صفحة الكاتب : ياسر سمير اللامي

الإنتخابات العراقية وشبح النتائج
ياسر سمير اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد الانتخابات البرلمانية نقطة الارتكاز الأولى لبناء العملية السياسية الديمقراطية، المبنية على التداول السلمي للسلطة، كما تعتبر الطريق الوحيد الذي يمكن الحزب السياسي من الوصول لسدة الحكم وتطبيق ما يؤمن به من رؤى ومشاريع تخدم المواطن وتنهض بالبلد .

إن نيل ثقة الشعب يتطلب من الحزب تارة ومن المرشح تارة أخرى، تبيان المشروع وتوضيحه للجمهور وإقناعهم بالتصويت له باعتباره الأنجع لتحقيق المصالح للجمهور والوسيلة الهادفة للنهوض بالواقع على كافة مستوياته.

بعد عام 2003 دون تاريخ العراق أحداثا ديمقراطية رسمت أروع ملاحم الديمقراطية الفتية، والتي ابتدأت بالتصويت على الدستور وصولا للانتخابات النيابية الأخيرة عام 2014 ، وتلك التجارب غذت المواطن العراقي بوعي جعلت منه متفهما لمعنى الخروج للتصويت واختيار الأكفأ، كما أعطته فهما كافيا لفضح كافة الالعايب الانتخابية التي مورست في التجارب السابقة من توزيع سندات الأراضي، وتقديم الوعود بالتعيين، وغيرها من المرغبات الإنتخابية.

لكن ذلك الفهم جعل الجزء الأكبر من الأحزاب والتيارات السياسية الماسكة لزمام السلطة في دوامة لا يمكن الخروج منها، كونها أصبحت عاجزة عن تمرير مشاريعها المتهالكة وكلماتها الباليه هذا من جانب، ومن جانب أخر عدم استطاعتها إقناع الجمهور بانتخابها لفشلها في إدارة السلطة التي أوكلت إليها وانعدام المبررات اللازمة للدفاع عن نفسها.

وبوجود تلك المخاوف نكون أمام خارطة سياسية جديدة تختلف عن سابقاتها في المرحلة المنصرمة، كون التوقعات تشير إلى تغيرات و مفاجآت قد تطيح ببعض الرموز التقليدين وكذلك بعض الأحزاب، وهذه المفاجآت تشير وبخط متوازي إلى صعود نجم أشخاص وأحزاب سياسية أخرى لم تكن معروفه من قبل أو لم تسنح لها الفرصة لتطبيق مشروعها بشكل كامل، وهذا التخوف لا ينحصر بساحة سياسية واحدة بل يشمل جميع الساحات السياسية العراقية.

إن الساحة السياسية في العراق مقسمة على ثلاث مساحات هي (الشيعية، السنية، الكردية، وبعض القوى الصغيرة)، فالساحة الشيعية شهدت في الآونة الأخيرة انشقاقات كثيرة أفرزت أحزاب ومشاريع جديدة يؤمل أن تتصدر المقدمة في الانتخابات المقبلة والتفاؤل هذا يغيض الآخرين المتوقع زوالهم من المشهد السياسي العراقي.

اما الساحة السنية فهي الأكثر تعقيد من سابقتها، كون أن المتصدين في المرحلة المقبلة حملهم جمهورهم جميع المآسي التي عصفت بهم والتي جعلتهم مشردين بين الأوطان، وبالتالي أفول نجمهم يكاد يجزم به من قبل أصحاب المشاريع السنية الجديدة التي برزت إلى سطح المشهد السياسي موخرا.

وفيما يتعلق بالساحة الكردية فإنها تعاني من سوء تصرف رمى بها جانبا من خلال المضي بالاستفتاء في 25/9/2107 مع ما يجانبه من ازمة الرواتب والحصار المفروض عليهم من قبل الحكومة الاتحادية المطابق للقانون، وهذه الأزمات وغيرها أنتجت جمهورا كرديا ناقما على من أوصله لهذه المرحلة وسعيه لإعطاء صوته لمشاريع شبابية تتمتع بروح التعاون غير تلك الروح التي يملؤها التكبر والتعند.

لذا تعد لحظة إعلان نتائج الانتخابات المقبلة في 12/5/2018 لحظة حاسمة من تاريخ العراق الحديث معلنه أفول نجوم ساسة كثرت وعودهم وقل نتاجهم، وبروز شعاع مشاريع سياسية واعدة بنكهة شبابية نتأمل منها أن تغير الواقع إلى ماهو أفضل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر سمير اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/16



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات العراقية وشبح النتائج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net