صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

ايها البحارنة الاعزاء لاتنشروا صور شبابكم الشهداء
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الايخجل الموت من التربّص بالاطفال والشباب والنساء في مملكتكم؟

نعم أقولها ملء ألم القلب وشجاه ومليء قذى العين والجفن وآذاه مايحصل في البحرين منسي من الجميع حتى صارت اخبارها تشبه اخبار المال والاقتصاد المملة السماع مع إن فيها جذوة إنتفاضة على واقع محلي مرير  ساكت عنه كل الاعلام  العربي المريض والمتسمك بشظايا التفرقة المذهبية المقيتة ،وغامس طامس لحقائقه...إنكم تؤلمونا وتؤذننا  وتسحقون صمتنا وصّم أسماعنا  بنشر صور شبابكم الذين رحلوا بتراجيديات نسمع كل يوم  لها لونا جديدا  وسيناريو مستحدثا وتوصيفا غريبا حتى عن التداول ..نستذوق حزنه القاتم في شفاه  أحداقنا...وتجعلون مسيرة الدموع  تتموج  وتتعرج بمسارها من  أحداق عيوننا وتقّرح اجفاننا ومآقيها الى قلوبنا  تهزّ فيها نخوّة النزف اليومي معكم دون جدوى!!نحن العراقيون أقرب للالم والحزن من حبل الوريد لاننا نعرف عندما تتعانق الاهات والحسرات في مسيرة دم نازف مع غياب ترسمونه لنا بخبر يذوب... لإطلالة شاب في مقتبل العمر أو مغادرلسن الطفولة يفرح قلب امه بنشأته لحظة ولحظة...  لترسله مملكته بإطلاق نار معانقا شهقة أب وفطر قلب ام دائمة النظر للمستقبل المرسوم لوليدها يفقأه هوس سائق سيارة شرطة أو رصاصة غادرة ... يفارق امانيه ومستقبله وهواياته وتبقى لامه ذكريات ملابسه المعلّقة في الاحداق لافي دواليب الملابس... يقينا كانت تشمّ تلك الملابس وتفكر بنوع العطر الذي ستطيبها به/وإذا رحيق الشهادة يعطّربشذاه ذاك جسد المجد المظلوم الموسوم شابا
 حتى كتبه المدرسية تنادي فرقة يديه للابد دون جدوى ويبقى أصدقاؤه يتداولون الدموع بدل الحوار لسنوات ليتشظى عندهم حب الوطن الذي يمحق كرامتهم برصاصه وهوج أفعال  مدروس العنف. رحل علي الستراوي من مدينة سترة 16 عاما لاغير سنّ النهضة الشبابية الذي يُفرح الام ويسّر الأب ولكن الزمن هنا هرب من مواجهة مجد الرحيل الدرامي لعلي عندما أقدم احد من حكومة المملكة بسيارته على دهسه..  وهنا ارسم بريشة آلمكم لاغير ما قرأت :مشهد نقله الجيران لمنزل الراحل لقافلة المجد ،شاهدوا والدة علي تخرج صارخة من المنزل، وهي تهرول باتجاه مصرع ابنها، حين اقتربت منه أطلقت صرخات تنادي المستحيل، كان مشهداً سريالياً، فيما كان القتلة واقفين بهدوء مطمئنين أن الموت البارد، لن يواجهه إلا سلام الضحايا. لن يكون عليا في مقعده الدراسي في مدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية في العدلية بعد الان، سيخلو مكانه فوق طاولة الطعام في المنزل، سيخلو سريره من دفء جسده الغض، ستحنّ طرقات الجفير إلى إلفة قدميه فوق ترابها، لن يتسلم أصدقاؤه منه رسالة (بي بي) جديدة، لقد أرسل رسالته الأخيرة بدم قانٍ، تاركاً لنا الرد.   ولكننا معكم نقول  لكل صابر منكم يقظ الضمير الآنساني لاتنشروا صور شهداؤكم الشباب فقد سحقتم كرامتنا لاننا حتى بالكلمات لانناصركم نعم قلوبنا معكم ودموعنا رهن احداثكم ولكنها رسالة أب أنطلقت منه أعبق عطور الحزن  لشهداؤكم فأرجو من قلوبكم المتشوقة  للشجن القادم والمعانقة للصبر أن يسمحوا لها بالهبوط .. إحتراما لحقوق الاطفال والشبيبة.. لاتنشروا صور اولادكم  فالموت هنا لم يغيبّهم بل إختارهم المجد للعلياء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/21



كتابة تعليق لموضوع : ايها البحارنة الاعزاء لاتنشروا صور شبابكم الشهداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : الكاتب ، في 2011/11/22 .

السيد محمد حسن
شكرا على تحليلك الجميل وتعاطفك ولكن عندما ترى الصور البشعة للحادث كما رايتها تعي اننا العراقيين نعرف مشاهد الموت اكثر من غيرنا لذلك تمنيت ان لاينشروا صور هولاء الشهداء لانها مؤلمة جدا والاعلام كله بهدف واضح ينظر بزاوية مذهبية للاسف بعيدا عن واقعية ان هناك إنتفاضة في بلد خليجي تهدد عروش الطغاة

• (2) - كتب : محمد حسن ، في 2011/11/21 .

لسيد الكاتب المحترم في بداية انتفاضة شعب البحرين سمعت في اعلام السلطه كلمة السلامة الوطنيةفتأكدتبيه
بان انتفاضة هذا الشعب ستتعرض لابشع انواع القمع الدموي لان السلامه اللاوطنية حكمت العراقيين ثلاثة عقود
وانا من ضحاباها فقلت الله معك يا شعب البحرين لاني عرفت باستشارة من ستعمل السلطة ومن سيقود هذه المرحلة
الامنية انهم مرتزقة لايعرفون الا القتل وممارسة التعذيب اطمئن ياخي وحيى لاتتعجب انهم لايعرفون الخجل لامن الله ولا من البشر انهم لايعرفون الذات البشرية التي كرمها الله عز وجل وحتى الاعلام خاضع لما يسمى بالسلامة الوطنية قائم على قلب الحقائق والكذب والاسقاط انهم مرتزقة هربوا من العراق لانهم مطلوبون لشعب العراق
الجريح فجنسهم شبيه سيدهم المقبور صاحب المقابر الجماعية وانشاءالله النصر حليف شعب البحرين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net