صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

عندما يستهدف العمامة اعداء الامامة
سامي جواد كاظم

هنالك تشريعات بشرية وضعية تنظم امور حياة الانسان دون التجاوز على حقوق الاخرين لا يعارضها الاسلام بل هنالك تشريعات جاهلية اقرها الاسلام منها حلف الفضول ودية المقتول ، وتحت هذا الباب هنالك عادات وتقاليد لاي مجتمع تلزم الاخرين الالتزام بها طالما انها لا تتعارض مع الشارع الاسلامي، بل ان الشارع المقدس يحرم من يعمل بخلافها .

العمامة ليست تشريع سماوي بل هو تقليد حوزوي لانها تمثل عمامة رسول الله واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام ، فمن يرتديها يعني انه يعمل ضمن العلوم الدينية ، وحتى كلمة رجل الدين لا وجود لها في الاحاديث النبوية بل الموجود هو المؤمن او المسلم او الانسان وهكذا ترى خطاب القران الكريم دائما ( ايها المؤمنون، ايها المسلمون ، ايها الناس) ، ولهذا ينظر المجتمع الاسلامي الى العمامة نظرة احترام وتقدير .

يرتدي العمامة من يعمل في الحوزة ( معلم او طالب) والقاضي وامام الجماعة والفقيه بمختلف درجاته العلمية ، وغير ذلك تعتبر دخيلة على راس من لبسها .

ولهذا السبب اخذت رمزيتها في المجتمع الاسلامي ، فاذا تصرف من يرتديها تصرفا لا يدل على الالتزام الديني فانه يصبح محل انتقاد ، واليوم اصبحت النظرة الى العمامة نظرة سياسية فتكون هدفا لكلا الطرفين المؤيدين والمتامرين .

العمامة لا تخضع لشروط قانونية وضوابط لارتدائها بحيث يعاقب المخالف لذلك ولهذا فان الكل يستطيع ان يرتديها وفق مزاجه، وهنالك من يطالب المرجعية بوضع ضوابط لمن يرتديها وهذا مطلب غير سليم لان العراق فيه اكثر من حوزة تابعة لاكثر من شخص ، وهنا استطاع المتصيدون في الماء العكر ان يجدوا ضالتهم بالنفوس الضعيفة التي تعتمر العمة وتتصرف تصرفات مشينة ، الذي يضعها على راسه اذا كانت تدل على نسبه ويتصرف تصرفات غير سليمة فانه محاسب على تصرفاته التي لا تتفق والعمة وليس محاسب على العمة ، وكذلك طالما ان العمة السوداء يرتديها من كان نسبه يعود لرسول الله فانه لا يحق لاحد غيره ان يرتديها ومن يقدم على ذلك فانه يحاسب من قبل الله عز وجل وليس من القانون .

نلاحظ الفضائيات الطائفية تتعمد اجراء لقاءات مع معممين تمردوا على المذهب الامامي حتى يكون استهداف الطائفة بابن الطائفة ، وتذكرون السيد عباس ابن الخوئي الذي استضافته القنوات الوهابية وكان مع الاسف غير موفق في اطروحاته وان ظهر في مقطع اخير يعلن توبته واعتذاره لمن تجاوز عليهم ، الا ان المستهدف هي عمامته والمذهب وليس شخصه ، وحدث هذا ايضا لقناة العربية عندما استضافت اياد جمال الدين وطلبت ان يكون اللقاء بالعمامة ، فليس بمستغرب او مستصعب ان يظهر معمم يعزف البيانو ، بل بالامكان القيام باسوء من هذا العمل مع انعدام الاخلاق.

اما ان لبس العمامة يمنح الجواز للتصرفات التي يقدم عليها هذا المعمم او ذاك فهذا بعيد عن المنطق لان التشريع الاسلامي لاي تصرف يصدر من أي انسان يخضع للنصوص الشرعية.

ما هو تعريفكم للباس الشهرة ؟

الجواب: اللباس الذي يظهر لابسه بشكل قبيح وفظيع وشنيع عند الناس فيستوجب ذلك هتكه وإذلاله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/14



كتابة تعليق لموضوع : عندما يستهدف العمامة اعداء الامامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net