صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

صندوق النقد الدولي والخبز
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تاريخ الصندوق ومبادئه ومن هم اعضائه تدخلنا في نفق مظلم لان المعلن بخلاف المخفي ، ولكن ظاهرا ترى ان قروض الصندوق هي للنهوض باقتصاد المقترض، ولا اعلم لماذا تضع نسبة للفوائد على القروض ، هذه المؤسسة المالية تعمل تحت سطوة الادارة الامريكية لانها صاحبة اكبر اشتراك في الصندوق 23% ، ولكن يبقى السؤال هل ان القروض تتاثر باقتصاد البلد المقترض فقط ام بالقرار السياسي في البلد ؟

المعادلة السليمة للسياسة الاقتصادية لاي بلد بان تكون مصروفاتها اقل من وارداتها ، والمصروفات هو عمران البلد وزيادة انتاجه وصرف رواتب الموظفين وتخصيص حصة لكل المواطنين بما لديها من موارد مالية وبالنسبة للدول النفطية مواردها النفط بالدرجة الاولى، ومن بين خدماتها هي دعم السلع الاساسية حتى يتمكن الفقير من الحصول عليها والدعم يعني تخصيص جزء من الايرادات لها من غير ان تحصل على ارباح ، فاذا كانت النتيجة النهائية الايرادات اكثر من المصروفات فان هذه الدولة تكون صاحبة اقتصاد قوي ولا تحتاج بل لا تفكر بصندوق النقد الدولي .

بعض الحكومات فيها من الفساد ما تسرق خيراته فيكون عاجزا عن تحقيق نظام اقتصادي سليم هنا يحاول ان يعوض فساده بالقروض ، وحتى يطمئن الصندوق الدولي لسلامة العملية الاقتصادية في البلد المقترض وتقليل الخسارة وضمان تسديد القرض مع الفوائد السنوية يطالب برفع الدعم عن الطحين والوقود وهو شرط قبل القرض ، وهنا تبدا الماساة فيصبح مصير الشعب رهن هذا الصندوق ، ولانه يخضع للسياسة الامريكية فعلى الدولة المقترضة ان تنفذ ما يرغب به البيت الابيض حتى تلغى الفوائد كخطوة اولى واذا احسنت الحكومة عمالتها في القرار السياسي يلغي البيت الابيض قرضه ، فالمهم يجب ان يقبض الصندوق والبيت الابيض والدول الرئيسية في ادارة الصندوق قبل منح قروضها .

كمنهجية للحفاظ على قوة صرف العملة وقوة العملة في اي بلد من خلال ايداعها اموالا في الصندوق ( 25% ذهب والباقي عملة والان حسب ما قرات في احد المواقع الخبرية ان يكون شرط الايداع 20% دولار وهذا ليجعل الدولار هو العملة الوحيدة التي يتعامل بها سوق النفط )،كمنهجية هي سليمة بذاتها ولكن ..اه من الـ لكن ، بالنتيجة تكون فوائد قروض الصندوق ماخوذة من افواه الفقراء وكم حاول الصندوق الغاء البطاقة التموينية كشرط لقرض العراق ، ولان العراق لم يستطع معالجة الفساد المالي وايقاف نهب الاموال لهذا تجد مصروفاته اكثر من ايراداته ( جزء من مصروفاته سرقات) ، هذا الامر يعمم على كل بلدان العالم الثالث والفقيرة في بقية اصقاع الارض ، وهنا يكون القرض وسيلة ضغط امريكية على من لا يتماشى وسياستها .

الان تعلن امريكا عن ايقاف مساعداتها لفلسطين او باكستان او حتى الامم المتحدة لان هذه المؤسسة وتلك الحكومات لم تتماشى والرؤية السياسية الفاسدة للادارة الامريكية لهذا نرى ترامب دائما يهدد بقطع المساعدات وبالاحرى هي رشاوى لشراء الذمم وليست مساعدة طالما انها مشروطة بسياسة معينة يجب ان تنتهجها الدولة التي تستلم المساعدات الامريكية، والان الشعب المصري يعيش القلق بسبب قرض كبير ستقدم عليه حكومة السيسي وهم يخشون من ارتفاع اسعار الطحين والوقود

وحتى الصندوق الدولي له خدعه واحتيالاته السياسية عندما يعلن مثلا عن الغاء ديون عن بعض الدول الفقيرة وهذا الاعلان ليس بارادته بل بقرار الدول المانحة للصندوق وهذه الدول تقدم على هكذا خطوات لتغطي ما لها من عورات


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/07



كتابة تعليق لموضوع : صندوق النقد الدولي والخبز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net