صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كربلائيات مدارس كربلاء القديمة
علي حسين الخباز

الزيارة المبكرة تمنحني فرصة اكبر للتحاور مع اصدقائي الشهداء، ومثلما اشعر بالسعادة حين ألتقيهم استطيع ان اشعر بفرحتهم بي وترحابهم لي، يقول جدي: هم يرون فيك كربلاء اليوم، قلت مبتسما: وأنا ياجد أرى فيهم أمس مدينتي، وماضيها الزاهي الجميل، واستمتع بذكرياتهم الساحرة، سألني احد الشهداء عن مدارس اليوم، وعن مناهج الدراسة ومستوى التعليم؟ مما ترك لي المجال واسعاً لاستدرج ذكرياتهم الدراسية، قال صديق جدي الشيخ الوقور: لاشك ان اقدم المدارس الكربلائية كان مقرها اروقة العتبتين المقدستين، ومن ثم أسست الجوامع والمدارس، واما المناهج المقررة فكانت تحوي علوم النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والفلسفة والحكمة واللغة واصول الفقه التي هي أصل الدراسة... قلت: إذن المعاهد الدينية لم تكن قديمة في كربلاء؟ فأجاب بل كانت من مساعي الصحنين المباركين كمدرسة (السردار حسن خان) التي تقع في الزاوية الشمالية من صحن الحسين عليه السلام، وتخرّج منها المصلح جمال الدين الافغاني، والشيخ شريف العلماء، وقد هُدّمت عام 1948م وهي مدرسة كبيرة تحوي 70غرفة... عقب شهيد آخر: وهناك مدرسة صدر الأعظم غرب الصحن الحسيني شيدها العلامة عبد الحسين الطهراني، وكان كما يروي تاريخ كربلاء من اساتذتها السيد الخوئي (قدس سره) والشاعر السيد عبد الوهاب، ومدرسة المجاهد في سوق التجار الكبير، ومدرسة الزينبية عند باب الزينبية، ومن مدرسيها الشيخ جعفر الهر، وتلميذه الشيخ محمد الخطيب... وعقب شهيد آخر: المدارس في كربلاء كثيرة، ومنها مدرسة الهندية في زقاق الزعفراني – ومدرسة البادكوبا (الترك) ومدرسة مرزا كريم الشهرستاني في العباسية الشرقية درس فيها الشيخ عبد الزهراء الكعبي، والشيخ محمد علي، ومدرسة البقعة في شارع الإمام علي، ومدرسة السليمية، ومدرسة المهدية، ومدرسة الهندية الصغرى، ومدرسة ابن فهد الحلي، ومدرسة شريف العلماء، والبروجردي في شارع المخيم، ومدرسة الامام الباقر عليه السلام في باب الخان، والمدرسة الحسنية قرب العتبة العباسية... واضاف شهيد آخر: عليك أن لاتختصر المسألة العلمية في هذه المدارس فقط. قلت: لماذا؟ قال: هناك حلقات دينية تدرس دراسات عليا في زوايا الروضتين الحسينية والعباسية، ومن مدرسيها الأفاضل اية الله السيد حسن اغا مير القزويني، والشيخ محمد رضا الاصفهاني، والشيخ يوسف الخراساني، والشيخ محمد علي سيبويه، والسيد محمد علي محي الدين، والسيد مرتضى الطباطبائي، والسيد عبد الرضا المرعشي، والسيد محمد الشيرازي وغيرهم. قلت: من فضلكم لدي سؤال؟ فانتبهوا لي جميعهم... هل هناك مدارس دينية رسمية؟ فأجاب جدي: نعم مدرسة الخطيب كانت في المخيم تدرس المقرر خمس سنوات، ويتلقى الطلاب في صفوفها العلوم العربية والدينية، ومدرسة الامام الصادق عليه السلام شارع الحسين محلة العباسية الغربية، وكان مديرها السيد مرتضى القزويني، ومن ثم السيد محمد الطباطبائي، لكن يابني اقرأ الحيرة في وجهك؟ قلت: الذي عندي ان تلك المدارس لا تدرس مناهجها بالعربية؟ فضحك الشهداء حينها وأجابني الشيخ الكبير: انت رحت بعيداً عن الموضوع، هذه المدارس جميعها تدرس العربية؛ لكن المدارس الحكومية وبعض المدارس الاهلية الرسمية مثل المدرسة الرشدية وكان موقعها خلف دائرة البريد والبرق كانت دروسها باللغة التركية، وتدرس اللغة الفرنسية والفارسية حتى ان قواعد اللغة العربية كانت تترجم الى اللغة التركية باعتبارها هي الرسمية الشائعة، ويحق لخريجيها الالتحاق بالمدرسة العسكرية التركية، وهناك مدرسة اخرى تسمى الابتدائية تدرس فيها اللغة التركية، وكانت هناك المدرسة الحسينية التي أسست عام 1908م كانت تدرس موادها باللغة الايرانية، والمدرسة الابتدائية النموذجية كانت الدراسة فيها صباحاً ومساءً، وهناك المدرسة الجعفرية والتي كانت تسمى مكتب الهنود - وكانت مجانية وتقبل التلميذ فيها من اي رعية كان، وتعلـّم اللغة الانكليزية، واكثر المعلمين والطلبة من رعايا الدولة البريطانية، فلذلك اغلقت عام 1917م بسبب اعلان الحرب العظمى على انكلترا... وعقب احد الشهداء: في سنة 1915م احترقت المدرسة الايرانية القديمة من قبل الزوار، وافتتحت مدرسة السادة الايتام بسبب احد الأثرياء الهنود، وكانت مدرسة اهلية تمنح طلابها مساعدات مالية، وبعد الاحتلال البريطاني سنة 1918م افتتحت بأربعة صفوف، ونقلت عام 1920م الى محلة باب النجف، وكانت مناهج دراستها صعبة وتدرس فيها الانكليزية، وافتتحت بعد 1922م بخمسة صفوف... قلت: هنا تستحضرني طريفة رواها السيد سلمان ال طعمة في (تراث كربلاء) حيث يقول كان عدد طلاب الصف السادس اربعة طلاب فقط وهم محمد علي السعيد، ومحمد حسين السعيد، وماجد سليم، وتقي المصعبي، ونجح منهما اثنان فقط، وقال الشيخ الشهيد صديق جدي: هناك مدرسة المهدية التي افتتحها طالب باشا النقيب وزير الداخلية، والمدرسة الفيصلية التي فتحها كبار كربلاء، وتحولت الى حكومية، والمدرسة الجعفرية التي هي مدرسة كربلاء الاولية، وهي نفسها مدرسة باب الطاق، وهي (السبط) حاليا، ولكن الذي لابد ان يذكر ان السيد (جلال بابان) احد رجالات الثورة العراقية، ومتصرف لواء كربلاء أسس أول مدرسة متوسطة عام 1930م التي أصبحت ثانوية واليوم هي اعدادية كربلاء... نظر إليّ الجد مبتسما وقال: ها... اشعر ان شيئاً ما في ذهنك، فاسأل ولا تتردد، اسأل ما تشاء. قلت: والله ياجماعة لم اسمع منكم ذكرا لمدرسة بنات في كربلاء؟ فقال الشيخ الجليل مخاطبا جدي: سؤال حفيدك ذكي، أفتتحت اول مدرسة ابتدائبة للبنات باسم (الابتدائية الاولى) سنة 1910م تدرس اللغة التركية والعربية، واغلقت لقلة الاقبال عليها، وأعيد فتحها عام 1929م وهي مدرسة خديجة الكبرى، ثم مدرسة العباسية الابتدائية 1942م واستمرت بعدها المدارس حتى شملت قرى كربلاء، واول متوسطة فتحت عام 1942م واصبحت ثانوية، وفي عام 1943م أسست اول مديرية للمعارف في لواء كربلاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/10



كتابة تعليق لموضوع : كربلائيات مدارس كربلاء القديمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net