا الإعلام كوسيلة مثالية وفعالة لنشر بروباغندا رخيصة لهم، بعيدة عن المنطق والحقيقة والصدق، وللالتفاف على مطالب وحقوق الشعوب، ومنح الشرعية لحروبهم وأطماعهم التوسعية، ولهيمنتهم على المجتمعات. ولأن امريكا هي المصداق الواضح لمعنى الاستكبار فكانت البروباغندا من أهم سياساتها التحريضية ضد الألمان في الحرب العالمية الأولى، حيث قام رئيسها (ويلسون) بتأسيس لجنة دعائية ساهم في عضويتها مفكرون وأكاديميون. كما تأسست في بريطانيا وزارة للدعاية، أخذت على عاتقها المهمة نفسها في تلك الحرب. فوصفها الزعيم النازي أدولف هتلر، الـ (بروباغندا) بـ الفن، لكسب قلوب الجماهير؛ حتى لو بالخداع والتضليل!.

وأخر امثلة البروباغندا هو ما عملت عليه العصابات التكفيرية (داعش) من خلال اصداراتها الاعلامية التي كانت تصل الى 900 اصدار دعائي مرئي في الشهر الواحد، استطاعت من خلاله جذب الالاف من الشباب للقتال في سوريا والعراق.

وكشفت دراسة حديثة عن تراجع بروباغندا التنظيم في ضوء الضربات التي وجهتها القوات العراقية والسورية والحلفاء له على الأرضي العراقية السورية. هذا على مستوى التسويق الخارجي للدعاية ويبقى الخطر الاكبر وهو بروباغندا داعش على المستوى الداخلي عن طريق العقول التي اشبعها التنظيم بالفكر المتعصب، وخاصة عند الاطفال الذين نشاؤا نشأة تعصبية في ضل سيطرة التنظيم على مناطق سكناهم. مما يدعوا الى وضع خطط لنشر الوعي المجتمعي في التعايش السلمي وتبيان الافكار الظلامية الاجرامية الطارئة على مجتمعاتنا الاسلامية، التي جاء بها داعش بتمويل صهيوأمريكي بتنفيذ وهابي من دولٌ باتت معلومة للرأي العام!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر زنكنة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/24



كتابة تعليق لموضوع : صراع البروباغندا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net