امريكا تريد مجلس تعاون موحد؟
محمد تقي الذاكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد تقي الذاكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نشرت مواقع خبرية متعددة كلام خطيرعلى لسان وزيرالخارجية القطري الذي قال: أن الولايات المتحدة تريد أن ترى مجلس تعاون موحدا.
وهذا يعني ان المشكلة الأساسية بين قطر ودول الحصار هو التعاون مع أمريكا وليس مصلحة دول الخليج ولا العرب ولا المسلمين، وهذا ان دل على شيء انما يدل على مزايدات بين دول المنطقة للتقرب الى العم سام، وتسليم القرارات والثروات و.. وهم صاغرون ومطيعون وكل ذلك لتنفيذ صفقة القرن المزمع تنفيذه بأسرع وقت.
وهذا هو القرار الذي يؤدي الى حذف الفلسطينيين من اللعبة السياسية. روح بلط البحر(!)
وهذا يعني ان خلاف قطر مع السعودية في تعيين حامل الراية فقط ولاغير.
اذ ان السعودية تريد الكل في قبضتها وتحت مظلتها، وقطر لاتريد ذلك، انما تريد ان تكون مستقلة في تسليم كل شيء، وهذا يعني ان المبالغ التي تقرر اعطائوها لترامب في سفره التاريخي، ستكون أكثر مما ذكر في العلن بكثير لوجود المزايدة.
وامريكا هي الرابح الأول والأخير في الثمن الخيالي، والمثمن أيضا، ولامصلحة لدولة عربية أو خليجية على الاطلاق، ومن هنا تظهر تفاصيل صفقة القرن، فهو اتفاق تاريخي بين العرب من جهة و اسرائيل من جهة اخرى، يضمن حق اسرائيل ليس في الحياة فقط، أنما في التحكم في دول المنطقة، والاستيلاء على كل شيء.
ومن هنا يتبين ان الدولة الفلسطينية على علم كامل بالتفاصيل وأنها موافقة أيضا في الجملة، لكنها تريد ان تكون في وسط الملعب، والغرب أراد لها ان تكون على الهامش.
هذا ان احسنا الظن في قراءاتنا للعقل الامريكي والعقل العربي، وان أسأنا الظن نقول ان الشخصيات السياسية في الشرق الأوسط باتخاذهم قرارات خاطئة انفصلت عن الشعوب، ولذلك تتصور ان البقاء في السلطة يستلزم اطاعة الغرب، بينما التجربة والتاريخ اثبت ان الاعتماد على غير الشعب يؤدي الى ما وصل اليه صدام حسين وغيره من حكام المنطقة، عاجلا أم آجل.
فالتصور بأن أمريكا تريد الاتحاد الحقيقي لمجلس التعاون، تصورغير صحيح، فأمريكا تريد الثروات الحقيقية والمجازية كلها، لاجزءا منها، والاتحاد الحقيقي يمنع من الاستسلام والخنوع. متأمل
والعاقبة للمتقين
5/1/2018
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat