صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الزواحف ستفوز في الانتخابات القادمة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     تعرف الزواحف؛ على إنها حيوانات رباعية الأرجل، تزحف للتحرك والانتقال من مكان الى آخر، معظمها من الحيوانات التي تبيض ولا تلد، منها ما يأكل اللحم ومنها ما يأكل الأعشاب، أشهرها السحالي والثعابين والسلاحف والتماسيح.
     لكن العراقيين المعروفين بالنكتة والتشبيهات الطريفة، أدرجوا تسمية " الزواحف " على أولئك المتملقين، من اجل إقامة علاقة مع الجنس الآخر دون سابق معرفة، لاسيما الشباب المراهقين  ومحاولتهم التقرب من الفتيات، سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تطلق على من يحاول التقرب من مسؤول حكومي، من اجل قضاء مصلحة شخصية، أو تحقيق مآرب خاصة.
   وهكذا انتشر تعبير "الزواحف" كالنار في الهشيم، وصارت طرفة يتندر بها العراقيون، على المتطفلين والمتملقين، وأصبح الحديث عن الزواحف البشرية يطغى على ذكر الزواحف الحيوانية، ومن يتعرض لهذا الموقف فانه يقع في ورطة كبرى، فتعبير الزاحف سيكون ملاصقا له، وكنيته التي ينادى بها.
    على ما يبدو أن بعض السياسيين، لم يجد أمامه إلا أن يلعب دور الزاحف، من اجل الوصول الى غايته، بالحصول على أصوات الناخبين والعودة الى السلطة من جديد، فبين نقمة الجماهير على المشتركين في العملية السياسية، والدعوات الكبيرة الى عدم انتخابهم، وبين غياب البرامج الانتخابية والسياسية لمعظم الأحزاب والكتل، وإقتصار تفكيرها  بالفوز في الانتخابات والحصول على مغانم السلطة، تعددت أساليب التملق والزحف، من اجل كسب الأصوات.
   فبعد أربع سنين تذكر النائب والوزير منطقته الانتخابية، وصار يزورها ويتفقد أهلها، يداعب أطفالها ويقبل خد رجالها، يسأل عن شبابها الذين ارتحل بعضهم شهداء دفاعا الوطن، أو عاطلا عن العمل يبحث عن قوت يومه، بينما ذهبت تلك المرشحة الى فرش طرقات القرى بالرمل الأحمر " السبيس "، من اجل ضمان أصواتهم في الانتخابات القادمة، وشمر ذلك المرشح عن ساعديه، وصار يوعد الفقراء بإيصال التيار الكهربائي الى قريتهم إذا ما انتخبوه، وجمع "فايلات" العاطلين، من اجل تسجيلهم في شبكة الحماية الاجتماعية.
  بل إن البعض تجاوز في زحفه كل ما هو معهود، وعادت شعارات تمليك الأراضي مرة أخرى، وكأن العراقيين نسوا السندات الوهمية في الانتخابات الماضية، ووعود التعيين أكل الدهر عليها وشرب وما عاد أحد يصدقها، فالكل صار يعلم أن موازنة العراق ليس فيها درجات وظيفية، وان ما يقال عن التعيينات هو زحف من اجل كسب الأصوات، بل أن البعض بالغ كثيرا في خطاباته وتهريجه الإعلامي، حتى صار يرفع شعارات مخالفة للقوانين والدستور، ويعد بثروات وأموال وصفقات سياسية، من اجل أن تأتلف معه الكيانات السياسية الباقية، ويحصل على السلطة.
   زحف وتملق وشعارات رنانة، ستطغى على المشهد السياسي العراقي وصولا الى الانتخابات القادمة، ويغيب أصحاب المشاريع الحقيقية، وعلى ما يبدو أن هؤلاء الزواحف سيفوزون فيها أيضا، فقد كانت لهم تجارب سابقة ناجحة !.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/09



كتابة تعليق لموضوع : الزواحف ستفوز في الانتخابات القادمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net