صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

أمنيات عراقي في بداية العام الجديد
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وجاء بابا نؤيل بعربته المزركشة، يدور على الأطفال في منتصف الليل حاملا هدايا العيد، محققا أمانيهم مدخلا السرور الى قلوبهم البريئة، راسما البسمة على شفاههم، ناشرا المحبة والسلام في المعمورة، زارعا الأمل بعام جديد وأمنيات جديدة.

في العراق؛ كان هذا العام يختلف عن سابقه، فقد إنتهت الحرب مع الإرهاب، مكللة بالنصر والظفر على خفافيش الظلام، وإنجلت الغيمة السوداء من سماء الوطن، وفشلت مؤامرة التقسيم التي إفتعلها رئيس الإقليم مسعود البرزاني، في إقتطاع شمال العراق والإستئثار به، وبدأ النازحون القابعون في الخيام يعودون الى ديارهم، لبدء حياة جديدة يحدوها الأمل بمستقبل أفضل وغد أجمل، ليس فيه صوت للكراهية وهتافات عنصرية.

ومع نهاية هذا العام؛ بدأت طبول التغيير تلوح في الأفق، إنتظارا للعام الجديد، فالعراق ما بعد داعش سيختلف عما قبله، فقد خرج قويا معافى موحدا من شماله الى جنوبه، وكياناته السياسية غيرت خطاباتها الطائفية، وإتجهت الى عنوان المشاريع الخدمية، التي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر، بعد سنين عجاف تعاون فيها الإرهاب والفساد المالي والإداري، على سلب خيرات بلد غني بثرواته وشعبه، بل إن بعض الأحزاب غيرت أسمائها وشخصياتها، التي ستشارك في الإنتخابات مطلع العام القادم، وفيها سيحدد العراقيون من يختاروه لإعادة بناء وطنهم بلون جديد.

وطن سيكون خاليا من الإرهاب، لكنه سيواجه تحديات كثيرة أهمها محاربة الفساد المستشري، ومعاقبة كبار المفسدين وإسترداد الأموال المنهوبة، التي اتخم بها هؤلاء السراق، وجعلوا شبابه بين مقاتل على السواتر وعاطل عن العمل، يبحث عن لقمة العيش التي يأمل من الحكومة القادمة أن توفرها له، في مشاريع إستراتيجية وإستثمارية، يحصل على فرصة عمل فيها بعيدا عن الحزبية والمحسوبية والوعود الكاذبة، وأن تستثمر أموال البلد، في الإلتفات لقطاع التعليم المتهالك بمدارسه الآيلة للسقوط وصفوفها المزدحمة، التي ما عادت تتسع لطلبة جدد، وأن تفتح المستشفيات الحديثة المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والأدوية، أبوابها للمرضى دون روتين بائس.

أمنية العراقيين منذ ربع قرن وأكثر، أن يكون تجهيز الكهرباء مستقرا في بيوتهم ويتخلصون من الحاجة الى المولدات، التي أرهقتهم بأجورها ومشاكلها المتراكمة، حتى يأسوا من حل هذه المشكلة الأزلية التي رافقت أجيال كاملة، دون أن يلوح في الأفق حل لرفع هذه المعاناة، لذلك الأمل كله أن تتحقق هذه الأمنية في العام الجديد، ويرى العراقيون مدنهم عامرة منورة، ذات شوارع نظيفة خالية من المطبات والحفر والمياه الأسنة، تزينها الحدائق والمتنزهات الخضراء الجميلة، بدل الساحات الترابية.

أمنيات ليست صعبة التحقيق، إذا ما توفر التخطيط الناجح والرجال الصادقون، الذين يضعون مصلحة بلدهم فوق مصالحهم الشخصية والحزبية، وإختار العراقيون حكومة بعيدة عن المذهبية والطائفية، وإنما حكومة خدمية هدفها خدمة الوطن والمواطن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/01



كتابة تعليق لموضوع : أمنيات عراقي في بداية العام الجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net