صفحة الكاتب : عباس العزاوي

مزاجات سياسية خطيرة
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في البداية دعونا نعترف وليس في الاعتراف ضعف او منقصة , ان خصومنا اواعداء عراقنا الجديد سوى كانوا خارج العملية "الكارثية " السياسية او داخلها ,حاذقون ووقحون.. وقد تجسد ذلك في الكثير من المواقف الغريبة والشاذة والتصريحات الفائرة والشعارات الخاوية,  سوى كان على مستوى الرؤوس الكبيرة او الافواه الكبيرة..
حاذقون ... لانهم يستعملون صلاحياتهم ومناصبهم لتمرير سياساتهم التآمرية العاطلة ضمن القانون الكيفي " المزاجي " او اللتفاف عليه بحيل شرعية وصور مقبولة نوعا ما او حتى غير مقبولة احيانا في خضم الصراعات المحتدمة منذ تشكيل الحكومة .. ووقحون لانهم لايهابون احد ولايخافون من عواقب افعالهم ومواقفهم , بسبب الارباك العام في مجمل العملية السياسية وافلاتهم من العقاب يكون بالضرورة طبيعي جداً, فكل تهمة اوجريمة يرتكبها زبانية العراقية او اتباعها من وزراء او نواب ستكون مسيّسة وكل محاسبة اوانتقاد لتصريحاتهم تكون غير مبررة ومجرد تصفية حسابات وادعاءات كيدية اطلقتها الجهة الفلانية الغرض منها طعن رموز وطنية ومحض افتراءات ذات ابعاد طائفية وشوفينية وبذلك نبقى ندور في حلقة مفرغة لايمكن الخروج منها الى جادة صالحة ومستقيمة يتخذها العراق نحو مستقبل افضل.
 فلو استعرضنا اهم اشكالات القائمة العراقية مع الحكومة  ـ وهي جزء منها ـ والمزاج العام لسياساتها سنجده لايخرج عن حالتين , الاولى , هي الممانعة والمخالفة في اغلب  صوره بصرف النظر عن جوهر الموضوع محل النزاع والحالة الثانية, هو السعي الحثيث لتحقيق مناصب في ادارة الدولة حتى لو جاءت على حساب عافية الدولة ومقوماتها الاساسية وما مجلس السياسات العبثية العليا ( السقيم) الا دليل صارخ ومثيرعلى اصرارهم في اعلال الحكومة مبكراً وشلها بالكامل, فالسلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية موجودة ومكتملة فماذا نطلق على هذا المجلس " المعجزة " ؟ هل  سيكون تشريعي ام استشاري ؟ وهل سيُلزم باقي السلطات بقراراته او توصياته؟ وهل سيتحكم بها بما فيها القضائية ؟.
موقف السيد طارق الهاشمي الوقح والغير مسبوق وقضية رفضه الواضح للمصادقة على الاحكام القضائية بحق المدانيين  في جرائم ارهابية ضد الشعب العراقي من الارهابيين القابعين في السجون منذ سنوات اوالقيادات البعثية والضباط في الجيش العراقي السابق , فهو يقوم بخرق القانون واحكام القضاء العراقي بتجميده قرارات المحكمة في مكتبه, آملاً في اصدار عفو عام يشمل الارهابيين والقتلة , كما كان يحدث ايام النظام السابق لنقول لهم " حبابين بعد لاتسووهه ذولي اخوانكم لا اتذبحوهم بعد " والغريب ان موقفه جاء منسجماً مع رومانسية الرئيس جلال واستهتاره الواضح بارواح العراقيين رغم تسنم الاخير منصب رئيس جمهورية العراق !!! فايّ مصيبة حلت علينا بعد ان كنّا نأمل بحياة افضل وعراق اكثر سلاماً وأمان بعد سقوط النظام البعثي. والمثير ان هذا النائب المعاند بعد كل حملة اعتقالات للارهابيين او البعثيين يصرخ في اليوم الثاني في الاعلام بان المقبوض عليهم ابرياء!!! فكيف له معرفة ذلك؟
معسكر اشرف الايراني اصبح بفضل القائمة العراقية وناطقيها اشرف واغلى من دماء العراقيين واولى بالرعاية والاهتمام من كل القضايا السياسية والخدمية المعطلة , فهل الانسانية هي من تدفع حمامات السلام في هذا التجمع التخريبي لتبني مصير هؤلاء الايرانيين!! الذين وجدوا اصلا على الارض العراقية  لمحاربة ايران ايام حرب الثمانينات وبرعاية بعثية صداميّة, ام ان القضية مجرد ورقة  ضغط مضافة الى باقي ملفات الضغط باتجاه احراج الحكومة وتعرية سياستها "الاانسانية " ضد الاجئيين الابرياء من اخواننا في الانسانية!!
الوزارات الامنية باتت بعد مماطلاتهم  وتقديم اسماء لاتصلح لهذه المناصب الحيوية والخطيرة ,اكبر معضلة في موضوع استكمال تشكيل الحكومة ولاحل لها فهم يرفضون مايقبل به  السيد المالكي من اسماء ويقدمون مايرفضه بسبب شمولهم بقانون المسائلة والعدالة, لذا تجد اغلب من يريد شتم الحكومة ـ المالكي وحزبه تحديداً ـ يشير الى مناصب الوزارات الامنية الشاغرة والتي تعتبر السبب الرئيسي في تردي الاوضاع الامنية ـ على حد قولهم ـ في بعض المحافظات الساخنة التي طالبت على ضوء ذلك اقامة اقليمها " المخلص " الذي سيقضي على الارهاب وينشر الامن والامان !!. وقد اكد هذا المضمون امير الدليم وقائدها علي حاتم السلمان في لقاء تلفزيوني في قناة بي بي سي بالمصري قبل ايام وزاد على ذلك كذبة فاضحة بعد ان وصف ان عمليات الاعتقال تتم بهدم البيوت على رؤوس اصحابها!! ولانعرف اين ذهبت الشرقية والبغدادية عن هذه الممارسات الوحشية التي يدعيّها!!!
موقف قائمتنا "المدللة " العراقية من ميناء مبارك الكبير غير واضح , والحقيقة انها لم تتخذ اي موقف يذكر بل لم يرد اي تصريح اعلامي مهم باستثناء تصريح رافع العيساوي بان الميناء لايضر بالمصالح الاقتصادية العراقية, ورغم زيارة ثلاثة من اهم الشخصيات في القائمة العراقية للكويت !!لم يتطرق اي منهم الى الموضوع لا في الاعلام ولا حتى في غرفة  النوم الاميري ... لماذا هذا السكوت ؟ في قضية مهمة وحيوية كهذه... هل يجد ساسة العراقية ان اهمية معسكر اشرف ؟ الذي يتباكون على مصيره المجهول تفوق اهمية ملف هذا الميناء والاضرار الناجمة عن بناءه في هذا المكان بالتحديد!! اي في شرق الجزيرة وليس جنوبها !!
موقف وقح اخر للعراقية بشان حملة الاعتقالات الاخيرة التي شملت رجال البعث المتآمرين على الشعب العراقي وسعيهم لاسقاط الحكومة المنتخبة, فبدل تأييد الاجراءات القانونية بحق المشتبه بهم واحالتهم للتحقيق  وتجسيد العدالة راحوا يدينون هذه الاجراءات "المجحفة بحق الابرياء" ,واتفق معهم في موقف غريب آخر, قادة المجلس الاعلى ببراءة هؤلاءالمعتقلين حتى قبل التحقيق معهم !! ... بل وذهب السيد اياد علاوي الى المطالبة وكعادته السيئة الامم المتحدة التدخل للحفاظ على حقوق الانسان " البعثي" في العراق لمايتعرض له من اضطهاد!

 

اما معارضتهم الموقف الرسمي العراقي من احداث سوريا الاخيرة ورفض العراق قرار الجامعة العربية حول تعليق عضوية سوريا فيها, كان مثال اخر على المناكفة السياسية من قبل القائمة العراقية , ففي الوقت الذي عارضت القائمة  سابقاً موقف الحكومة حول اتهام الجانب السوري بدعم  وتسهيل دخول الكثير من العناصر التخريبية على خلفية التفجيرات التي سميت بالاربعاء  الدامي  وماتلتها من ايام سوداء, معتبرة ذلك هروب من مواجهة "الفشل" في حفظ الامن الداخلي باتهام الجارة سوريا وحكومتها الصديقة , نراها الان وقفت  بالضد من موقفها السابق  180 درجة وطنية على مقياس خنجر العيساوي, عندما دعمت  حكومة المالكي سوريا من خلال كسر العزلة التي فرضتها امريكا واوربا عليها,  فكيف تحولت سوريا من دولة صديقة  الى دولة عدوة ولايجب على العراق الوقوف بجانبها!!
والموقف الاكثر وقاحة وغرابة هو تأييد اغلب اعضاء القائمة اقامة اقليم صلاح الدين التكريتي " الغير طائفي " بصرف النظر عن الاسس التي يقوم عليها , مع انهم  اصمّوا آذاننا بالبكاء والعويل خلال الانتخابات الاخيرة ومابعدها على وحدة العراق ورفضهم لاقامة الاقاليم تحت اي مسمى لاسيما على الاسس الطائفية مع انه وبمعرفة الجميع ,من ان القرار جاء بشكل واضح رداً على حملة الاعتقالات الواسعة لرؤوس المؤامرة البعثية ـ العربية ضد حكومة العراق المنتخبة, اليست هذه ازدواجية ؟ وسياسات كيدية متصلبه في كل شاردة وواردة الغرض منها القاء اللوم على الحكومة واحباط جهودها وعملها الرامي الى دفع عجلة البناء والتقدم وترسيخ مبادئ الديمقراطية ووضع قطار العراق الجديد على سكة الصراط المستقيم.
هذا وهناك مواقف اخرى لايسع المجال لتناولها, مواقف لاتُحسد عليها القائمة  فهي مخزية ومعيبة بحق من يدّعون حمل المشروع الوطني العابر للطائفية مثل ارتباط اسم السيد علاوي بالارهابي فراس الجبوري وخطابه الهستيري  ضد المالكي وحزبه كردة فعل لهذه القضية, اضافة لتحريض الشارع على التظاهر لمحاولة اسقاط الحكومة, وكذلك اصرارهم على حقهم في تشكيل الحكومة وادعاءهم الانحناء لاجل مصلحة الشعب فيما بعد!!وحتى انحنائهم هذا لم يكتمل! فالتقاطعات والمؤامرات مستمرة على قدم وساق , ناهيك عن تعاملهم الصريح والمستمر مع الدول التي شاركت بشكل مباشر وغير مباشر باذكاء روح الطائفية والاعمال الارهابية داخل البلد , بالاضافة لتهجم زعيم القائمة في اكثر من محفل دولي ضد تجربة العراق الديمقراطية وحكومتها , فايُّ مشروع تحمل هذه الفئة الحاقدة ياترى؟
لااعتقد ان هناك عراقي مهتم بامورالعراق السياسية لم يسمع او يقرأ بنفسه هذه الاشكاليات والعقد المستعصية التي اوردتها, ولكن رب سائل يسال لماذا أذن اعدت تلاوتها على مسامعنا من جديد ؟ اقول ان هناك ثلاثة اسباب دفعتني لذلك :
السبب الاول : لان الذاكرة العراقية تمتاز بالضعف والتلف في بعض خلاياها لاسيما التي تتعلق بالتاريخ الحديث اوالقديم!! واجد من الواجب تذكير الاحبة العراقيين بمصائب ومثالب هذه القائمة وشطحاتها القاتلة, والالتفات جيداً للاسباب الرئيسية التي جعلت العراق يتأرجح في مكانه خلال السنوات المنصرمة دون خطوات كبيرة وواضحة في ايِّ من المجالات! باستثناء بعض النجاحات المعدودة.
السبب الثاني : ان الكثير من انصار العراقية واتباعها مصابون بمرض ( آوتيزم ) ويحتاجون تكرار الدرس عليهم لعشرات المرات ليستوعبوا القصد فالتكرار هو السبيل الوحيد لجلب انتباههم وجذبهم الى عالم الواقع الذي نعيش فيه, فهم مازالوا يرددون في الاعلام بان القائمة العراقية وطنية وقدمت الكثير الى العراق!!
السبب الثالث : وهو الاهم ,التحركات الاخيرة لافراد القائمة مثل زيارة النجيفي لتركيا لعدة مرات دون حضور السفير العراقي هناك!!!  ومن قبلها زيارته الى امريكا وبريطانيا  وتصريحاته الطائفية هناك, زيارة علاوي للكويت ومن قبله مجموعة رؤوس القائمة العراقية للكويت والسعودية (رأس الفتنة والطائفية ), ولقاءاتهم المتكررة في عمان (المؤامرة والخيانة) , تصريح الزوبعي عن بيع منصب وزارة الدفاع  سابقاً من قبل التوافق لاحد التجار بعشرة ملايين دولار ,وهذا امر في غاية الخطورة. ورود فكرة التدبيرلاغتيال السيد رئيس الوزراء ضمن عملية الانقلاب المفترضة من قبل عناصر البعث لغرض اشاعة الفوضى اولاً بعد الانسحاب الامريكي! كل هذا يشير الى مخططات ومؤامرات تقودها رموزالعراقية المرتبطين عضوياً بالبعث ومن ورائهم الدول المذكورة. وهذا يعني بان عراقنا سيخضع من جديد لمؤامرة عروبية  ـ خليجية , تُعيد بلادنا لعصر العقلية التسلطية والحكم الفردي التعسفي والحروب النيابية ,لان ملوك وامراء السفلس والشذوذ الجنسي لم يرق لهم هذا التغيير السياسي في العراق , وربما سنقود حرب جديدة ضد ايران نيابة عن ابناء الخليج المترفين لانشغالهم بالليالي الحمراء والمخدرات والمجون, لنحمي البوابة الشرقية مرة اخرى ونحد من الخطر الشيعي الذي يهدد معاقل الفجور الخليجية....فهل نحن مدركون ذلك؟ ام اننا  ننتظر ان يقع المحظور لنعقد جلسة حزن عاشورية نلطم فيها اسفاً على ماحدث!! او ربما نتفلسف فيما بيننا حول الاسباب الموضوعية والذاتية التي ادت الى سقوط تجربتنا الديمقراطية.
( لنبحث للغد عن حضور .....فاليوم واقف على قدميه منذ الفجر)

 عباس العزاوي  

25.11.2011

  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/25



كتابة تعليق لموضوع : مزاجات سياسية خطيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net