صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

المرأة العراقية مابين آهات وأحزان
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طفلة صغيرة في بيتٍ عتيق، لا تعيش الطفولة إلا بشيء قليل، إلى أن يبدأ عودها بالصلابة، تقوم بمعونة والدتها، وتستبدل رداء الطفولة برداء النضج.
كل هذا وهي لا تتجاوز التاسعة من عمرها، حال إكتمل صفاتها الجسدية، حتى يقوم أهلها بتزويجها، فهي مجرد أنثى لا قيمة لها في هذا المجتمع الذكوري، فمكان كل إمرأه البيت، ولا حق لها في التعليم إلا قليلاً.
في ظل الحقبة التي عاشها العراق، تحت طائلة النظام البائد، عانت المرأة العراقية كثيراً، من ظلم وقسوةِ الحياة، إلى تعبٍ ومراعاة لأولادها، حتى يصبحوا رجالا يعتمد عليهم في المستقبل، عسى أن يعينونها في آخر أيام عمرها، إلا أن عدد الحروب التي خاضها العراق، وجلاوزة الدكتاتور الطاغية والتجنيد الإلزامي، أخذت حصتها في قلبِ كل أم وزوجة عراقية في ذاك الوقت، حتى أثقل كاهلها وإنحنى ظهرها حزناً وفاقةً، بفقد فلذة أكبادها، كما كانت الحصة الأكبر للمقابر الجماعية، والسجون السياسية في حزن كل أم ٍ عراقية، حتى أصبح في أغلب البيوت العراقية مأتم، وأنتشر الحزن في قلوب أمهاتنا.
أكثر من توسم خيراً، وأستبشر فرحاً في الخلاص من النظام البائد، والدخول في كنف الديمقراطية، هن النساء العراقيات، فآثار الحزن الذي خلفته حروب العراق على شبابنا، مازال لم يلتئم داخل قلوبهن، إلا أن ما حدث، جعل الجرح والحزن يزداد تفاقماً، فبعد 2003م، شهد العراق ساحة من الدماء الطائفية، التي كان ضحيتها، ثلة من خيرة شباب هذا الوطن البائس، إن الظلام الداكن لهذا المرض الخطير، الذي يدعى الطائفية، هتك أرواح العديد من الشباب، وجعل حرقة وألم وجرحٌ عميق، في قلب هذهِ الأم والزوجة والعجوز البائسة، فهناك العديد من المآتم، التي تركت أثر بالغ في قلوبهن، قد يكون أبرزها إنفجار الكرادة، الذي خلط دماء العراقيين، ووحدة دمعة الحزن على خدود الأمهات.
إن تعجرف وأنانية البعض، ومحاولة تمسكهم بالسلطة، تسبب بضياع ثلث العراق، وكان لابد على شبابنا، أن يصححوا أخطاء السياسين، ويستعيدوا أراضيهم، من الغول الذي ولد، نتيجة تزاوج غير شرعي، بين السياسين الفاسدين والأجندات الخارجية، وتم تسمية هذا الغول غير الشرعي بداعش، وقد ذبح قرباناً له 1700 شهيد، حتى أحترقت قلوب الأمهات حزناً، على أرواحٍ طاهرة ذبحت لأبن زنا، لا يعرف من والده من السياسين، وغيرها من المعارك، التي راح ضحيتها ثلة من الشباب الواعي، قد أشعلت فتيل الحزن مرة أخرى، داخل قلوب النساء العراقيات، وإلى الآن لم ينطفئ هذا الفتيل.
بعد إعلان النصر العظيم على داعش،هل سيكون للشباب دور في بناء البلد، وإعادة البهجة والفرحة لقلوب الأمهات؟ أم سندخل في دوامة أخرى، تعيد إشعال فتيل الحزن في قلوب النساء العراقيات؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/15



كتابة تعليق لموضوع : المرأة العراقية مابين آهات وأحزان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net