صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

عباس محمود العقاد في مكتبة سامراء العامة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت في سامراء مكتبة عامة تم تشيدها زمن المملكة العراقية , وكانت ذات طراز عمراني عباسي يشبه  بناء مدرسة سامراء الإبتدائية الأولى , وكانت زاخرة بالكتب , وفيها حديقة غناء وقاعة مطالعة , وقاعة أخرى للقاءات والإجتماعات والنشاطات الثقافية ومطالعة الطالبات.

 

وكانت المكتبة ملتقانا ومرتع تفاعلاتنا المعرفية , وقد بلغت ذروة نشاطها عندما كان مديرها المرحوم الأستاذ البدري الذي كان يتعهدنا بالرعاية ويوجهنا فيما نقرأ , وكان يدرس ميولنا من خلال ورقة الإستعارة لنستلم الكتاب.

 

 وفي هذه المكتبة تعرفت على عباس محمود العقاد , ومضيت معه في رحلة قراءة كتبه المتوفرة فيها , وبعدها قمت بجمع كتبه وإعادة قراءتها مرات ومرات , ذلك أنها كانت تعلّم الكتابة وتثري المعجمية اللغوية , وفيها مناهج موضوعية للدراسة والتحليل والمحاججة أو المناظرة والمجادلة , فكانت تمنح لغة وأسلوبا وتثري معرفيا , ولا تزال كتبه ترافقني وأقرؤها رغم أني قد قرأتها مرارا.

 

ومن كتبه , عالم السدود والقيود , اللغة الشاعرة , مجمع الأحياء , عقائد المفكرين , الإنسان في القرآن الكريم , الفلسفة القرآنية , وكتب العبقريات والتي ضمها كتاب ضخم بعنوان إسلاميات , التفكير فريضة إسلامية , معارك العقاد الأدبية , هذه الشجرة ,  الديمقراطية في الإسلام , حياة قلم وكتب شعر , وغيرها العديد من الكتب المتميزة.

 

وهي كتب أشبه بالبحوث والدراسات التي تتبع منهجا واضحا وتستند على الأدلة والبراهين والبينة الواضحة , وبأسلوب علمي يساهم في الإقناع والرد الوافي معرفيا.

 

وقد بذل جهدا نادرا في تأليفها , وهو من أعلام الثقافة العربية الذي برز وعاش في زمن التألق العربي المصري , الذي كان عصرا إزدحمت فيه المواهب الأدبية والفكرية والصحفية والفنية والثقافية والسياسية , حتى تحولت مصر إلى مسرح إبداع وعطاء أصيل ساد البلاد العربية وهيمن على التفكير العربي في كل مكان.

 

وهؤلاء العمالقة النوابغ شكلوا تفكيرنا وذوقنا ورؤيتنا وآليات إقترابنا من التحديات المعرفية , وزوّدونا بعدة منطقية وذخيرة لغوية وأسلوبية أسهمت في تكويننا الفكري والثقافي والعلمي , وأطلعونا على فضاءات من التفكير الذي يؤهل لبناء المستقبل الأرقى والأقوى.

 

والعقاد يتميز بينهم لأنه كان يخوض معارك أدبية وفكرية وصراعات حامية مع العقول المعاصرة له , أدت إلى إطلاق مكنونان ثقافية ذات قيمة معرفية , فالمعارك الفكرية لها دورها في إستنهاض العقول من غفوتها , ورفد الأجيال بطاقات التحدي  والوعي الضروري للذود عن ذات الأمة وهويتها وحاضرها ومستقبلها.

 

ومعاركه كانت مساجلات فكرية ثقافية  شملت معاصريه كالرافعي وأحمد شوقي وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم ,  ولم يسلم منها حتى جميل صدقي الزهاوي والدكتور مصطفى جواد.

 

تحية تقدير للكاتب عباس محمود العقاد في ذكرى رحيله (2861889-1331964) وقد أثر في العديد من فرسان القلم العربي , فهو الكاتب الشاعر الأديب الفيلسوف المفكر الذي يُعد من عمالقة الأدب العربي والثقافة العربية في القرن العشرين.

 

وبه وبأمثاله يستوجب الفخرُ!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/25



كتابة تعليق لموضوع : عباس محمود العقاد في مكتبة سامراء العامة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net