صفحة الكاتب : ليلى أحمد الهوني

وإلى ذلك الحين!
ليلى أحمد الهوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بادئ ذي بدء، وبعد غياب طويل عن كتابة المقالات، هٰنذا أعود من جديد، لعلي أجد مكانٍ بين هذا الكمالهائل والرائع (إلمس الخشب-touch wood) من الكتّاب الليبيين، الذين "أطلقوا عنان" إبداعاتهمالفكرية، ضمن الإنجازات العظيمة، التي تحققت والحمدالله، بفضل إنتفاضة السابع عشر من فبرايرالمجيدة. إنها "حرية الرأي"  ذلك الكنز العظيم، الذي حرم منه الشعب الليبي ولسنين طويلة. 

دعوني لا أطيل عليكم بالتذكير حول هذا الشأن، ولنعود بذلك إلى موضوع المقالة الرئيسي.

سألني أحد "المعارف" من داخل الوطن الحبيب: ماذا يقول الغرب والإعلام الغربي عنا؟

فوددت أن أروي لأخواتي الكريمات، وإلى سادتي الأفاضل متتبعي كتاباتي "نصيحة" كنت قد تلقيتها منأخ ليبي مقيم في المملكة المتحدة، منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم. وقد كان ذلك بعد ان أتيتإلى هنا (بريطانيا) مباشرةٍ.

ولعلِ بسرد هذه "النصيحة" لكم، سيتم فهم رأي الاعلام الغربي فينا، أو بالأحرى ماذا يقول الغربعنا(1)

اذ قال لي ذلك الأخ (الله يمسيه بالخير) في أول حوار دار بيننا: (يا أخت ليلى أودّ ان أقدم لكِ نصيحة"مجانية"(2) لعلها تفيدك، في حال قررتي البقاء هنا في بريطانيا، أو في إحدى الدول الغربية منشبيهات بريطانيا، "أمريكا" على سبيل المثال وغيرها.

وهي: اذ ذات يوم  جاء في مخيلتك وعلى بالكِ، ان تدلي بتصريح مفاده؛ بانكِ قد وصلت ليلة البارحةإلى القمر، فكوني على ثقة كبيرة بانكِ سوف تتلقين كل ما تحلمين به وما "كذبتي" لأجله، فقط لانكِ قدصرحتِ بأنكِ قد وصلت القمر الليلة الماضية. وذلك اما سيكون بلقاءات صحفية من بعض الصحفالغربية المشهورة، إلى عروض قد تصل حتى بالملايين الجنيهات الاسترليني، فقط لموافقتك علىالإنضمام إلى إحدى أهم الجهات الإعلانية الدعائية، وغيرها الكثير والكثير من الأمور الاخرى، التي كنتِذات يوم تطمحين للحصول عليها، سواء كنتِ أنتِ أو غيركِ (قاصدا بذلك بان ليس لهذا الامر أية نوعمن الخصخصة لشخصي) ثم استمر قائلا: وستصلين إلى مستوى من الشهرة، لم يكن ليخطر على بالكذات يومٍ. 

ولكن.. إذ تبين بانكِ كاذبة ومخادعة؛ فإنك يا سيدتي الكريمة، ستقعين في حضيض الحضيض، لا لشيءفقط لانكِ كذبتي عليهم، وادعيتي حدوث أمر لك لم يمت للحقيقة باية صلة) أنتهى ذلك الحوار، وإنتهتتلك النصيحة معه أيضاً. 

أظن بان القصد من وراء هذا "الحوار" وصل، وقد بات واضحا!

لكن ومن باب الحيطة؛ وكي لا يسيء الفهم لما قصدت من وراء ما سبق كتابته، وحتى لا أظلم كلالشعب الليبي، وأضع الجميع في "سلةٍ" واحدة، فان جُل الليبيين اليــوم، وهنا اقصد تحديدٍ، أولائكالذين "ركبوا الموجة" واتخدوا من أنفسهم "أبطال" بعد انتفاضة فبراير الشعبية، فعثوا وصالواوجالوا، غربٍ وشرقٍ وفِي الجنوب ايضا، فهؤلاء - وكما هو معلوم - قد افسدوا وبجدارة هذه الإنتفاضةالوطنية النقية والبريئة، وحولولها إلى ساحة من الصراعات الغير مبررة، واقتتال لا يرتقي بمثقال ذرةإلى مستوى الإنسانية، فقط من أجل أن يكون لهم نصيب الأسد، من أرزاق وثروات هذه الدولة. وعلى"رأس" من جاء كل هذا الامر؟ على رأس شعب بسيط، عانى ما عاناه لعقود طويلة، من إحتلالفاشستي، إلى نظام ملكي يعدّ ممنهج وضعيف وغير قادر البتة على إدارة نفسه، فما بالك اذ تعلق الأمربدولة، والاسوأ مما سبق قد عانوا من نظام عائلي دكتاتوري، ظالم وقمعي، أدى بالشعب الليبي إلىكوارث حقيقية، تضرر منها البسطاء من أهالي ليبيا حتى يومنا هذا(3)

وليفهم الموضوع بطريقةٍ أخرى، ومن جانب آخر سهل ومباشر وأكثر وضوح. ان الشعب الليبي، عندماكان هدفه الحقيقي والصادق، هو تحرير الوطن من قبضة ذلك اللانظام، وتطهير ليبيا من حكمدكتاتوري، وجدنا ان الإعلام الغربي بكل أنواعه، قد توجه إلى قلب الحدث، فقط كي ينجح في نقل صورةمشرفة على ليبيا وعلى ثوارها الشرفاء الحقيقيين، الذين انتفضوا بِـ نية "حب" وحماية الوطن ليساكثر. ولكن عندما تَغِير المسار وكشر البعض من "أراذل" القوم عن أنيابهم، انسحب ذلك الإعلام منتلك الفوضى والمعمعة، لأن لا أحد من أولائك يهمه خلاص ليبيا من عدمه. ولأن تبين للجميع بما فيذلك وسائل الاعلام الغربية، إن هدف الغالبية الأخرى من الشعب الليبي، يكمن فقط في الطمع بالوطنوفي ممتلكاته، لا حبا فيه وفِي نيله لكامل "حريته" التي لم يكن يملكها.  

ختاماً.. يطيب لي هنا، أن أطمأنكم بانه سيكون لأخبار الشعب الليبي "عمود"، بل ربما صرح  فيالإعلام العربي والغربي على حدٍ سواء.

ولكن متى سيكون ذلك؟ ... إلى أن تضع "الصراعات" في ليبيا أوزارها، ويضمن أمن وسلامة وراحةأهلنا في داخل الوطن الحبيب.

وإلى ذلك الحين، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه - أستودعنا الله في ديننا وأمانتنا وخواتيم أعمالنا.

~~~~~~~~~~~~~

(1) تجدر الإشارة هنا بان ليس المقصود الإعلام (الغربي والعربي) ولا يهمنا بالتأكيد ما رأي هذهالوسائل فينا، لأننا لم ولن نعول عليهم كثيرا. فالمقصود هنا "سمعتنا" نحن كـ ليبيين بين شعوب هذهالمناطق، وما أهمية تحسين صورتنا أمام أنفسنا أولاً، ثم أمام من حولنا.

(2) ذكرت "مجانية" لأن هنا في بريطانيا، لا يقدم لك أي شخص - بمن فيهم الليبيين - اَي شيء مجاني(ولله في لله) كما نقول.

(3) حتى هذه اللحظة مازلت أحمّل اللانظام السابق، كامل المسئولية لما آلت إليه الأوضاع في ليبيااليــوم. هذا فقط للعلم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليلى أحمد الهوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/30



كتابة تعليق لموضوع : وإلى ذلك الحين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net