صفحة الكاتب : الشيخ عبد الامير النجار

القصيدة اليتيمة العصماء
الشيخ عبد الامير النجار

قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله):
إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً.
بسم الله الرحمن الرحيم

* المقدمة
تعتبر "القصيدة اليتيمة العصماء" من أجمل ما قيل من الشعر في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبسبب رقة كلماتها، وجزالة ألفاظها، وإخلاص ناظمها، وحبه لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد استحقت أن تسطر بماء الذهب،وتنقش حول الحجرة النبوية الشريفة، بعدما بلغ صيتها أقاصي الكرة الأرضية.
وعندما أديت العمرة المفردة عام (1434هـ/2013م)، التقطت بعض الصور لهذه القصيدة من داخل المسجد النبوي الشريف، وبعد البحث والتتبع توصلت إلى نتائج لطيفة أذكرها لكم.
 
البيت الحادي عشر مكتوب أعلى شباك الحجرة النبوية الشريفة
أمام دكة الأغوات أي جهة محراب التهجد

* خط القصيدة
القصيدة مكتوبة بخط الثلث الجلي ـ أحد الخطوط العربية الست المعروفة ـ المتفرع من خط الثلث، ولكن بالحجم الكبير الذي يستخدم عادة لخط الأعمال واللوحات الكبيرة والطويلة على جدران المساجد، وأشرطة القباب، والمحاريب، والعمائر، حيث يغلب عليه المتانة في الحروف، والميل إلى الاستقامة أكثر مما في خط الثلث العادي.
إن اختيار هذا الخط دون غيره له دلالته؛ لأنه وُضِعَ ليُرى من بعيد، لذا وجب على الخطاط أن يتصرف في بعض الأطوال بدون تشويه للحروف، حتى تظهر للمشاهد بمظهرها الصحيح خاصة إذا كانت الكتابة مرتفعة، وهو ما نلمسه في هذه القصيدة الشريفة التي زينت أطراف الحجرة النبوية الشريفة العالية نسبياً.
وأما الخطاط الذي خط القصيدة، فهو عبد الله الزهدي[1] ، الذي تشرف بكتابة وزخرفة المسجد النبوي الشريف لعدة سنوات، حتى أنجز العمل على أحسن وجه وأكمله. إذ كتب مجموعة من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والأشعار التي قيلت في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله).
 
الخطاط عبد الله الزهدي
وقد منحه السلطان عبد المجيد الأول[2] آنذاك لقب (بك)؛ تقديراً لعمله ولجهوده الفنية، حتى أنه أطلق عليه اسم (ملك الخطوط)، كما خصَّص له راتباً شهرياً، قدره (7700) قرش عثماني.
ومن الجدير ذكره، أن طول الشريط الذي كتبه الخطاط عبد الله الزهدي بالثلث الجلي، قد زاد على (2000) متر، منها: (240) متراً على شكل ثلاثة أسطر فوق جدار القبلة، و(140) متراً على رقبة القبة الشريفة، والباقي موزع على باقي جنبات المسجد الشريف.
علماً بأن هذه الخطوط ما تزال باقية إلى الآن في المسجد النبوي الشريف، بالرغم من مرور أكثر من (170) عاماً على كتابتها.
 
وبعدما انتهى الخطاط عبد الله الزهدي من مهمته، كتب اسمه في دائرة جميلة على عمود لا يحمل شيئاً من أعلاه، عند باب المنارة الرئيسية.
لقد ترك الخطاط عبد الله الزهدي كل ما استعمله في كتابة خطوط المسجد النبوي الشريف، من أقلام وأحبار وأوراق وقوالب في مكتبة الحرم المدني الشريف؛ احتراماً وتقديراً لها، إلا أن جهلة الوهابية قاموا بإتلافها وإلقائها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
عدة الخطاط مجموعة أقلام وأحبار وأوراق

* قائل القصيدة
لقد اختلف المؤرخون في قائل هذه القصيدة، والكثير منهم ينسبها إلى السلطان عبد الحميد الأول[3]، لكني وجدت عدة آراء في القائل، منها:
1- ما جاء في كتاب "نفحة المندل في تراجم سادة الأهدل" ـ للشيخ أبي بكر بن القاسم بن أحمد بن محمد الحسيني اليمني المعروف بابن الأهدل (ت 1035هـ) ـ أنها لأحد أحفاد النبي (صلى الله عليه وآله) من السادة الأشراف الأهادلة الساكنين في المراوعة، من توابع محافظة الحديدة غرب اليمن.
2- ما جاء في كتاب "شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد" ـ للسيد محمد بن علوي المالكي الحسني (ت 1425هـ) ـ أنها للسلطان عبد الحميد الأول قالها عام 1191هـ.
3- ما جاء في "منتديات طيبة نت" أنها من إملاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على الشيخ أحمد صبري الفرغلي[4].
4- وبعض قال بأنها من شعر الشيخ عبد القادر الجيلاني[5] المدفون في بغداد.
5- وهناك من ينسبها إلى إبراهيم بن موسى الشاطبي[6].
وأيٌّ كان قائلها لله درُّه، وعلى الله أجره، وكفاه فخراً أن هيأ الله له من يحفظ له قصيدته هذه، ويُنقش ما قال بماء الذهب، وفي بيت صاحبها (صلى الله عليه وآله)، ولله في خلقه شؤون.

* أسماء القصيدة
تعرف القصيدة بأسماء عدة، منها: قصيدة الحجرة النبوية الشريفة، والقصيدة الحجرية، وقصيدة الحجرة الشريفة، والقصيدة اليتيمة العصماء، والقصيدة اليتيمة، والقصيدة العصماء.
وأشهرها "اليتيمة العصماء"، وأما الوجه في تسميتهما باليتيمة ـ مؤنث يتيم ـ أن قائلها اكتفى بها فخراً واعتزازاً. والعصماء؛ لأنه امتُنع أن يُؤتى بمثلها، بل عزَّ نظيرها.

* أبيات القصيدة
هذه القصيدة مكونة من (16) بيتاً فقط، ومن بحر البسيط، وقد أوردها المؤرخ التركي أيوب صبري باشا[7] في كتابه "مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب"[8].
علماً بأن هناك اختلاف في بعض كلماتها، والذي لا يخل بالمعنى العام للقصيدة، ولا يخرجها عن أصلها؛ وذلك بسبب كثرة رواتها.
وأنا أنقلها من "منتديات طيبة نت"، المرخصة من قبل وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، فقد جاء في هذا الموقع تحت عنوان "المكتوب على الحجرة النبوية (صلى الله عليه وآله وسلم)"، ما نصه:
قصيدة الحجرة النبوية
هذه القصيدة مسطرة بماء الذهب حول الحجرة النبوية الشريفة، ونظراً لصعوبة قراءتها، وطمس أبيات التوسل بها، فقد كانت هدية عظيمة منَّ بها صاحب المقام العالي (صلى الله عليه وآله وسلم) إملاءً على الشيخ أحمد صبري الفرغلي ـ أحد علماء الأزهر الشريف، وشيخ الطريقة الفرغلية الأحمدية ـ فكان لزوماً علينا أن ننشرها؛ لتحل بركتها على جميع المؤمنين، وينتفع بأبيات التوسل فيها جموع المحبين:
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي
        مَالِـي سِوَاكَ وَلَا أَلْوِي عَلَى أَحَدِ

فَأَنْتَ نُورُ الْـهُدَى فِـي كُلِّ كَائِنَةٍ
        وَأَنْتَ سِرُّ النَّدَى يَا خَيْرَ مُعْتَمَدِ

وَأَنْتَ حَقًّا غِيَاثَ الْـخَلْقِ أَجْـمَعِهِمْ
        وَأَنْتَ هَادِي الْوَرَى للهِ ذِي السَّدَدِ

يَا مَنْ يَقُومُ مَقَامَ الْـحَمْدِ مُنْفَرِدًا
        لِلوَاحِدِ الْفَرْدِ لَـمْ يُولَدْ وَلَـمْ يَلِدِ

يَا مَنْ تَفَجَرَتِ الْأَنـْهَارُ نَابِعَةً
        مِنَ إِصْبَعَيْهِ فَرَوَّى الْـجَيْشَ بِالْـمَدَدِ

إِنِّـي إِذَا سَامَنِي ضَيْمٌ يُرَوِّعُنِي
        أَقُولُ: يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ يَا سَنَدِي

كُنْ لِـي شَفِيعًا مِنَ الرَّحْـمَنِ مِنْ زَلَلِ
        وَامْنُنْ عَلَـيَّ بِمَـا لَا كَانَ فِي خَلَدِي

وَانْظُرْ بِعَينِ الرِّضَا لِـي دَائِمًـا أَبَدًا
        وَاسْتُرْ بِفَضْلِكَ تَقْصِيرِي إِلَـى الْأَمَدِ

وَاعْطُفْ عَلَـيَّ بِعَفْوٍ مِنْكَ يَشْمَلُنِي
        فَإِنَّنِي عَنْكَ يَا مَوْلَايَ لَـمْ أَحَدِ

إِنِّـي تَوَسَلْتُ بِالْـمُخْتَارِ أَفْضَلِ مَنْ
        رَقَى السَّمَوَاتِ سِرَّ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ

رَبُّ الْـجَمَـالِ تَعَالَـى اللهُ خَالِقَهُ
        فَمِثْلُهُ فِـي جَـمِيعِ الْـخَلْقِ لَـمْ أَجِدِ

خَيْرُ الْـخَلَائِقِ أَعْلَى الْـمُرْسَلِينَ ذُرَىً
        ذُخْرَ الْأَنَامِ وَهَادِيهِمْ إِلَـى الرَّشَدِ

بِهِ الْتَجَأتُ لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُ لِـي
        هَذَا الَّذِي هُوَ فِـي ظَنِّي وَمُعْتَقَدِي

فَمَدْحُهُ لَـمْ يَزَلْ دَأبِـي مَدَى عُمُرِي
        وَحُبُّهُ عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ مُسْتَنَدِي

عَلَيْهِ أَزْكَى صَلَاةٍ لَـمْ تَزَلْ أَبَدًا
        مَعَ السَّلَامِ بِلَا حَصْرٍ وَلَا عَدَدِ

وَالْآلِ وَالصُّحْبِ أَهْلِ الْـمَجْدِ قَاطِبِةً
        وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَـى الْأَبَدِ

* تخميس القصيدة
لقد قام الشيخ حسن بن علي آل سعيد ـ من شعراء البحرين المعاصرين ـ بتخميس القصيدة، قال: تُنسب هذه اليتيمة العصماء للسلطان العثماني السابع والعشرون عبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان عام 1191هـ.
السلطان عبد الحميد الأول، بن أحمد الثالث، بن محمد الرابع، بن إبراهيم الأول، بن أحمد الأول، بن محمد الثالث، بن مراد الثالث، بن سليم الثاني، بن سليمان القانوني، بن سليم الأول، بن بايزيد الثاني، بن محمد الفاتح، بن مراد الثاني، بن محمد الأول جلبي، بن بايزيد الأول، بن مراد الأول، بن أورخان غازي، بن عثمان، بن أرطغل.
ونُقشت على المقصورة الـمُنيفة المحيطة بالحجرة النبوية الشريفة، مسطورة بماء الذهب، وقد زُرتُ الحرم النبوي المقدس مراراً كثيرة، فقمت بتصوير الأبيات المنقوشة حول الحجرة الشريفة، وقد كان بعضها مطموساً، ثم قمتُ بكتابة الأبيات وتخميسها[9]:
دَعِ الْوُقُوفَ عَلَى أَبْوَابِ ذِي صَدَدِ
        وَالْثُمْ ثَرَى الْقُبَّةَ الْـخَضْرَاءَ وَاجْتَهِدِ

وَنَادِ صَاحِبُهَا الْـهَادِي بِغَيرِ دَدِ
        يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي

مَالِـي سِوَاكَ وَلَا أَلْوِي عَلَى أَحَدِ

بِكَ التَجَأْتُ بِعَينٍ غَيْرِ خَائِنَةٍ
        وَلُذْتُ مُسْتَمْسِكًا عَنْ كُلِّ حَائِنَةٍ

بِالنُّورِ مُسْتَغْنِيًا عَنْ كُلِّ عَائِنَةٍ
        فَأَنْتَ نُورُ الْـهُدَى فِـي كُلِّ كَائِنَةٍ

وَأَنْتَ سِرُّ النَّدَى يَا خَيْرَ مُعْتَمَدِ

وَأَنْتَ مَوْلَايَ مَوْلَـى الرُّسْلِ أَكْتَعِهِمْ
        وَأَنْتَ لَوْلَاكَ مَا الدُّنْيَا بِمَرْتَعِهِمْ

وَلَا السَّمَا خُلِقَتْ تَأْتِـي بِمَنْفَعِهِمْ
        وَأَنْتَ حَقًّا غِيَاثَ الْـخَلْقِ أَجْـمَعِهِمْ

وَأَنْتَ هَادِي الْوَرَى للهِ ذِي السَّدَدِ

وَأَنْتَ وِتْرٌ وَلَا إِلَّاكَ مُتَّقِدًا
        مِنَ الْبَهَاءِ مَلِيحُ الْوَجْهِ بَلْ صَمَدًا

مِنَ الرِّجَالِ وَإِنِّـي جِئْتُ مُرْتَفِدًا
        يَا مَنْ يَقُومُ مَقَامَ الْـحَمْدِ مُنْفَرِدًا

لِلوَاحِدِ الْفَرْدِ لَـمْ يُولَدْ وَلَـمْ يَلِدِ

فِقْتَ النَّبِيِّينَ وَالْأَمْلَاكِ قَاطِبَةً
        كَرَامَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ كَامِنَةً

إِنِّـي لَـجَئْتُ لِكَفٍّ مِنْكَ رَاشِحَةً
        يَا مَنْ تَفَجَرَتِ الْأَنـْهَارُ نَابِعَةً

مِنَ إِصْبَعَيْهِ فَرَوَّى الْـجَيْشَ بِالْـمَدَدِ

يَا مَنْ إِذَا حَـمِيْتَ حَرْبٌ بِلَا سَكَنِ
        وَجَدَّ ضَارِبُـهَا وَالنَّصْرُ كَانَ يَنِي

لَاذَتْ بِكَ الْأُسْدُ كَالْـمَأْوَاةِ لِلحُصُنِ
        إِنِّـي إِذَا سَامَنِي ضَيْمٌ يُرَوِّعُنِي

أَقُولُ: يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ يَا سَنَدِي

يَا مَنْ يُـجِيْرُ الَّذِي يَـهْجُوهُ فِـي خَطَلِ
        بَعْدَ الْـمَدِيحِ كِكَعْبِ الْبُردَةِ الْوَجِلِ

إِنِّي مَدَحْتُ وَمَا أَسْبَقْتُ مِنْ خَلَلِ
        كُنْ لِـي شَفِيعًا إِلَـى الرَّحْمَنِ مِنْ زَلَلي

وَامْنُنْ عَلَـيَّ بِمَـا لَا كَانَ فِـي خَلَدِي

وَأَعْطِنِي بُرْدَةً يَوْمَ الْقِيَامِ غَدًا
        وَكُنْ إِمَامِي إِذَا مَا جِئْتَ مُـحْتَشِدًا

وَلَا تَدَعْنِي بِيَوْمِ الْـحَشْرِ مُنْفَرِدًا
        وَانْظُرْ بِعَينِ الرِّضَا لِـي دَائِمًـا أَبَدًا

وَاسْتُرْ بِفَضْلِكَ تَقْصِيرِي إِلَـى الْأَمَدِ

فَمَـا أَنَا غَيْرَ عَبْدٍ فِـي هَوَاكَ مُنِي
        مَوْلَايَ قَيْدُ الْـهَوَى يَأْبَاكَ تَعْتِقَنِي

فَارْحَمْ تَرَفَّقْ أَجِرْ أَسْبِغْ أَنِلْ أَقِنِي
        وَاعْطُفْ عَلَـيَّ بِعَفْوٍ مِنْكَ يَشْمَلُنِي

فَإِنَّنِي عَنْكَ يَا مَوْلَايَ لَـمْ أَحَدِ

أَصِيْحُ بِالْعَاذِلِ أَعْدِلْ مَا كَفَرْتُ وَلَنْ
        فَإِنَنِي الْفِعْلُ مَرْفُوعٌ وَإِنَّكَ أَنْ

وَاللهُ قَالَ: ابْتَغُوا، بِالَأَمْرِ فَأْتَـمَرَنْ
        إِنِّـي تَوَسَلْتُ بِالْـمُخْتَارِ أَفْضَلِ مَنْ

رَقَى السَّمَوَاتِ سِرَّ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ

تَظُنُّهُ النَّاسُ مِنْهُمْ لَا تُفَارِقُهُ
        كَالْفَحْمِ يُـحْسَبُ أَلْـمَـاسًا يُوَافِقُهُ

للهِ مِنْ رَشَأٍ يَـهْوَاهُ رَامِقُهُ
        رَبُّ الْـجَمَـالِ تَعَالَى اللهُ خَالِقَهُ

فَمِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الْـخَلْقِ لَـمْ أَجِدِ

طَرِبْتُ شَوْقًا إِلَيْهِ لَا لِعَيْنِ كَرًى
        وَصِرْتُ أَحْـمِدُ فِيْهِ السُّهْدَ حَـمْدَ سُرًى

مَا آبَ قَاصِدَهُ يَوْمًا بِغَيْرِ قِرًى
        خَيْرُ الْـخَلَائِقِ أَعْلَى الْـمُرْسَلِينَ ذُرَىً

ذُخْرَ الْأَنَامِ وَهَادِيهِمْ إِلَـى الرَّشَدِ

مَوْلَـى الْبَرَايَا إِمَامُ الْـخَلْقِ وَالرُّسُلِ
        بِنَفْسِهِمْ هُوَ أَوْلَـى مِنْهُمُ فَعَلِي

مُـحَمَّدٌ عِلَّةُ الْإِيَجادِ فِـي الْأزَلِ
        بِهِ الْتَجَأتُ لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُ لِـي

هَذَا الَّذِي هُوَ فِي ظَنِّي وَمُعْتَقَدِي

قُلْ لِلعُوَيذِلِ هَلْ أُنْبِئْتَ عَنْ خَبَرِي
        أُشْرِبْتُ كَأْسَ وِمَاقِ الطُّهْرِ فِي صِغَرِي

وَأُلْـهِبَ الْقَلبُ مَدْحَ الْـمُصْطَفَى الْوَقُرِ
        فَمَدْحُهُ لَـمْ يَزَلْ دَأبِـي مَدَى عُمُرِي

وَحُبُّهُ عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ مُسْتَنَدِي

مَـحْضُ الضَّرِيْبَةِ طَه لَـْم يَزَلْ وَتَدًا
        صَعْبَ الْبَدِيْـهَةِ أَعْلَى غَالِبٍ حَتَدًا

مُـحَمَّدٌ خَيْرُهُمْ وَصْلًا وَمُلْتَحَدًا
        عَلَيْهِ أَزْكَى صَلَاةٍ لَـمْ تَزَلْ أَبَدًا

مَعَ السَّلَامِ بِلَا حَصْرٍ وَلَا عَدَدِ

أَزْكَى التَّحِيَّاتِ لِلتَّسْلِيْمِ صَاحِبَةً
        مِنْ ذِي الْـجَلَالِ وَذِي الْإِكْرَامِ رَاحِبَةً

مِنْ عَبْدِهِ حَسَنٍ لِلمُصْطَفَى هِبَةً
        وَالْآلِ وَالصُّحْبِ أَهْلِ الْـمَجْدِ قَاطِبِةً

وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى الْأَبَدِ


* الوهابية والقصيدة
ولكن مما يؤسف له أن جهلة الوهابية بعد سيطرتهم على بلاد نجد والحجاز، قاموا بطمس بعض أبيات هذه القصيدة بالدهان، باعتبار أنها من الشرك، خاصة تلك الأبيات التي تتعلق بالتوسل والشفاعة والاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله)، إذ لا يعتقدون بذلك، ويكفرون من يعتقد بها، وكما يظهر في الصورة:
 
فالمطموس في هذه الصورة هو البيتان السادس والسابع، وهما:
إِنِّي إِذَا سَامَنِي ضَيْمٌ يُرَوِّعُنِي
        أَقُولُ: يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ يَا سَنَدِي

كُنْ لِـي شَفِيعًا مِنَ الرَّحْـمَنِ مِنْ زَلَلِ
        وَامْنُنْ عَلَـيَّ بِمَـا لَا كَانَ فِي خَلَدِي

وكذلك تم طمس البيت العاشر، وهو:
إِنِّـي تَوَسَلْتُ بِالْـمُخْتَارِ أَفْضَلِ مَنْ
في هذه الصورة أيضاً قد        رَقَى السَّمَوَاتِ سِرَّ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ

وكما يظهر في هذه الصورة أيضاً:
 
وبالمجموع فإن جهلة الوهابية قاموا بطمس (9) أبيات من القصيدة، أي البيت (1 و2 و3 و6 و7 و8 و9 و10 و13)، وهي:
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي
        مَالِـي سِوَاكَ وَلَا أَلْوِي عَلَى أَحَدِ

فَأَنْتَ نُورُ الْـهُدَى فِي كُلِّ كَائِنَةٍ
        وَأَنْتَ سِرُّ النَّدَى يَا خَيْرَ مُعْتَمَدِ

وَأَنْتَ حَقًّا غِيَاثَ الْـخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ
        وَأَنْتَ هَادِي الْوَرَى للهِ ذِي السَّدَدِ

إِنِّي إِذَا سَامَنِي ضَيْمٌ يُرَوِّعُنِي
        أَقُولُ: يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ يَا سَنَدِي

كُنْ لِـي شَفِيعًا مِنَ الرَّحْـمَنِ مِنْ زَلَلِ
        وَامْنُنْ عَلَـيَّ بِمَـا لَا كَانَ فِي خَلَدِي

وَانْظُرْ بِعَينِ الرِّضَا لِـي دَائِمًـا أَبَدًا
        وَاسْتُرْ بِفَضْلِكَ تَقْصِيرِي إِلَـى الْأَمَدِ

وَاعْطُفْ عَلَـيَّ بِعَفْوٍ مِنْكَ يَشْمَلُنِي
        فَإِنَّنِي عَنْكَ يَا مَوْلَايَ لَـمْ أَحَدِ

إِنِّـي تَوَسَلْتُ بِالْـمُخْتَارِ أَفْضَلِ مَنْ
        رَقَى السَّمَوَاتِ سِرَّ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ

بِهِ الْتَجَأتُ لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُ لِـي
        هَذَا الَّذِي هُوَ فِي ظَنِّي وَمُعْتَقَدِي

ولكن خابت مساعيهم، وفاتهم أن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيأ له أسبابه، فالقصيدة محفوظة في صدور المؤمنين، وفي بطون الكتب، وفي الصور أيضاً.

* إنشاد القصيدة
إن كلمات القصيدة وما تختزنه من عبق وأريج النبوة، قد أثرت في الفنان صالح الشرقي[10] واستهوته، فقام بتلحين (8) أبيات منها كموشح ديني. حيث لـحَّن السبعة أبيات الأولى منها باسترسال، وختم ببيتها التاسع. ثم قامت المجموعة الصوتية للإذاعة المغربية بأداء الموشح، وكان يذاع كل يوم جمعة.
ولما زارت السيدة أم كلثوم[11] المغرب في سنة (1968م) ـ أيام عيد الأضحى المبارك ـ أعجبت بلحن الموشح، فأدته في حفل خاص بقصر الأمير عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني، ثم قامت بأدائه في حفل آخر بمدينة مراكش.
ويذكر أن كانت السيدة أم كلثوم من بين الحضور في مسرح محمد الخامس بالرباط، حين كانت فرقة الجوق الوطني المغربي تعزف لحن "يا رسول الله خذ بيدي"، فأعجبت باللحن كثيراً، فقامت بمفاجأة الجميع وصعدت إلى المسرح، وشاركت المجموعة في أداء الموشح، حتى أن الذين سجلوا الحفل فوجئوا، لذا جاء التسجيل ضعيفاً وخافتاً؛ لأنه لم يكن الجمهور، ولا الفرقة، ولا الإذاعة، مهيئين لاستقبال مثل هذه المفاجأة.
تقول السيدة أم كلثوم في لقاء أجري معها بالمغرب: إنها وهي جالسة في وقت الاستراحة على مائدة الغداء أو العشاء، كانت هناك فرقة إنشادية تؤدي هذا الموشح ـ تقول ـ إنها انفعلت وراحت تقول معهم: يا رسول الله أدركنا، وأجرنا، وأغثنا يا رسول الله.
وفي حديث لصالح الشرقي ـ ملحن القصيدة ـ خص به جريدة الشرق الأوسط السعودية، حول أداء السيدة أم كلثوم لهذا الموشح الديني، جاء فيه:
س: بالمناسبة، ما هي حكاية وصول هذه الأنشودة الدينية بتوقيعك إلى صوت أم كلثوم، التي لا تغني عادة، لغير الملحنين المصريين؟.
ج: الحكاية حدثت بالصدفة. في سنة (1968) حلَّت أم كلثوم ضيفة على المغرب، وأقام الأمير الراحل مولاي عبد الله وحرمه السيدة لمياء الصلح، حفل عشاء على شرفها في قصرهما، دعانا إليه نحن أعضاء "الجوق الوطني"؛ لتنشيطه موسيقياً من خلال تقديم بعض الفقرات والموشحات.
قبل بداية الحفل، سألنا الأمير الراحل عن محتويات البرنامج الفني، أخبره أحد الأعضاء ـ وهو الفنان إبراهيم القادري ـ بالعمل الموسيقي الغنائي الجديد، موشح "يا رسول الله خذ بيدي" الذي كنت قد انتهيت من تلحينه؛ تلبية لطلب جلالة الملك الحسن الثاني.
استحسن الأمير الراحل الفكرة، وشرعنا في تقديم الأنشودة، فاسترعى انتباهي أن أم كلثوم تنصت إلى الأغنية باهتمام شديد، ونادت على أحد أعضاء المجموعة الصوتية؛ ليسمعها كلمات القصيدة.
وفجأة وقفت من مكانها كالهرم، وتقدمت نحو الفرقة الموسيقية في لحظة مؤثرة بالنسبة لي، ارتبكت شخصياً خلالها، فقدت توازني، وغابت الأوتار عن عيوني، وأنا أرى وأسمع أم كلثوم بتاريخها الفني، وصوتها الساحر، تنشد معنا في اندماج غنائي: "يا رسول الله خذ بيدي".
س: في رأيك ما الذي جعل مطربة في حجم أم كلثوم تتأثر بتلك الأنشودة، وتسجلها بصوتها، في سابقة فنية فريدة من نوعها؟.
ج: أعتقد جازماً ـ كما قال الدكتور المهدي المنجرة ـ أن الشحنة الروحية والنفحة الدينية اللتين تعبق بهما الأبيات الشعرية للقصيدة، هما اللتان أثرتا فيَّ كملحن، وأثرتا فيها كمطربة، تتذوق الكلمة القوية المعبرة عن جوارح النفس البشرية في علاقتها مع الخالق عزَّ وجل.
س: هل غنتها في مناسبة أخرى؟.
ج: نعم، غنتها مرة ثانية في سهرة بمراكش، وسجلها التلفزيون المغربي صورة وصوتاً، ولكن ضاع هذا التسجيل النادر، كما ضاعت أعمال فنية أخرى تاريخية لكثير من الفنانين قلما يجود بها الزمن، وكل ذلك بفعل الإهمال.
س: ولكن الإذاعة المغربية ما زالت تذيعها؟.
ج: التسجيل الصوتي الذي تبثه الإذاعة المغربية لأنشودة "يا رسول الله خذ بيدي" بصوت أم كلثوم، هو من أرشيفي الخاص، وأنا الذي قدمته لها[12].
انتهى الحديث.
ختاماً أقول: هذا كل ما توصلت إليه بخصوص هذه القصيدة العصماء، والحمد لله رب العالمين.

* الهوامش:
[1] عبد الله زهدي أفندي ابن عبد القادر أفندي النابلسي، نسبة إلى مدينة نابلس بفلسطين. يتصل نسبه بالصحابي الجليل تميم بن أوس الداري. هاجر مع والده سنة (1251هـ/1835م) إلى مدينة كُوتاهية التركية، وفي العام نفسه رحل إلى مدينة إستانبول. تتلمذ على يدي كبار الخطاطين في عصره، من أمثال راشد أفندي،ومصطفى عزت أفندي. ولما حذق هذا الفن عُيِّنَ مدرساً للرسم والخط في مدرسة جامعة نور عثمانية والمهندسخانة البرية الملكية. توجه إلى مصر سنة (1283هـ)، فاستقبله حاكم مصر الخديوي إسماعيل، وأطلق عليه لقب خطاط مصر، وأوكل إليه مهمة كتابة خطوط المساجد والمدارس ودوائر الدولة. درَّس فن الخط العربي في المدرسة الخديوية والمدارس في تلك الديار عامة، وقد تخرج على يديه الكثير من كبار الخطاطين في مصر، وبعد حياة حافلة بالعطاء، توفي خطاط المسجد النبوي الشريف سنة (1296هـ/1878م)، ودُفن بالقرب من ضريح الإمام الشافعي.
[2] عبد المجيد الأول ابن السلطان محمود الثاني (1823-1861م)، وهو السلطان العثماني الحادي والثلاثون، والثالث والعشرون من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. تولى السلطنة وله من العمر (17) عاماً، تمكنت الدولة في عهده من الانتصار في حرب القرم، واستعادة سوريا العثمانية من حكم محمد علي باشا، وأدخل إصلاحات عديدة في القوانين العثمانية، سيراً على نهج سلفه محمود الثاني. بنى قصر طولمه بهجة، واتخذه مقراً لحكمه، كما رمم المسجد النبوي في المدينة المنورة.
[3] هو عبد الحميد بن الخليفة أحمد بن محمد (1137هـ/1203هـ)، أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من 1187هـ حتى 1203هـ. وُلِدَ عام (1137هـ)، وبقى محجوزًا في قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث، وتولى الحكم بعد وفاته عام (1187هـ). وفي عهده هاجمت روسيا الجيوش العثمانية عند "فارنا" البلغارية وهزمتها، وتم الصلح بعد ذلك... ثم أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا، فتضامنت النمسا مع روسيا، وأعلنت الحرب على الدولة العثمانية، وانتصرت الدولة العثمانية. توفي (1203هـ)، وخلفه ابن أخيه وهو سليم الثالث ابن مصطفى الثالث.
[4] الشيخ أحمد صبري عبد الرحمن الفرغلي، أحد علماء الأزهر الشريف. من أبناء قرية دجوى التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية ـ مصر، ومن مواليد عام (1934م). حصل على الشهادة العالمية بالأزهر الشريف، والليسانس من كلية أصول الدين. عمل مدرساً بالأزهر، ومدير عام للامتحانات بالقليوبية، وموجه عام للعلوم الشرعية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، وشيخ عموم الطريقة الفرغلية الأحمدية الموجودة بصعيد مصر، حيث مقام جده محمد بن أحمد الفرغل الملقب بسلطان الصعيد بمركز أبو تيج محافظة أسيوط في عام (1965م) حتى وفاته عام (2006م).
[5] أبو محمد، محيي الدين عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني، المشهور بـ (الجيلاني، أو الكيلاني، أو الجيلي)، مؤسس الطريقة القادرية. وُلد في جيلان من توابع إيران عام (471هـ)، انتقل إلى بغداد شاباً في سنة (488هـ)، فاتصل بشيوخ العلم والتصوف، وتفقه وسمع الحديث وقرأ الأدب، وتصدر للتدريس والإفتاء في بغداد سنة (528هـ). غالى أصحابه وأتباعه في مناقبه، فنسبوا له كرامات عديدة لا يقبل بها الشرع المقدس، ويأباها العقل ويرفضها، بل يعدها من الخرافات. توفي في بغداد عام (561هـ) ودُفن بها. له كتب عديدة، منها: "الغنية لطالب طريق الحق"، و"الفتح الرباني"، و"فتوح الغيب"، و"الفيوضات الربانية". كما أُلفت حوله العديد من المؤلفات والرسائل.
[6] أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، من علماء الأندلس. كان على درجة عالية من الصلاح والعفة والتحري والزهد والورع، والحرص على إتباع السنن ومجانبة البدع. تتلمذ على يد الكثير من شيوخ الغرناطيين والوافدين، منهم: ابن الفخار البيري، وأبو القاسم السبتي، وأبو عبد الله التلمساني، وأبو عبد الله المقرئ، وغيرهم. كما تتلمذ على يديه الكثير من العلماء، منهم: العلامة أبو يحيى بن عاصم، والقاضي الفقيه أبو بكر بن عاصم، والفقيه أبو عبد الله البياني، وأبو جعفر القصار، وأبو عبد الله المجاري. له عدة مؤلفات من أهمها كتابان، هما: "الموافقات في أصول الفقه"، و"الاعتصام". أما كتبه الأخرى فهي: شرح "الخلاصة في النحو"، و"المجالس"، وشرح فيه كتاب البيوع من صحيح البخاري، و"الإفادات والإنشادات"، و"عنوان الاتفاق في علم الاشتقاق"، و"أصول النحو". توفي يوم الثلاثاء من شهر شعبان سنة (790هـ/1388م).
[7] الرحالة والمؤرخ والعسكري تركي. وُلِدَ في بلدة تساليا في تركيا في أوائل القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، والمتوفي عام (1890م). وضع الموسوعة العلمية والثقافية الضخمة المعروفة باسم "مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب".
[8] وهذا الكتاب باللغة التركية العثمانية، وهو عبارة عن موسوعة علمية ثقافية ضخمة، تحوي: معارف، وفنون، وتاريخ، وقصص، وجغرافيا، وشعر، وإحصاءات، تتعلق بمكة والمدينة المنورة. تقع الموسوعة في ثلاثة آلاف صفحة من القطع الكبير وفي خمسة مجلدات، وقد استغرق تأليفها وجمع مادتها سبعة عشر عاماً. قامت دار الآفاق العربية بالقاهرة بإصدارها مؤخراً باللغة العربية، حيث أشرف على ترجمتها الدكتور محمد حرب بكلية الآداب بجامعة البحرين.
[9] موقع شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، الموسوعة الشعرية، القرن الخامس عشر الهجري، شعراء البحرين، الشيخ حسن بن علي آل سعيد، تخميس قصيدة الحجرة النبوية الشريفة (القصيدة الحجرية).
[10] عازف قانون مشهور، مثَّل المغرب في العديد من التظاهرات الإقليمية والدولية. وُلد في مدينة سلا بالمغرب سنة (1923م)، حيث قضى بها فترة صباه، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة الدار البيضاء. تلقى أصول وقواعد الفن على يد أستاذه أحمد زنيبر. كان له وَلَهَ بآلة القانون، حيث عكف على تعلمها إلى أن أصبح متخصصاً فيها. انتمى في سنة (1951م) إلى الجوق العصري الأول، التابع للإذاعة والتلفزة المغربية، واستطاع في نفس السنة أن يبتكر أسلوباً متميزاً في الموسيقى يقوم على قواعد علمية متطورة. في سنة (1957م) توجه إلى باريس لدراسة الصولفيج. اختير في سنة (1963م) عضواً في الأوركسترا السمفونية بالمعهد الموسيقي في الرباط، كما أسس سنة (1964م) نادياً فنياً في سلا سماه "المستظرف" ليكون ملتقى وفضاءً لكل الفنانين. له عدة مؤلفات، منها: "القانون في الموسيقى المغربية"، و"المستظرف في قواعد الفن الموسيقي"، و"أضواء على الموسيقى المغربية"، و"الإيقاع والمقامات"، و"ثلاثي ـ رباعي ـ خماسي"، و"جل ترى المعاني". من آثاره المشهورة تلحين قصيدة "يا رسول الله خذ بيدي"، والتي أثارت إعجاب السيدة أم كلثوم، فقامت بأدائها خلال زيارتها للمملكة المغربية سنة (1968م). توفي يوم الاثنين 21/11/2011م في إحدى مصحات الرباط عن عمر ناهز (88) عاماً.
[11] فاطمة إبراهيم البلتاحي والمعروفة بالسيدة أم كلثوم. وُلدت عام (1898م) بطماي الزهيرة (السنبلاوين) ـ مصر، ترددت هي وشقيقتها على كُتّاب القرية، ومالت منذ حداثتها إلى الغناء، ثم اشتهرت بين المدن والأقاليم المجاورة، فبدأت الغناء في الحفلات التي يقيمها الموظفون. ثم جاءت إلى القاهرة سنة (1920م) وشرعت في الغناء، كما مثَّلت في عدة أفلام. حصلت على نوط الكمال وإحدى جوائز الدولة عام (1961م)، ولقبوها بـ "كوكب الشرق"، و"سيدة الغناء العربي". توفيت بالقاهرة عام (1975م)، وقد حضر تشييعها الملايين.
[12] منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل ـ أصحاب الريادة والأعلام ـ الأيكة الكلثومية ـ حفلات أم كلثوم ـ حفلات تنقصها المعلومات ـ دعاء أغثنا أدركنا يا رسول الله.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الامير النجار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/11



كتابة تعليق لموضوع : القصيدة اليتيمة العصماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : د. سعد الحداد ، في 2020/05/27 .


جناب الفاضل الشيخ عبد الامير النجار
من دواعي الغبطة والسرور أن تؤرخ لهذه القصيدة العصماء حقًّا ,وتتَّبع ماآلت اليها حتى جاء المقال النفيس بهذه الحلة القشيبة نافعا ماتعا , وقد شوقتني لرؤيتها عيانًا ان شاء الله في مكانها المبارك في المسجد النبوي الشريف والتي لم ألتفت لها سابقا .. سلمت وبوركت ووفقكم الله لكل خير .

• (2) - كتب : الشيخ عبد الأمير النجار ، في 2018/03/13 .

الأستاذ الفاضل علي جابر الفتلاوي
شكراً لمروركم وتفضلكم بقراءة الموضوع وإبداء رأيكم، وشكراً لحسن ظنكم وسأكون عند حسن الجميع بالبحث والكتابة وإغناء الساحة الثقافية والمعرفية فيما هو نافع ومفيد، إذ هناك الكثير من المواضيع التي لم تطرق بعد، متخذاً من مقولة: (كم ترك الأول للآخر) شعاراً لي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

• (3) - كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2018/03/12 .

السلام عليكم الشيخ الباحث عبد الامير النجار المحترم
نشكركم على جهودكم إذ اتحفتمونا بهذه القصيدة الرائعة، نشكركم على جهودكم وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net