صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

الزواج من الارامل واليتيمات واجب وطني
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما من شك ان وجود هذه الاعداد الهائلة من الارامل واليتيمات في العراق يعد كارثة عظمى ليس لها مثيل في العالم وقد تصلح لان تكون ضمن موسوعة غينس للارقام القياسية اذ لايتفوق علينا في هذه المحنة اي شعب في الوجود ..
فالنسيج الاجتماعي ومؤسسة الزواج مهددة بشكل مخيف ومحاربة منذ عهد صدام حسين الى يومنا هذا بشتى الطرق ومنها الحروب العبثية التي ادخلونا بها , ولاناقة لنا بها ولاجمل , وفي النتيجة عدنا الى نقطة الصفر فلم نحرر ارضا ولم نسترجع نهرا, بل كان الهدف منها قتل اكبر عدد ممكن من الشباب والرجال بحيث تبقى النساء بلا معيل ولا راعي للاسرة , كما كان الهدف منها تدمير العراق اقتصادا ووجودا.. كان الاعدام ينفذ لاتفه الاسباب كسرقة اطار سيارة او تخلف من العسكرية ولو ليومين بسبب عدم وجود ناقلات الى جبهات القتال او للمرض او التراجع بامر القائد ولو لامتار, وهذا كله مؤشر واضح على ان شبان العراق كانوا وما زالوا مستهدفين بالابادة منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا اذ تكفلت المفخخات والذبح الطائفي بابادتهم لصالح مخططات اقليمية ودولية تهدف الى تقليل اعداد العراقيين واستبدالهم بقوم اخرين ..
وفي ذلك الوقت بقيت الكثير من الفتيات بدون زواج الى سن العنوسة لان اقرانهن من الذكور قضوا في تلك الحروب او الاعدامات او التشريد او التغييب .. زاد عليه ارتفاع تكاليف الزواج وعدم وجود سكن ملائم وغلاء المعيشة وعدم ابداء اية مساعدة من اية جهة لتسهيل امر الزواج حتى من المرجعيات الدينية التي تتحكم في اموال الاضرحة المقدسة والخمس والزكاة المليارية وهي الاولى ان تصرف بهذا الوجه وليس بغيره ..
كل تلك العوامل وغيرها مثل نشر الفساد بكل صنوفه اعلاميا واجتماعيا ادى الى هذه الكارثة الاجتماعية المرعبة..فالمراة التي تفقد زوجها او الفتاة التي تفقد ابيها او تتعرض لاضطهاد اسري اوضغوط مالية وحرمان وخوف وعوز مادي, ولاتجد المؤسسات الحكومية التي ترعاها وتنتشلها وتوفر لها المأوى والتدريب على مهنة كريمة ,قد تنحرف.. كل ذلك ساعد ويساعد على تفكك الاسرة وانهيار المجتمع وزرع مفخخات بشرية مستقبلية من هؤلاء الفتيات والاولاد المشردين والمنحرفين .. اذ شتان بين ان تزرع هؤلاء سنابل خير وعطاء منتجة مستقبلا وبين جعلهم قنابل موقوتة من انحراف وشذوذ واجرام يدمر المجتمع في قادم الايام ..
لذا فان الحل الامثل هو تشجيع الرجال والشباب على الزواج من هذه الارامل والفتيات اليتيمات على ان تساعد الدولة والمرجعيات واموال العتبات المقدسة بتوفير سكن وراتب معقول لها كي لاتكون عالة على الزوج ..والهدف هنا هو ليس لتلبيه حاجاتها الانسانية فقط وعدم دفعها للانحراف والبغاء تحت طائلة العوز والفقر والحاجة بل لان هذه الاسر المفككة بفقد العائل بحاجة الى راعي وموجه يساعد في رعاية الاسرة وتوجيهها وتربية الاولاد ..

ماحصل ويحصل في العراق هو حرب ابادة يراد بها تفكيك العراق ونسيجه الاجتماعي واذابة شعبه في شعوب اخرى وعلينا ان نتصدى لها بكافة الوسائل ومنها الزواج من الارامل واليتيمات.. كما ان كفالة طفل يتيم وتبنيه من قبل الاسر الميسورة التي حرمت من الانجاب هو عمل وطني ومساهمة في اصلاح المجتمع وتقويمه ..ورعاية شيخ مسن او امراة عجوز بتوفير مبلغ من المال من الموسرين حتى ولو كان ضئيلا يعد اعلى درجات الصدقة والتكافل الاجتماعي ..وينبغي ان يتم ذلك من خلال منظمات مدنية او دينية تقوم باحصاء اعداد هؤلاء النسوة او المعوزين والايتام ومساعدتهم في تلمس حياة جديدة كريمة بعيدا عن الانحراف والتشرد والعوز والفاقة من خلال مساعدتهم في الزواج او التبني او التوظيف وهذا ابسط شي نقدمه لهذه الشريحة المسحوقة والمهمشة.
واذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (( الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس من ملتي ))... كما ان الحسين بن علي عليه السلام خاطب قاتليه عندما ارادوا التوجه الى حرم النساء بالقول (( ان لم يكن لكم دين فكونوا عربا احرارا ))... وعندما سئل الامام السجاد عن سبب بكائه قال (( ان انتهاك الحُرَم من اعظم المصائب عندنا ))
وقيل ايضا ان السجاد عليه السلام عندما دخل موكب السبايا الشام وظلت الناس المتجمهرة على جانبي الطريق تحدق بالنساء المسبيات .. طلب من سهل بن سعد ان يعطي بعض الدراهم لحامل راس الحسين عليه السلام ليتقدم الركب فينشغل الناس بالنظر الى الرأس الشريف عن النظر الى النساء ..
فهل بعد كل هذا من منصف او من تشريع او من مساعدة لهذه الفئة الضعيفة من المجتمع والتي كانت ضحية قسرية  للاحداث المروعة في العراق وللحروب والفقر والاعدامات والتهجير والتفخيخ والتفجير والذبح الطائفي ولم يعوضها احد ..!!؟؟
د. ناهدة التميمي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الزواج من الارامل واليتيمات واجب وطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net