صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

فظاعة طريقة اعدام دجاج ديالى
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بشر رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي الشعب العراقي في كلمة خلال حضوره الحفل المركزي الذي اقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بمناسبة الانتصار الكبير على تنظيم داعش الإرهابي ,  ان بالإمكان ان يكون العراق في مصاف الدول المتقدمة . السيد العبادي اعتبر " الوحدة والإرادة " شرطان لإحراز هذا التقدم المنشود. الشرطان مهمان , الا ان هناك شروط عديدة لا تقل أهمية و منها ثقافة المواطن والتي تشمل تعامله مع الانسان والحيوان . تقدم البلدان لا يقاس بحجم دخل المواطن السنوي , لان هناك بلدان يزيد دخل المواطن السنوي فيها دخل المواطن السويسري و البريطاني والياباني والامريكي , ولكن لا يمكن اعتبار هذه البلدان  من الدول المتقدمة. علامات التقدم هو احترام المواطن للقوانين , احترام المواطن للتعاليم المرورية , احترام الطلاب للهيئة التدريسية لمدرسته وجامعته , سرعة إنتاجية المواطن من السلع الخدمات , نظافة المدن , وحماية الحيوان . نعم هناك , في الدول المتحضرة , جمعيات كثيرة لحماية الحيوان وهناك جمعيات كثيرة اختصاصها رعاية الحيوانات الاليفة والبرية وتقوم بحملات شبه شهرية لجمع المال من اجل الصرف على رعايتها . و هناك قوانين وتعليمات عن كيفية تربية الحيوانات للاستهلاك البشري والتعامل معها , وخاصة من ناحية أماكن ذبحها وطرق ذبحها واستعمال الآلات الذبح. وهناك قوانين و تعليمات عن كيفية التعامل مع الحيوانات المريضة وكيفية التخلص منها .

الغريب , والعراق من الدول الإسلامية ,مع ذلك  يتم فيه التعامل مع الحيوان بطريقة لا تطابق الشريعة الإسلامية والتي نادت بالعطف على الحيوان . فقد جاء في الحديث الشريف " لا تمثلوا بالبهائم , لعن الله من مثل بالحيوان ", وجاء في حديث اخر " ان للإنسان اجرا ان احسن لدابة , كما لو احسن لأنسان , ومن عذب دابة كمن عذب انسان" , وانه "  نهى عن قتل البهائم صبرا",  وانه قال " من كان لطيفا بخلق الله كان الله لطيفا به" , وعنه " ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح وليحد احدكم شفرته و ليريح ذبيحته" , وامر  " بحد الشفار وان توارى البهائم أي لا تشاهد البهيمة اختها اثناء الذبح".  ان الصور التي نشرتها وكالة الفرات نيوز عن عملية اعدام 20 الف دجاجة مصابة بأنفلونزا الطيور في محافظة ديالي لا يمكن وصفها الا بالهمجية و المدانة . ولو جرت تلك الجريمة البشعة في الدول المتقدمة لكان مصير من قام بها هو  السجن ولمؤسستهم  غرامات مالية ضخمة قد تؤدي الى غلق ابوابها. لمن يريد النظر عن كيفية اعدام الدجاج من قبل مديرية بيطرة محافظة ديالى عليه الرجوع الى موقع " وكالة الفرات نيوز " ليوم 5 كانون الثاني 2018.  سيجد في الصورة الأولى رجال بالملابس البيضاء وبيدهم مجموعة من الدجاج الحي يريدون رميهم في حفرة  لامعدة لهم من اجل دفنهم وهم احياء. وفي الصورة الثانية دجاج حي مكدس في أكياس في طريقهم للموت الشنيع , البعض من هذه الطيور استطاع الهروب من الاكياس وهم في حالة رعب  وهستيريا و هلع . وفي الصورة الثالثة دجاج يتطاير من حرارة حفرة نار اعدت لحرقهم وهم احياء فيها.

لا اعتقد ان  هناك دين يسمح بهذا التعامل مع حيوان , وبالتأكيد سيقابل بالاستهجان من قبل كل من له ذرة عطف في قلبه. الحيوان لا يتكلم , ولكنه يتألم مثل ما يتألم البشر من حر النار وجرح السكين و تكديسه في قفص مثلما كان يعمل به النظام البائد مع معارضيه . المجاميع الإرهابية حللوا دماء الأبرياء وقتلوهم اشر قتلة  عن طريق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة , فلماذا نتشبه بهم في تعاملنا مع الحيوان ؟ والله حرام , والله ظلم ما بعده ظلم ان يتعامل مع هذه الحيوانات بهذا الشكل الذي لا صلة له بالتحضر والرحمة . الشريعة الإسلامية تعلمنا ان تكون سكينة الذبح  حادة حتى لا يتألم الحيوان طويلا من عملية الذبح و مديرية بيطرة محافظة ديالى تقتل الحيوان بالحرق حيا . اين الإنسانية اذن ؟ اين انتم من التعاليم الإسلامية ؟

اعتقد على مديريات البيطرة في العراق الإقلاع عن هذه العمليات المدانة والبحث عن طريقة اكثر تحضرا لإعدام طيور الدجاج , لان من يتعامل مع الحيوان مثل القسوة التي صورتها وكالة الفرات نيوز , سوف لن يتردد بالتعامل مع أخيه الانسان باقل منها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/06



كتابة تعليق لموضوع : فظاعة طريقة اعدام دجاج ديالى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net